|
ماذا يعني إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى....؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 00:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقلم :- راسم عبيدات مشروع تهويد وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً وتغيير طابعه ووضعه الديني والقانوني والتاريخي يتقدم خطوة خطوة ...دعكم من الشعارات و"الجعجعات" والإسطوانات المشروخة للازمة بيانات الشجب والإستنكار العربي الرسمي والإسلامي ...فهي ممجوجة ولا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به ...بن غفير لم يقتحم الأقصى للمرة الأولى وهو وعدد اخر من الوزراء واعضاء في الكنيست الحاليين والسابقين والحاخامات،بل منذ توليه منصبه كوزير لما يعرف بالأمن القومي اقتحم الأٌقصى ست مرات ...وفي كل مرة يؤكد على ان الأقصى،هو جبل الهيكل وأقدس مكان عند اليهود،ويجب ان يدرج كأحد الأماكن المقدسة اليهودية ...وفي عمليات الإقتحام تلك كانت تجري ممارسة الطقوس التلمودية والتوراتية والصلوات فردية وجماعية،والعديد من طقوس احياء الهيكل المعنوي .... الجماعات التلمودية والتوراتية تعتقد بأن الظرف ملائم ومناسب لها،لكي تنتقل من مرحلة إستكمال كل ما يتعلق بطقوس احياء الهيكل المعنوي من نفخ بالبوق الى ادخال قرابين الفصح النباتية من ورق الصفصاف وسعف النخيل والحمضيات المجففة الى محاكاة ادخال قربين الفصح الحيوانية الى احياء السجود الملحمي كأعلى شكل من اشكال الطقوس التلمودية والتوراتية ودخول الكهنة بلباسهم الأبيض واداء الصلوات والطقوس التلمودية والتوراتية فرادى وجماعات . تلك الجماعات وحواضنهم في المستويات السياسة والأمنية والدينية من وزراء واعضاء كنيست وقادة في الشرطة وأجهزة الأمن ورجال دين من حاخامات وكهنة،باتوا على قناعة بأن الظرف مهيأ لهم ،بسبب الإنشغال وتسليط الضوء عالمياً وإقليميا وعربياً وفلسطينياً على ما يحدث في قطاع غزة،من عدوان وحرب ابادة ومجازر وحصار وتجويع،لكي يتقدموا خطوات على طريق التقدم نحو التهويد الكلي للأقصى،والإنتقال الى إقامة ما يعرف بالهيكل الثالث بشكل عملي، فبن غفير نفذ في ذكرى ما عرف بالتاسع من أب،الثالث عشر من آب الحالي ،خراب الهيكل بمشاركة وزراء واعضاء كنيست اقتحام واسع للأقصى 2258 متطرف،رافعين شعار "طوفان الهيكل في مواجهة طوفان الأقصى" وكذلك شعار "نجدد البيعة لبناء الهيكل" ،وفي هذا الإقتحام جرى النفخ في البوق ورفع علم " اسرائيل" وعلم الهيكل ،ومورست طقوس السجود الملحمي . بن غفير وتلك الجماعات باتوا على قناعة بأن العرب والمسلمين في حالة من " الموات"،وبالتالي ردات فعلهم على أي تغييرات في وضع الأٌقصى دينياً وقانونيا وتاريخياً،لن تتعدى "سيل" من بيانات الشجب والإستنكار ومذكرات الإحتجاج والمناشدات والمطالبات من أمريكا والمجتمع الدولي لمنع " اسرائيل" من جرى المنطقة الى صراع واسع،وتهديدات فارغة بما يسمى بالصراع الديني،حيث ارض الواقع وما يتعرض له شعبنا في قطاع غزة من جرائم ابادة جماعية وتجويع وحصار،تقول بأن ردود الفعل العربية والإٍسلامية،لن تغادر خانة الكلام والشجب والإستنكار.