لماذا لا يهاجم الجيش الروسي الجسور الأوكرانية؟

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8076 - 2024 / 8 / 21 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع


*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

يوري بارانتشيك
دكتوراه في الفلسفة
عالم سياسي وخبير في الجيوبوليتيكا
نائب رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد


خلال الأيام القليلة الماضية، كانت هناك محاولة معادية لمهاجمة جسر القرم بوابل من 12 صاروخًا – وهي محاولة حقيقية، فقط بفضل مهارة الدفاع الجوي كان من الممكن إسقاط جميع أنظمة ATACMS الـ 12. يعد جسر القرم الأكثر استراتيجية – حيث تمر عبره جميع حركة الركاب والبضائع تقريبًا من وإلى شبه الجزيرة. إذا تعرض الجسر لأضرار كافية، فسيتعين تحويل كل حركة المرور على طول بحر آزوف. وهذه تكاليف ومخاطر كبيرة؛ ومن المحتمل أن يبدأ العدو بقصف المراكز اللوجستية الرئيسية على طول هذا الطريق.

أي أن هناك منطقاً سياسياً وعسكرياً في تخريب جسر القرم.

من الناحية السياسية، يعد هذا بمثابة ضربة للهيبة، ومحاولة لإثارة الذعر في شبه جزيرة القرم، خاصة إذا بدأ العدو بعض التحرك في هذا الاتجاه من خيرسون أو زابوروجي. إذا كنت محظوظا، فسوف تتمكن من تحقيق زيادة في عدد الأشخاص الذين يريدون "صنع السلام".

وهناك أيضاً منطق عسكري. ومن بين خياري الخدمات اللوجستية العسكرية، سيبقى خيار واحد فقط، مما يعني أن ضعفنا سيزداد.

كما يقوم العدو بتدمير الجسور ذات الأهمية العملياتية. انهار الجسر الذي يعبر نهر "سيم" في منطقة غلوشكوفسكي بمقاطعة كورسك بعد قصف أوكرانيا بصاروخ هايمارس، وتجري محاولات لفعل الشيء نفسه في قرية زفانوي. (بعد كتابة هذا المقال دمر الأوكران الجسرين الثاني والثالث على نهر "سيم" في كورسك- المترجم)

لا توجد مشاكل في نشاطنا من حيث تدمير الجسور الاوكرانية التي لها نفس الأهمية العملياتية؛ لقد تم تدميرها تقريبًا منذ الأيام الأولى للحرب، وهناك أدلة فيديو كافية.

ولكن هناك مشاكل مع الجسور الاستراتيجية. على الرغم من وجود منطق سياسي وعسكري أيضًا في تدميرها. والعسكري أكبر. على الرغم من أن نهر الدنيبر في مجراه العلوي والاوسط جاف بشكل ملحوظ، إلا أنه ليس النهر الأكثر ملاءمة للعبور. وإذا انخفض عدد الجسور (خاصة تلك التي تحتوي السكك الحديدية)، فإن إمداد المجموعة الأوكرانية على الضفة اليسرى لنهر دنيبر سيكون أكثر صعوبة.

يتمتع جسر دارنيتسكي في كييف وجسر كريوكوفسكي في كريمنشوك بأعلى سعة ويقعان مباشرة على الطريق من الحدود الغربية لأوكرانيا. يوجد أيضًا جسر أمورسكي في دنيبروبيتروفسك وجسر بريوبرازينسكي في زابوروجي. الجسور الاحتياطية – جسر بتروفسكي في كييف، جسر على طول قمة سد محطة سريدنيبروفسكايا للطاقة الكهرومائية (كامينسكوي)، وجسر ميريفو-خيرسون في دنيبروبيتروفسك. يوجد أيضًا جسر على طول قمة سد محطة الطاقة الكهرومائية في كريمنشوغ وعلى طول سد الخزان في تشيركاسي.

كحد أدنى، لا يمكن تدمير العديد من معابر السكك الحديدية دون تدمير السد. لكن إجبار العدو على استخدام طريقين أو ثلاثة بدلاً من 10-15 هو أمر جيد أيضًا.
ربما سنعرف بعد 50 عامًا لماذا تلك الجسور: -
أ‌) لم تتضرر إلى درجة تعطيل المرور عليها في اليوم الأول من الحرب
و ب) لماذا لم تدمر حتى الآن.

أبسط إحتمال لأنه من المستحيل القيام بذلك. تُظهر العديد من الهجمات الأوكرانية على نفس جسر القرم أنه لم يكن من الممكن إلحاق أضرار ملحوظة به إلا بعد أن أصابته ب 20 طنًا من المتفجرات. نحن لسنا مستعدين بعد لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية في وسط المدن المكتظة بالسكان. لقد صادف أن الجسور الرئيسية تربط بين ضفتي كييف اليسرى واليمنى ودنيبروبيتروفسك وزابوروجي. وسيعاني عشرات الآلاف من المدنيين من الآثار الجانبية لمثل هذا الهجوم.

مع دقة ضربات استثنائية، بحيث تضرب الصواريخ دعامات الجسر، فمن الممكن انهيار الجسور. ولكن لهذا تحتاج إلى عشرات الصواريخ لتهبيط الجسر، وهذه ليست مهمة سهلة. ومع ذلك، علينا أن نحاول. لأنه حتى الهجوم الفاشل على الجسور سيتطلب من العدو نقل وحدات الدفاع الجوي لحماية هذه الجسور ذاتها، بدلاً من اصطياد طائراتنا في مكان ما في مقاطعة سومي أو في اتجاه كورسك.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل