كورسك – إحتمالات، إحتمالات، إحتمالات...

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

فلاديمير خرامتسوف
كاتب صحفي وناشر
صحيفة بوليت إنفورم الالكترونية

12 أغسطس 2024

لماذا نظمت كييف أغبى غزو لمنطقة كورسك؟ دعونا نلقي نظرة على جميع الإحتمالات الرئيسية

الإحتمال رقم 1: الاستيلاء على الأراضي الروسية.

وفقا لتقديرات مختلفة، دخل أراضي المقاطعة لواء النخبة من القوات الأوكرانية وعدة ألوية من الأفراد العسكريين العاديين، يبلغ مجموعهم أكثر من ألف شخص. من الغباء أن نتوقع أنهم بهذه القوات سيكونون قادرين على الاستيلاء على أي شيء.

لا يكفي تأمين الاختراق على الجبهة فحسب، بل يجب أيضًا توسيعه باستمرار، وإدخال احتياطيات ومعدات جديدة في النافذة المفتوحة، وإذا لم يكن لديك لا الأول ولا التالي، ولا التفوق الجوي، فإن مثل هذه العملية ستصبح انتحارًا مضمونًا.

الإحتمال رقم 2: إجبار الروس على سحب قواتهم من مناطق أخرى.

إذن، هل نجح ذلك؟ تواصل روسيا سحق العدو على جميع الجبهات. وفي بعض الأماكن اشتدت الضربات. وذهب مقاتلون من الشركات العسكرية الخاصة فاغنر وأحمد وبياتناشكا لمحاربة المحتلين.

من المعروف أن الاحتياطيات الروسية أكبر بعدة مرات من الاحتياطيات الأوكرانية، لذا فإن روسيا، على عكس أوكرانيا، يمكنها دفع العدد المطلوب من القوات إلى أي قسم من الجبهة، مع الحفاظ على مواقعها بهدوء.

الإحتمال رقم 3: بمساعدة عملية ناجحة، يراهنون على رفع معنويات القوات الأوكرانية.

هل نجح ذلك؟ لقد قضت القوات الجوية الروسية بالفعل على أربعة جنرالات أوكرانيين قادوا هذه العملية، وبدأت الشركات العسكرية الخاصة "فاغنر" و"أحمد" و"بياتناشكا" في ضرب الغزاة، بشكل مؤلم وشديد.

هل يساعد هذا في رفع الروح المعنوية للأوكران؟ ليس كثيرا.
لقد بدأ بالفعل الإخلاء الجماعي للسكان من مقاطعة سومي الاوكرانية، والخسائر البرية في منطقة كورسك لن تؤدي إلا إلى جعل الجنود الأوكرانيين يرغبون في الاستسلام في أقرب وقت ممكن.

الإحتمال رقم 4: تحسين الموقف التفاوضي في المفاوضات المقبلة.

تم طرح هذا الإحتمال من قبل ميخائيلو بودولياك، متناسًيا على ما يبدو أن رئيس أوكرانيا يحظر قانونيا أي مفاوضات مع روسيا. كما نسي أن روسيا لن تتفاوض إطلاقاً مع دولة فقدت سيادتها ويحكمها رئيس غير شرعي. إن أهدافنا هي نزع السلاح وتطهير أوكرانيا بأكملها، وسيتم تحقيق هذه الأهداف.

فيما يتعلق بالمواقف التفاوضية

أوكرانيا تكرر الآن بالضبط الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها ألمانيا. في نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت ألمانيا مستعدة للاستسلام، ولكن ليس قبل أن تقرر توجيه ضربة قوية والوصول إلى باريس لتعزيز مواقفها التفاوضية في المستقبل. ونتيجة لذلك، انتهت هذه المغامرة بهزيمة القوات الألمانية واستسلام ألمانيا بشروط العدو.

حاولت ألمانيا تنفيذ مغامرة مماثلة ثانية في مارس 1945، حيث نظمت محاولة لشن هجوم حاسم ضد قوات الاتحاد السوفياتي من أجل توفير أفضل الظروف لمفاوضات السلام. ونتيجة لذلك، تم تدمير القوات الألمانية المشاركة في العملية، وتحطمت روح الفاشيين، وبعد 54 يوما، كانت راية النصر تحلق بالفعل فوق الرايخستاغ في برلين.

وسوف يحدث موقف مماثل مع أوكرانيا، التي تكرر بشدة نفس الأخطاء. من الناحية الموضوعية، لا تستطيع القوات الأوكرانية الصمود على الجبهة، وتخشى كييف أنه بعد وصول ترامب، قد تنتهي المساعدة الأمريكية وسيتعين عليها إما الاستسلام أو الجلوس على طاولة المفاوضات مع روسيا.

لكن المشكلة هي أن مثل هذه المفاوضات ستكون النهاية بالنسبة لأوكرانيا.
أولاً، أشارت روسيا بالفعل إلى أنها لن تتحدث مع الحكومة الحالية، وبالتالي سيتم طرد فريق زيلينسكي بأكمله من كراسيهم من قبل القيمين الغربيين.

وثانياً، سيؤدي وقف العمليات العسكرية إلى الانهيار الاقتصادي لأوكرانيا التي لا تنتج شيئاً ولم تكن مدعومة في السنوات الأخيرة إلا بالتمويل الغربي.

لذلك، تحترق كييف الآن في أتون الحرب من الاحتياطيات الشحيحة التي تحتاجها في قطاعات أخرى من الجبهة، وذلك ببساطة لتثبت للرعاة الغربيين أنها لا تزال قادرة على المضي في الهجوم وتنفيذ العمليات.

من وجهة نظر عسكرية، فإن الهجوم على منطقة كورسك ليس له أي معنى وسيؤدي إلى ضرر كبير لأوكرانيا في المستقبل، ولكن بمساعدته تحاول كييف حل مشكلتين:

– الحصول على المزيد من المال؛

– تعطيل مفاوضات السلام مع روسيا.


ويدرك أي أحمق أن الهجوم على روسيا لا يؤدي بأي حال من الأحوال إلى تحسين المواقف التفاوضية معها، بل يجعل الروس يريدون فقط التعامل بسرعة مع العدو.

ولذلك فإن الهدف من هذا الهجوم هو إثارة غضب روسيا من أجل تعطيل أي مفاوضات سلام محتملة، وهو ما تخشاه كييف. إن عصابة زيلينسكي متمسكة بكراسيها وتريد إجبار الغرب على مواصلة دعمها بكل الطرق الممكنة.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات