أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل حداد - من يريد استمرار تقديم القرابين على مذبح الدم اللبناني















المزيد.....

من يريد استمرار تقديم القرابين على مذبح الدم اللبناني


سهيل حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1760 - 2006 / 12 / 10 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تمعن أي محايد ومتتبع لأحداث الأسبوع الماضي في لبنان من سجال سياسي بين فريق "جنبلاط – الحريري – جعجع" والمعارضة الوطنية المعتصمة شعبياً في ساحات بيروت. فلن يقف محايداً تجاه ما يحدث، وسيجد نفسه منحازاً بالمنطق والحجة إلى الفريق الذي يدعو الوحدة الوطنية في لبنان وبين جميع أطياف الشارع السياسي اللبناني، إلى الفريق الذي يصر على وئد أية فتنة طائفية أو مذهبية بين أبناء هذا البلد الذي عانى من ويلات الحرب الأهلية، والتي يؤجج نارها من جديد فريق تجارة الدم على المذبح اللبناني لغايات ومآرب تبتعد كثيراً عن طموحات وأهداف الشعب اللبناني.
فالخطاب السياسي المتداول يوضح بصورة جلية سير الأحداث وغايات وأهداف كل فريق. فخطاب المعارضة الوطنية والذي تجلى في كلمات أقطاب المعارضة وخطاب سماحة السيد حسن نصر الله خرج عن المألوف والمتعارف عليه بين السياسيين فقد وضع الحروف على النقاط وكان شفافاً وواضحاً وغنياً بالدلائل والبينات وخاصة بمسالة:
- المشاركة الوطنية في الحكم، ومنع جر لبنان إلى التدويل والوصاية تحت ذرائع وحجج واهية، كإقرار المحكمة الدولية، واستمرار التدخل السوري الإيراني في الشأن اللبناني، وتهديد الاستقرار والسلم في لبنان.
- ووجود المقاومة وسلاحها، وأساليب البعض -وركز هنا على البعض- من الفريق الحاكم في التآمر والتواطؤ الواضح والصريح مع أعداء لبنان والآمة العربية ضد المقاومة وصمود الشعب اللبناني أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان بهدف ضرب هذا الصمود وتصفية المقاومة وقادتها ونزع سلاحها ومنع سبل دعمها ومساعداتها في الوقوف والصمود أمام هذا العدو الهمجي.
كلمات وخطابات تصب في مصلحة الوطن وأمنه وسيادته ومن اجل الوطن وكل أبنائه، جميعها مصممة وبعزيمة ثابتة لتحقيق أهداف المعارضة الوطنية الشعبية في إعادة الأمور إلى طبيعتها بين كل أطياف الشعب اللبناني. وتحمل دعوة صريحة بالحرص الشديد على التعايش السلمي والوحدة الوطنية وضد كل أشكال التحريض والدعوات للفتنة وعدم الإنجرار وراء كل من يدعو لها بين أبناء البلد الواحد.
وكما هو المعهود في الساحة اللبناني فكان رد فريق "الحكم" على صوت الحق سريعاً وجاء هذه المرة على لسان السينورة والذي لم يكن موفقاً في تبديل الصورة بل أكد وبعيداً عن كل الأصوات الشعبية باستمرار هذا الفريق في جر لبنان إلى إما ويلات حرب أهلية طائفية ومذهبية جديدة، وإما وضعه تحت الوصاية الدولية والهيمنة الأمريكية الإسرائيلية وعزله عن محيطها العربي.
