أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - شيخ ومطران ...وفلسطين هي العنوان















المزيد.....

شيخ ومطران ...وفلسطين هي العنوان


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8063 - 2024 / 8 / 8 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
قلّما تجد رجلَ دين مسلم أو مسيحي يخرج من فضاء مسجده أو كنيسته وجدرانهما، كمكانين مقدسين يمارسا فيهما دورهما الدينيّ في الوعظ والإرشاد والتوجيه والدعوة إلى التمسك بالفضيلة والأخلاق، وإلى المحبة والتسامح والأخوّة ومساعدة الفقراء والمحتاجين ونصرة المظلومين والمضطهدين، ليمازجا ما بين دورهم الدينيّ ودورهم الوطنيّ.
فهذا ليس بالأمر السهل، فهناك القيود والموانع المتعلّقة والمرتبطة بالاحتلال، واستخدامه سلطتَه وصلاحياته في التضييق على رجال الدين.
وكذلك تدخل هنا الجوانب والاعتبارات الشخصية والدينية ودرجة الانتماء والوعي والانصهار مع هموم الشعب وقضاياه، وما يتعرّض له هذا الشعب من قمع واضطهاد وانتهاك صارخ للحقوق.
وقبل التطرق للشيخ عكرمة صبري والمطران عطا الله حنا ودورهما الديني والوطني والمجتمعي والأخلاقي والقيمي والإنساني ، لا بد من التعريج على نموذجين مشابهين للشيخ عكرمة والمطران عطالله.
حلب أرسلت لنا المطران كبوتشي المناضل المقاوم العروبي القومي،كمطران للقدس،وكذلك هي اللاذقية شقيقتها أرسلت لنا الشيخ المناضل المقاوم عز الدين القسام ثائراً ومناضلاً من اجل فلسطين.
ظلم وعسف وإضطهاد الإحتلال وإحتلاله لفلسطين دفعا الشيخ والمطران،للخروج من الجامع والكنيسة،لكي يمارسا الكفاح والنضال والمقاومة الى جانب شعبنا العربي الفلسطيني،وليسقط الشيخ القسام شهيدا في احراش يعبد،وليتوفى المطران كبوتشي في المنفى القسري بعيداً عن قدسه التي أحب،تلك القدس التي فتحت عينيه على مدى الظلم والإضطهاد الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني،ومطران تربى على العزة والكرامة لا يمكن له ان يشاهد اضطهاد رعيته ويسكت،وهي كما قال مع دخوله القدس،أصبح الشعب الفلسطيني رعيتي.
الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا ،وخطيب المسجد الأقصى،وأمين المنبر كما يكنى او يسمى،واحد من الشيوخ الذين ابتعدوا عن الفتنة المذهبية،رغم الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها،لكي يكون في قلبها،ولم تكن قضية القدس والأقصى والمقدسات والمجتمع المقدسي والفلسطيني هاجس هذا الشيخ فقط ،بل كان صوته يسمع في العالم العربي والإسلامي ،ولأنه كان يمارس الخطابة ويقف الى جانب المرابطين في الأٌقصى،ويحث دوماً على شد الرحال اليه من أجل حمايته من اقتحامات المتطرفين والمستوطنين،بمشاركة حاخاماتهم وأعضاء كِنيستهم ووزرائهم،من اجل إخراجه من قدسيته الإسلامية الخالصة وتحويله الى مكان مقدس مشترك إسلامي- يهودي ،ومن ثم استغلال الظرف والوقت المناسبين من أجل العبور به من زمنه الإٍسلامي الى زمنه اليهودي،وفي كل معارك الدفاع عن الأقصى وعروبة القدس تجد الشيخ عكرمة حاضراً ويتصدر المشهد ،وليس قضية الأقصى والمقدسات كانت جوهر اهتمامه،بل قضية المدينة التي تذبح من الوريد الى الوريد ويراد تدمير وتخريب نسيجها المجتمعي والأسري،وافراغ شبابها من محتواهم الوطني،ضمن الهجمة الإحتلالية الممنهجة على شعبنا في المدينة،ولذلك كان دائماً يدعو الى الوحدة والتماسك والتعاون بين كل مكونات ومركبات المجتمع،وقطع الطريق على مثيري الفتن والإحتراب العشائري والقبلي ،وكذلك لم يكن يترك فعالية او نشاط إلا ويكون حاضر فيه ومشارك بفعالية،حتى مناسبات الأفراح والأتراح،وهذه الأنشطة والفعاليات والمشاركات والخطب والدعوات واللقاءات،والمشاركة فيها من قبل سماحة الشيخ على الرغم من تقدمه في السن، تعرض لسلسة من العقوبات والمضايقات من أجهزة أمن الاحتلال ومستوطنيه،فلا يكاد يمر شهر دون ان يجري استدعاؤه الى مركز تحقيق المسكوبية للتحقيق معه،وتسليمه أوامر جديدة إما بمنع الدخول للأقصى أو منع السفر،أو منع دخول الضفة الغربية،أو الإحتجاز والإعتقال ،وعقوبات الاحتلال والضغط على الشيخ عكرمه والتحريض عليه وملاحقة المستوطنين له من أجل المس بحياته،وتعليق بوستات واعلانات من قبلهم ،تطالب بالتخلص منه وطرده وسجنه لم تتوقف،وليصل الى الأمر الى حد التضيق عليه في الجوانب الحياتية والشخصية،حيث أصدرت بلدية "القدس " أمراً بهدم البناية التي يسكن فيها في منطقة حي الصوانة- الطور،تحت ذريعة عدم الترخيص للبناية.وارتفعت وتيرة الإستهداف والمضايقات والتحريض على وبحق الشيخ عكرمة بعد خطبة الجمعة في الأٌقصى في يوم الجمعة 2/8/2024، والتي نعى فيها القائد إسماعيل هنية الذي اغتالته " إسرائيل" في طهران في 31/7/2024 من على المنبر،فبعد الخطبة مباشرة وزير داخلية الإحتلال موشيه اربيل يطالب بسحب هوية الشيخ عكرمة صبري المقدسية بحجة ارتكاب "مخالفات أمنية "وخيانة الأمانة"،ويقول بأن المادة 11 "أ" من قانون الدخول الى " اسرائيل" تمنحه الحق في الغاء تصريح الإقامة الدائمة لفعل يشكل "خيانة " للأمانة.
وكذلك ما يعرف بوزير الأمن القومي "الإسرائيلي" طالب بمحاكمة الشيخ عكرمة والتخلص منه.
في حين الجماعات المتطرفة شنت حملة تحريض واسعة على الشيخ عكرمة ودعت الى مهاجمته في بيته.ونشروا مقطع نعي هنية في الأقصى على مواقع تواصلهم الإجتماعي.وبعد ذلك نتيجة هذا التحريض داهمت شرطة ومخابرات الاحتلال بيته في الصوانة،وحققت معه في المسكوبية،ولكن عندما فشلت في إدانته،أصدرت الشرطة امراً إدارياً بمنع دخوله للأقصى لمدة أسبوع على أن تجري إمكانية تمديده لستة شهور.
أما المطران العروبي عطا الله حنا،مطران سبسطية وسائر الديار المقدسة، القادم من بلدة الرامة في الجليل الأعلى ،فهو واحد من أشد المدافعين عن عروبة المدينة ومقدساتها ووحدة نسيجها المجتمعي،ومناضل شرس ضد الطائفية والمذهبية،ويرى بأن اهل المدينة العرب بمسلميها ومسيحييها،يجمعهم نفس الهم والمصير والهدف ،وربما هو من أكثر الشخصيات الدينية التصاقا بهموم وقضايا شعبه،فهو يجوب كل ارجاء فلسطين من شمالها لجنوبها لكي يشارك أبناء شعبه افراحهم واحزانهم،والمشاركة في أنشطة وفعاليات وندوات ومحاضرات ومهرجانات ومسيرات ومظاهرات متعلقة بالهموم الوطنية والمجتمعية ...وكذلك هو ينشط في الخارج لشرح هموم وقضايا شعبه ،ومن أشد المدافعين عن عروبة الكنيسة العربية الأرثودكسية ،والداعين للحفاظ على أراضيها وممتلكاتها في القدس وفلسطين عامة.
المطران عطالله حنا نتيجة لمواقفه الوطنية والقومية، تعرض للكثير من المضايقات ومحاولات المس بحياته في محاولة فاشلة لإغتياله عبر تسميمه،وفي إطار التخلص من حضور المطران وتأثيره في المدينة القدس،جرت محاولة لإبعاده عن المدينة وتعينه مطراناً في عكا،ولكن هذه الخطوة التي جرى التخطيط لها، من خططوا لها تراجعوا عنها في ظل احتجاجات شعبية واسعة من اهل فلسطين عامة ،رأت في هذا القرار محاولة من اجل إسكات صوت المطران القومي العروبي و"تقزيما" لدوره وحضوره وتأثيره....كذلك المطران رفض هذا القرار،والتي دفعت بعض الجهات من اجل اقناع المطران بقبوله.
المطران عطالله حنا يرفض المنطق القائل بأن العرب المسيحيين أقلية، فهم عرب والعرب ليسوا بالأقلية في أوطانهم،وهذا التوصيف أقلنة لدورهم،حيث كانوا دوماً في قلب المشروع الوطني الفلسطيني والمشروع الحضاري العربي.والمطران العروبي عطالله حنا تعبير عن الصوت العروبي المسيحي المشرقي المستهدف وجوده في المنطقة من قبل أمريكا وقوى الإستعمار الغربي،فهي من تشارك في تهجير مسيحيي المشرق العربي من بلدانهم في سوريا والعراق،لكي تُفرغ المشرق العربي من مسيحيه ،ملح هذه الأرض وسكانها الأصليين.والمطران عطا الله حنا المعتز بوطنيته وتمسكه بهويته القومية العروبية، يبدي حزنه وقلقه على تناقص اعداد العرب المسيحيين في القدس خاصة وفي فلسطين عامة،ويرى بأن السبب المباشر في ذلك هي ممارسات الاحتلال وبث سمومه،وسعيه الدائم لبث الفرقة الخلافات بين أبناء الوطن الواحد،بما في ذلك سعيه الدائم لتحويل المذاهب والهويات الى قوميات وهمية ومصطنعة بالتعاون من قبل بعض المتعاونين مع مشاريعه ومخططاته.
في الختام نقول هلالنا يعاق صليبنا وأنبياءنا عيسى عليه السلام ومحمد صل الله عليه وسلم، عرب أقحاح ،والأقصى توائم القيامة ،وشيخنا الدكتور عكرمة صبري ومطرانا العروبي عطا الله حنا ،يجمعهم ويوحدهم الوطن الواحد والهدف الواحد والمصير المشترك.
فلسطين – القدس المحتلة
8/8/2024
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الإغتيالات ...... الرسائل والأهداف
- المنطقة على مفترق طرق وعتبة تطورات كبرى
- -الكونغرس- الأمريكي وكر الإفتراء العالمي
- رد -اسرائيلي- دعائي واستعراضي ..والرد اليمني لن يتأخر
- لوحدة الوطنية تصنعها الإرادة لا موسكو ولا بكين
- لماذا يصر البعض في فتح على تدمير فتح..؟؟
- الأزمات الداخلية،قد تطيح بحكومة نتنياهو
- المرحلة الثالثة - مرحلة ما يعرف بخفض التصعيد
- قانون تجنيد اليهود - الحرديم- هل يطيح بحكومة نتنياهو...؟؟
- حرب - اسرائيل- على لبنان فوق طاقتها
- الجبهة الشمالية.... الرد والرد على الرد
- عملية إستعادة الأٍسرى الأربعة لن تنقذ نتنياهو من مأزق فشله ا ...
- بماذا اختلفت -مسيرة الأعلام - هذا العام عن سابقاتها
- مقترح بايدن -الإسرائيلي- خارطة طريق مليئة بالمطبات
- حول جولة وليم بيرنز الجديدة
- قمة المنامة تقدم في الشعارات وعجز مزمن في التنفيذ
- -اسرائيل- عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراج ...
- حول تأجيل صفقة القذائف الدقيقة الأمريكية ل-اسرائيل-
- معركة رفح هل تنقذ نتنياهو ومصيره السياسي ...؟؟؟؟
- في قراءة المشهد المستجد


المزيد.....




- عبدالله بالخير بفيديو جديد بعد ادعاء منعه دخول -الروضة الشري ...
- 40 دولة تعمل قواتها بحفظ السلام في لبنان تصدر بيانا مشتركا ح ...
- موعد رد إسرائيل على إيران والأهداف التي ستقصفها.. إليكم ما ن ...
- ماذا يفعل الملح لأجسامنا؟
- الدفاعات الروسية تسقط 13 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
- البنتاغون يدعو للانتقال من الحل العسكري إلى الدبلوماسي في لب ...
- الزوارق الحربية الروسية تزود بوحدات مقاتلة حديثة
- حقيقة فيديو عزف النشيد الوطني الجزائري بمدرسة في سوريا
- أمير سعودي برد لاذع على سياسي لبناني وتدوينة -مفيش شرف.. عرب ...
- مصر.. فيديو داخل مقبرة وما يفعله رجلان يشعل تفاعلا والداخلية ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - شيخ ومطران ...وفلسطين هي العنوان