لماذا يريد الغرب تدمير روسيا؟

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

مؤسسة الثقافة الاستراتيجية

9 أكتوبر 2024

في الصراع الحالي، يسلك الغرب الجماعي مسار الانتحار.

نشر عضو سابق في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن في البرلمان الأوروبي جان لوك شافهاوزر Jean-Luc Schaffhauser مؤخرًا سلسلة من المقالات. يحاول فيها فهم الأسباب الحقيقية وراء دخول الغرب في مواجهة مع موسكو، بينما أوكرانيا ليست سوى واحدة من نتائج هذه السياسة الغريبة.

يلاحظ شافهاوزر بحق أن انهيار المحور القاري (برلين – موسكو – بكين) من خلال الانقلاب في أوكرانيا والدعم اللاحق لنظام كييف أدى إلى "وضع متناقض".
حيث أن روسيا بدأت تعتمد على الصين لمقاومة كتلة الناتو، وبالتالي فقد الغرب روسيا - حليفه المسيحي والمحافظ.

يتناول شافهاوزر غالبًا قضية القوة المتنامية للصين، ويوبخ الغرب والولايات المتحدة للسماح لبكين بالوصول إلى حالتها الحالية من خلال الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. لقد عانت الصين من العدوان الغربي في وقت من الاوقات، وتجاهل الغرب هذه الحقائق التاريخية، معتقداً بسذاجة أن الصين سوف تصبح في نهاية المطاف "ليبرالية" وأن الغرب سوف يكون قادراً على استيعابها.
ولكن الصين كانت تعلم أنها سوف تصطدم بالغرب عاجلاً أم آجلاً، وأن الشيوعية هناك ليست سوى قشرة خارجية. اماالقوة الدافعة الحقيقية فهي القومية. ولم تكن الصين على استعداد للتضحية بمصالحها لإرضاء الغرب الليبرالي.

وبالنسبة لبقية العالم، أي الغالبية العظمى من دول وشعوب الكوكب، أصبح الغرب "الليبرالي" "غير ليبرالي".
علاوة على ذلك، تجاوز الصراع مع الغرب المكون الاقتصادي للتفوق واتخذ لونًا أخرويًا اي طابعاً دينيا – فهذه معركة مع الشيطان الأكبر، مع تهديد وجودي للبشرية جمعاء بسبب حروبه، بما في ذلك التجارب على سلالات فيروس كورونا، والتي تبدو وكأنها محاولة أخرى لإخضاع العالم لسيطرته بمساعدة تحسين النسل الحاصل على براءة اختراع. ويعتقد أنه "بعد 11 سبتمبر، خرجت الآلة الليبرالية عن السيطرة".

في الواقع، بدأ هذا الترسيم في وقت سابق. كما يلاحظ وولفسون Matt Wolfson ، هناك نوعان من الليبرالية – الكلاسيكية والإدارية.
"في مكان ما بين عامي 1933 و 1969، حلت الليبرالية الإدارية محل الليبرالية الكلاسيكية التي كانت مهيمنة في السابق. "لقد أدى هذا إلى نشوء السخط الحالي، والذي لا يشكل ثورة ضد الليبرالية بحد ذاتها، بل ضد إحدى نسخها الفاشلة". وقد أدى هذا إلى انحدار خطير في السياسة العامة الأميركية، ومن خلال تدهورها، انتشر إلى بقية الغرب. وفي نهاية المطاف، أدت هذه العملية إلى إنشاء "تحالف من الكراهية والضعف والغطرسة ــ كل هذه الصفات الثلاث مجتمعة بشكل متناغم في الناس ــ مما أدى إلى جنون رؤساء دولنا الأوروبيين، الذين يشبهون الأطفال الذين يلعبون لعبة الحرب، ولكنهم يحملون أسلحة الدمار الشامل". هذا هو الطريق إلى النهاية.

وفي النهاية، توصل شافهاوزر إلى استنتاج مفاده أن السبب الحقيقي وراء حرب الغرب ضد روسيا هو الليبرالية في الشكل الذي تحولت إليه في العقود الأخيرة في الولايات المتحدة. وحسب هذا المنطق، يجب تدمير روسيا ببساطة بسبب ما هي عليه، لأنها تعارض الليبرالية والعدمية. ربما لأنها شهدت كلاً من هاتين الصدمتين في القرن العشرين وتعرف ثمنهما.

ويبدو أنه يريد أن تفوز روسيا في هذه الحرب التي تتجاوز حدود أوكرانيا. ليس انتصار روسيا فحسب، بل وأيضاً كل القوى الحكيمة التي تقاوم الهيمنة الغربية، لأن "الليبرالية تطلق العنان لكل أنواع الأزمات الطبية والمالية ضد شعوبها وشعوب أخرى من أجل تأكيد هيمنتها الداخلية والخارجية. لن تنتهي هذه العملية إلا بحرب بين "الوجود" و"عدم الوجود". الليبرالية الغربية شيطانية في الأساس، إنها شيطان نهاية العالم".

لكن روسيا وحدها تظهر كسفينة الخلاص، حيث يتم الحفاظ على الحب والحكمةالمسيحية، وفقًا لشافهاوزر.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل