تساؤلات على هامش مجزرة كربلاء

حسام سعد حسن
كاتب
(Husam Saad Hasan)

الحوار المتمدن-العدد: 8036 - 2024 / 7 / 12 - 13:59
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

تساؤلات على هامش مجزرة عاشوراء

من الانصاف قراءة حركة الحسين ضد حكم بني امية ضمن سياق تاريخي ينتمي لفضاء القرون الوسطى ويحاكي قيم و معتقدات و واقع تلك العصور البعيدة دون ان نحملها ما لا تحتمل …المشكلة تكمن في ظهور خطاب ( مدلس) يعمد لاستخدام عناويين لاسقاطات معاصرة من قبيل ( ثورة ، الانسانية ، العدالة ، الحق ، …) على حركة تاريخية داخلية دارت في فضاء ديني مغلق ، ما كان لها ( حتى لو كتب لها النجاح ) ان تجعل ذلك الفضاء يدور في فلك اخر ، والمفارقة ان منصات و خطابات علمانية و لا ديينية ساهمت في صناعة وعي يحاول اقناع غير المسلمين بعالمية حركة عاشوراء بما تحمله من قيم و مبادىء كونية ( حسب فرضهم )

ماذا لو انتصر الحسين …ترى هل سيفتح ابواب الجنة لغير المؤمنين ؟
ماذا لو انتصر الحسين ؟
لاقام دولة العدل داخل الجماعة المؤمنة فقط …سيكون عادلا في توزيع المغانم القادمة من دول الكفر و الضلال بعد ان فتحه الله على ايدي المؤمنين.
سيكون عادلا في قسمة السبايا والذراري التي نهبها الغزاة والمجاهدون من اقاصي الارض بين المؤمنين داخل الجماعة المسلمة.
سيكون عادلا في توزيع العشار والخراج من اراضي الذميين و المكاتبين بين افراد الجماعة المؤمنة
ماذا لو انتصر الحسين ؟
هل سيمنح الشعوب التي استعبدها المسلمون وادخلوها في الدين عنوة الحرية في ترك الاسلام او البقاء فيه ؟
هل سيطلق سراح العبيد و الموالي والجواري من الذين استرقهم الاسلام بعنوان الجهاد في سبيل الله ؟
هل سيعيد الاراضي المنهوبة بعناويين الغنم و الفيء الى اهاليها من ابناء الشعوب ( المفتوحة ) !؟
ماذا لو انتصر الحسين ؟
هل سيؤسس مؤسسة للشهداء لتعويض اسر الضحايا من الذين قتلوا بسيوف المسلمين
ماذا لو انتصر الحسين ….ترى هل سيفتح ابواب الجنة لغير المؤمنين ؟
لا شك ان الحسين بن علي غير مذنب في صناعة عالم جديد ظهر بعد انتشار الاسلام و قائم على ما ذكرنا من عادلة مشروطة باعتناق الاسلام ولكنه اي ( الحسين ) و من قبله ابيه علي ابن ابي طالب و جميع الصحابة وبني امية وبني العباس ….. جزء من منظومة دينية قامت على اساس سلب البشرية و اممها حقها في حرية تبني ما يعتقدون و السيطرة على مقدراتهم و دفعهم الى الهلاك ما تمكنوا ، و العدل و الحق في هذه المنظومة ( المقدسة ) هو للمؤمنين من المسلمين فقط ، و هو محرم على غيرهم ، فلأولئك العذاب في الدنيا قبل الاخرة وبئس المصير .

#حسام_سعد_حسن (هاشتاغ)       Husam_Saad_Hasan#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات