أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعيد آلوجي - هل العراق مقدم على مخطط جديد لبرمير..















المزيد.....

هل العراق مقدم على مخطط جديد لبرمير..


محمد سعيد آلوجي

الحوار المتمدن-العدد: 1760 - 2006 / 12 / 10 - 06:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أخذت توصيات بيكر ـ هملتون بخصوص العراق حيزاً كبيراً من الاهتمام العالمي بها. لا لأنها تحمل معها حلولاً سحرية لوقف نزيف الدم والحرب الأهلية في العراق، ولا لأنها ستحل معظم مشاكل العراقيين. بل لأن تطبيقها سوف تقلب قواعد اللعبة الأمريكية وحلفائها في العراق وحتى في منطقة الشرق الأوسط رأساً على عقب.
لا نرغب هنا أن نقيم مجمل توصيات بيكر بشأن مستقبل التواجد الأمريكي وحلفائه في العراق، ولا تلك التي جاءت بشأن تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط حيث تم الربط بينها. إلا أننا سنحاول أن نتناول بشيء من التفصيل تلك التي تدعو إلى ضرورة مشاركة سوريا وإيران في عملية إعادة الاستقرار إلى العراق، كما سنتطرق إلى إغفال بيكر المتعمد لمشاركة العراقيين في بحثه وعدم الأخذ بآرائهم.

لا شك بأن بيكر كلف مع فريقه بمهمة جمع المعلومات وتقييم الأوضاع المترتبة على العراق، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام من جراء قيام الحلفاء بإسقاط نظام صدام حسين وتفاعلاتها في المنطقة ولدى دول الجوار. كذلك لتقيم ما يدور داخل العراق من أعمال إرهابية وتفجيرات يومية تجري هنا وهناك. ليقوم بعدها بكتابة توصياته من أجل انتشال أمريكا من المستنقع العراقي، مع مراعاة مصالح العراق وشعوبها وإعادة الاستقرار إليه. إلا أننا وبعض أن اطلعنا على ما تقدم به السيد بيكر من توصيات نستطيع أن نجزم بأنه لم يفلح في مهمته إطلاقاً. لا من حيث ضمان المصالح الأمريكية ولا العراقية. الكل يعلم بأن الإدارة الأمريكية وحلفائها لم يوفرا أي جهد من أجل القضاء على التمرد والإرهاب القادم من خارج العراق أم المنتشر فيه. لربما لسبب بسيط جداً. ألا وهو "لأنهم لم يأخذوا بآراء العراقيين في مساعيهم التي بذلوها في ذلك الاتجاه". لربما لأنهم لا يعتبرون العراقيين محايدين في القضايا التي تهمهم. ناسين بأنهم "أي العراقيون" هم الذين شاركوهم في عمليات تحرير العراق والتمهيد لها خطوة بخطوة حتى إسقاط نظام صدام حسين.

هذا وقد لمسنا في الأيام الأولى من استلام بيكر لمهمته تسريباً لبعض من توصياته "وهو مازال في بداية عمله" لا سيما تلك التي توصي بضرورة مشاركة سوريا وإيران في عملية إعادة الاستقرار إلى العراق. "فهل كان ذلك التصور يراوده قبل أن يكلف بتلك المهمة؟."، ولماذا سربت بعضها إلى وسائل الإعلام وهو مازال في بداية الطريق.؟!.". هنا نستطيع أن نقول بأنه "لربما قام بتسريب تلك المعلومات من توصياته حتى يخفف بها من وقع تلك البنود على المراقبين الذين كانوا يتحضرون أصلاً لتلقي أخبار من الجانب الأمريكي وحلفائه بخصوص اتخاذهم لإجراءات رادعة ضد كلتا الدولتين المشكوك أصلاً بحيادهما في المنطقة، والمتهمتان بإثارة القلاقل في العراق، والتدخل في شؤونها الداخلية بشكل مباشر أم غير مباشر، وفي شؤون بعض من دول المنطقة أيضاً"..

