|
هواجس أدبية ودينية ــ 251 ــ
آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8060 - 2024 / 8 / 5 - 20:19
المحور:
الادب والفن
السويد قطار طويل جدًا، يسير دون مقود، دون قائد، دون رؤية أو هدف، سرعته بطيئة جدًا، يتوقف في كل محطة بضعة دقائق، يحمل الركاب ويكمل طريقه، لا يوجد من يفكر في النزول عنه. يمشي في اتجاه واحد، بيد أنه يمشي، ركابه لديهم عماء ألوان، يرون لونًا واحدًا لهذا ينظرون إلى مكان واحد، إلى الأمام، كما أنهم لا يسمعون ولا يفكرون. لا أعرف لماذا لا يتوقف أو يلتقط أنفاسه، نوافذه مغلقة، مظللة باللون الكحلي الغامق. يقطع الغابات ويعبر الجسود والانهار والبحيرات، والصحارى والمستنقعات، يمشي ويمشي، طريقه يتجه إلى اللانهاية. لا بد أنه سيتعب يوم من الأيام، ويصمت.
صديق لي لديه شاب موهوب، فنان، شكله كله يشيء بالفن، كلامه، رقته حركته، تهذيبه. قال لي والده: ـ المدرسة كلفت أبني بعمل سينمائي قصير، المدرس يريده عمل جديد، فكرة جديدة لم يتطرق إليه أحد في السويد، فقلت لأبني أن لدي صديق، سجين سابق، يمكنك إجراء مقابلة معه. طرح الموضوع على المدرس، ففرح هذا الأخير، وقال: ـ اتمنى أن أرى عملك يتحقق، فأنت شاب مميز، في الثامنة عشرة من العمر، هذا الموضوع كتير مهم. سألني الأب: ـ هل تقبل إجراء مقابلة معه؟ ـ على الرحبة والسعة. جاء الشاب مع كاميرته، وأدواته البسيطة وبدأ التصوير، يلتقط صور من هنا وصور من هناك، بأوضاع مختلفة، مع القليل من الحديث عن السجن والحياة والثقافة والفن والسينما والمسرح. ترك للكاميرا أن تسرح وتمرح وتعبر خلال ثلاثة لقاءت طويلة استطاع هذا الشاب إنجاز عمله، ثم قدمه للمدرسة. المدرس السويدي ذهل من عمل الشاب المميز، منحه العلامة التامة، قال له: ـ عملك يستحق أن يعرض على التلفزيون السويدي، هل تقبل أن يعرض، هذا العرض المهم سيمنحك فرصة العمر، ربما يتبناك التلفزيون، يدرسك الإخراج، وفي المستقبل ستعمل في هذه المؤسسة الإعلامية أو غيرها. أم الشاب، خريجة جامعة أوكسفورد في الأدب المقارن، رفضت رفضًا قاطعًا، قالت: ـ أنا لا أفرط بأبني وحياته من أجل موهبة أو إخراج، ليذهبا كلاهما إلى الجحيم، هذا ال آرام معارض للنظام، ربما يعتقل أبني في المستقبل بسبب هذا التصوير والإخراج، فيما إلى عاد إلى حضن الوطن والقائد. شجعتُ الشاب، قلت له: ـ ضع اسم وهمي بدلا عن اسمك الحقيقي، وأصعد على سلم الموهبة، ربما تتحول إلى مخرج عالمي طالما تملك موهبة مميزة. بيد أن الأم لم تتزعزع عن موقفها، وصمت الصديق ولم يدافع عن أبنه، ودرس الشاب في فرع أخر. هل تدرون لماذا تموت المواهب في بلادنا، أنه بسبب العجز أولًا ثم الجهل والتخلف العقلي والاجتماعي.
كتبت تعليقًا على حوار مع د. خزعل الماجدي في برنامج رحلة في الذاكرة، هذا نصه: ـ الدكتور خزعل، اعتقد الإنسان الأوروبي يبنى قويًا منذ فترة الحضانة والروضة، هذا لا شك فيه، لكنه يبنى ليلتحق بالآلة، لكنه كائن دوغما، سطحي. أنظر إلى الثقافة في أوروبا في وقتنا هذا، لقد تصحرت بمعنى لم تعد منتجة ثقافيًا كما كانت قبل سبعينيات وستينيات القرن الماضي وما قبلها. يربى الإنسان الغربي منفصلًا عن الصراعات العالمية وتناقضاته، ومعزول سياسيا واجتماعيا، لهذا لا يعرف مجتمعه، ولا يعرف ماذا يحدث خارج بيته، ودوغما سياسة. أغلب الجامعات لا تخرج مثقفين أنما موظفين. لقد تحول الإنسان الغربي إلى كائن نمطي بامتياز. دكتور خزعل، أثارني موضوع حديثك حول ضرورة بقاء الدين، لكن من موقع عقلاني ومعرفي، من موقع العلم، معقول أن يبقى الإنسان مؤمنًا فيما إذا أصبح عقلاني: ـ هل يستطيع الإنسان العقلاني ان يهضم هذه الخرافات والأقوال السطحية الموجودة في كتب الدين التي لا تناسب إناس القرن الواحد والعشرين؟ اعتقد أن الدين يولد ايدلولوجيًا، إذا كف عن كونه أديولوجية، كأنك تسحب الدسم من الجبنة أو الزبدة، فيتحول إلى لا دين. اتمنى منك حلقة عن إيمانك بالدين حسب ما جاء في الفيديو. طبعًا أفكارك لا تقدر بثمن، أنت موسوعة في مجالات متعددة، خاصة الانثروبولوجيا والميثولوج. أجاب: الإنسان المثقف في البلدان المتحضرة الغربية والشرقية ليس كما وصفت، هم على اطلاع مذهل بأدق تفاصيل الماضي والحاضر ، يحترمون تخصصهم ولايبالغون في فهمهم للتخصصات الأخرى إلاً من باب الإطلاع عليها فقط .. أنا لا أتباهى بإيماني حتى أعقد ندوة عنه فهو أمر شخصي جداً .
إذا حدث اشتباك بين تايوان والصين، هذا احتمال، الولايات المتحدة لن تلوث يدها، هذا شبه أكيد. ستقف على مسافة وتحرك صغارها، تبتزهم وتلعب بهم مثلما فعلت مع أوروبا قبل اشهر، دفعتهم لدفع ثمن الحرب وجلست في بيتها. ستجبر اليابان وكوريا الجنوبية ونيوزلندا واستراليا وسنغفورة وماليزيا أن يدفعوا التكاليف بما فيها تايوان. هذه الحركة البيلوسية الرخيصة ناتجة غن رخص القائمين على الإدارة الأمريكية المفلسين، الذين يريدون أن يحسنوا صورتهم المهزومة في نظر الناخب الأمريكي في الانتخابات القادمة بعد ثلاث اشهر.
نحن كائنات ميثولوجية، نحن ما نزال بدائيون، تكويننا النفسي كله مقيم في العصر البدائي، كل ما نفعله ونمارسه له هذه الخلفية. الواجهة، أجسادنا في هذه الحضارة الحديثة، والعقل الجمعي للإنسان، العقل الباطن يعيش في زمن الأحلام الأولى، الطوطم. وجميع دفاعاتنا عن أنفسنا هي بدائية، الأفكار والطقوس والرموز هي المحدد والمحرك لكل ما نفعله في عصرنا الحالي. ففي الأزمات الحقيقية، الخوف، يغيب العقل عن العمل، ويستعاد عنه الآليات البدائية جدًا. في الخوف تتعطل كل الملكات المكتسبة أو العقل الظاهر، ويذهب بنا هذا العقل الظاهر لا شعوريًا إلى العقل الباطن، ليحمل العبء عن أنفسنا، كالحماية اللاشعورية، ليتولى هذا العقل الباطن القيام بالمهام الوجدانية والتحفيز على البقاء. الخوف، والبقاء الوجودي على قيد الحياة هما الحافزان الأساسيان للدوافع الأولى للإنسان البدائي والمعاصر، وأغلب تصرفاتنا لا تخرج عن هذا. ربما الخوف هو وراء الخراب النفسي للإنسان، ففي دفاعه عن نفسه يدوس على كل من يقف في طريقه سواء إنسان او كائنات أخرى أو طبيعة.
جسدك الموجوع يا مايا خليفة، المقهور، صراخه ووجعه يشرف لحية حسن نصر الله ونبيه بري وعون وباسيل وبقية العصابة الحاكمة في لبنان. قدر لبنان أن يكون بين دولتين بمرتبة عصابة، النظام في سوريا، والنظام في اسرائيل، كلاهما أقذر من بعضهما.
في الرواية أنت الخالق أو الصانع. والخالق يبقى قلقًا مضطربًا طوال فترة الخلق، يسبح في الفضاء قبل التقاط الحبكة وأزمانها وشخصياتها. الخلق عملية إبداعية غاية في الصعوبة، والخلق أصعب عمل أو مهنة أو أي شيء في الحياة. الخلق هو المبدع ممكن تخلق أبناءك من حجارة أو تراب، أو من ماء ورمل وملح، وربما يكونون أصحاء أو مشوهين أو مرضى. وممكن يكونون أغنياء أو معوزين أو فقراء أو شحاذين. واحيانًا تفلت الأمور من يدك وتضيع، ويضيع معك هؤلاء الأطفال الصغار الذين خلقتهم من ضلعك وعقلك وروحك. لهذا يبقى قلبك ينبض في صدرك بسرعة، خائفًا على مولودك الجديد الذي ممكن أن يكون مشوهًا عاجزًا أو أخرسًا أو منغوليًا أو متوحدًا. ربما تكون خالقًا فاشلًا، غير قادر على إدارة ذاتك وأبناءك الصغار، وربما ناجحًا. ولا معيار حقيقي لأي شيء، وكل شيء مرهون بلا شيء. والحياة لا معيار لها، وكل المعايير التي وضعت لها جاء من خارجها، ولا معيار لها ولا مرجع. الحياة خيول داشرة، تسرح دون رسن، ومهما حاولنا أن نقيدها ستبقى مفتوحة الأبعاد. والإبداع كائن دون رسن، مفكك الضوابط، لأنه ابن الحياة. ويمكنك أن تسأل: ـ ما هو المفكك، وما هي الضوابط؟
كان بين يديك وردة ندية متفتحة، رائحتها الزكية فائحة في كل أرجاء المكان والزمان، بيد أنك لم تعرها أي اهتمام إلى أن جفت أمام عينيك وذبلت. وعندما حان وقت الرحيل المفاجئ بكيت عليها من الحرقة والوجع، وكأن رحيلها لم يكن رحيلًا. يموت زمن، يطوي جناحيه عندما يغادرك، عندما تأخذه الخيول الغامضة على سروجها بعيدًا بعيدًا، إلى جهة لا جهة لها. كل رحيل هو بدء موت جديد.
والأحداث التي تجري في المنطقة العربية في هذه المرحلة التاريخية من تطورها، والشروط التي تفرزها تختلف موضوعيًا عما كانت عليه في سالف الأيام، أي الثورات الوطنية في أكثر من بلد من العالم. وبالرغم من اكتمال الشرط الداخلي الا أنها محكومة بشروط سياسية من خارجها، تمارس عليها إرادات سياسية وهيمنة ثقيلة توجه خط سير مسارها. والعمل بكل الوسائل على حرفها سياسيًا واجتماعيًا وإدخال حمولات زائدة عليها من خارجها.
القمع الفكري والسياسي والديني ليس مصدره النظام وحده. القمع كامن في اسس تفكيرنا وتربيتا.
الايديولوجية, تحولت من فاعل داخلي, في بدايات القرن العشرين في البلدان الغربية, الى فاعل سياسي, ما بعد وطني, على الصعيد العالمي من أجل الهيمنة والسيطرة. الايديولوجية عدة الشغل للغرب, لإدارة السياسات العالمية, من أجل ادارة ازمات النظام الراسمالي القائم على توسيع السوق, فتح جبهات حروب. وتجييش الناس في أطراف النظام. ودفع بلدان العالم الثالث أو الرابع الى ميادين القتال والحروب المفتوحة على وسع.
