أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - لمسلم رشيد - فلسفة الوجود والجدوى نقد ثقافة الحجر وبداوة الفكر . الجزء-2















المزيد.....

فلسفة الوجود والجدوى نقد ثقافة الحجر وبداوة الفكر . الجزء-2


لمسلم رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 11:05
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لينتقل المؤلف في المحور الموالي من العقل الثالث الى استحضار الكاتب هنتنغتون والتسريع للصدام الحضاري• فصدام الحضارات لصامويل هنتنغتون استاذ الدراسات الاستراتيجية، قراءة تأويلية لعالم مابعد الحرب الباردة، أتى عليها بعض اقطاب السياسة الخارجية الامريكية ومخططي استراتيجيتها ابان فترات الحرب الباردة مثل هنري كيسنجر مطبق نظرية والترلبمان في الاحتواء للمد الشيوعي ونفوذه، وكذلك بريزنسكي، صاحب كتابات لعل اشهرها الانفلات من المراقبة• فوجود هذه القوى المعرفية الى جانب الصراع السياسي والاقتصادي والعسكري، طرح اكثر من قضية على طاولة واجندة المفكرين والساسة، بين تعميم الصدام وتجهيز قواعد واستعادة الخبير لارتكاساته الترهيبية• ليصل الامر كما نعيشه اليوم من عولمة وتطور معلوماتي وتقني• هذه المفاهيم لم تخرج خاوية الوفاض من فكر باحثنا بنسالم حميش• فقد جعل من الفصل الرابع: عنوان في نقد العولمة والحجر الهيني، استهله بتقديم عام تناول فيه محطات من زمن العولمة فكر وواقعا• فالمؤلف بحضوره في مؤتمر الغات بمراكش 1994 تمكن من مشاهدة الحلقات الأخيرة لدورة الاورغواي المتعلقة بالانطلاقة الكبرى للنظام التجاري والجمركي الجديد علي الصعيد العالمي، واذا كان فيلسوفنا تسلح ما امكن لغة التقنية والمعلوماتية ومفاهيم السوق والماركوتينغ بعيدا عن الادب• وقف على أهم الخطوات الممنهجة للعولمة• والايديولوجيا الاحادية المعتملة في اعدادات النظام العالمي الجديد• فقدان الانقلابات الكبرى التي حدثت في الاتحاد السوفياتي سابقا ودول اوربا الشرقية• اضافة الى انتصار التحالف الغربي في حرب الخليج الثانية• يبدو جليا ان الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، يريد أن يكرس مواقعه وامتيازاته الاقتصادية والاستراتيجية ويحصنها من خلال إرساء تفوقه على بنيات وظيفية وقانونية معترف بها ومصادق عليها عالميا• لكن في اواخر التسعينات اخذت رياح العولمة تجري بما لا تشتهي سفنها، اذ تعددت الاحتجاجات والمظاهرات ضد مؤتمرات وإجراءات منظريها وفاعليها (اسياد العالم الجدد) في مدن غريبة كثيرة (سياتل جينيف، دافوس، براغ، نيس، الكيبك، غوتبورغ، حينوا، نيويورك) وذلك للتعبير عن مواقف فئات المجتمعات المتضررة من منطق العولمة الاقتصادي والمالي غير الانساني ومن آثاره السلبية على حقوقها ومكتسباتها المشروعة• مدعومة من جمعيات مدنية عبر العالم• لينتقل المؤلف بعد ذلك الى تحليل ونقد ما يسمى بالليبرالية الجديدة والاسئلة الصعبة• وما يترتب عن ذلك من افكار وقيم• فاليوم نرى الليبرالية الجديدة الاخذة بقصب البروز تشيع افكارا جسيمة بغية تحويلها الى وقائع، اقتصاد السوق، التبادل الحر، تحرير التجارة الخارجية التنافسية، المرونة التوظيفية، التأهيل الانتاجي•• بل ان لتلك الليبرالية شعاراتها وامثالها، من صنف النجاح ينتسم للنجاح،منطق الاقوى هو دائما الاحسن، من يريد الغاية يريد الوسائل، فهل لنا ان نزعم اننا لسنا هنا بمحضر نمط آخر من الايديولوجيا بجهازه المفهومي وسلطته الاستقطابية ودعواته الاعتناقية؟ انه زعم محال في رأي مفكرنا• اللهم الا اذا قررنا اعتباطا ان الايديولوجيا هي ما لا يحصل إلا للآخرين فكرا وتمذهبا• واختصارا، الايديولوجيا ستوجد دوما مادام الانسان يصنع ويمارس ماهو ملازم لها، أي السياسة• أما الذين يبشرون بنهاية الايديولوجيا• فإنهم لا يفلحون ابدا في الإجابة المعقولة عن سؤال جوهري كهذا، كيف يمكن وضع حد للصراع بين المصالح والأغراض وللتصادم بين مختلف التصورات والتأويلات؟ هل تستطيع اية قوة ان تقوم بذلك من دون ان تستحيل إلى امبريالية تستخدم قانون الغالب والاقوى؟ ان الفليسوف توماس هوبز، الخبير بطبيعة مثل هذه القضايا• ينبهنا الى كون الناس يتنازعون في السياسة حتى الموت، ولكنهم يحققون التوافق التام في تعريف وتر المثلث وسقوط الاجسام انها امثلة متعددة يستحضرها المؤلف في تأملاته الفكرية ونقده لظواهر واقعية• فبأسس العالم لايبدو ان الليبرالية الجديدة تخصه برؤيتها وبصيرتها حتى تنشد كبحه او التقليل من آثاره الضارة المتنامية ان الآلة التقنو اقتصادية كما يسجل بحق سرج لا توش،بعدما دعت باللين أو بالاكراه كل الناس الى المساهمة في اولمبياد الحياة الاجتماعية، نراها تترك الخاسرين ومصيرهم•• فهذه الأممية من المتسولين واللاجئين والمطرودين، وهذه المليارات من سيئي المأكل والمسكن، وباختصار كل معطوبي النمو والحداثة هؤلاء يشهدون على رسوب المجتمع الكبير كما يذكرنا بذلك سرج لا توش في مؤلفه كوكب الغارقين•• فالعولمة واقتصاد السوق اسهبت كثيرا في تحليلات المفكر المغربي طارحا مجموعة من الافكار من عدة زوايا ليستخلص ان العولمة تمضي سريعا• وانها تفتقر الى أسس صلبة بما يكفي والى قيم هي من القوة بحيث تدوم• وهذه القيم عنده هي بالأساس العدالة الاجتماعية والتضامن الانساني، هذه المعطيات وغيرها انتقلت بافكار المؤلف الى تخصيص جزء هام من الفصل الرابع إلى مفهوم الاشتراكية عنونه: عودة الاعتبار الى الاشتراكية الديمقراطية واخلاق القيم فما رصده الباحث من معاطب وانحرافات التي احدثتها العولمة او عمقتها• اضافة الى ظواهر هي موضوع انتقادات تيار ما بعد الحداثة، ومنها التلوث البيئي برا وبحرا وجوا• واختلال الامن الغذائي وسوء أحوال المأكل، وتفكك الاسرة النووية والعلاقات المجتمعية، ناهيك عن الممارسات المافيوية والاجرامية المنظمة المربحة•• كل ذلك وغيره يحمل الليبرالية الاقتصادية حسب تشبيه بليغ للاوكست بيل كالثعلب الحر في مأوى الدجاج الحر اي كنظام يمكن للقوي فيه أن يقهر الضعيف تحت ظل القوانين كما تنبأ بذلك جاك نيكر• والبديل لكل ما سبق تحليله ونقده• لا يمكن ان يتجلى الا في اشتراكية محايثة، معاينة وقريبة من الناس وايضا عليمة ملتزمة، اي كدراية دنيوية منشغلة ايما انشغال بمعطيات العولمة والاقتصاد الجديد، بقدر انشغالها بقيم الشراكة والتعاضد والرخاء في الجسم الاجتماعي والمجتمعي• وهي في نظر الاستاذ مؤشرات بدورها لا تتحقق وتستقيم الا عبر سياسة ارادية قائمة علي توفير تكافؤ الحظوظ والتوزيع العادل للموارد وفائضات الانتاج، وكذلك، وباللزوم، علي التكفل بالمستضعفين والمغلوبين والمتروكين، وكل ضحايا ومهزومي التنافس وقوانين السوق الشرسة، ذلك لان كل سياسة او كل اقتصاد من دون اخلاق حسب تعبير مصور لرابلي، ان هو إلا خراب الروح، وكل ديمقراطية سياسية من دون ديمقراطية اقتصادية ان هي الا وعاء فارغ او بط اعرج - بالطبع ان الاشتراكية بتلك المرتكزات والمكونات ليست معطى بديهيا ولا ثمرة قرار او مرسوم محض• بل انها رهان او مشروع طويل النفس، لا يتأتى انجازه التدريجي الا عبر صراع متواتر• كما انه يتطلب جهدا متصلا في البناء والتقويم حتى يمكن تجنيب المجتمع واقع الانفصام والانكسار والسير بسرعتين، وحتى تتقوى دولة الحق والقانون التي وإن كانت ليست دولة الحل والوهب، إلا أنها العامل الفاعل في العقلنة الاقتصادية والتوازن الاجتماعي، وضامن السير الامثل للمؤسسات والخدمات العامة• اي انها، بكلمة جامعة دولة التسيير من أجل الرخاء والتيسير من ثمة يرى الباحث ان من دون تلك الاشتراكية التي تعاكس في مواضع كثيرة سوء نزوعات المجتمع الحديث (الفردانية والانانية والطبقية والاحتكارية•• وتجتهد في تعليم الوعي والذاكرة• ان الانسان قيمة عليا وغاية في ذاته• اي مقياس كل الاشياء بما فيها المادية والاقتصادية، وأن الفقر، الذي شبهه حديث نبوي شريف بالكفر (ثلثا الانسانية يعيشون بأقل من دولارين يوميا)•