فكان رد دفاع عن النفس ضعيف وغير مقنع يحمل في طياته لهجة الشفقة والاستعطاف وتهيج المشاعر الفئوية وإن كان أحياناً في إطار هزلي. وكأن الآخرين وحتى ثلة المصفقين في قاعة السراي لا يعرفون حقيقة الأمور وكيف جرت منذ استلام هذا الفريق السلطة في لبنان. فالجميع يعلم كيف تصرف أقطاب فريق 14 شباط وعلى رأسهم سعد الحريري خلال العدوان الإسرائيلي الأخير والذين على عكس تصريحاتهم ومن خلف الكواليس كانوا وبموافقة من بعض الأطراف العربية يماطلون في طلب وقف إطلاق النار والضغط على سادتهم في البيت الأبيض والإليزية وبعض العواصم العربية لإيقاف هذه الآلة الحربية الهمجية وما خلفته من مجازر بشرية وتدمير وتهويد للبنية التحتيه اللبنانية. وكل ذلك بهدف إعطاء الوقت لأعداء لبنان والمقاومة في واشنطن وتل أبيب بالقضاء على المقاومة وبنيتها العسكرية والسياسية والاجتماعية. وعندما لم يتحقق لهم ذلك أما الصمود الأسطوري لأبطال المقاومة والشعب اللبناني. تراجعوا وأصبحوا أبطال النصر والصمود؟؟؟؟..... ويدعون لأنفسهم تجنيب لبنان استمرار هذه الحرب!!!... وها هو السينورة وبدون خجل مما فعله وزير داخليته في مرجعيون وتصريحات سيده الصغير في قريطم من جدة وروما يتغنى بهذا النصر وينسبه لنفسه ولفريقه؟؟؟؟!!!!.. على جميع الأحوال الكل يعلم بأن هزيمة الجيش الإسرائيلي هي التي سرعت من وقف إطلاق النار وليست مبادرة السينورة وقرار مجلس الأمن 1701 الذي جاء مجحفاً بحق لبنان ومقاومته وصموده.
وهل يستطيع المرء أن يقف مكتوف الأيدي ومغمض العينين وأصم وهو يسمع رد السينورة الذي يعمم ويشخصن وكأنه لم يفهم خطاب السيد الذي كان يؤكد ويشير إلى البعض وليس إلى الكل من هذا الفريق الحاكم. فكيف للمتتبع أن يجعل لخطاب السنيورة أية مصداقية ....
وأيضاً لا يمكن أن ننكر أن السنيورة خرج عن المألوف في خطابه كما هو حال فريق المطبلين والمزمرين في جماعة 14 شباط "جنبلاط – الحريري – جعجع" في الآونة الأخيرة وخاصة بعد اغتيال بيير الجميل والتي أهدافها لم تثني المعارضة عن التحرك، وبدء الاعتصامات الشعبية المطالبة بسقوط حكومته وتشكيل حكومة وحدة وطنية.... فبعد سقوط ادعاءاتهم وحججهم واتهاماتهم بدؤوا بإتباع أسلوب المناورة والمراوغة في تبرير أخطائهم ومواقفهم اللاوطنية، ومحاولاتهم المستمرة لخداع الرأي اللبناني والعربي والدولي والاستمرار بسياسة العزف على وتر تهويل الدور السوري الإيراني .... والمحور الإيراني السوري وتحالفاته في لبنان، وبأن سياستهم تسير باتجاه منع أي تدخل خارجي في شؤون لبنان... إلا تدخل السيد فيلتمان المفوض السامي الأمريكي – الإسرائيلي في لبنان !!!!... ويسمحون أحياناً لسيد الإليزية بأخذ دورهم ... خطابات خنوع وذل... وتجني واتهام... وتماهي في التبعية...
فماذا يعني التهجم والتجني على سورية ورموز سيادتها ومواطنيها، والتدخل في الشأن السوري الداخلي، وعلى إيران في كل تصريح وخطاب وكلمة تصدر عن هذا الفريق الفاقد للإجماع اللبناني بدون أي مبرر... أليس ذلك تناغماً مع رغبات الإدارة الأمريكية والمصالح الإسرائيلية.. أما عدا ذلك فكل تفسيراتهم وتبريراتهم هراء ومراوغة وخداع.
وما معنى تغير لهجة هذا الفريق بخصوص المحكمة. وبأنهم أسرعوا في إقرارها لمحاكمة أشباح تقرير ميليس وبدؤوا بنغمة جديدة وهي بأن المعارضة لا تريد إقرار هذه المحكمة لمنع محاسبة إسرائيل على فعلتها في قتل الحريري.... كلام جديد يدخل من باب المراوغة والخداع. وكأنهم يضحكون على عقول الناس ويتلاعبون بمشاعرها!!!.
ثم ما معنى أن يركزو طرحهم في هذه الآونة على تحرير مزارع شبعا وإعادة الإعمار وكأنهم كانوا في الخنادق الأمامية لصد العدوان على لبنان، وإلى أخره من طروحات التي يريدون من خلالها أن يقولوا للناس أو يقنعوهم بان المعارضة نسيتها. أية حجج واهية ومغرضة وسخيفة!!!. من يستطيع تصور هذا النوع من الكلام إلا من فقدوا البصر والبصيرة معاً. وكأنهم بكل ذلك يحاولون تصوير الخلاف الحالي في لبنان هو فقط من أجل إقرار هذه المحكمة وليس من أجل شيء أخر. ولكنهم لم ولن يستطيعوا خداع الناس هذه المرة، فلا سورية، ولا شعبها لهما مصلحة في زعزعة استقرار لبنان وأمنه بل العكس تماماً فالكل يعرف بأن استقرار لبنان هو هم سوري قبل اي شيء فلبنان خاصرة سورية الضعيفة. وليس لإيران حدود مشتركة ليكون للبنان أهمية حيوية في أجندتها السياسية. فسورية دفعت الغالي والنفيس لكي يخرج لبنان من محنة الحرب الأهلية والتحالفات المعادية والوصاية الدولية. وإيران بلد إقليمي كبير يملك أوراقاً أهم بكثير من لبنان في تحقيق مصالحه الحيوية. فبدعة استخدام لبنان ساحة لحروب الآخرين لم تعد تنطلي على أحد. إلا الله هم إذا الإدارة الأمريكية وربيبتها إسرائيل تريدان ذلك كما فعلا في كل مرة يحدث هدؤء في الساحة اللبنانية. وما الموقف الداعم لهذا الفريق من الإدارة الأمريكية وحلفائها الغربيين والعرب إلا تأكيداً على أن سقوط هذا المعقل الأمريكي الأخير يعني فشل السياسة الأمريكية وتعاطيها مع شعوب هذه المنطقة وحقوقها وضربة قاصمة لمشروعها الشرق الأوسطي الجديد..
وهذا ما وضحه سماحة السيد وكل أقطاب المعارضة الوطنية في خطبهم وتصريحاتهم. فالخلاف هو في جوهر حكم لبنان وأسلوب الحكم التبعي القائم الذي يعمل على تقسيم وتصنيف اللبنانيين وجر لبنان إلى التهلكة. وليس من أجل محكمة دولية لا تريد في حقيقة الأمر محاكمة القتلة الفعليين للحريري بل من أجل النيل من المقاومة الوطنية واستمرار الضغط على سورية.
ثم هل دعوة المعارضة الوطنية وخطابها في منع الفتنة بكل أنواعها وحفظ الدم والجسد اللبناني موحد يستدعي كل هذا الهجوم على سيد المقاومة؟. أين الإساءة أو الخطأ؟. أم أن صوت الباطل لهذا الفريق يجب أن يكم صوت الحقيقة في لبنان. أسئلة ستبقى للتاريخ القريب حيث ستتوضح صورة ومآرب هذا الفريق ومن وراءه لكل أبناء الشعب اللبناني.
فهل ستنحج المعارضة الوطنية وتسقط رموز تجار الدم وتقديم القرابين على مذبح لبنان الدموي؟.
وهنا لنا أن نسأل مروان حمادة بعد تصريحه لقناة (ANB) بعد 5 أيام من اعتصام المعارضة. الذي قال بأن بيير الجميل هو قربان جديد على مذبح الدم اللبناني. فإذا كان قرباناً فمن أجل أية آلهة تم ذبحه. ولمصالح من من الآلهة: آلهة المال أو السلطة أو الولاء أو التبعية.
أما إذا كان ضحية كما نعتقد (بالجمع) ويعتقد الآخرين والكثيرين من المراقبين والمحللين السياسيين. فقد تم التضحية به والسير بجنازته من أجل بقاء المستور وعدم الكشف عن الجرائم التي ارتكبت سابقاً بحق الشعب اللبناني من قبل أمراء الحرب الأهلية والذي الآن يدعون بأنهم قادة البلاد الشرعيون...
فقتل بيير الجميل وغيره ممن ذهبوا قرابين على هذا المذبح يشعل في كل مرة نار الحقد التي لا تكاد تخبو ضد سورية ويفجر صراعات جديدة تبعد أي تفكير بالمآسي التي يعيشها لبنان جراء تسلط هذا الفريق على الحكم:
- مآسي أمنية: حيث تتسلط على رقاب الناس مجموعة من المجرمين والقتلة وناهبي الأموال وتجار البشر. أصبح الشعب اللبناني يترحم على ما كانوا يدعونه النظام الأمني اللبناني السوري - المعزوفة التي استخدموها بعد مقتل الحريري وخروج الجيش السوري لتأليب الرأي اللبناني على سورية والرئيس اللبناني وقادة هذه الأجهزة- والذي وضعوا قادة أجهزته في السجن بعد اتهامهم بدون أدلة بمقتل رفيق الحريري وباستخدام شهود زور.
- مآسي اقتصادية: بمقتل بيير الجميل وزير الصناعة تتوقف عجلة الاقتصاد والصناعة. وهذا صلب ما يخططون له. وكل ذلك من أجل تغطية الديون الطائلة التي يقبع لبنان تحتها بسبب إعادة إعمار جيوب أصحاب السوليدير وأزلامهم، وتحميل وزرها الآن لفريق المعارضة وكأن هناك أحد من هذه المعارضة في الطاقم الاقتصادي والذي أودى بالبلاد إلى هاوية الإفلاس!!!!.... فالسوليدير والذي دفع فيه مليارات الدولارات من أجل ضرب مناطق سياحية أخرى في لبنان لم يستفيد منه إي لبناني إلا من قام بالتخطيط له وبنائه... أما الشعب اللبناني فحمل وزر الديون والنهب بحجة إعمار وسط بيروت وما تلاه من نهب وإفلاس للبنوك (بنك المدينة)....
فإذا كان بيير الجميل قرباناً أو ضحية على مذبح الدم اللبناني. فهذا المذبح اسمه النظام الأمني اللبناني الجديد. وكم من القرابين والضحايا سفكت دمائها على هذا المذبح منذ المحاولة الفاشلة بالصدفة لاغتيال مروان حمادة الذي نجا بجلده وعظمه، ومع ذلك حمل عكازه وانطلق يتهم ويتجنى ويحرض يمنة ويسرة سورية وبعض اللبنانيين. ويعتقد أنه ساعة انفجار سيارته التي كان يجب أن يستقلها كان يشرب الشاي مع صديقه اللدود أحمد فتفت!!!!... (الحقيقة لم يكن الهدف قتله بل استخدام هذه العملية كذريعة وحجة لبداية تقديم القرابين على مذبح الدم اللبناني وأولها رفيق الحريري بهدف إدخال لبنان في متاهة الفوضى وعدم الاستقرار التي لن يستفيد منها إلا من لهم مصالح شخصية أو تنفيذ لمآرب خارجية).
أي مذبح هذا الذي لا يقبل إلا دم من يعارض سورية ونهج المقاومة في لبنان في هذا الوقت بالذات ؟؟!!!!.... أي الوقت الذي بدأ فيه المأزق الأمريكي بالغوص في المستنقع العراقي...
يوم كانت سورية في لبنان. كان المرحوم رفيق الحريري صديق سورية وليس عدواً لها، والمرحوم سمير القصير والمغفور له جبران تويني يعارضان التواجد السوري ويتحركان بحرية ولكنهما لم يتعرضا في يوم من الأيام لأي خطر يهدد عملهما أو حياتهما. فتم تقديمهما بعد خروج سورية من لبنان قرابين لإبقاء شعلة الحقد متقدة ضد سورية والتي بدأت بالظهور لدى فئة من اللبنانيين وبدون سابق إنذار بعد اغتيال الحريري.
أما تصفية القيادي الشيوعي جورج حاوي وتقديمه على هذا المذبح فكان تصفية حسابات يمكن أن يسأل عنها رفيق دربه السيد محسن إبراهيم الذي صرح يوم نعي رفيقه بان الحركة الوطنية قد ارتكبت الكثير من الأخطاء وجمعت ضدها الكثير من الأعداء والذين يتربصون بقادتها من أجل التخلص منهم. فهو قدم نذراً على هذا المذبح مصادفة وبالتزامن مع تصريحاته المعارضة لبعض المسؤولين عن التواجد السوري في لبنان بعد مقتل الحريري...!!!!
أما قصة مي شدياق فهي ولحسن الطالع لم تنجح. ولكن بفشلها كانت بهدف تأليب الرأي العام الدولي ضد سورية وحلفائها في لبنان بوصفها إعلامية تنتمي لتيار معارض لسورية وعرفت بعد مقتل الحريري بمعارضتها لسورية ولسلاح المقاومة ونهجها.... فكانا ضحية أخرى من ضحايا هذا النظام الأمني الجديد !!!!.
المظاهرات والاعتصامات التي نتابعها اليوم على شاشات التلفزة، والصرخات التي تشق عنان السماء ما هي غلا لعنات الشعب يصبها على قتلة أبنائه وناهبي قوته.
لست صغيراً يا لبنان، فأنت كبير بشعبك الذي اجتمع وبدأ يصرخ ومن له أذنان فليسمع لن يعود هذا الشعب حتى يتحطم هذا المذبح الذي أصطبغ بلون دم شباب لبنان على رؤوس آلهته وكهنته وأتباعهم من القتلة والمجرمين.
ليس فقط دماء رفيق الحريري ومن ذهب معه، ودماء سمير وجبران وبيير وأحمد محمود سالت بمباركة هذه الآلهة على هذا المذبح، بل امتدت إلى دماء مئات الأطفال والنساء والشيوخ والشباب المقاوم الذي سقطوا شهداءً خلال العدوان الإسرائيلي البربري الأخير على لبنان والذي تم بمباركة ومشاركة هذه الآلهة.
المحكمة.من مباركتهم أيضاً دماء العشرات من العمال السوريين الذي يبحثون عن لقمة عيشهم في لبنان.

المؤامرة... المحكمة ...
ونسأل أيضاً، قبل اغتيال بيير الجميل وبعد حوادث الاغتيالات المتتالية التي أعقبت تمثيلية المحاولة الفاشلة لاغتيال مروان حمادة من الذي أتهز له شعرة من آلهة هذا المذبح وهل تغير شيء في روتين حياتهم؟. فالمجلات الفنية تمتلئ بصورهم وصور حفلاتهم وسهراتهم ومجالس انسهم العامرة الباذخة الماجنة... بينما تحت تراب لبنان ترقد جثث أطفال وشباب لبنان والذين لا يعرفون لأي ذنب قدم دمهم وذهب هدراً!!!.
فكل هذه الدماء والقرابين والضحايا كانت تقدم من أجل ضرب المعقل الوطني الأخير في هذه المنطقة. فقد تم شراء ما يمكن شرائه... وتدجين ما يمكن تدجينه.... وتهجين ما يمكن تهجينه من رؤوس الأنظمة. ولم يبق في الساحة إلا سورية والمقاومة، إلا الأسد والسيد والشرفاء من الوطنيين.
فهل كانت هذه المؤامرة التي بدأت منذ زمن طويل واستكملت بنائها بمقتل الحريري بعد صدور القرار 1559،
وكأن المجرمين والقتلة والعملاء والخونة كانوا بالمرصاد لكل قرار سيصدر عن مجلس الأمن الدولي سواء ما يتعلق بهذا القرار وبتقارير لجنة التحقيق أو بما يتعلق بإنشاء وإقرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري (والتي تسمى محكمة بولتون الذي خرج يجر أذيال الخيبة والفشل كزميله في إدارة الصقور والمحافظين الجدد في البيت الأبيض رامسفيلد)، والتي جميعها تعتبر جدول عمل وأوامر تعطى لهم لتنفيذ دورهم المرسوم في هذه المؤامرة التي تهدف إلى نزع سلاح المقاومة والقضاء عليها وزعزعة الاستقرار في سورية والضغط عليها ومحاصرتها وعزلها إقليمياً ودولياً لثنيها عن مواقفها القومية والوطنية الممانعة للمشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة ومنعها من تقديم أي نوع من الدعم للمقاومة الشريفة في فلسطين ولبنان والعراق. ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل أمام إرادة التحدي والصمود التي تنتهجها سورية والتي أثبتت الأحداث والمجريات وضوح الرؤية السياسية السورية ومنطقية قراراتها وصحتها. وما الدعوات الأمريكية والأروبية الأخيرة للتعاطي مع سورية ودورها الهام في تحقيق استقرار المنطقة إلا تأكيداً على ذلك.
