أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مسعد عربيد - المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، بحث في الفكر الصهيوني قبل -طوفان الأقصى- وبعده (الحلقة الثانية)














المزيد.....

المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، بحث في الفكر الصهيوني قبل -طوفان الأقصى- وبعده (الحلقة الثانية)


مسعد عربيد

الحوار المتمدن-العدد: 8121 - 2024 / 10 / 5 - 22:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


حول الذرائع والتبريرات

أ) طرح الغرب الرأسمالي العديد من الطروحات العنصرية والاستعمارية ارتكزت على مفاهيم بربرية تطمس الإنسان وإنسانيته وتلغي تاريخه، وعلى نظرية "تفاضل الشعوب" التي تعني أن الشعوب الأصلية والجماعات السكانية في المستعمرات، هي أقرب إلى الهمجية والتخلف، أي أنهم ليسوا بشراً متحضرين أو كاملين بل هم "حيوانات بشرية". وقد استخدم الغرب الرأسمالي هذه الطروحات لتبرير حروبه الإمبريالية، وشرعنه الاحتلال والقتل والتدمير وإبادة الشعوب ونهب ثرواتها.

ب) بالإضافة إلى تبرير سياساته البربرية في احتلال واستيطان المستعمَرات، احتاج الغرب لذرائع لتبرئة القوى الاستعمارية من مسؤولياتها التاريخية الراهنة والمستقبلية عمّا آلت إليه أوضاع بلدان الجنوب، ومنهم العرب، فعمد إلى صياغة نظريات تؤكد أن البنى الثقافية والاجتماعية والنفسية لهذه الشعوب ومعتقداتها الدينية هي السبب الجذري لتخلفها وأزماتها المزمنة والمتكررة.

ومنذ ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن العشرين وما صاحبها من تحولات كبرى شهدها العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وهيمنة العولمة الرأسمالية الغربية، تعاظم تأثير هذه الأطروحات بغية تعزيز وهم الانتصار الأميركي ووحدانية القطب الأميركي في الهيمنة على الكون، فانتشر خطاب نهاية الأيديولوجيات ونهاية التاريخ وصراع الحضارات.

ج) شكّلت هذه المرتكزات الأيديولوجية مقدمة لاستمرار سياسات العداء والحرب والهيمنة التي تعتمدها القوى الغربية بقيادة الإمبريالية الأميركية، وحظيت الشعوب العربية من بين شعوب جنوب الكرة الأرضية بحصة الأسد من مؤامرات التدمير وضرب مشروعات النهضة واحتجاز التنمية وإعاقة السيادة والعدالة والتقدم.

ومن أجل ضمان استمرارية هيمنته السياسية والاقتصادية على الوطن العربي، عمد الغرب الرأسمالي - الإمبريالي إلى آليات الحروب التدميرية وويلاتها التي لم تسلم منها ليبيا والعراق وسورية والسودان واليمن وغيرها، ناهيك عن زرع الكيان الصهيوني الوظيفي في قلب الوطن العربي منذ عقود، وتعميق تبعية الأنظمة العربية، سواء النفطية وغير النفطية.

إضاءة: الجذور العنصرية للتفاضل بين الشعوب والأمم

ليس هذا استطراداً أو عودة إلى التاريخ، بل القصد هو التأكيد على أن هذه النظريات العنصرية ما زالت حاضرة بقوة في الخطاب الغربي: السياسي والاجتماعي والثقافي والفكري، وما فتأت تتنامى في العديد من المجتمعات الغربية مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا وهنجاريا والولايات المتحدة وغيرها.

خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، أضحت "الاختلافات بين المجموعات البشرية" موضوعاً هاماً في الخطاب الغربي وفي حقول الفلسفة والفكر والعلم والسياسة. وكانت هناك نظريات ومحاولات لتصنيف البشر وتراتبية الأعراق وفق التباين البيولوجي والخصائص الثقافية والحضارية، وراجت "نظرية" التفاضل بين الأجناس البشرية التي أنتجت العديد من التيارات العنصرية وفكرة تفوق الأوروبي الأبيض على الأجناس البشرية الأخرى. فعلى سبيل المثال، استقطبت فكرة تفوق العِرق الآري بعض المفكرين الفرنسيين والألمان، وازدهرت في اواخر القرن التاسع عشر ومطلع العشرين، ومفادها أن متحدثي اللغات الهندية الأوروبية يشكلون عرقاً متفوقاً على الأعراق الأخرى.

وكما هو معروف، شكّلت هذه الطروحات الأساس النظري للأيديولوجيا النازية التي انتعشت في أواخر القرن التاسع وتم تطبيقها عملياً خلال العهد النازي في المانيا (1933-1945)، ولا زلنا نرى تجلياتها اليوم في تيارات النازية الجديدة (النيونازية) المتنامية في العديد من الدول الأوروبية. كذلك، شكّلت الأساس النظري للأيديولوجيا الصهيونية القائمة على العنصرية وتفوق "اليهود" واستيطان فلسطين وإفناء شعبها.

وجدير بالتذكير هنا أن تنامي هذه المفاهيم العنصرية تزامن في سياقه التاريخي والسياسي مع صعود الرأسمالية إلى مرحلتها الإمبريالية.

مَن هي "الحيوانات البشرية":
المستعمِر أم المستعمَر؟

في مواجهة المستعمِر، يدافع المستعمَر عن نفسه وأرضه بالعنف الثوري، وهو عنف شرعي وأخلاقي بالمطلق وحق طبيعي لأنه يقاوم الاستعمار والاحتلال والاستيطان، أي أنه نقيض لعنف المستعمِر اللاأخلاقي والإجرامي. في هذا الصراع، يتحول المستعمِر إلى كائن بربري ومتوحش، رغم ادعائه نقيض ذلك، ويصبح "حيواناً بشرياً". وينعكس هذا اليوم بوضوح على الكيان الصهيوني في الحرب الدائرة في قطاع غزّ والضفة الغربية. فحين يمعن الصهيوني في القتل والذبح والاغتصاب، فإنه يُسقط القناع عن وحشيته ويفقد صفاته الإنسانية والأخلاقية ويصبح هو الحيوان البشري على عكس ما يَصف به الشعبَ المستعمَر.

يتضح مما أتينا عليه أن وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت لم يكن أول مَنْ لفظ "الحيوانات البشرية" في وصفه للفلسطينيين خلال الحرب الإبادية المستمرة على قطاع غزّة والضفة الغربية المحتلة، فقد تم استخدام هذا اللفظ وتكراره بشكلٍ أو بآخر في العديد من التجارب الاستيطانية الأخرى حول العالم.



#مسعد_عربيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية ...
- السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية ...
- السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية ...
- السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية ...
- السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية ...
- السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية ...
- السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية ...
- السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية ...
- السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية ...
- السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية ...
- السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية ...
- في أسباب وهن الفكر السياسي العربي: استهداف الوطن العربي ودور ...
- مشروع التحرير الوطني الفلسطيني: قراءة من أجل التاريخ والمستق ...
- مدخل إلى قضايا الوعي وإشكالياته: الوعي الشعبي بين الحقيقي وا ...
- مدخل إلى قضايا الوعي وإشكالياته: الوعي الشعبي بين الحقيقي وا ...
- نحو فهم مادي للعِرق في أميركا
- التفكير بجائحة كورونا … ك-مفترق طريق-: نحو الإطاحة بالرأسمال ...
- تراثنا ... وكيف نقرأه في زمن الهزيمة: مراجعة نقدية (الجزء ال ...
- تراثنا ... وكيف نقرأه في زمن الهزيمة: مراجعة نقدية (الجزء ال ...


المزيد.....




- أبرز المشاهير ونجوم هوليوود في زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يوجه رسالة لإيران بشأن المفاوضات - ...
- خان أمريكا ودخل السجن.. من هو نوشير غواديا مهندس طائرة الشبح ...
- روسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تن ...
- التطلعات الأوروبية في الخليج - مجرد صفقات سلاح؟
- مخرجات قمة الناتو في لاهاي في عيون الصحافة الألمانية والغربي ...
- السلوقي التونسي: كنز تراثي مهدد بالانقراض
- غرينلاند .. حين ينكسر الصمت
- -أطباء بلا حدود- تطالب بوقف مؤسسة غزة الإنسانية وسط اتهامات ...
- جامعتا هارفارد وتورنتو تضعان خطة طوارئ للطلبة الأجانب


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مسعد عربيد - المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، بحث في الفكر الصهيوني قبل -طوفان الأقصى- وبعده (الحلقة الثانية)