ومن هنا كان قرار بن غفير والقوى المتطرفة معه بالتصعيد في الأٌقصى لفرض وقائع جديدة،حيث أعلن بن غفير أول أمس الإثنين بأنه سيعمل على بناء كنيس يهودي في قلب الأٌقصى،في تحدٍ واضح لمشاعر العرب والمسلمين ،وفي خطوة تعبر عن شراكة في المكان ونزع القدسية الإسلامية الخالصة عن المسجد الأقٌصى،ونقله من مقدس اسلامي خالص الى مقدس مشترك اسلامي- يهودي،يتساوى فيه حقوق العبادة لأتباع الديانتين الإٍسلامية واليهودية..على طريق التهويد الكامل للأقصى وجعله مقدس يهودي خالص . وإقامة الكنيس في الأقصى تعني بأنه سيكون مكان مصلى باب الرحمة،بعد ان يتم فتح باب الرحمة ،الباب الذهبي، فهم يعتقدون بأن باب الرحمة ،هو باب الهيكل الأول،وهو موجود منذ 1300 ق.م ،وسيأتي المسيح المخلص،والذي سيسير من جبل الطور ويعبر من هذا الباب ،باب الهيكل الأول،نحو الهيكل الذي سيتم بناؤه في قلب الأٌقصى.وهذا يعني بأن الإقتحامات للأقصى ستشرعن تحت حماية الجيش والشرطة ليس من باب المغاربة فقط،بل من خلال باب الرحمة على طريق تهويد كامل المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى،ثلث مساحته. خطوة بن غفير هذه والتي لم تجر مجابهتها بخطوات عملية عربية – إسلامية ترتقي الى حجم المخاطر الجدية التي باتت تتهدد الأقصى،دفعت الوزير في حكومة نتنياهو،وزير ما يعرف بالتراث اليهودي عميحاي الياهو الى الإعلان بأن وزارته ستعمل على تمويل جولات تلمودية وتوراتية في الأٌقصى لعشرات الألآف من اليهود والسياح الأجانب،بما قيمته 500 الف دولار أمريكي ،حيث تقدم لهم في تلك الجولات والشروحات سردية ورواية يهودية تلمودية توراتية،تعزز الوجود للبلدة القديمة في القدس،أي تهويدها،وكذلك تقديم رواية تاريخية نقية خالية من رواية النقيض العربي - الإسلامي بشكل كلي ،أي نفي كون الأقصى مكان مقدس إسلامي،ونفي للوجود العربي في القدس. هذه التطورات التي تحصل فيما يتعلق بخطوات متتالية على طريق تهويد الأقصى ،هي ضمن خطة حكومية ،وليس تعبير عن نهج او رؤيا لهذا الوزير أو ذاك ، فالحديث يجري عن تمويل من وزارة،وتكثيف لعمليات الإقتحام وزيادة اعداد المقتحمين،وتلقينهم لرواية وسردية يهودية،تثبت الحق اليهودي في المسجد الأٌقصى. الأيام القادمة ستضعنا أمام تحديات اخطر بالنسبة للأقصى،وخاصة اذا ما بقيت الردود والمواقف العربية والإسلامية باهته ،غير مقرونة بفعل أو عمل ،فما ينتظر الأٌقصى هو الإقدام على ذبح واحدة من البقرات الخمسة الحمراء المستوفية العمر الشرعي عامان والتي تم استولادها جينياً في ولاية تكساس الأمريكية،وجرى وضعها في مكان سري بالقرب من بيسان،وكانت تجري رعايتها بشكل مستمر وعلى مدار الساعة،وكان يخطط لذبح واحدة منها على جبل الطور في قطعة ارض استولى عليها المستوطنون هناك،ولكن التطورات التي حصلت ما بعد معركة السابع من اكتوبر ،واتضاح حقيقة المواقف العربية ولإسلامية، بالبقاء