|
ياشعوب العالم اتحدوا ضد التغير المناخي.
فادي الياس نصار
الحوار المتمدن-العدد: 8083 - 2024 / 8 / 28 - 09:10
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
يا شعوب العالم، اتحدوا ضد التغيير المناخي.
أطلقت عمليات حرق مليارات الأطنان من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة خلال الأعوام الـ150 المنصرمة لتطوير الصناعة، غازات تحبس الحرارة كثاني أوكسيد الكربون، وهي من أهم أسباب تغير المناخ، وهذا الغاز يودي بحياة 150 ألف شخص سنوياً، ويتوقع أن تنقرض 20 بالمئة من الأنواع الحية البرية مع حلول العام 2050.
العالم العربي،الصدمة!!.
في تقرير لها أشارت الأمم المتحدة عام 2009 إلى أن أكثر الدول تضرراً من ظاهرة الإحتباس الحراري، وما يتبعها من نتائج، هي دول شرق آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وموريتانيا وتونس والإمارات وجزر البهاما وبنغلاديش وسيريلانكا وفيتنام ومصر.
وفي ما يلي سنحاول الإضاءة على تأثير التغير المناخي في كل من لبنان، سوريا، مصر، الأردن والسودان.
البحر المتوسط، خلال قرن!! قد يكون ارتفاع مستوى سطح البحر في القرن المقبل (2100) ما بين 30 سم (12 بوصة) و100 سم (39 بوصة)، والتغير في درجات الحرارة من 0.05 إلى 0.1 درجة مئوية في أعماق البحار كافياً لإحداث تغييرات كبيرة في كثرة الكائنات والتنوع الوظيفي.
يهدد ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط بين 0.5 متر إلى متر خلال القرن المقبل بابتلاع البحر لحوالي 30 بالمئة من مدينة الإسكندرية، ومدينة بور سعيد. كما أنه سيدمر تدميراً كاملاً زراعات القمح والأرز وباقي الزراعات في دلتا مصر، كما سيؤدي إلى تلوث المياه الجوفية ومياه النيل بمياه البحر ويجعلها غير قابلة للزراعة نهائياً.
السودان في أتون التصحر!!
بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالي 46 مليون كم2، يخص الوطن العربي منها حوالي 13 مليون كيلومتر مربع، أي حوالي 28 بالمئة من مجمل المناطق المتصحرة في العالم، ويحتل السودان مرتبة متقدمة جداً بين البلدان التي تأثرت بالتغيير المناخي، وهو يعاني ما نسبته 51 بالمئة من مساحة البلاد من التصحر التام، والمفاجأة المرعبة أن هذا الخطر سيزداد بفعل التغيير المناخي.
النيل أيضاً.. يُغرق الدلتا!!.
ستشهد مصر في عام 2020 تغيرات مناخية كبيرة يتوقع أن تؤدي إلى غرق 90 بالمئة من منطقة الدلتا (البالغة عشرة آلاف ميل مربع)، بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، ونتيجة لذلك سيتم تهجير بعض سكان المدن الساحلية، وسينتج عن التغيرات المناخية اختفاء الشُعَب المرجانية في البحر الأحمر (شَهِدَ البحرُ الأحمر ارتفاعا حاداً في درجة حرارة مياهه منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي بوتيرة أسرع من المعدلات العالمية)، ونقص موارد المياه، وذلك بسبب التبخر السريع لمياه النيل، وبالتالي انخفاض موارد المياه العذبة، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى تفاقم النقص الحاد الذي تعاني منه البلاد في مجال مياه الشرب والري وتوليد الطاقة الكهربائية.
الأردن … موت البحر الميت مرتين.
أشارت الدراسات الى أن الهطول المطري للأعوام المقبلة في الأردن، سينخفض بنسبة 15 بالمئة، فيما سترتفع نسبة التبخر الى 3 بالمئة، مقابل ارتفاع الطلب على المياه لأغراض الزراعة الى 18 بالمئة، بالتوازي مع انخفاض كميات المياه المتاحة بحوالي 30 بالمئة، ونتيجة التغيير المناخي هبط منسوب المياه الجوفية في بعض مناطق حوض البحر الميت الى 52 متراً، وفي حوض الأزرق 17 متراً، وصاحب هذا الهبوط ارتفاع في ملوحة المياه الجوفية نتيجة الاستخراج الجائر، حيث ارتفعت ملوحة المياه في بعض آبار حوض البحر الميت من 438 جزء بالمليون الى 685 جزءا بالمليون.
ولقد ظهرت آثار التغير المناخي جلية على البحر الميت، حيث أن مستوى سطحه كان 390 متراً عام 1960 تحت سطح البحر، وقد وصل إلى 422 مترا في العام 2014، وانخفضت مساحته إلى 630 كم2 بعد أن كانت 1020 كم2 عام 1960.
