أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إلزا ساسين - من مفكرة تاء التأنيث الساخنة ! (أقصوصتان)














المزيد.....

من مفكرة تاء التأنيث الساخنة ! (أقصوصتان)


إلزا ساسين

الحوار المتمدن-العدد: 8086 - 2024 / 8 / 31 - 16:21
المحور: الادب والفن
    


☼ هي التي

كانت في أواخر سن العشرينات ، ممتلئة الجسم في غير بدانة ، بيضاء البشرة عسلية لون العينين و الشعر ، متوسطة الطول . عندما تتطلع في المرآة ترى نفسها امرأة جميلة ، ربما ليست بذلك الجمال الأنثوي المثير ، لكن مؤكد أنها تمتلك وجها باسماً حلوَ التقاسيم ، و أنها تتمتع بجاذبية أنثوية لا تبذل أي جهد لإخفاء تعابيرها الحركية الطبيعية أو للتحفظ على بث إرسالها الموجيّ كأنثى ، و هي ترى ذلك بوضوح في أعين الرجال ، بل و في أعين النساء .
هي فتاة هادئة المظهر ، لكنها تنطوي في داخلها على براكين تغلي من الأفكار المتمردة و الرغبات الجامحة . مظهرها الخارجي الهادئ ، لا يشي بما يتفاعل في عقلها من الرؤى و ما يتصارع في خيالها من التصورات و ما يمور في كيانها من الرغبات .
هي فتاة تتمتع بشخصية حازمة ، تتصرف بتَبصّر ، و تعرف أين تضع قدميها ، و تسيطر على انفعالاتها . تبتسم للجميع في ثقة ، و تتحدث إلى الجميع في حدود ما يتطلبه الموقف ؛ لكنها تحاور باهتمام يقظ ، و تدافع عن قناعاتها بقوة ، ولا تبالي أن تكون صدامية في الحوار عند الاقتضاء .
هي تعرف أنها امرأة شابة جميلة ، و تعرف أنها أنثى جذابة ، و هي تتصرف بطبيعتها دون تكلف في التعامل مع الآخرين .
غير أنها كامرأة تعمل مع الرجال ، إذ كانت تشغل وظيفة مدرس مساعد بالجامعة ؛ قد تجد أحيانا في نفسها رغبة في استفزاز الرجال من زملائها في الكلية ، و خاصة أولائك الأكاديميين متوسطي العمر الذين يبدو عليهم الوقار أو هُم يتصنعونه مظهريا ، فتتملكها رغبة شريرة في أن تعبث بهم ، و تجد متعة في التسلي برؤية أقنعتهم المستعارة تتساقط ، و هي تراقب ما يحدث لهم من تحولات نفسية تكشفها لغة الجسد ، لمجرد إطلاقها ضحكة عفوية قصيرة ناعمة ، أو لحركة تلقائية تدفع بشعرها الكثيف المسترسل إلى الخلف ، أو لاهتزازة خفيفة من نهديها غير المعتقلين في سوتيان تحت البلوزة أو الفستان ؛ فتضحك في داخلها من هشاشة مقاومة الزميل ‘‘ الوقور ’’ ، الذي قد يكبرها بعدد من السنوات يفوق عمرها ، و قد انهارت دفاعاته النفسية ، و ذهب به الخيال الذكوري بعيدا .. بعيدا جدا ؛ لكنه يفاجأ بها و قد استعادت في لمح البصر مظهرها الجاد و شخصيتها الحازمة و ملامح وجهها المحايدة ؛ فلا يلبث لحظة حتى ينطفئ ، و يغادر واجماً يجر وراءه أشباح هزيمة أبدية .
يتمتم : تبا لي ، إنها فتاة شريرة ، كما جدتها ليليث !
تكتب : ليليث .. هيباثيا ، و هي التي ما كان وماهو كائن وما سيكون !