في خانة الكلام ثم الكلام ،بات بن غفير وغيره من شركائه من القوى اليهودية والصهيونية الدينية على قناعة راسخة، بأنه لو جرى ذبح البقرة الحمراء في هذا الظرف في ساحة الأٌقصى،وفي ظل انشغال العالم بالحرب الدائرة في قطاع غزة،لن يتحرك العرب والمسلمين لدعم واسناد أقصاهم،ولذلك ذبح البقرة في ساحة الأقصى ونثر رمادها على أكبر عدد من الحاخامات لتجاوز اعتراض موقف الحاخامية الكبرى بعدم الصعود الى جبل الهيكل دون التطهر من بند نجاسة الموتى،فالتطهر من بند نجاسة الموتى،يعني بأننا سنقف أمام " تسونامي" من المستوطنين والمتطرفين يومياً في ساحات الأٌقصى بدلاً من 100 – 150 مستوطن يقتحمون الأقصى الآن يومياً سيصل العدد إلى 1000 – 1500 مستوطن يومياً،وهؤلاء سيحتاجون الى مكان واسع لممارسة طقوسهم وصلواتهم التلمودية والتوراتية،وهذا لن يتحقق إلا بالإستيلاء على كامل المنطقة الشرقية من الأقصى وإقامة الكنيس اليهودي بدل مصلى باب الرحمة على طريق هدم مسجد قبة الصخرة وبناء الهيكل الثالث المزعوم.
فلسطين – القدس المحتلة 27/8/2024 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفقة أم حرب إقليمية...؟؟
-
-طوفان- الهيكل في مواجهة -طوفان- الأقصى
-
مفاوضات الخميس ورد المحور عليها
-
شيخ ومطران ...وفلسطين هي العنوان
-
سياسة الإغتيالات ...... الرسائل والأهداف
-
المنطقة على مفترق طرق وعتبة تطورات كبرى
-
-الكونغرس- الأمريكي وكر الإفتراء العالمي
-
رد -اسرائيلي- دعائي واستعراضي ..والرد اليمني لن يتأخر
-
لوحدة الوطنية تصنعها الإرادة لا موسكو ولا بكين
-
لماذا يصر البعض في فتح على تدمير فتح..؟؟
-
الأزمات الداخلية،قد تطيح بحكومة نتنياهو
-
المرحلة الثالثة - مرحلة ما يعرف بخفض التصعيد
-
قانون تجنيد اليهود - الحرديم- هل يطيح بحكومة نتنياهو...؟؟
-
حرب - اسرائيل- على لبنان فوق طاقتها
-
الجبهة الشمالية.... الرد والرد على الرد
-
عملية إستعادة الأٍسرى الأربعة لن تنقذ نتنياهو من مأزق فشله ا
...
-
بماذا اختلفت -مسيرة الأعلام - هذا العام عن سابقاتها
-
مقترح بايدن -الإسرائيلي- خارطة طريق مليئة بالمطبات
-
حول جولة وليم بيرنز الجديدة
-
قمة المنامة تقدم في الشعارات وعجز مزمن في التنفيذ
المزيد.....
-
هل إسرائيل قدمت لأمريكا ضمانات بعدم ضرب منشآت إيران النووية؟
...
-
علماء روس يبتكرون تقنية فريدة لإزالة الألغام
-
الهند تخطط لإرسال بعثة فضائية إلى كوكب الزهرة
-
روسيا.. اختبار طريقة جديدة في علاج ورم بروستاتا الحميد
-
مسؤول أميركي سابق يتوقع -أهداف- الرد الإسرائيلي على إيران
-
تحذيرات سفر خاصة بدول الخليج في خضم مخاوف من التصعيد بالمنطق
...
-
ترامب يعلق على رفض بايدن إمكانية مهاجمة إسرائيل لمواقع إيران
...
-
ترامب لإسرائيل: اضربوا منشآت إيران النووية
-
وزير كويتي سابق: لن تكون هناك أزمة حدودية مع العراق إذا حسنت
...
-
أنباء عن استهداف شقة في شمال لبنان بـ -مسيرة-
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|