طوفان الأقصى 365 – النفط والغاز سبب الحرب على لبنان وغزة

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

موقع REN TV الروسي

30 سبتمبر 2024

من المستفيد من حرب لبنان والكارثة في الشرق الأوسط

حوض النفط والغاز في بلاد الشام هو الأكبر في البحر الأبيض المتوسط، وكانت واشنطن تعول على موارد الطاقة في لبنان.

على الرغم من مرور قرنين من الزمان، لم تتغير كثيرًا نسبة أولئك الذين يعتبرون الغرب جنة وبقية العالم غابة. كما لم تتغير الرغبة في العيش على حساب الآخرين.
هذا أحد الأسباب الرئيسية لمعظم الصراعات التي يثيرها الغرب في جميع أنحاء العالم والتي تكون فيها الدول الأخرى مجرد أداة.

هل تتذكرون اعتراف السيناتور غراهام مؤخرًا بأن أوكرانيا مثيرة للاهتمام بالنسبة للولايات المتحدة في المقام الأول بسبب مواردها الطبيعية؟
يحدث نفس الشيء تمامًا في الشرق الأوسط، الذي قد ينزلق في أي لحظة إلى أكبر حرب في التاريخ.
هذا الأسبوع، تشن إسرائيل سلسلة من الضربات القوية على لبنان، مما يؤدي إلى تدمير قيادة حزب الله بالكامل، بما في ذلك زعيمه نصر الله.

حكومة نتنياهو لن تتوقف: قد تشن إسرائيل عملية برية. إن العواقب قد تؤدي إلى كارثة بالنسبة لإسرائيل نفسها ودول أخرى في المنطقة.

والسؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هنا هو: من المستفيد؟

وليس فقط من وجهة نظر سياسية. يتحدث مراسل إزفستيا الخاص في لبنان، كيريل أولكوف، عن الأحداث الأخيرة في هذا البلد وخلفياتها الخفية في "برنامج بيتر مارشينكو".

اغتيال زعيم حزب الله

هكذا تبدو الضاحية الجنوبية لبيروت الآن. لقد دمرت المنازل بفعل الضربات الصاروخية الإسرائيلية. لا يوجد جنود في هذه المنطقة – معظمهم من اللاجئين من جنوب لبنان. ولكن الجيش الإسرائيلي لا يرحمهم.

طوال هذه الفترة، كان الهدف الرئيسي لإسرائيل هو المقر السري لزعيم حزب الله. دمرت إحدى الضربات المخبأ، ومات حسن نصر الله مع ابنته وأقرب معاونيه.

تم العثور على بديل للزعيم على الفور. لدى "حزب الله" بدائل على جميع مستويات القيادة. تم انتخاب هاشم صفي الدين أمينًا عامًا جديدًا لحزب الله، حسبما ذكرت قناة العربية. ولكن مع رحيل نصر الله، انتهت حقبة استمرت 30 عامًا. يتم استبداله تحت هدير المدفعية المتواصل.

لن تتوقف إسرائيل. بعد وفاة زعيم الحركة، أصبحت الضربات أكثر كثافة، تمت مهاجمة مئات الأهداف، وهناك خسائر، بما في ذلك في قيادة حزب الله. قُتل قائد مؤثر، رئيس وحدة الأمن، نبيل قاووق، وكان أقرب معاوني حسن نصر الله.

ضربت القوات الإسرائيلية لبنان مرة أخرى، فقتلت مسؤول الأمن والمستشار الرئيسي لزعيم حزب الله والمسؤول عن النواحي الإدارية لهذه الحركة.

تعرض صور من شرق لبنان. نتيجة للهجوم الإسرائيلي يوم الأحد على مدينة بعلبك، قُتل 21 شخصًا – جميعهم من المدنيين.

تحلق الصواريخ عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية للأسبوع الثاني. ولكن إذا كانت القبة الحديدية تعمل في اسرائيل، فهناك دمار كارثي في لبنان.

في غضون أسبوعين، مات ألف شخص في لبنان. كتل نارية فوق المناطق السكنية في بيروت. تسمع صفارات الإنذار من الغارات الجوية في جميع مدن البلاد.

كانت إسرائيل تستهدف الضاحية، وهي منطقة جنوب بيروت، معقل حزب الله. دمرت الصواريخ هنا ستة مبانٍ شاهقة. يستهدف الجيش الإسرائيلي مناطق سلمية مكتظة بالسكان.

كارثة إنسانية في لبنان

هناك كارثة إنسانية في لبنان. تدفقت موجات من اللاجئين إلى العاصمة. وتعاني المدينة من اختناقات مرورية على مدى أميال، كما نفذت الأدوية من الصيدليات. ويتم افتتاح الفنادق المغلقة خصيصًا للاجئين.