#لمسلم_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف ضد النساء -3
- العنف ضد النساء من وجهة نظرالتنشئة الاجتماعية -4
- صورة المرأة في الفكر العربي نحو توسيع قيم التحرر - يتبع
- العنف ضد النساء في زمن حقوق الانسان
- نظريات العنف_ بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء
- نحو فكر حواري يؤمن بالنقد و الاختلاف
- فلسفة الوجود والجدوى.الجزء الثالث.
- فلسفة الوجود والجدوى
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
- الحداتة و اشكالية الفكري و السياسي.
- اليوم العالمي للفلسفة و سؤال الحواربين التقافات
- العلمانيةفي الوطن العربي. ازمة مفهوم.ام ممارسة؟
- رفيقة زمانها
- العلمانية في الوطن العربي.ازمة مفهوم ام ممارسة
- الحداتة بين فوكو وكانط
- الحداتة في الفكر العربي المعاصربين الابداع والجمود
- زمن اللامعنى
- هيئةالانصاف والمصالحةوالمستقبل السياسي للمغرب
- الانسان المعاصر والمحددات المعرفية
- فوكو ومسالة تشخيص الحاضر


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - لمسلم رشيد - فلسفة الوجود والجدوى نقد ثقافة الحجر وبداوة الفكر . الجزء-2