السرسري أبو مرض البوتان

حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)

الحوار المتمدن-العدد: 8010 - 2024 / 6 / 16 - 22:13
المحور: الادب والفن
    

عقد ائتلاف عصابات الحتير المسيطر على ولاية الحمير اجتماعاً على مستوى زعماء العصابة في زريبة الخرابة دعا لانعقاده السرسري المناطة به مسؤولية تدبير عمليات السلب والنهب ليل نهار لحساب ربعه رؤساء العصابة. بعد وصول السرسري ورجال حمايته قاعة الاجتماع، تم انزال صواني أصناف الطعام والحلويات والمرطبات على الزعماء الحضور.
- أنا أحتج! - صرخ رئيس عصابة الحقير وهو يبحوش في أنفه – أين الفسنجون؟ لماذا يتم توزيع الفسنجون على الكل، إلا أنا؟ أين العمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! والله لأجعلن طشّارها ما له والي، مثل خبز العباس!
- وأنا أحتج أيضاً - عاط رئيس عصابة الحفير وهو يحك عجيزته – أين الـﭽلو كباب؟ لماذا يتم توزيع الـﭽلو كباب على الكل، إلا أنا وبدون استشارتي؟ اين العمل بأمرهم شورى بينهم ؟ تالله لأثَعْولنّها ثعْولة الذين كفروا!
- وأنا أحتج أيضاً – عوى رئيس عصابة الحكير وهو يدس سبابته اليمنى بأذنه اليسرى – أين الغورمييه سابزي؟ أين الانصاف لأهل الحق؟ تالله لأقلبن الطابق طبق!
- وانا أحتج أيضاً – نبح رئيس عصابة الحسير وهو يهلس بما تبقى من شعر صلعته – أين الآش رشته ؟ أين التطبيق للعدل والمساواة الواضح وضوح الشمش؟ والله لأطحننّها كالهباء المذرور!
- وانا أحتج أيضاً – فجم رئيس عصابة النكير وهو يمصمص بإبهامه – أين السابزي بولو؟ أهكذا تتم مجازاة أهل الأيادي المتوضئة ؟ عليَّ النعمة لأقلبن عاليها واطيها!
- ما هذا المحتوى الهابط، يا سادة يا كرام؟ - صرخ بهم السرسري – قائمة الطعام لكل زعيم منكم تم اعدادها من طرف سيدنا الأعلى: أوبامه أبو عمامه !
- ونعم بالله! أنعم وأكرم! الطمع ما زين! ردد زعماء عصابة الحتير بكورال واحد.

بعد الانتهاء من الوليمة ومصمصة الأصابع والدريعات والحباق، أستفسر السرسري من ضيوفه:
- هل لاحظتم أمراً غريباً في جو هذه القاعة؟
- الجو بديع! أجاب أحدهم.
- الجو جميل! قال الثاني.
- الجو منتاز ! أمّن عليه الثالث.
- الجو فنطاز ! أكد الرابع.
- هناك رائحة كريهة جداً في هذا المكان !
- تلك هي رائحتك أنت – رد عليه أصحابه الأربعة بصوت واحد!
- بل هي رائحتكم أنتم الجياف الأربعة ممن تعودتم عليها فأصبحتم تحسبونها أجمل العطور! تفو!
- إنـﭽب! ما كو جايف غيرك! - رد عليه الكورال الرباعي.
- اقطع الكلام! - صاح السرسري، فسكت خماسي العصابات.
- أنا مصدر هذه الرائحة الغريبة! - قال السرسري – لقد نبهتني البربوق الأمريكية بوجوب مراجعة الطبيب لكوني منفوخاً كالجاموسة؛ والبارحة شخص كونصلتو الأطباء الذين كشفوا علي مطولاً علتي. إنه مرض غاز البوتان الذي أصابني مباشرة بعد بيعنا غاز آبار النفط بالفلسين لأزلامنا مقابل عطايا رزق الله الحلال!
- من أين ينبعث منك هذا الغاز؟ - استفسر رئيس عصابة الحفير.
- من كل ثقوب جسمي الخمسة – أجاب السرسري!
- الثقب الأكبر لي أنا. سأستثمر به وفق قانون الاستثمار، حسب الأصول! - قال رئيس عصابة الحسير.
- بل هو لي أنا، فأنا أكبركم سناً! أنت استثمر في ثقبه الصغير لأنك أصغرنا سناً- قال رئيس عصابة الحقير.
- كلا، كلا! - قال رئيس عصابة النكير- إسمع أيها السرسري، أنا سأغير جنسي إلى فتاة، فأتزوجك، ولي غازك كله استخرجه لي فلاحة ملاكة حسب سنة الله والرسول!
- كلا، كلا! أنا أقول لكم ما هو الحل العادل. هذا السرسري يتحول إلى فتاة، ونحن نتزوجه زواج المتعة كل يوم هو وغازه عند واحد منا نحن الخمسة بالعدل والقسطاس حسب الدستور! ومرقنا نسكبه على أزياقنا! - أفتى رئيس عصابة الحفير!
- بارك الله بك! - قال رئيس عصابة الحكير – وكفى الله المؤمنين شر القتال. أموت على هذا الدستور المسحور! عجينة ونشنقها مثلما نريد. يعيش الدستور، يا!
- يعيش، يعيش، يعيش!
- ولكنني لم أخبركم بعد بأهم خبر: مرض البوتان هذا شديد العدوى، مما يعني أن كل واحد منكم معرض للإصابة به!
- يا مرحبا، يا مرحبا بمرض البوتان الثري! أنا سأبيع نفسي لأعمامنا في ايران!
- وانا سأبيع نفسي لعمّي أبو ناجي!
-لا يوجد أحسن من العم السام، سأبيع نفسي له بأغلى الأثمان!
- أنا سأبيع نفسي بالذهب الأصفر للصين بتوسط طقعان الامارات!
-وأنا سأبيع نفسي للكيان الصهيوني بتوسط السيسي الخسيسي!

هنا أخرج السرسري سيكاره الكوبي، وما أن أولع قدّاحته حتى انفجرت القاعة وتفحمت جثث رؤساء عصابة الحتير وسرسريهم.

#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل