|
عن الطوفان واشياء أخرى (12)
محمود الصباغ
كاتب ومترجم
(Mahmoud Al Sabbagh)
الحوار المتمدن-العدد: 8102 - 2024 / 9 / 16 - 02:52
المحور:
القضية الفلسطينية
العدوان على غزة: أجندة إسرائيل السياسية والأمنية في صباح السابع من تشرين الأول 2023 شنت حركة حماس هجوماً مسلحاً على مواقع وبلدات إسرائيلية محيطة بقطاع غزة، أطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى" كما جاء على لسان محمد الضيف قائد الجناح العسكري للحركة. فهل كان هذا الطوفان "هجوما مفاجئاً"؟ لا يوجد اتفاق على هذا الرأي، فمثل أي حدث كبير، ستظهر -منطقياً- آراء متعددة ،بل ومتناقضة، لتفسيره وشرحه. يعتقد البعض (وهذا البعض كثير على كل حال) أن المخابرات الأمريكية لم تكن على علم مسبق بهجوم حماس، بينما يزعم البعض الآخر (وهذا البعض كثير أيضاً) أن هناك القليل من الحصافة في تصديق وسائل الإعلام الحكومية أو الرسمية أو المقربة من الحكومة أو المؤسسات والقنوات والمحطات الإخبارية المهيمنة على الفضاء الإعلامي الأمريكي التي تقول بأن عملية حماس كانت "إخفاقاً استخباراتياً" إسرائيلياً، ويؤكد هؤلاء أن الموساد هو واحد من أقوى وكالات الاستخبارات على هذا الكوكب، إن لم يكن الأقوى(1)؛ ويعتمدون في رأيهم على حقيقة أن إسرائيل تمتلك -بحكم الأمر الواقع- جيشاً من العملاء داخل قطاع غزة، بالإضافة إلى أجهزة تنصت إلكترونية متطورة مزروعة على طول الجدار الحدودي مع القطاع وهي على درجة عالية من التطور ومتقدمة بما يكفي لالتقاط ورصد همسات وسكنات السكان في بيوتهم، فما بالك بحركة مجموعات قتالية ومركبات وغيرها وبأعداد كبيرة كما شاهده العالم بأسره، مما يشير إلى صعوبة تصديق عدم إمكانية التنبؤ بالهجوم. كما تبقى مسألة عدم علم المخابرات الأمريكية بالهجوم موضع جدل، نظراً للتعاون الاستخباراتي الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويحتمل بالأمر أنه يعبر عن مصالح سياسية وأمنية وراء تقديم هجوم حماس كنوع من الفشل الاستخباراتي وهذا أمر يتطلب -في الحقيقة- المزيد من التحليل والبحث في المصادر لفهم السياقات الكاملة للحدث. ونظراً لعدم وجود أي تفسير رسمي إسرائيلي مقنع لما حدث في صباح ذلك اليوم، يصبح من "حق" الجميع تفسير وتأويل الحدث كما يحلو لهم أو حسب رغبتهم وأمنياتهم أو كما يريدون له أن يكون وأن ينتهي. ومن هنا فقد يذهب البعض بتأكيداتهم إلى حد القول إن بنيامين نتنياهو وفريقه العسكري والاستخباراتي -بما في ذلك الموساد والشاباك- كانوا على علم بهجوم حماس. ويؤكد أصحاب هذا القول إن الخطة الإسرائيلية للرد على الهجوم كانت معدة بعناية لشن حرب إبادة ضد الفلسطينيين (مبتدئين بقطاع غزة)، وقد اختمرت هذه الخطة؛ ونضجت قبل السابع من تشرين بوقت طويل، مما ينفي أي ادعاء مفترض بوجود فشل أمني إسرائيلي -كما تروج له وسائل الإعلام- والزعم بوجود "بصمة وتخطيط إيراني" للهجوم (2). بل على العكس تماماً؛ تشير الأدلة والشهادات إلى أن حكومة نتنياهو كانت على علم مسبق بعملية حماس وسهلت حدوثها وكاثرت من حجم الضحايا الإسرائيليين(3) بهدف الحصول على موافقة دولية للهجوم على غزة فيما بعد؛ ويحلو لأصحاب نظرية المؤامرة(4) الإشارة إلى ما ذكره نتنياهو في كلامه المسجل في اجتماع لأعضاء الكنيست عن حزب الليكود في العام 2019 عن دعم وتمويل حماس: "من يريد إحباط إقامة دولة فلسطينية عليه دعم حماس وتمويلها وتعزيز قدراتها... هذا جزء من استراتيجيتنا؛ [أي] عزل الفلسطينيين في غزة عن الفلسطينيين في الضفة الغربية"(5). وإذن تعاملت إسرائيل مع حركة حماس باعتبار هذه الأخيرة "شريكاً مضارباً" لمواجهة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ومنع الرئيس محمود عباس من اتخاذ أية خطوات تسهل -أو على طريق- إقامة دولة فلسطينية؛ وهكذا تحولت حماس من "جماعة إرهابية" ظاهرياً إلى تنظيم "فاوضته إسرائيل -عبر مصر- وسمحت بمرور الحقائب القطرية المليئة بملايين الدولارات إلى غزة" على حد قول الإعلام الإسرائيلي(6). وكان من الواضح أن هذا التوجه جزء من استراتيجية سياسية وأمنية إسرائيلية أوسع لتعزيز الانقسام وتقويض أي تمثيل فلسطيني موحد يمثل جميع الفلسطينيين. وللتأكيد على هذه الاستنتاجات علينا مواجهة تاريخ طويل -ومعقد- لعلاقات موضوعية ذات طابع قهري بين حركة حماس وأجهزة المخابرات الإسرائيلية (أهمها الموساد) منذ تأسيس الحركة على يد الشيخ أحمد ياسين في العام 1987 عقب اندلاع الانتفاضة الأولى. ويوضح زئيف شطرنيل، أستاذ التاريخ في الجامعة العبرية، في مقال نشره في صحيفة "لومانيتيه" الفرنسية أن الهدف من دعم الموساد للحركة -في البداية- كان لإضعاف السلطة الفلسطينية:" لقد تعززت مكانة حماس في الأراضي المحتلة بفضل الموساد الإسرائيلي؛ بالتوازي مع إضعاف وقمع وترهيب حركة فتح واليسار الفلسطيني -بصورة عامة- آنذاك"؛ ويتابع القول: "اعتقدت إسرائيل أن فكرة خلق حماس يعد خطة ذكية تدفع الإسلاميين للوقوف في وجه منظمة التحرير الفلسطينية"(7). وفي هذا السياق أشار النائب "الجمهوري" رون بول أمام الكونغرس الأمريكي (2011) إلى صلات حماس بالموساد والمخابرات الأمريكية: "تأسست حماس على يد إسرائيل... ولو نظرنا إلى التاريخ، سنجد أن إسرائيل هي من شجعت حماس منذ البداية لرغبتها في أن تكون أداة مواجهة مضادة تقف في وجه ياسر عرفات...(8). وتتفق وسائل الإعلام الأمريكي -إلى حد كبير- مع هذا الرأي، حيث يرون في حركة حماس مجرد "أداة استخباراتية" كانت ولم تزل تمثل رصيداً لأجهزة الاستخبارات حسب ما ورد في مقال لصحيفة وول ستريت جورنال بعنوان "كيف ساعدت إسرائيل في تفريخ حماس"(9)؛ الذي يشير إلى تسامح إسرائيل -لعدة سنوات- مع الإسلاميين في غزة بديلاً عن محاولة كبحهم، بل إنها شجعتهم في بعض الحالات ليكونوا ثقلًا موازنًا للقوميين العلمانيين في منظمة التحرير الفلسطينية وفصيلها المهيمن، فتح ياسر عرفات . والهدف المعلن لحكومة نتنياهو الآن هو "القضاء على حماس واستعادة الرهائن" عبر "حرب طويلة" ضد الفلسطينيين، بما يشكل منعرجاً نوعياً في طبيعة الصراع والحرب المستمرة بين الطرفين منذ النكبة ، فهذه المرحلة من الحرب ضد فلسطين والفلسطينيين، لم تعد قائمة على ممارسات "الفصل العنصري" أو "الانفصال" فقط؛ بل باتت تسعى إلى الاستيلاء الكامل على الأرض الفلسطينية والقضاء التام على الشعب الفلسطيني وإقصائه من التاريخ العالمي كما جاء على لسان نتنياهو نفسه (كانون الثاني 2023): "هذه هي الخطوط الأساسية للحكومة الوطنية برئاستي [نتنياهو]: للشعب اليهودي حق حصري لا جدال فيه في جميع مناطق أرض إسرائيل. ستعمل الحكومة على تعزيز وتطوير الاستيطان في جميع أنحاء أرض إسرائيل: في الجليل والنقب والجولان ويهودا والسامرة"(10). وتتفق أطياف المجتمع الإسرائيلي على أهداف الحرب هذه ومساراتها؛ ويرجع هذا إلى انحدار المجتمع الإسرائيلي نحو المزيد من التطرف واندفاع الحكومات المتعاقبة إلى أقصى اليمين السياسي إلى حد يمكنها القيام بعملية تطهير إثني حتى لو كانت بسيطة لإظهار جدية توجهاتها وأجندتها، وثمة إشارات لافتة لنتنياهو وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين في حكومته حول "تطور الوضع الأمني" في البلاد لتبرير تكثيف الغارات التي يشنها الجيش ضد البلدات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين في الضفة الغربية. كما يستغل رئيس حزب "القوة اليهودية" القومي المتطرف إيتمار بن غفير منصبه كوزير للأمن القومي ومسؤولاً عن الشرطة للدعوة إلى تدمير حماس في غزة بشكل كامل؛ وعودة الاستيطان فيها وإعدام الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فضلاً عن تصريحات متطرفة أخرى لمسؤولين آخرين . وهكذا بدأت إسرائيل بشن حرباً -غير مسبوقة- على الفلسطينيين في قطاع غزة حيث يعيش 2.3 مليون فلسطيني. ليبدأ الحصار الكامل على القطاع -عملياً وميدانياً- في التاسع من تشرين الأول 2023، والمتمثل في منع وعرقلة استيراد المواد الغذائية والمياه والوقود والسلع الأساسية؛ بما يمثل جريمة صريحة ضد الإنسانية تضاف إلى جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق السكان المدنيين هناك(11). ومن الواضح للجميع منذ اليوم الأول أن العدوان العسكري الإسرائيلي لا يستهدف عناصر حماس، بل على العكس تماماً، فقد كان ضحيته الأولى جميع سكان قطاع غزة -بلا استثناء أو تمييز- في انتهاك صارخ للمبادئ الأساسية الأربعة لقانون النزاعات المسلحة LOAC: "احترام وحماية السكان المدنيين والأهداف المدنية [المدارس والمستشفيات والمناطق السكنية]، تميز أطراف النزاع في جميع الأوقات بين السكان المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، ومن ثم توجه عملياتها ضد الأهداف العسكرية فقط". [البروتوكول الإضافي 1، المادة 48](12) وما القول بفرضية "الهجوم المزعوم" ودحرجته ليبدو كأنه "خطر وجودي" على اليهود إلا لتبرير ارتكاب سلسلة الفظائع التي ما زالت مستمرة ضد سكان قطاع غزة، وهذا ما اعترف به نتنياهو -ضمنياً- بأن هذا "الهجوم المزعوم" كان يهدف إلى تبرير هجوم الإبادة الجماعية المخطط له ضد الفلسطينيين. وهذا ليس جديداً في سياقات المشروع الصهيوني، منذ نكبة العام 1948 التي أسفرت عن قتل وتشريد وطرد إسرائيل آلاف الفلسطينيين، واحتلال معظم فلسطين الانتدابية تقريباً، وأنشأت نظام فصل عنصري ينكر إنسانية العرب الفلسطينيين بالمعنى الذي يمكن أن يفهمه اليهود عن أنفسهم (13). والمتتبع لسير الأحداث سوف يكتشف بجلاء زيف المزاعم التي تحاول الترويج أن الأمر بدء يوم 7 تشرين، في الواقع ظهر مع مرور الوقت أن هذا العدوان تتويج لجهد استخباراتي عسكري مديد ومعقد، تم التخطيط له بعناية على مدى عدة سنوات، بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية والبنتاغون وحلف شمال الأطلسي. ولعل القصد من التصعيد ضد الفلسطينيين كان الهدف منه تحريك الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط برمته، وخلق وقائع جديدة تسمح بتطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية دون الانتظار لوصول إلى حالة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وباعتبار إسرائيل عضواً فعلياً -بحكم الأمر الواقع- في حلف شمال الأطلسي (مع تمتعها بوضعية خاصة) منذ العام 2004، بما يشمل التنسيق العسكري والاستخباراتي النشط وكذلك المشاورات المتعلقة بالأراضي المحتلة، فإن قيادة الجيش الإسرائيلي تنظر إلى التعاون العسكري مع المستويات الأمنية والعسكرية كافة، في واشنطن وقيادة الناتو، على أنه وسيلة "لتعزيز قدرة الردع الإسرائيلية فيما يتعلق بالأعداء المحتملين الذين يهددونها، وعلى وجه الخصوص إيران وسوريا". وتستند فرضية التعاون العسكري بين الناتو وإسرائيل على "تعرض إسرائيل لهجوم محتمل". وهذا يعني تأمين الدعم الغربي الكامل لإسرائيل، وخاصة من الولايات المتحدة، رغم الانتهاكات الإنسانية والقانونية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين. هذا الدعم المتواصل يعزز من شعور إسرائيل بالإفلات من العقاب ويمكنها من الاستمرار في سياساتها العدوانية -دون رادع. ووفقاً لتصريحات يانس ستولتنبيري الأمين العام لحلف الناتو.. ثمة، هناك، دائماً خطر أو مخاطر من محاولة بعض الدول و / أو المنظمات المعادية لإسرائيل الاستفادة من بعض الفرص لمهاجمة إسرائيل. وهذا يشمل، على سبيل المثال، منظمات مثل حزب الله أو دولة مثل إيران(14). ولم تعد خافية على أحد مشاركة الولايات المتحدة تقويماتها الاستخباراتية الخاصة مع إسرائيل، مما يشير، بالأحرى يعزز عدم وجود فشل استخباراتي في توقع هجوم حماس ومحاولة مواجهته، بل كان هناك قرار سياسي اتخذته الحكومة الإسرائيلية التي كانت تعرف ما هو قادم، واختارت السماح للعملية بالمضي قدماً لتوفير ذريعة للحرب لتدمير غزة، متعهدة بأن "كل عضو في حماس هو رجل ميت. " ومن ثم التحرك من هذه النقطة(15). وقد تشمل "من هذه النقطة" لبنان وسوريا وإيران، ربما بمساعدة الولايات المتحدة لتحمل الأعباء الثقيلة. إن الطريقة الاستعراضية المبالغ فيها التي تصطف بها معظم النخب السياسية الغربية وراء إسرائيل، ورغبة قادتها الجبناء في الانتقام الدموي صادمة حقاً ولكنها ليست مفاجئة(17). وبعيداً عن قضية غزة نفسها، يجادل البعض في إسرائيل بأن نتنياهو استفاد شخصياً من الاضطرابات من خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي أنهت في الوقت الحالي المظاهرات الضخمة احتجاجاً على مقترحاته للإصلاح القضائي. وإذا ما اجتمع كل هذا سياسياً كما شهدته الأسابيع الأولى من العدوان فسوف تكون المحصلة النهائية تطهير إثني موصوف للشعب الفلسطيني مشتبه لما حصل من فترات لفلسطين والفلسطينيين، بما يتماشى مع تأكيد نتنياهو على أن "الشعب اليهودي له حق حصري وغير قابل للتصرف في جميع أجزاء أرض إسرائيل. وستعمل الحكومة على تعزيز وتطوير الاستيطان في جميع أجزاء أرض إسرائيل". وبناء على هذا القول سوف تكون فلسطين جميعها ( التاريخية والانتدابية) وما حولها إقليم يجب تعريفه من خلال يهوديته حيث يتمتع اليهود بالسيطرة الكاملة وهم أحرار في فعل ما يريدون دون أي اعتراض، وهو ما تشير إليه أدبيات الحكومة الإسرائيلية بعبارة "الحق الحصري في تقرير المصير". ولعل هذا ما تطمح إلى تحقيقه مما توفره لها التطورات الحالية في غزة. ففي لقائه مع الرئيس الأمريكي يوم 18 تشرين الأول 2023 عرّف بنيامين نتنياهو عدوانه على غزة بـ "الحرب العادلة"، وهذا يعني أنه يضع نفسه ودولته في إطار الدول "الطبيعية" التي نشأت من تطور تاريخي "طبيعي" مثلها مثل أي دولة أخرى، بل أكثر من ذلك؛ فدولة إسرائيل الحالية في ذهنية هؤلاء نتجت من "حرب استقلال" ضد "الاستعمار".. وهذا بحد ذاته أحد المآزق الحقيقية (نظرياً وعملياً) للحركة الصهيونية-من ضمن مآزق عدة تعيشها-(18). كيف سيكون رد فعل إسرائيل لو تبنى الفلسطينيون، بديلاً عن ذلك، أسلوب المقاومة الواسعة؟ هل سيتم التراجع عن تلك الإجراءات أم ستلجأ الحكومة إلى المزيد من التدابير القسرية؟ من المستحيل معرفة الجواب. ولكن هناك عاملاً واحداً نهائياً يجعل عملية الطرد الجماعي أكثر احتمالية، ويتمثل في اعتقاد الحكومة الإسرائيلية بأنها تستطيع الإفلات من العقاب. ففي العام 2001، تفاخر نتنياهو، في محادثة سُجِّلت سراً، بأن "أمريكا شيء يمكن تحريكه بسهولة بالغة"(19). لم يوجد ما يمنعه، فيما بعد، على إعادة النظر بقوله هذا. وقد تعهد بصفته رئيساً للوزراء بعدم إزالة مستوطنة أخرى، ومنح وزارات عليا لأشخاص من ذوي النزعة العنصرية المتطرفة الفاشية مثل سموطريتش وبن غفير، وأشرف على ما وصفه السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دانيال كيرتزر مؤخراً بأنه "نمط من تراجع إسرائيل عن التزاماتها تجاه الولايات المتحدة، والذي اعتبره "غير عادي". على الرغم من كل هذا، تواصل أمريكا تقديم دعم مالي ودبلوماسي غير مشروط لإسرائيل، ويرفض رؤساء كلا الحزبين تطبيق القوانين التي تحظر استخدام المساعدات الأمريكية في قضايا قد تصل إلى انتهاك حقوق الإنسان، ويعرقلون -بلا هوادة- جهود التحقيق وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية في المحافل الدولية. ولا شيء في سجل جو بايدن يوحي بأنه سيغير هذا الوضع. كمرشح رئاسي، وصف فرض شروط حقوق الإنسان على المساعدات لإسرائيل بأنه "أمر مشين للغاية". ففي 20 آذار 2023، (بعد أسابيع فقط من المذبحة ضد الفلسطينيين في بلدة حوارة بالضفة الغربية)، أجاب المتحدث باسم الرئيس الأمريكي على سؤال حول اشتراط المساعدات بانتهاكات حقوق الإنسان؛ بتكرار "دعم الإدارة الصلب لأمن إسرائيل". (يدعم موقف بايدن منظمات يهودية أمريكية مثل اتحاد اليهود في