دور القبيلة في اضطهاد المرأة (3)

نجود الجهني

الحوار المتمدن-العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 09:50
المحور: الادب والفن
    

ينتهي رمضان ويأتي عيد الإفطار. تُقام صلاةُ العيد في أطراف المدينة، تتوسّل النساء لرجال القبيلة بالذهاب معهم للمشاركة في صلواتهم.
في مساحةٍ ضيقة معزولة تصلي النساء -خلف الرجال- برفقة أطفالهن الذين يرتدون ملابس العيد الجديدة.

تتلفّع النسوةُ بالسواد من رؤوسهن إلى أخمص أقدامهن كأنهنّ "غرابيب سُود"..

يستمعن إلى خطبة "الإمام" رجل الدين – عبر مكبرات الصوت- يظهر بلحيته الكثيفة الطويلة، فيرتفع صوته النشاز، يبكي على أحوال النساء "المتبرّجات" في البلاد، و"يُعَهّر" أولئك اللواتي أتين إلى صلاة العيد متعطّرات، تفوح منهن رائحة البخور والعود..
يالهنّ من آثمات- حتمًا لايدخلن الجنة ولا يجدن ريحها..

يختم "الإمام" حديثه بأوصاف "الحور العين" اللواتي ينتظرن رجال القبيلة في جنة الإله الغاضب على نساء الأرض!

تعود النساء إلى بيوتهن مكتئبات يائسات، يبذلن قصارى جهدهن لإعداد حلوى العيد، لعلها تشفع لهن لدى الرجال الذين ازدادوا حنقًا عليهنّ بعد خطبة رجل الدين الذي لعنهنّ سبعين ألف لعنة..

يجتمع الرجال في مجالسهم الخاصة، التي قد زينتها النساء لأيامٍ متواصلة للاحتفال بأعيادهم..

يتحدى الرجال بعضهم البعض لتأديب نسائهم والزواج عليهنّ بامرأة ثانية وثالثة أو ربّما رابعة، يريدون أن يثبتوا شيئًا من "فحولتهم" المزعومة!

يعقد رجلُ الدين عقد "النكاح" بين الرجل ووالد "الضحية الجديدة" بشاهدين اثنين من رجالِ القبيلة، على الصّداق المسمى بينهم، بينهم وحدهم، فالعروس قد تمّ تغييبها عن عَقد زواجها..

تختلف قيمة الصّداق "المَهْر" الذي يُقدّم لوليّ الزوجة الجديدة، باختلاف "نوع العرائس" ما إذا كُنّ "ثيّباتٍ" أو "أبكارا"!

تعترض بعض النسوة على زواج أزواجهنّ، يتم إقصاؤهنَ ونبذهنَ، فيطلقون عليهنّ "سَلافِع"..

نعم إنها "امرأة سلْفَع" فقد أجمعت معاجم الرجال على "نبذها" لجرأتها وتمردها على قوانين الرجال.. لابد إذًا من "شتمها"!

للحديث بقية..

#نجود_الجهني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات