أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - لا هي -نيوليبرالية- ولا -كليبتوقراطية-، بل رأسمالية حقيقية!! كلمة حول إنتقاد سمير نوري لمؤيد أحمد















المزيد.....

لا هي -نيوليبرالية- ولا -كليبتوقراطية-، بل رأسمالية حقيقية!! كلمة حول إنتقاد سمير نوري لمؤيد أحمد


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7988 - 2024 / 5 / 25 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اود هنا ان اطرح بعض الملاحظات حول المقالة التي كتبها الرفيق سمير نوري بعنوان (سجادة عبداللطيف، مؤيد والليبرالية الجديدة!) في نقد مقالة للرفيق مؤيد احمد بعنوان ( الرأسمالية النيوليبرالية وبيع " مكان الصلاة" في اقليم كردستان!) التي نشرت على صفحات الحوار المتمدن.
انها الرأسمالية نفسها، يا صاحبي!
ان الموضوع الذي طرحه سمير نوري موضوع مهم وهو حول دعاية برجوازية تدافع عن النظام الراسمالي، وهي الدعاية التي يتشارك الكثير من الشيوعيين والاشتراكيين بشكل غير واعي في الترويج لها. ان مفاد هذه الدعاية هو ان النظام الرأسمالي الحقيقي هو غير النظام الموجود في الواقع، في اي من دول العالم. فكل المأسي التي تفرض على البشرية اليوم من عنف، وحروب وتمييز وتفرقة وفقر، وبطالة وفساد وامراض والالاف العلل الاخرى هي جراء راسمالية "نيوليبرالية" أو "كريبتوقراطية"، "ديكتاتورية"، "كومبرادورية"، "أوليغاركية"، "توتاليتارتية" وليس الرأسمالية الحقيقية. وان تصاعد الهجمة على كل مكتسبات الطبقة العاملة منذ سبعينات القرن المنصرم نابع عن نيوليبرالية الرأسمالية ومجيء الريغانية والتاتشرية وظهور "الصقور" و...الخ!! والا فان رأسمالية "غير نيوليبرالية" و"غير كريبتوقراطية" هي ليست هكذا! انها "أقل مصائباً" و"اقل كارثية" و"أقل شراسة"!. حسب هذه الدعاية، الرأسمالية "الحقيقية"، التي ليس لها وجود في الواقع، هي رأسمالية يحكمها السوق الحر والمنافسة " الشريفة" داخل الدول وبين الدول، والحدود المفتوحة، وغياب التعريفات الكمركية و غياب الدعم الحكومي للصناعات والمشاريع المحلية، وصغر حجم الدولة وتدخل محدود جدا من قبل الدولة في الاقتصاد الخ. وياتي تراكم الرأسمال في الرأسمالية " الحقيقية" حسب هذه الدعاية من خلال استثمار واعادة استثمار الرأسمال في الاقتصاد الانتاجي وخاصة الانتاج الصناعي. ولكن التاريخ يثبت بان تراكم الرأسمال لاياتي فقط من خلال الاستثمار في الصناعة بل من خلال الاحتلال والاستعمار، والمضاربات، والسلب والنهب، والاحتكار، والخصخصة والطرق الاخرى المتبعة لنزع الملكية من العمال والفلاحين والفقراء.
ان لم يكن هذا "تبييض وجه" الرأسمالية، ماذا نسميه؟! ما فرقه عن أوهام رأسمالية "سيئة" ورأسمالية "حسنة" و"وطنية" و"غير وطنية" و"انسانية" و"غير انسانية". إنها الرأسمالية نفسها، يا صاحبي!!
يلقي مؤيد اللوم على الرأسمالية النيوليبرالية في " تسليع اماكن الصلاة"، اذ يذكر:"من الواضح ان هذا التسليع لأماكن الصلاة هو ظاهرة ونتاج عملية أوسع تتمثل في تطور الرأسمالية النيوليبرالية في الاقليم، والاخضاع المتزايد لحياة الناس لسوق رأس المال. ان هذه العملية، خاصة في العقود الثلاثة الماضية، جعلت من إقليم كوردستان مركزا لحرمان الجماهير وإفقارها المتزايد وتحويل اقساما كبيرة منها الى بروليتاريا، ونشر الثقافة الفردية البرجوازية والثقافة القمعية لأُحاد رأس المال في المجتمع".