البلوزة الزيتوني ☼

خلعتْ الجاكيت الخفيف وعلقته على ظهر الكرسي ، كانت ترتدي بلوزة بنصف كم ، ذات لون زيتوني خفيف . تروق لها الألوان الفاتحة ، كالأخضر الزيتوني و الأزرق السماوي و الزهري . فكّت الزر العلوي ، لتحرر صدرها من ضغط القماش و رطوبة الجو . تشعر بالارتياح للنسمات المنبعثة من جهاز تكييف الهواء ، تأتي باردة ، لتتسلل بنعومة منعشة بين نهديها ، بينما كانت منكبة على المكتب ، تراجع باهتمام و تركيز النقاط الرئيسة لمحاضرة ، اختارت لها عنوان " تقلص الفروق بين الجنسين و انعكاسه في توزيع العمل جنسانيا " .
طرقٌ خفيف على باب غرفة مكتبها ، توقعتْ أن تكون إحدى الطالبات هي من تطرق الباب باستحياء .
قالت : تفضلي ادخلي
انفرج الباب عن واحد من الزملاء أعضاء هيئة التدريس ..
- صباح النور دكتورة
- صباح الخير دكتور .. شكرا .. لكني لم أتدكتر بعد ! تفضل بالجلوس
- على اعتبار ما سيكون يا ... دكتورة
رفعت رأسها عن شاشة اللابتوب واستوت في جلستها ، لترد بابتسامة خفيفة و بلهجة محايدة : إذن فإلى أن يكون ، لكل حادث حديث ..
- أهلا بك .. لماذا لا تجلس دكتور !
كان متسمرا في وقفته ، مرتبكا ، سمعتْه يقول بنبرات صوت متهدج ، يصل إليها متقطعا ..
- كما أنت دائما ، امـ .. ر.. أ .. ة ... الحواجز !
عندما رفعت رأسها عن جهاز اللابتوب المفتوح أمامها ، لم تكن منتبهة للزر المفكوك ، ليطل من فتحة البلوزة ذات اللون الاخضر الزيتوني ، النصف العلوي من ثدييها الصلبين المنتصبين ببياضهما الوردي ، يتحديان حيز المكان بنتوءين بارزين يهمان باختراق قماش البلوزة الحريري . فقط مع هيأته المضطربة و صوته المتهدج ، استجمعت في ذهنها صورة اللحظة ، و أدركت الموقف ، فالزميل وقع في ورطة مفاجئة لم يكن يحسب لها حسابا !
كانت قد عرفت بغريزة الأنثى ، أنه كأيّ رجل قد وقع مذهولا تحت سطوة الأنوثة ، لكنه كزميل مهذب ، محرجٌ ، لا يدري ما يقول أمام هيأتها الجادة .
راقت لها اللعبة ! و بسرعة التقطت أطراف الخيوط . انتقلت بنظرتها الخاطفة من الانتفاخ الموارب في بنطلونه ، لتحدق في عينيه مباشرة :
- كيف حالك يا دكتور ؟ لِمَ لا تجلس ؟!
استجمع أشتات ذاته ، ليرد بذات الصوت المتهدج : شكرا دك .. تو .. رة ، تذكرتُ موعداً ، استأذنكِ بالانصراف ..
و هو يغادر ، ترك وراءه صوته المتلعثم :
- باي .. نلتقي على الخير دُك ...



#إلزا_ساسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ثقةَ إسلاميّاً بامرأةٍ مطلقة !
- شهوات محرّمة
- و اضربوهن !
- نسويةٌ حتى القضاء على التمييز ضد النساء
- النسوية وعي نسوي بالواقع و حركة للتغيير


المزيد.....




- دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العر ...
- مخرج فيلم -سوبرمان- يقول إنه وجد -أعظم نجم في العالم-
- “متوفر قريباً” موعد إعلان تنسيق الدبلومات الفنية 2025 جميع ا ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور صدورها عبر ...
- صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثي ...
- أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
- تامر حسني مُعلقًا على حريق سنترال رمسيس: -فيلم ريستارت يتحقق ...
- رابط رسمي نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول عقب ظهورها ...
- من الركام إلى الولادة.. إعادة تعريف التمثيل الوطني الفلسطيني ...
- من الجرح نصنع الحياة.. كيف تشفي الكتابة الإبداعية والمسرح أر ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إلزا ساسين - من مفكرة تاء التأنيث الساخنة ! (أقصوصتان)