أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام سعد حسن - مركزية الثواب و العقاب في الاديان














المزيد.....

مركزية الثواب و العقاب في الاديان


حسام سعد حسن
كاتب

(Husam Saad Hasan)


الحوار المتمدن-العدد: 7821 - 2023 / 12 / 10 - 17:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر مفهوما الثواب و العقاب من المفاهيم المركزية في جملة من الاديان و منها الاسلام ، فقد وردت بحقهما نصوص صريحة و مستفيضة ، تدل على استحقاق المحسنين لثواب عظيم ، و استحقاق المذنبين لعذاب مقيم .
فكرتا الثواب و العقاب تجسيد وتنفيذ للعدل الالهي ، الذي سيتحقق ، ان في هذه الحياة ، او في حياة اخرى بعد الممات ، وبسبل شتى ، منها اسباب مادية تؤدي الى تحقق ذلك الثواب و العقاب ، او بظهور منقذ مخلص ، يملء الارض قسطا و عدلاً ، بعد ان تملء ظلما ً و جوراً ، او الجنة و النار كمستقر نهائي ، للاشقياء و السعداء .
تبشر الاديان بان فكرتي الثواب و العقاب نتيجة ( منطقية و موضوعية ) لجزاء الافعال التي يرتكبها الانسان في هذه الحياة ، و هي تتفق ، بحسب المنظور الديني ، مع افعال العقلاء ، فالسرقة و الكذب و ظلم البشر و اذيتهم …الخ ، ذنوب تستحق العقوبة بحسب ، العقلاء قبل الاديان ، بالمقابل ، فان البر و الاحسان و الاعمال الخيرة ، اعد الاله لفاعليها ، ثوابا جزيلا ، وهذا منتهى العدل .
هذه الاسباب و غيرها لاستحقاق البشر للثواب و العقاب ، تزيد من ثقة المؤمنين بربهم و قناعتهم بدينهم ، وترفع من معنوياتهم ،وهم بانتظار تحقيق ذلك العدل المنتظر ، بل تترسخ في وجدانهم القناعة ، بانهم سائرون على السبيل القويم بفضل تلك القناعات عن الثواب و العقاب التي حدثتهم الاديان عنها ، وتحول ذلك الوعد ، بتحقيق العدالة ، الى عقيدة راسخة تؤطر نظرة المؤمنين لمجمل السلوكيات التي يسلكها البشر، وبالتالي مصيرهم في هذه الحياة و ما بعدها.
هذه الفكرة الطوبائية عن الثواب و العقاب سرعانما تصطدم بخطاب من نوع اخر يختفي او يتخفى خلف خطاب الثواب و العقاب المركزي و الاساسي ، الا وهو خطاب الشفاعة ، الفرقة الناجية ، والخلود في النار …فقد تضمنت العديد من النصوص الدينية حالة من الشفاعة ( لاسباب مختلفة ) في يوم الدينونة ، يشمل بفضلها المذنبون ، وتكون سببا في دخولهم الجنة و انقاذهم من النار ، بشرط امتلاكهم او تبنيهم لعقيدة الجماعة المؤمنة ، و بخلافه سيحرم المذنبون ( من غير المؤمنين ) بهذا الاستثناء ، ليكون مصيرهم العذاب الابدي ، بصرف النظر عن اي اعمال خيرة عملوها في هذه الحياة .
الجدل في مدى تقاطع الشفاعة مع استحقاق المذنبين للعذاب شائك و عويص بين علماء الدين والمتخصصين ، الا ان النظرة العميقة لاهمية بقاء افراد الجماعة ضمن لوائها و حفاظهم على عقيدتهم التي تمثل العمود الفقري لهوية الجماعة ، يشي او يدل على ان الشفاعة واقعة ، وستكون مع شمول جميع افراد الجماعة المؤمنة ، بهذا الفضل ، ايا كانت المعاصي او المظالم التي ارتكبوها ، في حين سيكون مصير المعاندين لتلك الجماعة وعقائدها ( طيبين كانوا ام اشرار ) العذاب الابدي وبئس المصير.
ان النظرة لمفهومي الثواب و العقاب من هذه الزاوية ( عضوية الانسان داخل الجماعة المؤمنة و تبنيه لعقائدها ) تجعل الجزاء لافعال الانسان ، امر ثانوي او عرضي ، في حين ستكون عضوية الانسان داخل الجماعة المؤمنة ( من خلال تبني عقائدها و مواقفها ) هي الفيصل النهائي في مستقر الانسان النهائي ، الى عذاب او نعيم ، وبذا تكون فكرة الثواب و العقاب ، السلاح الامضى في حماية الجماعة المؤمنة ، من محاولة افرادها ، او بعضهم ، الخروج منها ، او اقتحام الجماعات ( المعاندة و الكافرة ) لها من الخارج ، وليس كما يظهر من مجمل خطاباتها الاخلاقية المبرقعة ( بعدالة السماء ) .



#حسام_سعد_حسن (هاشتاغ)       Husam_Saad_Hasan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجود التاريخي ( المادي) للانبياء و الرسل
- الحداثة العربية ( التائهة) … هل ستعرف السبيل يوماً الى الشرق ...
- تأثير الاديان في البشرية …آصرة اجتماعية وافق لخلاص الانسان
- تأثير الاديانزفي البشرية…آصرة اجتماعية و افق لخلاص الانسان
- فلسفة الفرد و الجماعة , و جدل الانا والهوية
- الائمة الاثني عشر …جدل التاريخ و المعتقد


المزيد.....




- إبقاء ثلاثة من فقهاء مجلس صيانة الدستور بقرار من قائد الثورة ...
- ساكو يوجّه نداء استغاثة للسوداني: أنقذوا مقابرنا المسيحية ال ...
- اتهامات للمستوطنين الإسرائيليين باستهداف مواقع دينية مقدسة و ...
- قائد الأمن الداخلي في السويداء: دخلنا المدينة بالتنسيق مع ال ...
- مشروع قانون أميركي لتصنيف -الإخوان- منظمة إرهابية
- سوريا: قوات الجيش تدخل السويداء وفرض حظر تجول والطائفة الدرز ...
- قادة الكنائس ودبلوماسيون يدينون عنف المستوطنين بالضفة
- النظام العربي والإسلام السياسي.. أدوار وليس مواقف
- حظر تجوال في السويداء والسلطات تطالب بتعاون المرجعيات الديني ...
- أخر تحديث لـ تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على نايل سات 2 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام سعد حسن - مركزية الثواب و العقاب في الاديان