أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل المأمون - عرسان في ليلة القتلة














المزيد.....

عرسان في ليلة القتلة


عادل المأمون

الحوار المتمدن-العدد: 1763 - 2006 / 12 / 13 - 09:20
المحور: حقوق الانسان
    


كانوا ينتظرون بشغف ولهفة ذلك اليوم الذي يجمعهم فيه سقف واحد. لقد احبها بعمق واحبته هي بجنون. قال لها يوما لاتطيلين النظر الي فأخاف ان نفترق ولن اجد هاتين العينين فأنتحر.كانت كل ما يملك ويقول عنها دائما بأنها الدنيا التي ظل عمرابأكمله يحلم بأن يمسك بها. اليوم هو على موعد معها. سيذهبان الى المحكمه كي يعقدا القران والى الابد معا دون افتراق لم يكن يدري انهم سيجتمعون هناك في عالم قد يكون سرمديا او قد لايكون . لحظة اللقاء والالتقاء الابدي ستكون مدوية اكيد.هذه العبارة التي كان دوما يرددها على مسامعها.طلب اليها ان ترتدي كل مالديها من مصاغ وان تكون بأحلى الصور فغدا سيلتقيان ولن يفترقا . غدا ليلة العمر المنتظره. لم يكن يدري انها ليلةٌ للكفره. خرجا صباحا والشمس في اكتافهما كأنهما امتلكا هذا العالم بقبضتيهما . خرجا وتركا الابواب خلفهما مواربة وتركا الفرحة في قلوب كل من سكن حيهم وعرف قصتهم الشجية. رتبا نفسيهما على الزواج وعانيا كثيرا حتى وصلا الى هذا اليوم . يوم عقد القران والعرس الكبير معا. كانت تبدو كأميرة وكان هو يبدو كأمير لقد تأملتهما كثيرا وهما يخطوان من امامي فحسدتهما على حبهما الاسطوري.عندما سلما علي شعرت ان السماء ابتسمت لي ولهما. كانا رقيقين حقا لم يحملا ضغينة او حقد.توجها الى محكمة شارع فلسطين في قلب بغداد. وهناك خرج كاتب المحكمة مناديا (رجاء العرسان على حده حتى يتسنى لنا تسهيل عقد القرانات بسرعه) وفي ساحة المحكمة اجتمع اكثر من عشرين عريس وعروسة. في انتظار ان يعقدوا قراناتهم. لم يكونوا يدركون ان الموت قد غلف المكان بحلته المشؤمة منتظرا ان يعقد قرانه عليهم جميعا والى الابد. ممتطيا تفجيره الانتحاري المخنث.لكي يحول اجسادهم النقية الفتية الطرية الطاهرة الى اشلاء متناثرة.كانت دوما تقول له بيتها الشعري المفضل(كون يمك كون اشمك كون اضمك و يختلط دمي ويا دمك) لم تكن تدري انهما سينتهيان الى دم مسفوح في ساحة مقفرة.كان يجيبها هو بأبتسامتة الحلوة( روحي وروحك يا روحي روحين بروح لو راحت روحك يا روحي روحي تروح). انتابتني حالة من الحزن الشديد وانا اكتب هذه الاسطر. وصرت أتأمل هذا الوضع الذي سرنا اليه نحن العراقيون دون ان ندري. تملكتني الحيرة وتذكرت موقفا حصل معي عندما تعطلت سيارتي في حي بغدادي فوجدت كل من كانوا في الشارع يهرعون لمساعدتي ولم يتركونني الا بعد ان اصلحوا السيارة,فقلت في نفسي وقتها ما احلى العراقيين انهم شعب عظيم ,فعلا انك تحس بعظمة هؤلاء الناس في وقت الشدة, لكنني اليوم استغرب كثيرا جدا وانا ارى تلك العجوز التي تحاول اخفاء يد عروس كانت لاتزال محملة بمصغات الزواج في ساحة المحكمة المشؤمة . عجوز شمطاء تفتش في الاشلاء. واطفال ايضا يفتشون. ساعات وحلي واساور عرسان قتلوا وقبل وهلة عقد القران كانوا ينتضرون.اواه من بلد تموت فيه الانسانية في كل يوم الف مره. اواه من بلد لايجد فيه الانسان حتى قبره.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضاقت بنا فضائاتك يا وطني
- عمر.... عمر ما تجي وياي


المزيد.....




- حماس: المجاعة وسوء التغذية يفتكان بأطفال غزة جراء الحصار الإ ...
- المجر: عشرات الآلاف يتظاهرون في بودابست ضد سياسة الحكومة الم ...
- إيران تشكل لجنة قانونية لتوثيق جرائم الحرب ومتابعتها بالمحاف ...
- العنصرية والكراهية.. حين تقابل محاولات إيجابية بالإساءة للأج ...
- رغم المخاوف عند الأقليات الدينية.. الرئاسة السورية تنفي منع ...
- السعودية تعلن إعدام سادس مصري بـ3 أيام.. وتقرير نية إعدام 26 ...
- الولايات المتحدة تُكثّف اعتقالات الإيرانيين - فوكس نيوز
- إسرائيل تأمر بالتحقيق في -جرائم حرب- بغزة إثر مزاعم بإطلاق ن ...
- إسرائيل مُرْغَمَة بالحجة والدليل
- -الوضع هش-..الأمم المتحدة تحذر ألمانيا من إعادة السوريين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل المأمون - عرسان في ليلة القتلة