ان مفهوم الرأسمالية النيوليبرالية هو واحدا من اكثر المفاهيم الذي يتم سؤء استخدامها في العقود الاخيرة. في الغالب يتم تصوير "الرأسمالية النيوليبرالية" بانها نموذج غير طبيعي، وحتى متوحش للرأسمالية. وتوصف احيانا كمؤامرة من قبل شريحة برجوازية مثل ريغان وتاتشر ومن بعدهم جورج بوش وديك تشيني ورامسفيلت وغيرهم لخدمة مصالح الشركات الاحتكارية "الموغلة في الجشع واللاأنسانية". يجب ان اوضح ان السياسات الاقتصادية التي يطلق عليها الرأسمالية النيوليبرالية مثل تسليع كل شئ في الطبيعة وكل مظاهر حياة الانسان، الخصخصة، تخلي الدولة عن مسؤوليتها في توفير الخدمات اي باختصار كل السياسات الاقتصادية التي تتخلص من دولة الرفاة وكل الايديولوجية والمنظومة الفكرية والسلوكيات الاجتماعية التي ترافقها هي نموذج طبيعي للرأسمالية بقدر كون دول الرفاه، والدكتاتوريات البرجوازية والانظمة العسكرية نماذج طبيعية للراسمالية " الحقيقية". ان ما فرض دولة الرفاه بالذات كنموذج مفضل على البرجوازية هو قلق البرجوازية العالمية من اندلاع الثورات العمالية استرشاداً بالعمال الروس والتوازن الجديد للقوى الطبقية في المجتمعات الغربية في فترة زمنية معينة، ما بعد انتصار ثورة اكتوبر في روسيا وما رافقه من تعاظم نفوذ الماركسية والشيوعية على صعيد العالم وقوة اليسار في المجتمعات الغربية مثل النقابات العمالية -كونغرس المنظمات الصناعية، والحزب الشيوعي الامريكي وحزبين اشتراكيين في امريكا مثلا في عهد الرئيس الامريكي فراكلين روزفيلت.
في السبيعنيات من القرن الماضي، و بعد تمكن البرجوازية من تفكيك اليسار في حملة استمرت منذ الحرب العالمية الثانية واختلال توازن القوى الطبقية بالضد من الطبقة العاملة، وبسبب العولمة الرأسمالية وقدرة الرأسماليين على نقل الانتاج الى الدول التي تتمتع بايدي عاملة رخيصة، وجراء الازمة الاقتصادية التي عصفت بالنظام الرأسمالي في السبيعينات تحت نموذج رأسمالية الدولة، وعجز النقابات عن لعب دور جدي بالتصدي لهجمة الرأسمالية، توفرت الارضية والامكانية لفرض ما تعرف بالسياسات النيوليبرالية.

من الواضح ان من مصلحة البرجوازية اعطاء انطباع بان ما نراه اليوم حول العالم هي ليست "الرأسمالية الحقيقية" بل نماذج "غير طبيعية"، "محرّفة" او "تشوبها الاخطاء" للرأسمالية، وان اي من علل الراسمالية هي علل بسبب اخطاء في تطبيق الرأسمالية. ويتم اتهام تدخل الدولة في الاقتصاد، او وجود نقابات قوية، او تحكم الماركسيين بالمؤسسات او وجود "الطبقة الاوليغارشية" او جشع الافراد، او البرجوازية "الكومبرادورية او غير الوطنية او الخائنة" او تخلف الجماهير او قلة الوعي الديمقراطي والاف العوامل الاخرى في سيادة هذا النموذج او ذاك من الرأسمالية. حسب هذه الادعات، ليست دول مثل افغانستان او العراق او الجمهورية الاسلامية او الصين وعشرات الدول التي تشهد مستويات خرافية من الفقر والجريمة والفساد فحسب لاتمثل الراسمالية الحقيقية، بل حتى الدول الغربية وقائدة الغرب-امريكا ، لاتمثل الرأسمالية الحقيقية. انها تمثل " الراسمالية الحقيقية" في كل ما هو ايجابي في تلك المجتمعات فقط، ولا تمثل "الرأسمالية الحقيقية" في المظاهر السلبية.
