أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - شاكر النابلسي - شعب عظيم حقاً.. دقوا على الخشب














المزيد.....

شعب عظيم حقاً.. دقوا على الخشب


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


-1-
الأخبار التي وردت بالأمس من الإمارات العربية المتحدة، تكاد تكون الأخبار العربية المفرحة الوحيدة هذه الأيام، في غمار هذه الأخبار الحزينة والمقلقة من العراق ولبنان ومصر ونواحٍ كثيرة من العالم العربي. فأينما تلفت المراقب في العالم العربي، لا يجد كوة ضوء واحدة، يمكن أن ينفذ منها إلى المستقبل القريب أو البعيد.

شعب الإمارات العربية المتحدة، فتح لنا هذه الكوة بالأمس، عندما شارك في الانتخابات التشريعية التي تجري لأول مرة في الإمارات، بنسب عالية لم تبلغها أكثر الدول العربية عراقة بالديمقراطية كمصر ولبنان.

فقد قالت الأخبار، بأن نسبة المشاركة في الانتخابات في أبو ظبي كانت 60 بالمائة، بينما وصلت في إمارة الفجيرة الى 80 بالمائة ، وهي نسبة لم تصلها أعرق الدول الغربية بالديمقراطية.

دقوا على الخشب، وتمنوا لنعمة الوعي والعقلانية أن تدوم على عرب الإمارات.



-2-
لقد استطاع شعب الإمارات، الذي مُنح فرصة الديمقراطية فعرف كيف يستغلها جيداً، وأُعطي كرة الديمقراطية فعرف كيف يلعبها بمهارة، أن يوصل أول سيدة خليجية إلى مجلس النواب، وهي أمل القبيسي.

لقد أصبحت أمل القبيسي، هي أمل نساء الخليج كلهم.

فهي أول سيدة خليجية تدخل مجلس النواب لا بالتعيين، ولا بالكوتا، ولا بالتزكية، ولكن بالانتخاب الحر الشعبي، وذلك وعياً وحرصاً من شعب الإمارات على لعب كرة الديمقراطية بحرفية عالية.

فدقوا على الخشب، وتمنوا لهذه النعمة.. نعمة الوعي والعقلانية أن تدوم، بعيداً عن التعصب الديني والقبلي، الذي يسيطر على معظم دول الخليج، التي سبقت الإمارات بسنوات طويلة، في المسيرة الديمقراطية.



-3-

نجاح شعب الإمارات العربية المتحدة – وما اجمل هذا الاسم، ونأمل أن نرى اسم "البلدان العربية المتحدة"، في يوم ما – هو نجاح لكل شعوب أقطار الخليج.

نجاح اللعبة الديمقراطية الإماراتية اليوم هو تحفيز وتشجيع لأنظمة المنطقة السياسية، لكي تزيد من الجرعة الديمقراطية، ولا تخشى الديمقراطية. فمستقبل أنظمة الخليج في الديمقراطية. وهذا النجاح، تحفيز وتشجيع ودفع إلى الأمام لشعوب دول الخليج الأخرى للإقبال على اللعبة الديمقراطية.

فأمام هذه الشعوب أحد خيارين: إما حكامهم الحاليين بنظام ديمقراطي سليم، لا يتيح فرصة للتدخل الخارجي مستقبلاً، وإما حكم دولة كدولة طالبان المتمثلة بدعوة اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، وهو البديل الوحيد المتاح الآن، والذي يسعى الارهاب بالخليج متحالفاً مع الأحزاب الدينية والمؤسسات الدينية إلى تحقيقه في غياب الاستحقاق الديمقراطي.

-4-



شعب الإمارات العربية المتحدة - وأنا أتلذذ بذكر هذا الاسم كاملاً كي يكون فألاً حسناً لبلدان عربية متحدة مستقبلاً – نجح في السياسة اليوم كما نجح بالاقتصاد والتنمية بالأمس.

ففي الأمس حقق شعب الإمارات العربية المتحدة أعلى النسب العربية في النمو الاقتصادي، وجذب الاستثمارات الأجنبية. وأصبحت دبي في خلال سنوات معدودات، تنافس هونج كونج وسنغافورة في حجم الاستثمارات والنمو الاقتصادي السريع والمذهل.

صحيح أن حكام الإمارات طموحون وجريئون ومقدامون، ولكن هذا الطموح، وهذه الجرأة، وهذا الاقدام، كان سيدفن تحت الرمال حياً، لو لم يجد شعباً أكثر طموحاًً ، وأكثر جرأة، وأكثر إقداماً.

يبدو أن شعب الإمارات العربية المتحدة قد تخلص من العقد الدينية المتشددة وفتح بلاده وبيوته وقلوبه للعالم الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والسياسي الجديد.

ويبدو أن شعب الإمارات العربية المتحدة قد تخلص من عقدة القبلية، وأصبح يطمح إلى التعددية، وبناء مجتمع حر ديمقراطي حداثي سليم.

وهذا الشعب، كما أذهل جيرانه من الخليجيين وأشقاءه من العرب وأصدقاءه من الغربيين بنموه الاقتصادي السريع، يذهل اليوم كل هؤلاء بنموه السياسي السليم والسريع.



-5-

لقد أصبح شعب الإمارات العربية المتحدة المثال الذي يجب أن يُحتذى في العالم العربي. فهو الشعب الذي لم يخش على هويته من العولمة والشركات العابرة للقارات. ولم يخش على دينه من هذا الانفتاح الاجتماعي المرموق. ولم يخش على تقاليده وعاداته من هذا الانفتاح السياسي المتدرج. ولم يخش على ثقافته من هذا الانفتاح الثقافي الحداثي المشهود.

فدقوا على الخشب، وتمنوا لهذا الشعب دوام النعمة.. نعمة المغامرة المباركة المحسوبة حساباً دقيقاً.. وهي التحدي الكبير لشعوب الخليج الأخرى وللشعوب العربية الأخرى التي ما زالت رهينة أبدية مهينة للموروث والقيم البالية التي لم تعد صالحة لمستقبل مشرق ومضيء.

تهانينا لشعب الإمارات العربية المتحدة العظيم فعلاً.. عظمة الفعل المُجدي والشجاع، وليست عظمة القول والشعارات السياسية القومية والدينية الخطابية والحماسية.

تهانينا لشعب الإمارات العربية المتحدة على هذا الانجاز السياسي المشرف والمضيء اليوم، في ليل السياسة العربية البهيم والطويل.

السلام عليكم.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الدواء في روشتة بيكر- هاملتون؟
- ثقافة الارهاب: هل هي من الإسلام أم من المتأسلمين؟
- غداً ... الأقليات فوق سطح صفيح ملتهب!
- البليهي مُفكرٌ عاشَ في الألفية الرابعة!
- الليبراليون ليسوا حجارة معبد، ولكنهم سنابل قمح!
- جدل الاصلاح واقامة المجتمع المدني السعودي
- من أين جاءت ثقافة الارهاب ؟
- الرؤية الليبرالية الجديدة للحالة العربية
- ليبيا: من تحت الدلف إلى تحت المزراب
- هل بدأ حزب الله يطالب بثمن النصر الإلهي؟
- كان أول الطُغاة، وليس آخرهم!
- تحجّبن كالراهبات إن كُنتنَّ حقاً مؤمنات!
- رسالة ابن خلدون إلى الرئيس بوش
- المرأةُ أكثر اغراءً بالحجاب !
- قلوب سوداء في مكة البيضاء
- هل العولمة رغيفنا من الدقيق الأمريكي الفاخر؟
- هؤلاء هم عقلاء العراق
- فقهاء السلطان يستعدون للثأر من حسن حنفي
- هل تصبح رجاء بن سلامة شهيدة الحق الليبرالي؟
- هل ستتكرر محنة -أبو زيد- مع حسن حنفي ؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - شاكر النابلسي - شعب عظيم حقاً.. دقوا على الخشب