هذه المؤامرة التي تشتد كلما ازداد المأزق الأمريكي اشتداداً في العراق، والمأزق الإسرائيلي في الضفة وغزة وجنوب لبنان. وهنا تكون حاجتهم إلى قرابين وضحايا جدد لكي يتلهى بها اللبنانيون والعالم بأكمله وتحول الأنظار عن جرائمهم وفشلهم في تحقيق مآربهم ومشاريعهم في هذه المنطقة. ولكنهم أخطأوا في اختيار الطريدة فأصبحوا هم الطريدة!!!.
وأصبح الأسد والسيد ورجال المقاومة والمعارضة الوطنية في المنطقة صيادو هذه المرحلة من التاريخ. ومن يريد أن يتثبت ويكون لديه الدليل فليقرأ ما تكتبه الصحافة الأمريكية، وما ورد في تقرير بيكر – هاملتون الذي صدر منذ أيام، والذي يحاول بفبركة أمريكية إخراج إدارة البيت الأبيض من المأزق والمستنقع العراقي. كما أخرجوا أولمرت وحكومته من المأزق اللبناني. ومحاولة غسل الوجه الأمريكي والإسرائيلي اللذين ملأتهما البثور والقروح ولطختهما دماء الأبرياء من الشعبين العراقي والفلسطيني.
لست قليلاً يا شباب لبنان، والكل ينتظر منك مظاهرات أخرى واعتصامات أخرى أقوى واشد عندما تظهر حقيقة الخونة والقتلة الفعليين ومخربي لبنان بعد أن تصدر هذه المحكمة الدولية قرارها بمحاكمتهم وبراءة سورية المطلقة. وعندها سترونهم يفرون كالجرذان المذعورة من مكان لأخر ولكن حبل المشنقة سيكون أقرب الأمكنة لرقابهم.
ولكن قبل كل ذلك عليكم إيقاف استمرار تقديم القرابين لهذا المذبح الدموي الذي تجري طقوسه بمباركة كاهن صغير لا يفقه شيئاً في السياسة ومشاكل الناس ومعاناتها، والجميع ينحنون له بسبب ما في جعبته من أدوات قادرة على إقناع كل صاحب عقل فاسد وضمير ميت ومتعطش للمال والسلطة والذي يستغل أمواله الموروثة في شراء ذمم الناس وضميرها، والذي يهيمن عليه آلهة شريرة بارعة ومتمرسة في الإجرام والتحريض على الفتن والتي ذاع صيتها في القتل والانتقام خلال الحرب الأهلية والذين يقع على عاتقهم اختيار القرابين والضحايا التي ستقدم على مذبح الدم اللبناني في الوقت والمكان المناسبين إرضاءً لسادتهم. فإلى متى سيستمر تقديم الضحايا والقرابين على هذا المذبح الشيطاني.
دمشق، في 09/12/2006.



#سهيل_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكمة دولية بلغت حد القرف والسخرية
- من قتل بيير الجميل ... الأب أمين يتذكر
- ننشد معكم ومن أجلكم... مقاومة
- ماذا أنتم فاعلون أمام هذا الهلوكوست الصهيوني الجديد
- إذا اليوم لم نفعل ونغضب... فمتى؟ ..
- الحسابات الأمريكية والأرصدة السورية ... سورية الرقم الصعب دا ...
- قصاصات نهاد الغادري الورقية .. خدعة أم مؤامرة
- هذا هو جنبلاط لمن لا يعرفه .... تهديد واعتراف بالقتل
- اللعب بالنار في لبنان ... فضيحة أبطالها جنبلاط المتوتر والحر ...
- اغتيال جبران تويني ... لبنان إلى أين... تدويل أم تحت وصاية
- الجار الله شاهد زور وتضليل.. هل سيورط الكويت معه
- الحوار المتمدن... متنفس للرأي
- سقوط الشهود لا يعني نهاية الضغوط على سورية
- دائماً يستفيق العرب بعد فوات الآوان
- أنا السوري ... كيف أنسى فلسطين والجولان ولبنان .... هل يستطي ...
- يتكلمون باسم الشعب السوري ... من أعطاهم الحق
- القرار 1636 بتجرد
- المرتزقة في الإعلام العربي ودورهم
- الخطاب السياسي اللبناني المعارض والمواطن السوري
- تناقضات وألغاز تقرير ميليس وأهدافها


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل حداد - من يريد استمرار تقديم القرابين على مذبح الدم اللبناني