أمريكا الشمالية Jewish Federations of North America، والتي وصفت مؤخراً دعمها لإسرائيل بأنه "غير مشروط وأبدي"). ونظراً للسجل الأمريكي على مدى الثلاثين عاماً الماضية؛ لا يوجد سبب يجعلنا نعتقد أن ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين سيجعل الديمقراطيون في الإدارة، وبالأخص الجمهوريون، يعارضون تقديم المساعدات لإسرائيل، أو يدعمون قرارات ضدها في الأمم المتحدة، أو مقاضاة مسؤوليها في المحكمة الجنائية الدولية. وها هو رئيس أقوى دولة في العالم، والذي ينبغي له أن يحاول نزع فتيل الأزمة، يصب الزيت على النيران، فيقول عن حماس إنها "محض شر مطلق أطلق العنان لنفسه على هذه الأرض!"(20) مستشهدا بقصص ملفقة عن أطفال يهود قتلى، وأن على إسرائيل "واجباً" في الدفاع عن نفسها، (في حين أن الفلسطينيين ليس لديهم الحق بطريقة ما في حماية أنفسهم على الإطلاق)، وأرسل حاملتي طائرات إلى المنطقة على وجه السرعة بالإضافة إلى الفرقة 101 المجوقلة إلى الأردن وزيادة استعداد مشاة البحرية المتمركزين في الكويت وتدشين رصيف بحري عائم بذريعة إدخال المساعدات لسكان القطاع. هل هذا نهاية كل شيء؟ لقد كان الحديث قبل السابع من تشرين عن "التسوية الشاملة" يشمل بعض القضايا الرئيسة مثل الوضع النهائي للقدس والحدود واللاجئين. صار الآن -وفي ضوء إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والدولية- عن وقف إطلاق نار طويل الأمد وتحسين الظروف الإنسانية ووقف بناء المستوطنات انتهاء الصراع بين إسرائيل وحماس يعتمد على مزيج من العوامل السياسية والعسكرية والإقليمية. سيناريوهات التهدئة أو التسوية السياسية قد تكون ممكنة إذا توافرت الإرادة من الأطراف المتنازعة والدعم الدولي. ومع ذلك، في غياب تسوية دائمة، قد يستمر الصراع ويتصاعد بشكل دوري، مما يؤدي إلى استمرار المعاناة والتوترات في المنطقة. لا يبدو الأمر كذلك؛ فحسابات البيدر لهؤلاء لم تنطبق على حسابات الحقل. لقد خرجت فلسطين من الظل ولن تعود له من جديد قطعاً. وحسابات تحويل الفلسطينيين إلى مجرد "جيران مزعجين" وحفنة من "سكان أصليين" وجودهم طارئ وحضورهم عارض.. حسابات كل هذا لم يقدم نتائج مرضية لهم. فما هو واضح في حقيقة الأمر، في هذه اللحظة الفريدة من التاريخ، وباعتراف الكثير من الأوساط الإسرائيلية، أن المقاومة الفلسطينية (حركة حماس ومن معها) لم تهزم إسرائيل فقط، بل -ربما- هزمت العرب الوقح، سواء في معركة الميدان أو معركة الرأي العام العالمي؛ فضلاً عن استفادتها بطريقة مذهلة من قراءتها للعقلية الإسرائيلية، وتمكنها -بالإضافة إلى ذلك- من استخدام كل ما لديها من موارد بكفاءة عالية. وحتى الآن- بعد اقتراب العدوان من إنهاء عامه الأول- ما زالت المقامة في قطاع غزة لم تدمر، وحماس لم تتفكك أو تنهار، وما زالت تحتفظ تقريباً بالأسرى -أو معظمهم على الأقل- الذي أخذتهم في 7 تشرين الأول الماضي، ولم تستسلم لأي ضغط، ولم تنطلِ عليها خبث الإدارة الأمريكية ووزير خارجيتها، ومازالت تعمل بفعالية ضمن مستحة صغيرة محاصرة دمر معظمها. ورغم الدمار الهائل والحصار الخانق، لم تنجح إسرائيل في القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، بل استطاعت الأخيرة أن تثبت قدرتها على الصمود والمناورة السياسية والعسكرية، مما يشير إلى تحول جديد في طبيعة الصراع ومقاومة الشعب الفلسطيني. ويبقى المستقبل مفتوحاً على احتمالات متعددة، تتعلق بكيفية قراءة الأطراف الدولية والإقليمية لهذه الأحداث وقدرتهم على تشكيل سياق جديد لهذا الصراع الطويل. إذا ما أحذنا في اعتبارنا أن الهدف الواضح من العدوان الإسرائيلي أكثر من مجرد استهداف حماس. فعلى الرغم من أن الخطاب الرسمي الإسرائيلي يتحدث عن القضاء على حماس، إلا أن الضربات العنيفة والمستمرة استهدفت المدنيين بالدرجة الأولى، والبنية التحتية الحيوية، مما يشير إلى نية إسرائيل في تدمير كل مقومات