إحدى الأمهات التي لديها العديد من الأطفال هربت من الصواريخ من سجا. "كانوا يقصفون الشوارع مباشرة، كان الأمر مخيفًا للأطفال مما كان يحدث. قررنا الهرب إلى هنا (إلى بيروت. - ملاحظة REN TV)"، قالت المرأة.

لكن لا يجد الجميع ملجأ في عاصمة لبنان. الطريق بين أكبر مدينتين هو رمز للتغييرات التي حدثت في لبنان. قبل فترة ليست طويلة، كان يطلق عليه "سويسرا الشرق الأوسط". اليوم، تجاور قصور النخبة القرى المنسية.

من يستفيد من الحرب في لبنان

في غضون ثلاث سنوات فقط، انهار الاقتصاد اللبناني إلى الهاوية. انخفاض حاد في الناتج المحلي الإجمالي، تضخم مفرط. نصف السكان تحت خط الفقر، كل ثالث – عاطل عن العمل.

طرابلس هي ثاني أكبر مدينة في لبنان. بعد بيروت، استقبلت التدفق الرئيسي للاجئين. في الوقت نفسه، تعد طرابلس، مثل نظيرتها الليبية، ميناءً رئيسيًا، قبالة سواحلها تم اكتشاف رواسب من الموارد الطبيعية مؤخرًا. هنا بدأت المشاكل.

"لم يكن الأميركيون مهتمين قط بالصناعة اللبنانية. ولكنهم يستطيعون الحصول على حصة من حقول الغاز"، كما يلاحظ عالم السياسة والمتخصص في شؤون الدول العربية فيليب لوبييه.

يعتبر حوض النفط والغاز في بلاد الشام الأكبر في البحر الأبيض المتوسط. وتقوم إسرائيل بالفعل بتطوير حقلين كبيرين في جرفه. وكان من المقرر أن يطور تحالف يضم توتال الفرنسية وإيني الإيطالية ونوفاتيك الروسية احتياطيات لبنان. وفي صيف عام 2022 انسحبت شركتنا من المشروع. ومنحت بيروت هذه الحصة لشركة قطر للطاقة، وهو ما أزعج واشنطن بالتأكيد.

ويلاحظ الخبير الاقتصادي والمقدم المتقاعد في الجيش الأميركي إيرل راسموسن أن "النفط والغاز هما القيمة الرئيسية في الشرق الأوسط. وحيث توجد الشركات الأميركية، يوجد أيضاً وجود عسكري أميركي".

من الواضح أن الولايات المتحدة كانت تعتمد على موارد الطاقة الليبية. وكانت الشركة الأميركية NEOS GeoSolutions هي التي انخرطت في التنقيب الجيولوجي في جرف البلاد. ومن بين رعاة هؤلاء "الجيولوجيين" بيل غيتس وغولدمان ساكس. وكان مديرها يرأس ذات يوم أحد أقسام شركة هاليبرتون، وهي شركة أميركية سيطرت على موارد الطاقة العراقية.

في لبنان اختارت واشنطن تكتيكاً مختلفاً: العمل من خلال عدو بيروت القديم في المنطقة.

نتائج اغتيال نصر الله

على شاطئ إيلات الإسرائيلي، قوبل خبر مقتل حسن نصر الله بالتصفيق، وفي أحد حانات تل أبيب بالرقص شماتة بمقتله.
قاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية القضاء على زعيم حزب الله من أحد فنادق نيويورك. بعدها استقبله ممثلو الدول العربية على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالصافرات احتجاجا.

إن عواصم دول الشرق الأوسط تدرك تمام الإدراك أن مقتل حسن نصر الله لن يؤدي إلا إلى جولة جديدة من الصراع في المنطقة.

"إن مقتل زعيم حزب الله يشكل تحدياً آخر لإيران وجميع القوى الشيعية والموالية للشيعة بشكل عام. ويتعين على طهران أن تستجيب لهذا التحدي بطريقة أو بأخرى"، كما يعتقد عالم السياسة وخبير العلاقات الدولية موفسيس غازاريان.

لقد أعرب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالفعل عن تضامنه مع حزب الله ودعا إلى تصعيد المقاومة ضد إسرائيل. ولكن كيف سترد طهران على عمل آخر من أعمال الإرهاب الدولي لا يزال سؤالاً مطروحاً.

هناك شيء آخر واضح: إن واشنطن تستخدم بشكل متزايد القوى الأجنبية لتحقيق مصالحها الخاصة. فقد تلقت تل أبيب، مثل كييف، مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة هذا العام. والآن لا يبدو أن إسرائيل ستتوقف بعد محو غزة عن وجه الأرض.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات