أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - ساعات لا تحسّ بكِ.. زمننا المتخاذل














المزيد.....

ساعات لا تحسّ بكِ.. زمننا المتخاذل


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 18:11
المحور: الادب والفن
    


ساعات لا تحرّك الزمان كما تشاء
ساعة شارفت على القيامة
ساعة صفر كوني ساخن
في عمر وردة في الصقيع
ساعة قفزات شمسية عبر الأزمان
الساعة خمسة أعوام من عمر الجحيم السوري
الساعة يداك مليئتان بالدفء والرحمة
الساعة قبلة إلّا ربع
رقصة تتخاصر فيها ظلال حبيبين بعيدين
ساعة تشبه قارة غارقة في حفنة ماء
ساعة رزق الشعب المنهوب وثورة الجياع
ساعة رغيف الخبز وصفاء الحليب
ساعة تتأخرين ولا تأتين على الموعد
ساعة عناق إلا مساء وأزهار
ساعة نهداك لا يذكران يدي ولا فمي
ساعة هل تاتين حتى أكف عن الجوع؟
الساعات كل ما كتبت عنك في الكارثة
ولم يصدقني أحد.


2

ساعة لا تعرف كيف تتحرك عقاربها
الساعة صفران ودمعة
ساعة بعكاز في حلبة مصارعة للثيران
ساعة تحت أحذية الجند وأسنان المجنزرات
الزمن عجول والساعة تمتُّ بالقربى لسلحفاة عجوز
الساعة معطلة ولم يصدقني أحد
هذا الزمن النازف من العيون والجدران
ساعة طويلة كالأبد
فردتْ على بساط من الدم وجوه الأصدقاء:
خضر شهيد، فؤاد ذبيح أضحية لآلهة الخرافة
الآخرون معلقون على مشنقة الانتظار
لم أبذل كل ما عندي من ألم
سكين جراح القلب أكثر بلاغة
لم يصدقني هواة جمع الأرواح والحواة
الشعراء يطقطقون أصابعهم حين يرتفع صراخي
ويأخذون صوراً للذكرى بجانب قلبي الذبيح
بالملايين عددهم وكان صعب أن تحملهم القصيدة
لهذا أكثرت من البكاء
ومع ذلك لم يصدقني أحد.

3

ساعة لا تسمع صوت خطواتي وحركتي
يمر قطار الوقت على جسدي
بصداعي وقلة حيلتي أتمزق على سكك الحديد
ثقيل أنا كريشة عصفور!
خفيف مدبب ومحزن كدموع ألأمهات!
الساعات تحملني بسهولة على ذراعيها وتهروّل
ترضعني حليب بلادي حين أكثر من الصراخ
في الحالة الثانية تتعكّر وجوه المشردين على الأرصفة
الحالة الأولى لن أذكرها
حتى لا يعرف أحد حرماني من التدخين ومن بلادي
ويكتشفون وجوه حزني الكثيرة في البكاء وينتحرون
الساعات الشكاكة لم تصدقني
لم يقف أحد معي حين سقطت من العش
لم يُعد لي أجنحتي ولم يعلمني كيف أصعد من جديد
لم يُرجع لي فمي كي أنادي الشجرة وأستعيدها من الحطام والحريق
سقطتْ وانكسرت دمعتي وانشرخ صوتي
وانا أتشبث بالذي أبقته الحرب منها
قبل أن تذرفني الحكايات القادمة ويسكبني الفرات.

4

ساعة ترن خلاخيلها دون أن ترقص
الساعة الاخيرة الساعة الأولى
أمشي في الوقت مغمض العينين
الزمن مكان طبيعي لشاعر مجهول مثلي
الساعات علاماتي المحزنة والفارقة
كم أضعت منها وأنا متمسك بالحب
الساعات تتمرغل بالأنهار حتى تشفى
تقول البنت:
دخلت العنوسة دون أن أقصد
خمسة أعوام دونتها الحرب على عمر مجهول
كنت أنتظر الحرية والحب
قبل أن أدخل في فخ المعجزة
قبل أن تركض الساعات ويموت العرسان
قبل أن يشيخ الوقت ويرحل العشاق
قبل أن أفتح يدي ولا أجد موعداً على المقاس
قبل أن أفتح حديقة قلبي وأتفاجأ
بغياب ورد من أحب والقصائد.