الحياة هناك. ستبقى هذه المرحلة من العدوان الإسرائيلي على غزة أحد أكبر التحديات السياسية والأمنية في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وسيبقى الحكم للتاريخ في تقويم مدى تأثيرها ونتائجها على المنطقة بأسرها. سيبقى الحكم للتاريخ لتعيين مدى أهمية وقيمة ما تخوضه المقاومة في غزة كأحد أكثر الإنجازات العسكرية العبقرية والمذهلة في التاريخ العسكري كله. إن إعادة النظر في السرديات السائدة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو ما لا يريد الكثير رؤيته أو قراءته...
.... المصادر 1. https://www.globalresearch.ca/no-hamas-invasion-not-israeli-intelligence-failure/5835433 2https://www.nbcnews.com/news/hamas-attack-bears-hallmarks-iranian-involvement-former-us-officials-s-rcna119400.. إلقاء اللوم على إيران أو حتى اتهامها؛ من قبل إسرائيل وحلفائها وآخرين، هو أمر منطقي و"نموذجي" لكيفية تطور مثل هذه السرديات، وما زال العديد يجزم بتسمية إيران كطرف متورط بهجوم السابع من تشرين رغم نفي الطرفين الأساسيين، أي حركة حماس وإيران؛ للمزيد انظر، https://www.aei.org/podcast/wth-arent-we-holding-iran-responsible-for-the-attack-on-israel-with-elliott-abrams/ 3https://www.mideastdiscourse.com/2023/10/09/palestinians-demand-an-end-to-occupation-in-a-massive-attack-on-israel/ 4 كثيراً ما يستخدم في هذا السياق ما ورد في تصريح إفرات فنيغسون: "خدمت قبل نحو 25 عاماً في الجيش الإسرائيلي-وبالتحديد في المخابرات. ووصلت إلى قناعة مفادها: لا يوجد شيء لا تعلم إسرائيل به. إن مجرد رؤية قطة تتحرك قرب السياج [يقصد السياج على طول حدود قطاع غزة] سيؤدي إلى استنفار جميع عناصر القوات العاملة هناك. فهل يعقل ما رأيناه؟ ماذا حدث لـ "أقوى جيش في العالم"؟ كيف كانت المعابر الحدودية مفتوحة على مصراعيها؟ ثمة أمر خاطئ بشدة هنا، شيء غريب حقاً، فما رأيناه هو تسلسل غير عادي لأحداث غير عادية وليس سلوكاً نموذجياً لمنظومة الدفاع الإسرائيلية. يبدو هذا الهجوم المفاجئ -بالنسبة لي- وكأنه عملية مخططة على جميع الجبهات؛ ولو كنت من منظّري مقولات المؤامرة لقلت إن ما حدث ليس أقل من عمل الدولة العميقة. يبدو الأمر وكأنه استغلال [جديد] للإسرائيليين والفلسطينيين سواء بسواء [لأغراض أخرى] لمصلح القوى العليا الموجودة [المتحكمة في الأحداث والقرارات بما يخدم مصالح هذه القوى العليا السياسية والاقتصادية والعسكرية]. (راجع https://efrat.substack.com/p/israel-hamas-war-an-update) 5https://archive.md/2023.10.10-030658/https:/www.haaretz.com/israel-news/2023-10-09/ty-article/.premium/another-concept-implodes-israel-cant-be-managed-by-a-criminal-defendant/0000018b-1382-d2fc-a59f-d39b5dbf0000#selection-453.0-453.73 6 https://www.timesofisrael.com/for-years-netanyahu-propped-up-hamas-now-its-blown-up-in-our-faces/ 7 https://www.globalresearch.ca/hamas-is-a-creation-of-mossad/1818 8 https://www.globalresearch.ca/flashback-ron-paul-hamas-started-israel/5835470 9 https://www.wsj.com/articles/SB123275572295011847. 10 https://www.middleeastmonitor.com/20230103-jewish-supremacy-is-state-policy-says-netanyahu/ 11. حوالي 70% من سكان محافظات قطاع غزة هم بالأصل جزء من مجموع سكان 247 قرية وبلدة ومدينة من جنوب فلسطين تم "تنظيفها" من سكانها على يد العصابات الصهيونية الأوروبية البيضاء؛ وترحيلهم إلى جيب صحراوي ضيق، بما صار يعرف باسم قطاع غزة، في العام 1948 والأعوام التالية. قطاع غزة في واقع الأمر سجن "نازي" جماعي منذ العام 1948 وليس منذ العام 2007.. 12. https://loacblog.com/loac-basics/4-basic-principles/ 13. في أعقاب عملية طوفان الأقصى، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي الفلسطينيين بأنهم "حيوانات بشرية" وتعهد "بالتصرف بمقتضى ذلك". كما دعت الوزيرة في حكومة نتنياهو إيليت شاكيد ليس إبادة جميع الأطفال الفلسطينيين فحسب، (الذين وصفتهم بـ "الثعابين الصغيرة")، ولكن دعت أيضا إلى قتل أمهاتهم اللواتي ولدنهم (للمزيد حول تصريح شاكيد: انظر، https://www.dailysabah.com/world/mid-east/israeli-lawmakers-kill-all-palestinians-remarks-resurface) 14. https://www.nato.int/cps/en/natohq/opinions_219139.htm 15. https://www.aol.com/news/us-intelligence-warned-potential-violence-172520823.html.كانت البحرية الإسرائيلية تسيطر على ساحل قطاع غزة بأكمله وتمنع الحركة فيه من وإلى شواطئ القطاع، فضلاً عن سيطرتها على الجزء الجنوبي من القطاع المتاخم لسيناء. لذلك كانت غزة تحت المراقبة والسيطرة الكاملة والفعلية طوال الوقت وعلى مدار الساعة. ومن المؤكد أيضاً أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لديها جيش من العملاء والمخبرين داخل غزة يقدمون تقارير عن أي تدريب أو تحركات للمقاومة. ولا ننسى ما تسرب من القيادة المصرية عن تحذير وجهته الحكومة لإسرائيل قبل عشرة أيام من الهجوم حين اتصل وزير الاستخبارات اللواء عباس كامل شخصياً بنتنياهو وتبادل معه المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى احتمال قيام سكان غزة "بشيء غير عادي، عملية رهيبة". فضلاً عن تقارير إعلامية وحول نشاط وتدريب ومناورات "حماس" (للمزيد انظر، https://news.yahoo.com/hamas-practiced-plain-sight-posting-014551996.html). 16. في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة؛ سارعت أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بزيارة إسرائيل لتعبر عن "التضامن مع الشعب الإسرائيلي". وكانت فون ديرلاين قد وصفت، في العام الماضي، "هجمات روسيا على البنية التحتية المدنية، وخاصة الكهرباء" في أوكرانيا بأنها "جرائم حرب". ومع ذلك، لم تصدر منها، ولو دعوة رمزية تطلب من إسرائيل توخي الدقة وضبط النفس في قصفها للبنية التحتية المدنية في غزة واستهدافها المدنيين. ورغم أن فون دير لاين مسؤولة غير منتخبة من حيث موقعها، إلا أنها تتصرف كما لو كانت تمتلك تفويضاً ديمقراطياً للتحدث نيابة عن 450 مليون شخص من دول الاتحاد الأوروبي؛ ليس هذا فحسب، بل أمرت برفع العلم الإسرائيلي على مقر المفوضية في بروكسل مبررة ذلك بأن لإسرائيل "الحق في الدفاع عن نفسها، اليوم وفي الأيام القادمة. وسوف يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانبها". 17. من غير المنطقي، وبهدف الحفاظ على سلامتنا العقلية عل الأقل؛ اعتبار الصهيونية "حركة تحرير وطني" و"حركة استعمارية استيطانية" بآن معاً؛ بالأحرى لا يمكنها أن تكون الاثنتين في الوقت عينه. فإذا كانت الصهيونية الإسرائيلية "بمعناها القومي" نتاج طبيعي للحركة العالمية للاستعمار الاستيطاني الأوروبي فإنها، بصفتها حركة "قومية استعمارية عنصرية" لا يمكنها الالتقاء أو التقاطع مع "حركات التحرر الوطني" العالمية؛ بل هي على نقيض معها، ومن هنا يأتي النظر إلى الصهيونية كحركة استعمارية وعدم النظر إليها كحركة تحرير وطني ، (وينبغي أن لا نساوم على هذا الموقف)، واعتبار الخطاب ما بعد الصهيوني -الذي ظهر وتطور في الوسط الأكاديمي الإسرائيلي في تسعينيات القرن الماضي- خطابٌ أجوف وفارغ من أي محتوى ما لم يتضمن إنهاء الاستعمار، بمعنى "نزع الصفة الاستعمارية عن الصهيونية " كخطوة أولى للقاء مع أي حركة تحرر عالمية على الأقل. ويعتقد الكاتب الفلسطيني نور مصالحة أن إدوارد سعيد سعى إلى تطوير استراتيجيات إنهاء الاستعمار decolonisation وابتكر طريقة "contrapuntal" الشهيرة (استراتيجية "الطباق أو الحجة المضادة") في تأمله للصهيونية والأساطير التأسيسية الصهيونية، في الوقت الذي يسيء فيه ممثلي الخطاب ما بعد الصهيوني ( المؤرخون الجدد في إسرائيل) استخدام عمل إدوارد سعيد إلى "سد الفجوة" بين "المستعمِر" coloniser و "المستعمَر" colonised في سياق الاستعمار الاستيطاني الصهيوني الحالي دون العمل على استراتيجيات إنهاء استعمار حقيقي decolonisation، وهو ما يعتقده سعيد مستحيلاً. 