أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي الياس نصار - الأمم المتحدة، متلازمة السبات الإنساني العميق!!.














المزيد.....

الأمم المتحدة، متلازمة السبات الإنساني العميق!!.


فادي الياس نصار

الحوار المتمدن-العدد: 8086 - 2024 / 8 / 31 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعلم الشعب السوري الذي صمد سنين طوال في وجه الإرهاب، وأصبحت اليوم جراحه واسعة ومتوالية، يصعُب إيقاف نزيفها، أنَّ الخلاص من أوجاعه التي سببتها الحرب الهمجية، ليس في أروقة “منظمة الأمم المتحدة” أو في بياناتها وتقاريرها الكثيرة، وأنها(المنظمة) تحولت اليوم الى موزّع للمساعدات الغذائية، ولخيمِ النايلون والأحذية البلاستيكية، أو مايسمى رسمياً بالمساعدات الإنسانية.

وتحتفل المنظمة المذكورة، في 19 آب/أغسطس، من كل عام باليوم العالمي للمساعدات الإنسانية، وتذكر في بياناتها أنَّ العالم يشهد اليوم، أكبر عدد من النازحين في آخر 70 عامًا من التاريخ، حيث اضطر أكثر من سبعين مليون شخص إلى مغادرة وطنهم الأم، نتيجة للحروب أو الإضطهاد أو النزاعات بشكل عام (وتتحفظ المنظمة على هذه الأرقام بحجة أنها لا تمثل العدد الإجمالي للنازحين في العالم ، وإنما فقط أولئك الذين طلبوا اللجوء رسمياً داخل بلد آخر)، وما يستدعي السخرية، هو أنَّ ماتفعله المنظمة لهؤلاء المشردين، يتلخص في أنَّها تسعى إلى لفت الإنتباه إلى عددهم الكبير نتيجة لأي نوع من أنواع الصراع ، سواء كان سياسيًا أو اجتماعيًا (بحسب صفحتها الرسمية على الانترنيت)، فقط تسعى!!! .

لقد تكفلَّت الحرب على سوريا(والسياسات الاقتصادية المشلولة) بتهجير حوالي نصف السكان (داخلياً وخارجياً)، فكان الشيء الوحيد الذي قامت به الأمم المتحدة هو تقديم المساعدات الإغاثيّة والإنسانيّة للمهجرين والمنكوبين، وتحولت معظم المنظمات التي تعمل تحت راية المساعدات الإنسانية الى طرف في النزاع المسلح في سوريا، لابل وامتهنت المتاجرة بالمواطن السوري، لدرجة أصبح العمل في هذا النوع من المنظمات(NGO) تهمة ترمز للربح الغير مشروع.

كما كانت تقدم (المنظمة) المعونات الإنسانيّة للاجئين الفلسطينّين من خلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين (الأونروا). إلا أنَّها لم تُحرك ساكن حين عمل الكيان الصهيوني جاهداً وبدعم أميركي علني، على إغلاق “الأونوروا”، ونجح بذلك، تاركاً الفسطينين يغرقون في الجوع والأمراض والأمية.

كذلك لم تستطع “الأمم المتحدة” تحريك ساكن، عندما انسحب الأميركيون من منظمات واتفاقيات عديدة، مهددين بذلك أمن العالم أجمع (انسحب العم سام من مجلس حقوق الإنسان، اليونسكو، واتفاق باريس للمناخ، والإتفاق النووي الإيراني، وغيرها).

لكن، و كي لا نطال المنظمة بإجحافٍ، سنعترف أنها لاتكل ولا تمل عن الشجب والإستنكار والتعبير عن قلقها لما يجري حول العالم، من حروبٍ و مآسٍ، وأنها (شاطرة) في التكريم والتفخيم ومنح الأوسمة والألقاب، فهي ستحتفل مثلاً في يوم 21 آب/أغسطس، القادم باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم، والسؤال هنا يطرح نفسه، ماذا فعلت تلك المنظمة لإيقاف ومحاربة أو حتى الحد من الإرهاب، أو فضحِ مموليه حتى؟.

فبالرغم من أنَّ المنظمة تعمل في المجال الإجتماعي على إعداد الدّراسات عن الأحوال والبرامج الاجتماعيّة في مختلف أنحاء العالم، إلا أن الدول صاحبة المصلحة في بقاء مجتمعات البلدان الغنية بالثروات في حالة من التخلف العميق، تعمل بجدٍ للتعتيم على نتائج تلك الدراسات( بواسطة ماكيناتها الإعلامية الضخمة)، وتمنع تطبيق أياً من مقررات المنظمة، كي تبقى الخطط والبرامج، مجرد حبر على ورق، وتبقى المجتمعات حول العالم رازحةً تحت نير الإستعمار.
وهي (المنظمة) تنشر قوات دوليّة محايدة على الحدود بين الدول، لحفظ الأمن والسّلم الدولي وبعثات مراقبة لتحقيق هذا الهدف، غير أنَّ نشر هذه القوات الدولية يتم فوق رماد الحروب، الذي يغطي جمراً متقداً، لن تُخمده قرارات الجمعية العامة ولا مجلس الأمن، وأكبر مثل على ذلك نتائج نشر قوات دولية في الجولان السوري وجنوب لبنان(لم تنته الحرب عملياً، إنما هي في حالة سبات).

كما و تعمل جاهدةً في العلن على تسويّة نزاعات إقليميّة عن طريق التفاوض، إلا أنَّها فشلت أمام نجاح قوى(استعمارية) عملت في السر، على استمرار تلك النزاعات بما يخدم مصالحها(النزاعات بين سوريا والكيان الصهيوني، الهند –باكستان، روسيا-اوكرانيا، ايران- السعودية وقبلها العراق، الصين وهونغ كونغ) .

والمنظمة الأممية، بحسب ماتدَّعي الماكينة الإعلامية التي تحكمها الإمبرياليَّة العالمية (ومنها “الفيس بووك” و”إكس” واخواتها)، تعمل على تعزيز الديمقراطية من خلال الإنتخابات الحرّة النزيهة، غير أنَّ الدول الإستعمارية لم تعترف بنتائج أياً من الإنتخابات المتكررة التي جرت في دولٍ كـ “فنزويلا”، (أشرف عليها مراقبون من الأمم المتحدة).

هزيلةٌ هذه المنظمة لدرجة أنها حافظت على حياديتها، حيال فرض الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على دول العالم من روسيا الى الصين، مروراً بفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية، وصولاً الى اليمن وسوريا!!.

وفي عجزها عن كبح جماح الدول الإستعمارية، واستشراسها مؤخراً للسيطرة على الممرات المائية حول العالم!!.

سقطت ورقة التوت، عن عورات تلك المنظمة منذ أن قبلت عضوية اسرائيل عام 1949 ، رغم علمها اليقين بأنَّ اسرائيل دولة غاصبة، اغتصبت أرض فلسيطين، منذ ذلك الوقت تحول مبنى الأمم المتحدة الى دكان يبيع الخرداوات السياسية من خطبٍ وبياناتٍ وتقارير…دكانة منظمات استثمرها الوحش الأميركي، ولايزال، يعمل فيها آلاف الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من جيوب فقراء العالم، دون أدنى فائدة.
فإلى متى، وكم سيدوم هذا السبات الأممي السياسي والإنساني؟؟ من يعش ير.



#فادي_الياس_نصار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الحرب المُرة...إغتراب الإنسان السوري. فادي الياس نصار
- إعادة تدوير النفايات..لإنقاذ الكوكب
- الحروب الذكية، الموت القادم من “غوغل” !!
- رسائل الحرب المُرة...إغتراب الإنسان السوري.
- المولوية-.. عندما ترقص قلوب الدراويش
- رائعة الساحر كويهلو.. الخيميائي.
- ياشعوب العالم اتحدوا ضد التغير المناخي.
- فوز اليسار الأوروبي بين الوهم والحقيقة.
- عن الحب والسنديانة الحمراء
- الإيزيديون أولى الديانات وأخر الشعوب.
- لبنان حلم الرب


المزيد.....




- طالب بتسليم السلاح وحل الميليشيات.. مقتدى الصدر يدعو لمقاطعة ...
- يوم عاشوراء في مصر، من المآتم والأحزان إلى البهجة وأطباق الح ...
- مساعد الرئيس الأوكراني يُعلن إجراء محادثة بين ترامب وزيلينسك ...
- غزة تحت النار: عشرات القتلى بسبب القصف وفي طوابير انتظار الم ...
- معاداة السامية .. ترامب في مرمى النيران بسبب -شايلوك-
- إلى أين تتجه ألمانيا: ما رأي الألمان؟
- البوسنة والهرسك: بعد 30 عاما من الحرب.. -آثار الجراح-
- الصين تهدد بفرض زيادة في أسعار البراندي الأوروبي لتفادي الرس ...
- كيف أنقذ الجمهوريون بمجلس الشيوخ قانون -ترامب الكبير-؟
- ماذا يحمل بزشكيان في جعبته إلى قمة إيكو بأذربيجان؟


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي الياس نصار - الأمم المتحدة، متلازمة السبات الإنساني العميق!!.