سوريا… الحرب دمرت الغابة
تعتبر سوريا وبحكم موقعها الجغرافي (ضمن المناطق شبه الجافة) واحدة من البلدان الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي الحاصل على الكوكب، وقد تجلى ذلك في ظواهر مناخية لم تعرفها من قبل، تتمثل في انحباس الأمطار والجفاف والتصحر وحرائق الغابات والعواصف الرملية، وجفاف بعض الأنهار وانخفاض مستوياتها، وارتفاع معدلات درجات الحرارة بشكل غير مسبوق. وتسبب هذه الظواهر ضغطاً على الموارد الزراعية وعلى موارد الطاقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة و نقص في مياه الري و المياه الصالحة للشرب.
أيضاً أثر تغير المناخ في أنماط استعمالات الأراضي وسرع من وتيرة تدهورها، وزاد من مخاطر الجفاف وحدوث موجات الحر والعواصف الغبارية، إضافة إلى تداعيات على الصحة العامة والقطاعات الاقتصادية الأخرى والنظم البيئية الطبيعية.
لقد نالت الحرب السورية من طبيعة البلاد الجميلة، حيث قام الارهابيون بقطع وحرق الغابات والأحراج والمحميات وأبراج المراقبة، وتعرض الغطاء النباتي في الغابات إلى التدهور بسبب عمليات التخريب التي تقوم بها المجموعات المسلحة، وطاولت الاعتداءات النباتات الحولية والمعمرة والنباتات الطبية والعطرية والتزيينية، ما أضر بالتنوع الحيوي واختفاء الكائنات الحية الحيوانية التي تقطن تلك الموائل.
لبنان نباتات غريبة تجتاح الجبل الحرائق التي تلتهم آلاف الهكتارات من غابات لبنان وغطائه النباتي، يضاف إليها الرعي الجائر والتمدد العمراني والمقالع والكسارات والمرامل، وجمع النباتات الطبية لأغراض تجارية، كل ذلك ساهم بزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري وتغيير المناخ في لبنان.
لقد بدأت مفاعيل هذا التغير تظهر بوضوح في البيئة اللبنانية، حيث تفتحت ازهار الاشجار هذا العام باكراً بسبب الطقس الدافئ وتأخر قدوم الشتاء، وعاد فصل الربيع مبكراً. وتجتاح الطبيعة اللبنانية العديد من الزهور البرية الغريبة، وتكاد ينقرض كلاً من "سوسن صوفر" و"التوليب اللبناني" ومثلها مئات الأنواع من الحيوانات.
توقع الاسوأ
في كل قمة للمناخ تعقد في إحدى دول العالم، تتعهد الدول الصناعية بتوفير مليارات اليوروهات، لمساعدة البلدان النامية في مواجهة التغيرات المناخية، لكنها تبقى وعود على الورق. بانتظار أن تصدق وعود تلك الدول ولو لمرةٍ واحدة. نتمنى للطبيعة الأم أن تستعيد عافيتها، وهذه أيضاً أمنية صعبة المنال، كون الأمر يحتاج إلى جهود جبارة مشتركة بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأفراد، في الانتظار الطويل هذا، لنرفع شعار يا شعوب الأرض اتحدو ليبقى كوكبنا اخضر.
#فادي_الياس_نصار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فوز اليسار الأوروبي بين الوهم والحقيقة.
-
عن الحب والسنديانة الحمراء
-
الإيزيديون أولى الديانات وأخر الشعوب.
-
لبنان حلم الرب
المزيد.....
-
مُشتعلة منذ الأربعاء.. حرائق هائلة تلتهم مساحات ضخمة بجنوب ك
...
-
مصر.. التحقيق مع نجل داعية شهير بتهمة -حيازة مواد مخدرة وسلا
...
-
باتروشيف: بريطانيا فقدت قوتها البحرية والولايات المتحدة تترا
...
-
قرار غير اعتيادي للجيش الإسرائيلي بخصوص الإبحار على شواطئ جن
...
-
الصين تتهم دولا أجنبية بالتجسس عليها باستخدام العوامات البحر
...
-
بيلاوسوف تحدث عن نجاحات القوات الروسية على محور بوغوسلاف
-
باتروشيف: الناخبون الأمريكيون صوتوا ضد سياسات بايدن
-
سموتريتش يوعز بتجهيز متطلبات ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل
-
إنجلترا..كبير أساقفة -كانتربري- يواجه ضغوطا للاستقالة بسبب
...
-
زاخاروفا: على ترامب تصحيح أخطاء الولايات المتحدة وليس استمال
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|