ولكن طبقاً لمحتوى اشتراكيتهم التي هي راسمالية "ذهنية" و"بدون شوائب هنا أو هناك"، ليس من الغريب ان يشارك الشيوعيون والماركسيون في هذه الدعاية. على الصعيد العالمي، يشارك شخصيات تعتبر ماركسية مثل الاقتصادي اليوناني يانس فاروفاكس صاحب نظرية " الرأسمالية الاقطاعية" والاقتصادي الماركسي غاي ستانديغ، صاحب نظرية " البريكاريا او الطبقة العاملة الهشة" وعشرات غيرهم في هذه الحملة. ومن الواضح ان قدم الرفيق مؤيد قد انزلقت معهم. ليس هذا بأمر عجيب!
أولويات:
اود ان أشيرر الى انني لا اشعر بحيرة من اولويات الرفيق مؤيد احمد. ففي خضم صراع الاقطاب الرأسمالية الذي ينذر بتحوله الى حرب عالمية شاملة تشهد حتى استخدام الاسلحة النووية، وفي خضم عمليات ابادة جماعية في غزة والاف المشاكل الضخمة والمتفاقمة التي تواجه البشرية اليوم في العالم والمنطقة والعراق، يجد الرفيق مؤيد احمد وقت للحديث عن قيام رجل دين اسلامي مغمور يُدعى عبدالطيف احمد ببيع اماكن الصلاة في مسجد في السليمانية للبيع في السوق ويدخل مؤيد في معمعة تفسير هذا الفعل من وجه نظر ماركسية، ومن خلال استخداد المفاهيم الماركسية من الرأسمال الثابت والمتغير وفائض القيمة ورأس المال المالي الخ (!!). وقد أثار اهتمام مؤيد "تعامل سوق الراسمال في اقليم كردستان مع هذه السلعة كمنتوج مالي وكَسَهم واحتمال دخول هذه السلعة في السوق العالمية"(!!). لا اشعر بحيرة ببساطة لان ماركسية مؤيد كانت دوماً ماركسية ايديولوجية، لا واقعية ولا اجتماعية.
مؤيد لايزال "يراوح" في مرحلة " الدين افيون الشعوب" ماركس!
يعبر مؤيد في مكان،عن فهم سطحي للغاية للماركسية. اذ يذكر: "وضمن تقسيم العمل داخل الطبقة البرجوازية وتياراتها وحركاتها الاجتماعية من اجل حماية النظام الرأسمالي، فانه من الواضح ان دور الاسلام السياسي (اسلاميزم) في الحفاظ على هذا النظام يتجسد من خلال التغطية على صراعات العالم الواقعي وتحويلها الى ما هو خارج هذا العالم. وبالتالي، يُظهِر ويُبرر وجود الغني والفقير، وانقسام المجتمع إلى من يملك ومن لا يملك، كإرادة وقدر خارجي سماوي، ويتم تبرير وتصويراستعباد المرأة وحرمانها وإهانتها وحق الزواج من اربعة نساء كمسألة خارجية سماوية وسنن وتراث التدين. " يروج الإسلاميزم لنفسه بأيديولوجية خارجية خارج الاقتصاد السياسي للمجتمع والانقسامات الطبقية فيه، وحتى خارج النظام الأبوي والذكوري واستعباد المرأة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.....".
لم يعش ماركس عصرنا، والا لما أكتفى بالقول "الدين افيون الشعوب"، ولتحدث عنه بوصفه مافيات إجرامية، جماعات ثروتها تضاهي أكبر الكارتلات العالمية، منظمات إجرامية غارقة في القتل والجريمة والحكم والسلطة. انها في المعارضة ليست باقل اجراماً من كونها في السلطة. انها اليوم حركات سياسية فاشية. وان نقل صراع الارض للسماء هو فقط لخلق الوهم لادامة سلطتها وحكمها وثرواتها، لا أكثر! بيد انها مليشيات وسجون وقتلة مأجورين ومحاكم قرووسطية و...الخ.
من الواضح ان مؤيد يخلط بين الدين (الاسلام) كعقيدة ودوره في تضليل الانسان وثلم الروح الثورية في المجتمع وبين الدين كهوية سياسية لحركات واحزاب سياسية وبين الاسلام السياسي كحركات واحزاب ومنظمات تستخدم الارهاب والعنف والتخويف والنضال الفكري والاجتماعي والايدولوجي والدعائي وشراء الذمم ومئات الطرق والوسائل لادارة صراعتها في المجتمع. فحسب مؤيد، الارهاب الذي تمارسه عصابات الاسلام السياسي مثل القاعدة وداعش، والقمع التي تمارسه عصابات الباسيج في ايران او شرطة الاداب في السعودية وارهاب المليشيات الشيعية والسنية في العراق وصاوريخ الجمهورية الاسلامية الفرط صوتية ومسيرات حزب الله الخ هي ليست ضمن مهمة الاسلام السياسي للحفاظ على النظام الرأسمالي، بل خلق الاوهام فحسب! لا اعرف ما هو ربط الحشد الشعبي، وحزب الله وجبهة النصرة والقائدة وداعش والانظمة الحاكمة في المنطقة من الجمهورية الاسلامية الى شيوخ الخليج، الى تركيا وغيرها بالاسلام كدين و"لاهوت" صرف؟
ووفق ماركسية مؤيد، ليس مثيراً للاستغراب أن يخلق تناقض بين الاسلام السياسي وافعال عبداللطيف، اذ يذكر "الشرط الأول لهذا التقسيم للعمل في معسكر البرجوازية العالمية للحفاظ على النظام الرأسمالي المضطهِد هو أن يدخل الإسلاميزم ساحة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية للمجتمع بأيديولوجيا وفكر فوق الأرض، وليس كما فعل (عبد اللطيف احمد) ان يهبط بهذا الفكر والايديولوجيا والتدين إلى الأرض ويمزجه برأس المال وتسليع الأشياء والأفكار". (خط التأكيد مني). من الواضح ان الرفيق مؤيد احمد له توقع كبير من الاسلام السياسي وهو ان يبقى في عالم الغيبيات ولا "يلوث" ايديه في امور الدنيا! الاسلام السياسي ليس فكر وايديولوجيا، وانما حركة سياسية في السلطة والحكم و"معارضة قوية" مخضبة أياديها بدماء الملايين في بلدان ليست قليلة للأسف.
سمير نوري: النهي عن شيء والاتيان بمثله!
اتفق مع سمير نوري بان مصطلح الرأسمالية النيوليبرالية يستخدم لنقد وتحديد النضال ضد مظاهر معينة مثل الخصخصة وتسليع كل شئ وتخلي الدولة عن مسؤولياتها كظواهر منفصلة عن الرأسمالية وعملية تطور الرأسمالية والابتعاد عن النقد المباشر للرأسمالية و النضال الشامل ضدها. ولكن، وبسرعة، يقع الرفيق سمير نوري نفسه، في المطب نفسه، اذ يقول "اقتصاد العراق لا يمت بصلة بالنيوليبرالية و الاقتصاد النيوليبرالي، الاسم الملائم لاقتصاد العراق و كردستان العراق" الكلبتوكراسية" راس مالية النهب والسرقة. اصبح رؤساء الاحزاب والمسؤليين العسكر واصحاب العمائم البيضاء والسوداء مليارديرية....." ويضيف "انا استغرب لماذا مؤيد متشبث بسجادة عبداللطيف الى هذه الدرجة الا تفيده هذه الارقام (وهو يتحدث عن ارقام اوردها عن حجم الفساد في العراق) في القيام ببحث اكثر دقة؟ لو سالت اي صبي في كردستان سيقول لك بان عائلتي الطالباني والبرزاني قد اهدروا ثروات المجتمع الكردستاني هذا هو الاقتصاد الكلبتوكراسي اي اقتصاد النهب وازدياد و تكاثر اوليكرشية خطرة من قبل رجال الدين والسياسيين والقادة العسكريين فما علاقه كل هذا بالاقتصاد النيوليبرالي؟ ولكنك لكي تلائم نظريتك تاتي وتتشبث بسجادة عبد اللطيف وليس بمئات المليارات من الدولار المنهوبة من المجتمع".

فحسب سمير، النظام الرأسمالي في العراق وكردستان العراق هو نظام "كليبتروقراطي" وهو يقول بشكل صريح وضمني انه ليس "راسمالية حقيقية"، اي راسمالية ليبرالية او حتى نيوليبرالية، بل رأسمالية سلب ونهب. ان السلب والنهب، الفساد، وتحكم ألرأسماليون بالسلطة السياسية وغيرها من المظاهر هي صفات متجذرة وبنيوية في النظام الرأسمالي. ان الاختلاف هو في شكلها وحجمها ودرجة الشرعية والقانونية التي تكتسبها.
الفساد بالذات، هي جزء لا يتجزأ من النظام الرأسمالي، انه مستشري في ارقى الانظمة الرأسمالية. على سبيل المثال، قبل ايام، قام الرئيس الامريكي برفع الضريبة الكمركية على السيارات والشاحنات الكهربائية الصينية من 27.5% الى 100% ، مما يعني زيادة اسعارها بمقدار الضعف في امريكا، في وقت ان الصين هي الرائدة في هذه الصناعات اذ تنتج افضل وارخص السيارات الكهربائية. لايوجد اي شخص له ادنى علم بالمسائل الاقتصادية، لا يعرف بان هذا العمل يضر بالطبقة العاملة بالدرجة الاولى، لانه يتسبب في ارتفاع اسعار السيارات وبالتالي تدني الوضع الاقتصادي للعامل والكادح وكذلك في زيادة التضخم في امريكا، فزيادة سعر سيارات الاجرة وحافلات النقل يؤدي الى غلاء تنقل الانسان وغلاء سعر شاحنة الحمل التي تستخدم في نقل البضائع يزيد من سعر كل البضائع تقريبا اذ اتنقل هذه البضائع من مكان الانتاج مثل المعمل والمزرعة الى المرافئ والمتاجر وغيرها، كما ان هذا العمل يحد من المنافسة ويعرقل التطور التكنلوجي. ولكن الرئيس الامريكي يقوم به لرشوة شركات الوقود الاحفوري التي تمتلك سلطة هائلة في امريكا. في المقابل التقى دونالد ترامب بقادة شركات الوقود الاحفوري وطلب منهم تزويده بمليار دولار لتمويل حملته الانتخابية مقابل وعده بمنع كل السيارات والشاحنات الكهربائية من دخول امريكا اساساً. حسب اي منطق، هذا يعتبر طلب رشوة، ولكن لم نجد اي اشارة الى هذه الفضيحة في الاعلام البرجوازي. في استراليا مثلا، ثلث الشركات الاحتكارية لا تدفع اي ضرائب. وفي فترة زمنية محددة دفعت بعض شركات التعدين في استراليا 9 مليارات دولار كضرائب على 169 مليار دولار من الارباح كسبتها من تعدين مواد خام هي ملك كل سكان استراليا. ان مايفسر هذه الظواهر هي الفساد. هذا عدا ان الاف من رؤساء الدول والوزراء والسياسيين الحاليين والسابقين حول العالم يثبت تورطهم في عمليات فساد كل سنة، وبين فترة واخرى، يتم الكشف عن فضائح مثل تورط الاف الشخصيات البرجوازية في اخفاء اموالهم في ملاذات ضريبية وغير ذلك.

ان قصدي هوليس انه لايوجد فرق في درجات الفساد بين الدول، كما ليس عدم فضح والنضال ضد الفساد والنهب والسلب، والخصخصة وتسليع حياة الانسان وليس القصد عدم النضال من اجل تحميل الدولة مسؤولية تقديم الخدمات، بل ان اسناد هذه الظواهر الى تسميات مثل الرأسمالية النيوليبرالية ، الراسمالية الاوليغارشية، والكليبتروقراطية الخ هو تبرئة الرأسمالية من هذا الوضع، ولا يخدم هذا التناول مصالح الطبقة العاملة والجماهير المحرومة. ان ما موجود في العراق هو "رأسمالية حقيقية" ويجب ان لا نتوقع ان تصبح حقيقية اكثر مما هو امام اعيننا. ان ما يضع حد للفساد والخصخصة، وتسليع كل شيئ هو تغير توازن القوى الطبقية في المجتمع لصالح العامل والمساواة. ان تقليل النهب والسلب ياتي من تقوية الطبقة العاملة ومنظماتها وتنامي النضال الطبقي. انه لا ياتي عبر الطلب من الاسلاميين والعشائريين نزع العمائم والدشاديش والعقال ورش العطور على انفسهم، بل من خلال نضال من اجل فرض اصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية تخدم مصالج الطبقة العاملة في مسيرة ثورة الطبقة العاملة للاطاحة بكل النظام الرأسمالي.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا كل هذا الرعب من احتجاجات الطلاب في الجامعات الغربية؟
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- رأسمالية السوق الحر تسلك نفس مسار رأسمالية الدولة!.
- خطاب روشي سوناك، علامة ذعر الطبقة الحاكمة!
- مجاعة غزة، وصمة عار على جبين البشرية!
- قرار محكمة العدل الدولية صفعة قانونية واخلاقية لإسرائيل والغ ...
- استقالة غاي ومقابلة البرغوثي!
- مؤتمر المناخ، -كوب 28-، والانحدار الى الحضيض!
- غلق مضيق باب المندب، محطة تاريخية مهمة!
- الفاشية تطرح نفسها كبديل من جديد!
- نظام الفرص المتكافئة ام النهب والاستغلال!
- البشرية المتمدنة هي الأمل الوحيد لإنهاء مأساة جماهير فلسطين!
- أيام فضحت نفاق الغرب!
- الالة العسكرية والاستخبارتية الإسرائيلية تتعرض الى الاذلال!
- معضلة المخدرات في العراق-الجزء الثاني والثالث
- ماذا يميز الانقلابات الاخيرة في افريقيا؟؟
- قمة بريكس الخامسة عشرة: المكاسب والاخفاقات!
- معضلة المخدرات في العراق-الجزء الاول!
- ماذا يقف وراء الحملة الهستيرية للإسلام السياسي ضد النساء في ...
- حرية التعبير بدون أي قيد وشرط! (حول حرق القرآن في السويد)!


المزيد.....




- ما حقيقة -الوقفة التكتيكية- للقتال في غزة التي أعلنها الجيش ...
- شاهد: قوات الأمن الروسية تحرر رهائن وتقتل محتجزيهم في مركز ا ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر رغم -الهدنة التكتيكية- وبايدن يرسل ...
- شاهد: الشرطة الألمانية تطلق النار على رجل هدد عناصرها بفأس و ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 6 مسيرات في 3 مقاطعات
- غروسي: واشنطن تدرك أن حظر استيراد اليورانيوم الروسي غير واقع ...
- الولايات المتحدة و-القمع- من أجل الحرب!
- حادث تصادم بين قطاري ركاب وبضائع في الهند (فيديوهات)
- -واشنطن بوست- تكشف عدد السجناء الذين يخدمون حاليا بالجيش الأ ...
- دعوة صينية للعالم للتحرك معا دفاعا عن حقوقه في وجه القيود ال ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - لا هي -نيوليبرالية- ولا -كليبتوقراطية-، بل رأسمالية حقيقية!! كلمة حول إنتقاد سمير نوري لمؤيد أحمد