وأخيرًا, حملتم السلاح لإطفاء الجذوة الكامنة في أعماقكم. ألم أقل لكم أن أجدادكم كانوا يكرهون العمل اليدوي ويمجدون الفروسية والقتال. إنه الوقت الذي تتحينون له. ولأن زمن الفروسية طمره الزمن, لهذا لم يبق لكم إلا القتال الحاف, العاري. إنه زمنكم, فرغوا الاقياء الكامن في عقولكم. بيد أني أريد أن اذكركم جميعًا دون استثناء: الثورة هي فكر, حامل سياسي واجتماعي, مشروع حضاري وإنساني. موقف من الحياة وحدودها. روح الحياة المتجددة. أين أنتم من هذا؟
لا تصدقوا أنهم غير مؤمنين، هذا وهم، كلهم يقدمون الولاء والطاعة، ويصومون ويصلون ويسجدون. ففي الليل يؤدون الواجبات، وفي النهار يتبرءون من فعلتهم. حضارة قائمة على هدف واحد هو الإبقاء على، الله واقفًا، كرمز، لبقاءها، فكيف نقول أنه مدفون في الرمال. عندما يموت، الله ـ الرمز، وقتها سنفكر أنكم طلقتون الخضوع. من ينتمي إلى العقل لا ينتمي إلى الله، والفارق بين الأثنين كبيرًا، ونحن وحضارتنا ما زلنا نقدس الرمز. كل الدول خرجت من خرج الله، كل العبادات التي نراها هي في داخل الخرج، دقق جيدًا سترى ما نقول صحيحًا. الله هو الرمز الحقيقي لحضارتنا، في البدء كان يسمى يهوه، اليوم المال.
حضارة قائمة على هدف واحد هو الإبقاء على الله كرمز لبقاءها
الفساد ينهي المسؤولية الأخلاقية ويفرغ الإنسان من الحس بالامنتماء وبوجود الأخرين معه في الحياة. الفاسد لا انتماء له ولا قيم ولا احترام لوطن أو أرض أو مكان. إنه صرماية عتيقة والنظام العربي والعالم ثالثي فاسد فاسد فاسد، جاء بدعم ورقابة الولايات المتحدة ومباركتها، وإشرافها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. شعوب هذه البلدان خرجت من هذه المدجنة، مدجنة الاستعمار الحديث.
عندما كنت جنينًا في جنبات الزمن الراحل، رأيت جنازة أمي في الموكب الحزين يسير وحده، ورأسي بين يديها مدلى، حضنته وضمته وقبلته وأبتسمت له وكلمته. قالت له: ولدي حبيبي، احترس، الحياة لعبة خطرة، قاسية على البسطاء والمساكين. غن لها، راوغها علهّا تدور بك وترفق بحالك وتذهب بك إلى شاطىء الأمان. ومن وقتها، أبحث عن ذاتي بين الركام والأتربة والحفريات وثنايا البحث عن الخلاص. وما زال رأسي المدلى المدمى يتأرجح لوحده كبندول الزمن العجوز.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هواجس أدبية 250
-
هواجس أدبية 249
-
هواجس أدبية وفكرية 248
-
هواجس عامة 247
-
هواجس ثقافية وسياسية 246
-
هواجس متنوعة 245
-
هواجس متعددة 244
-
هواجس عامة 243
-
هواجس وتأملات 242
-
تأمألات 241
-
هواجس الديمقراطية والعبودية ــ240 ــ
-
هواجس وتأملات 239
-
قراءة في كتاب آرام كرابيت 238
-
تأملات ثقافية وسياسية 237
-
تأملات في الثقافة ــ 236 ــ
-
هواجس وتأملات في الشأن العالمي ـ 235 ـ
-
هواجس الديمقراطية 234
-
هواجس فكرية وأدبية 233
-
هواجس ثقافية وفكرية ـ 232 ـ
-
هواجس ثقافية وسياسية ــ 231 ــ
المزيد.....
-
بعد سقوط نظام الأسد.. الفنان دريد لحام يوجه رسالة إلى السوري
...
-
اكتشاف كنز من التسجيلات غير المنشورة لمايكل جاكسون
-
تعرضوا للخسارة أو شاركوا في القتال.. 5 فنانين تأثروا بالحروب
...
-
ورشات الأطلس في مراكش.. نوافذ للمخرجين السينمائيين الشباب عل
...
-
الثقافة أولاً .. تردد قناة بابل 2025 الجديد على النايل سات و
...
-
بفستان أبيض فخم .. الفنانة اصيل هميم تحتفل بزفافها من رجل أع
...
-
السوداني يوجه بنقل جثمان المخرج قيس الزبيدي إلى العراق
-
رسالة باللغة الروسية تحذر من هجوم تفجيري على بنك الاحتياطي ا
...
-
بفيلم لجوني ديب وتكريم فيولا ديفيس.. مهرجان البحر الأحمر الس
...
-
اقتراح بترجمة قوائم الطعام في مطاعم موسكو إلى اللغة العربية
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|