5

ساعة تنتظر أن يمرّ الصباح عليها
الساعة تتسع الساعة تضيق
مغلق أنا كساعة محرمة
من يريد أن يدخل معي
عليه أن ينتظر ساعة الحرية
مغلق وساعتي لا تدور
أستأذن من الأزهار
وقت كثير مهدور بلا أمل
وقت لا يعرف كيف يخفي وجهه عني
كثيراً أضعت جهتي إليها
وقلت لها أنا مسروق أكثر مما تتصورين
ولا أعرف كيف تدمع السنوات وتغيب
أحباب كثر تحت التراب
تراب مغمّس بدم الصغار والكبار
بيوت لم تعد واقفة على قدميها
لم أعلّق أخطائي على أي مشحب
حملّتني الحدائق جريرة إخصاء الطيور
وصرفتْ الصيادين إلى شأن آخر غير القتل
جلستُ أحسب وقتي الضائع
لعلّي أزيّن بالحب ما تبقى من أيام.


6

أفرك أذن الساعة لعلها تسمع الكلام
الزمن الأحمر المحترق
الساعات السائلة ساعات خزان الأرواح
الساعات شهود مكمومة الأفواه
لم يصدقني الذي بيده العصا ويقود القطيع
لم تصدقني شرائع الطواغيت ولا الأنبياء
دمي على وجهي وفي كلامي دم
ظلي الأحمر يرأفقني ولم يصدقني أحد
ظلي المشطور ظلي المعلق بحبال لا تُرى
فمي مختوم بالشمع الأحمر والرماد
وتتكلم نيابة عني الطيور
أقول وأعيد أقول وأعيد
ستحاسبكم أنفاس الصغار الغرقى
ستحاسبكم الحدود والطرقات
أكتاف وظهور العجائز التي حملت الموتى
الصقيع المتألم من صوت ارتجاف الأولاد العالي
قبل طلوع الروح وتجمد الدمع على الخدود
يداي مرفوعتان ووجهي إلى الحائط
وخلفي العالم فرقة اعدام تضحك.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من على برج القاهرة... قصائد حب
- أثر مختلف
- في هذا الصباح أو غيره
- صدر ديوان اغتصاب أتون جهنم الكبرى عن رابطة الكتاب السوريين و ...
- قِراءةٌ في ديوان ( شُرُفاتٌ ) للشَّاعرِ السُّوريِّ فوَّاز قا ...
- قلب أعزل في الحرب
- الرقص على جثة الحرب
- المٌغْتَصِبون أخوة: إلى الناس في إدلب وإلى ناس غزّة
- اغتصاب.. أتون جهنّم الكبرى
- مناورة
- اغتصاب.. أتون الجحيم
- أحد ما يسأل عن الشاعر
- زلزال حصة ليبيا من الرثاء 4
- وأنا أيضاً عندي عيد للحب
- زلزال 3
- زلزال 2
- أجراس 5
- صدفة ابتسمت في وجهي الحرب 6
- النهر ليس ساقية تمرّ أمام البيت 61
- مصر 3


المزيد.....




- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...
- السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا ...
- الرِّوائي الجزائري -واسيني الأعرج-: لا أفكر في جائزة نوبل لأ ...
- أحمد السقا يتحدث عن طلاقه وموقفه -الغريب- عند دفن سليمان عيد ...
- احتفال في الأوبرا المصرية بالعيد الوطني لروسيا بحضور حكومي ك ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - ساعات لا تحسّ بكِ.. زمننا المتخاذل