أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمّودان عبدالواحد - ضدّ الكتابة حينما تجعل من اللغة زنزانة لِلفكر !














المزيد.....

ضدّ الكتابة حينما تجعل من اللغة زنزانة لِلفكر !


حمّودان عبدالواحد

الحوار المتمدن-العدد: 8034 - 2024 / 7 / 10 - 02:58
المحور: الادب والفن
    


أحيانًا يحالف القارىءَ حظٌّ نادر بالعثور على مقالٍ صحفي يتميّز عن المقالات الأخرى بطريقة تناول موضوعه، وإضفاء جديدٍ عليه.
وهذا ما نلمسه، على سبيل المثال، في مقال الكاتب السوري صبحي حديدي، المعنوَن بِ " كوارث بلا حدود، سياسات بامتياز"، والمنشور في جريدة القدس العربي بتاريخ 17 شتمبر 2023.
المقال رائع جدًا لإنّه يمدّ القارىء بمعلومات دقيقة للغاية عن محور thème الموضوع sujet ، ويزوّده بأفكار تسمح له بالوقوف على فروقات ومستويات موضوعية لها علاقة باللامفكر فيه من جهة، وبالبنية التحتية أو الضمنية لمعنى الموضوع من جهة اخرى.
من نافلة القول إنّ المقال النادر المتميّز يكون أصيلا. لكن، وللفائدة أو للتذكير، لا تنفصل أصالتُه عن جدّتِه أو الجديد فيه. إنّ صبحي حديدي يحلّل الكوارث الطبيعية من زاوية قلما ننتبه إليها. وهذا هو الجديد الذي يتطلع إليه القرّاء. فبعد تقديمٍ يلخص فيه المقاربات المعروفة والمعتادة (المتكاسلة) للكوارث الطبيعية :
" المقاربات الأسهل بصدد الكوارث الطبيعية، الزلازل في المغرب والسيول وإعصار دانيال في ليبيا على سبيل الأمثلة الراهنة، هي تلك التي تبدأ من مشاعر التعاضد الإنساني والتضامن الإغاثي، وتنتقل إلى نمط من التسليم القدري بأنّ الطبيعة غاشمة ولا رادّ لتقلباتها العاتية، وتمرّ بتلك العوامل التي تستفزّ الطبيعة أو تُفسد موازينها وقوانينها جراء سوء استغلال الموارد الطبيعية ومضاعفة الاحتباس الحراري؛ وقد تنتهي، وإنْ على استحياء غالباً، عند مسؤولية الأنظمة الحاكمة في صيانة البنى التحتية واتخاذ الإجراءات الضرورية لاستباق وقوع الكوارث."، يدعو القارىءَ إلى الوقوف على رؤية نادرة لتناول هذه الكوارث واكتشاف جذورها وأسبابها الخفية. وهذه الرؤية يمكن تلخيصها في كون ثورات الطبيعة و"غضبها" هي حوادث سياسية بامتياز :
" وأمّا النادر، المطلوب والضروري والأقلّ تكاسلاً، فإنه خيار تصنيف الكوارث الطبيعية ضمن نسق أوسع نطاقاً وأعمق توجهاً نحو الجذور؛ تعتبر الحرائق والزلازل والسيول والفيضانات، وكلّ وأيّ «غضبة» للطبيعة، بمثابة جزء لا يتجزأ من فشل سيرورات التنمية على اختلاف ميادينها وجغرافياتها ومستوياتها، وبمثابة تكديس (عن سابق إهمال وتقصير، أو فساد واستبداد) لعوامل الأخطار المحدقة.".
ثمّ يبيّن ذلك من خلال أمثلة ملموسة تحيل القارىء على مواقف المنظمات المدنية والحكومات .. الخ.
أكيد أنه إذا لم تكن هناك فائدة أو متعة أو إضافة قيمة إلى موضوع مقالٍ فلا جدوى من كتابته وقراءته. بل فيه مضيعة للوقت وإثقال ذهن القارىء والتضييق على نفسيته بتكرار أشياء معروفة… فثمة، للأسف الشديد، أوراق ومقالات وخواطر ينغلق فيها الفكر لغويًا. والفكر عندما تكون منطلقاته وغاياته، تدور على نفسها في فلك شكلي للغة هو فكر سجين كما تؤكد ذلك سيمون فييْ. حذار من جعل اللغة زنزانة. لغة لا تستطيع أن توصل إلى القارىء ما تريد أن تقوله، هي لغة مصابة بأعراض مرضية أهمها هشاشة العلاقة التي تربطها بالفكر.
  لنتذكر إحدى قواعد الكتابة الأساسية التي تسجل نفسها في إطار عملية التواصل بين الكاتب والقارىء: ما يتصوره الفكر بوضوح يكون التعبير عنه واضحا، ويسهل العثور على الكلمات المختارة لهذا الغرض. (نيكولا بوالو). 
   بعيدا عن الشعر واللغة الشعرية وأساليب هذه اللغة المتعدّدة. يفتقر الفكر. في الكثير من المقالات المنشورة في الصحافة التقليدية والالكترونية على السواء. بشكل صادم إلى الوضوح. يصيب القارئ عجزٌ عن فهم النصوص المكتوبة ومتابعة أفكارها. ويمكن إرجاع هذا العجز إلى صياغة المواضيع بأساليب تعتمد على تراكيب معقّدة. تبتعد بالمعنى عن الوضوح. وتوغل في الغموض. ممّا يثير في القارئ الشعور بأنّه مُقصى من الاقتراب من عتبات النصوص والخطابات. فبالأحرى الدخول إلى خصوصياتها الداخلية والإشكاليات المثارة فيها. وهذا معناه إقصاء القارىء والاكتفاء بنوع من المونولوغ أو الحوار الذاتي في بعض الحالات. وحتّى هذا المونولوغ  يبدو هو الآخر غير موجود أصلا!
لمن نكتب؟ هذا هو السؤال هنا لأنّ الأمر يتعلق بالصحافة ووسائل التواصل والإخبار. هل نكتب تلبية لرغبة ذاتية غايتها تحقيق متعة الكتابة؟ أم نكتب لأنّ بين أصحاب الكتابات والقرّاء نوع من العقد الاجتماعي والإنساني. والديونطولوجي يجب احترامه والقيام به بوعي ومسؤولية؟



