أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - مُغامَرةُ الحيَاة ..














المزيد.....

مُغامَرةُ الحيَاة ..


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8017 - 2024 / 6 / 23 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


تعبٌ كلّها الحياة ، فما أعجب إلا .. من راغبٍ في ازدياد
-أبو العلاء المعري
.

--------------
في خاطري زعمٌ ، يقولُ لي ، أنّ كلّ ما نحن عليه من حالٍ و أحوال ،
هو عبارة عن مخاطرات متنوعة ، ومغامرات متعدّدة ، تتنازع مراميها بنا، و تتحكّم مراسيها في جميع افعالنا ، و مناحي سلوكياتنا .
خذ مثلاً ..
- رغبتك في الضحك والفرح بلا أيّ سبب ، يعني المخاطرة بالظهور كالأحمق،
- القيام بسلوك البكاء امام الاخرين ، يعني المخاطرة بالظهور امامهم انسانا عاطفيًا ضعيفا .
- التواصل مع شخص آخر ، بغاية الاجتماع والترويح عن النفس، يعني المخاطرة بالتورط ، في حمل مزيدا من عبء الهموم والتحمل ، ووضع نفسك عارياً امام النقد ، ومكشوفاً إزاء الحكم والمقارنة.
- الكشف عن مشاعرك بوضوح تام ، و التعبير العفوي لما تختلج به نفسك من احاسيس ورغبات ، هو بمثابة خطر داهم في كشف نفسك الحقيقية.
وبالتالي ستنهال عليك الاحكام، وقد تدخل في دوامة التبرير و واعباء النفي ..
- عرض أفكارك الحقيقية تماما ، او سرد أحلامك أمام جمع من الناس ،
قد يعني المخاطرة بخسارتهم. او تغيّرهم تجاهك ، و ربما تحولهم الى اعداء اشد ضراوة من عداوة الغرباء والوحوش ..
- أنْ تُحب بصدقٍ شفاف ، وتكون إنساناً حقيقياً ، عفوياً في سلوكياتك العاطفية، هنا ، أنت تخاطر كثيرا ، في ان ترفض من الطرف الاخر ، او يُساء فهمك على الاقل .
وربما ، حتى وان وجدت القبول ، فأنت تخاطر أكثر في أن تُبعثر ذاتك بينكما ، وبالتالي سيتعاظم قلقك ، من الا تستطيع ارضاء ذاك الاخر ، أو تفهم ذاته كما ينبغي...
- كما نرى ، فإن الحياة - بأكملها تقريبا - هي عبارة عن مخاطرة تلو مخاطرة ، او مخاطرة تلازمها مخاطرة اخرى بالضرورة ،
و الحياة تحفل -بالفعل - بمخاطرات لا تعد ولا تحصى ، منها ما هو واع ، ومنها يتم دون انتباه ، او نحياها دون وعي كاف منا .
الى درجة ان المرء منا ، يُخاطر في ان يأتي بكائن الى هذه الحياة الغرائبية ، وهو يعلم انه نعرضه الى الموت اللاحق المحتم .
لكن الان ، وبعد كلّ هذا التأمل والتمحيص .. مازلت أسمع صوتاً يهمس في داخلتي :
لا تبتئس .. يجب علينا جميعا المخاطرة ، لأن الخطر الأكبر في الحياة هو عدم المخاطرة بأي شيء.
و الشخص الذي لا يخاطر بشيء، لا يفعل شيئًا، لا يملك شيئًا، لا شيء.
قد يمكنه تجنب المعاناة والحزن ،
لكنه لن يستطيع أن يتعلم أو يشعر أو يتغير أو ينمو أو يعيش.
والمرء دون شغف الإقدام وجرأة المخاطرة و توق المغامرة ، هو فهم مقيد بعبوديته ، بل هو عبد فقد كل حرية.
بعبارة أخيرة :
فقط الشخص الذي يخاطر هو حر ، لانه وجود حي و حقيقي متغير ..
تماماً كما هو هذا الواقع الموضوعي ، المُدرَك من حولنا . الذاهب الى ماضي غامض ، والراحل من حاضر لا يستقر ,,
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دَردشةٌ أبَويةٌ خاصّة ..
- إصغ إلى ذاتك أولاً ..
- - وجود الداعشية بين القوة والفعل-
- طوفان الجّهل المُقدّس
- - الرّقصُ - هو ألطف استراحة للعقل
- - ملائكة الرحمة -
- عفاريت الجهل أكثر رعباً
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (20)
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (19)
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (18)
- هل الماسونية حقيقة أم وهم؟ (2)
- الماسونية هل هي وهمٌ أمْ حقيقة..!!؟ (1)
- قراءة في كتاب : خيانة المثقفين - -Het Verraad der Clercken-
- قراءَة في كتاب : - الإنْسان أُحَادِي اَلبُعد -
- أفكارٌ خاصةٌ حَولَ مَعنَى الفَّنْ وأهميته..
- التَّنْويريَّ المُتديِّن ..
- حول القيم الدِّينيَّة والقيم الإنْسانيَّة ..
- الكِتَاب الفيروسي - مِن الدِّيكْتاتوريَّة إِلى الدِّيمقْراطي ...
- - فاوستْ - Faust - الرجلُ الذي باعَ روحَهُ للشيطانِ-
- البَحثُ في إيمانُ - هيغلْ -


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - مُغامَرةُ الحيَاة ..