18. تصريح سابق لبنيامين نتنياهو في سياق محادثة غير رسمية مسُجلة في العام 2001، والجملة الكاملة هي: "America is something that can easily be moved. Moved to the right -dir-ection."أي (أمريكا شيء يمكن نقله بسهولة، يمكن نقله في الاتجاه الصحيح). وقد أثار جدلاً واسعاً في حينه وتعرض للعديد من الانتقادات، وفسره البعض بالإشارة إلى زعم نتنياهو القدرة في التأثير على القرارات الأمريكية التي تخدم مصالح إسرائيل. لم يتسبب هذا التصريح في رد فعل رسمي محدد من الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت. 19. https://mondoweiss.net/2023/10/bidens-rhetoric-is-reigniting-the-question-of-palestine/?ml_recipient=102112478041736226&ml_link=102112434925340399&utm_source=newsletter&utm_medium=email&utm_term=2023-10-15&utm_campaign=Daily+Headlines+-+Oct+15+-+Manual 20. شبيه بهذا قول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين :"عرضت علي الحكومة "الإسرائيلية صوراً ومقاطع فيديو في الاجتماعات، منها ما أظهر رضيع مقتول برشقات رصاص وقطع رؤوس جنود وحرق شباناً أحياء في سياراتهم أو مخابئهم... إنها ببساطة خسة بأسوأ طريقة يمكن تخيلها.. إذا كانت الصور تساوي ألف كلمة. فهذه الصور قد تساوي مليوناً". (12.10.2023).
#محمود_الصباغ (هاشتاغ)
Mahmoud_Al_Sabbagh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن الطوفان واشياء أخرى (13)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (11)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (10)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (9)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (8)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى(7)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى(6)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (5)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (4)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى(3)
-
دور حدّادي أفريقيا و-صنع- الثورة الصناعية في أوروبا
-
عن الطوفان وأشياء أخرى(2)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى(1)
-
الاستعمار البديل لفلسطين: 1917-1939
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
-
من شارون إلى شارون: منظومة التخطيط المكاني والفصل في إسرائيل
...
-
السياسة النرويجية تجاه فلسطين: تاريخ موجز
-
-لست سوى واحدة منهم فقط- حنّة آرنت بين اليهودية والصهيونية :
...
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
-
على جدار النكسة: الوعي الذاني بالهزيمة
المزيد.....
-
الصحة اللبنانية تعلن مقتل 9 أشخاص في ضربات إسرائيلية رغم سري
...
-
موسكو ترد على تصريح بذيء لزيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مع شولتس
...
-
مالطا تسمح لطائرة وفد روسي بالهبوط على أراضيها للمشاركة في ا
...
-
ماذا يحدث في شمال غرب سوريا، ولماذا الآن؟
-
انسحاب وفد الجزائر من قمة نيودلهي لحظة دخول الوفد الإسرائيلي
...
-
تساؤلات عن حقيبة شولتس المعدنية في كييف: هل جلب فيها صواريخ
...
-
ترامب يعلن مشاركته في أول فعالية خارجية منذ انتخابه
-
لحين تنصيب ترامب.. قوات كييف تكشف أوامر تلقتها تخص مقاطعة كو
...
-
كولومبيا.. 12 قتيلا في معارك بين مسلحين حول حقول -الكوكا-
-
جنرال لبناني يحذر من اقتراب الجماعات الإرهابية من حدود بلاده
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|