#حمّودان_عبدالواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الألم واللغة : بحثا عن كتابة إبداعية، عن أمل الأوجاع !
- أخي إلياس خوري، هل وصلتك رسالتي ؟
- مُرَوْبِصون لا يفكّرون ، ولا يحلمون !
- أين أنت أيها الإعلام ؟ فهّمني ما يراد بي فعلُه أنا العربي ! ...
- اسْطِفّان إسّل ، رسالةُ الكهلِ الساخط المبتسم بعد رحليه واقف ...
- الحرب بين هدف السلام والحقيقة
- - السِّرْفال - الفرنسي والقط الوحشي الإفريقي ، ماذا وراء الك ...
- ماذا وراء أقنعة -عمود السحاب- و -ركن الدفاع- ؟
- أهلا بفلسطين ، هنيئا للدولة 194 ، العالم معك !
- التراجيديا العربية في مرآة القناص والفريسة الحلبية


المزيد.....




- روسيا.. تصوير مسلسل تلفزيوني يتناول المرحلة الأخيرة من حياة ...
- اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون والتخصصات المطلوبة 2024 با ...
- هل تبكي عندما تشاهد الأفلام؟.. قد تكون معرضا بشكل كبير للموت ...
- مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي يطلق دورته الثانية
- “نزل Wanasah الجديد” تش تش ???? وقت الدش.. تردد قناة وناسة ن ...
- فنان غزة الذي لا يتكلم بصوته بل بريشته.. بلال أبو نحل يرسم ح ...
- هاريس فرحت بدعم مغنية لها أكثر من دعم أوباما وكلينتون.. ما ا ...
- -الغرفة المجاورة- لبيدرو ألمودوفار يظفر بجائزة الأسد الذهبي ...
- النيابة تواجه صعوبة في استدعاء الفنان المصري محمد رمضان للتح ...
- فيلم اليكترا: تجربة بصرية وحسية لأربع ممثلات وكاتبة في بيروت ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمّودان عبدالواحد - ضدّ الكتابة حينما تجعل من اللغة زنزانة لِلفكر !