النظام الإيران:
إنه لغني عن التعريف به. فهو ما زال يتحدى الوجود الأمريكي في العراق، ولا يقبل بأقل من رحيله عن المنطقة. كما سبق أن أعلن عن ذلك معظم قادته. علاوة على أنه لا زال يعتبر وجود إسرائيل غير شرعي في المنطقة أو على الأراضي الفلسطينية المقدسة، ويطالب بإزالتها من على خارطة المنطقة. كما أن هذا النظام لازال يواجه معارضة كبيرة من المجتمع الدولي لإصراره على تخصيب اليورانيوم والذي يثير الخوف لدى الكثير من دول العالم والمنطقة على أنه ماضي قدماً نحو إنتاج قنبلة نووية. كما أن خلافاته مع الإمارات العربية على ملكية الجزر الثلاث " أبي موسى وطنب الكبرى والصغرى" لم تحل بعد. ناهيك عن تدخله بشكل سافر في الشأن اللبناني إلى جانب حزب الله.

النظام السوري:
كما أن هذا النظام متهم أيضاً بتغذية الإرهاب وتصديره إلى العراق منذ بداية سقوط نظام صدام وحتى هذه اللحظة، وهو متهم بتورطه في مقتل الحريري، وعرقلة سير التحقيقات الدولية بذلك الخصوص، وإثارة الفتن والقلاقل في لبنان. ناهيك عن تجاوزاته على الأنظمة العربية المعتدلة مثل مصر والسعودية. إضافة إلى تدخله في القرار الفلسطيني سلباً. علاوة على سجله السيئ للغاية في مجال انتهاكه لحقوق الإنسان وقمع الحريات العامة لمواطني سوريا.. ووو


مؤشرات ودلالات :
هذا وبمجرد أن تناقلت وكالات الأنباء نبأ اجتماع بيكر إلى وزير خارجية سوريا، لاحظ المراقبون تحرك الأخير بسرعة غير معتادة دبلوماسياً لزيارة بغداد وتوقيعه على وثيقة إعادة علاقات بلاده معها بعد أن كانت مقطوعة منذ أكثر من عقدين من الزمن.، وكان لا بد أن يجزم الكثير من المراقبين بأن بيكر كان يحضر منذ البداية على صياغة توصيات له يمنح بموجبها سورية وإيران دوراً لإعادة الاستقرار إلى العراق، علماً بأن الحكومة العراقية ما زالت تنتظر حتى الآن استجابة النظام السوري لمطالبها المتعددة منها على سبيل المثال "كشف الحسابات المالية للمشتبه بأمرهم بتغذية العمليات الإرهابية في العراق وإعادة الأموال العراقية إليها. تسليم الأشخاص المطالبين إلى العدالة. منع تسلل الإرهابيين الذين ما يزالون يتدفقون عبر الحدود السورين إلى العراق."ووو، ولا يخفى على أحد بأن الإدارة الأمريكية كانت قد وضعت النظام السوري ضمن دائرة الدول والأنظمة المغذية والمصدرة للإرهاب، وهنا نستطيع أن نقول إن أخذت الإدارة الأمريكية بتوصيات بيكر ومنحت النظام السوري أي دور في العراق تحت أية ذريعة سوف يفقدها مصداقيتها في قضايا الإرهاب.

وهنا نود أن نشير إلى أن النظام السوري بدأ منذ الآن بتجميع قوته العسكرية في المنطقة الحدودية الموازية لإقليم كردستان العراق. حيث جلب ما يناهز ثلاثين ألفاً من الكوماندوس الخاص إلى منطقة كوكب التي تقع إلى الشرق من مدينة الحسكة بحوالي ستة كيلومترات وإلى الغرب عن حدود منطقة زاخو الواقعة ضمن كردستان العراق بحوالي 70 كم. كما قامت بتجميع أعداد منهم في منطقة تل بيدر أيضأً. علماً بأن هذا النظام كان يتهرب دائماً من سد المنافذ الحدودية مع العراق؟.!!. فهل سيقوم هذا النظام في مراحل لاحقة بتصدير الإرهابيين إلى منطقة كردستان العراق إن منحت فرصة التدخل في العراق بموجب توصيات بيكر. سؤال ستجيب عليه الأيام القادمة.

هذا وقد لاحظ المراقبون مؤشرات مشابهة طرحت باتجاه إيران مفادها بأن تلعب دورها أيضاً في عملية إعادة الاستقرار إلى العراق بحجة أن له لدى شيعة العراق نفوذاَ كبيراً. وهذا ما يتعارض مع مصالح الأقلية السنية في العراق. وقد أجاب على صدق هذا المؤشر زيارة الرئيس العراقي إلى إيران.

وأخيراً يمكننا أن نقول بأن هذه العملية برمتها تذكرنا ببدايات رسم السياسة الأمريكية في العراق على يد برمير الذي أوصل العراق وأمريكا إلى ما هم عليه الآن. سواء بحله الجيش العراقي. أم تركه الناس ينهبون أموال العراق وعتاده العسكري دون رقيب. فحمل ذوي النفوس المريضة كل ما استطاعوا أن يحملوه من سلاح وقذائف ليستعملوها فيما بعد ضد بعضهم البعض، ثم ليُستغلوا من قبل أعداء العراق لمآربهم الدنيئة.
إن كل المعطيات تقول بأن العراق مقبل على مخطط جديد لبريمر. وليس على توصيات لإعادة الإستقرار إليه...

ولا نظن بأن الإدارة الأمريكية ستفلح بأي شكل من الأشكال من أن تجعل من النظام الإيراني أم السوري شركاء حقيقيين لجلب الاستقرار إلى العراق أم المنطقة. نظراً لتركيبتهم الاديولوجية التي تتعارض مع الأنظمة الديمقراطية، وقد لا يقبل النظامين بأقل من أن توضع بأيديهم مفاتح العراق ولبنان وفلسطين. وحتى لو تخلت أمريكا عن حربها على الإرهاب وبناء الشرق الأوسط الكبير أم الجديد، وعن دمقرطة المنطقة أيضاً.
وبالمقابل فلا نظن بأن الإدارة الأمريكية سوف تتخلى عن طموحاتها لمحاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية في المنطقة بعد كل تلك التضحيات الجسام. لا سيما وأن الديمقراطيون كانوا شركاءً حقيقيين للجمهوريين في إصدار قرارات إدارة بوش لمحاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية في الشرق الأوسط. وأن الديمقراطيون كانوا وراء إصدار قانون محاسبة سوريا بالذات.

هل ستحقق توصيات بيكر أهدافا
استناداً إلى كل تلك المعطيات فلا نظن بأن توصيات بيكر ستحقق أهدافها لكونها لا تحوز على رضى معظم العراقيين حتى وإن استطاع "بيكر" أن يقنع الإدارة الأمريكية من أن تأخذ بها وتعمل بموجبها. لأن تلك التوصيات تفتقر أصلاً إلى ضمان مصالح الكثير من الشرائح العراقية وتتناقض مع بنود الدستور العراق. نُذكر هنا "على سبيل المثال" بالبيان الذي أصدره مكتب إقليم كردستان الذي نوه إلى أن بيكر لم يستشير ممثلي القائمة الكردستانية بخصوص كتابة توصياته بشأن العراق، ويبدي جملة من الملاحظات التي تجاوز فيها بيكر على الدستور العراقي وعلى التوافق العراقي أيضاً. مما دعائهم إلى رفض تلك التوصيات وعدم القبول بها.
ومن المعروف أن التحالف الكردستاني يتمتع بثقل كبير في البرلمان العراقي ويسيطر على كامل إقليم كردستان، وكان قد ساعد قوات التحالف في عملية تحرير العراق، ويشهد لهم الحلفاء أنفسهم بذلك وكل المراقبين. كما ويشهد لهم واقع حال كردستان بأنهم استطاعوا أن يوفروا الأمن والتقدم لإقليمهم مع ترسيخ حكومة وبرلمان منتخبين وسن قوانين ديمقراطية في ظل الأجواء الاستثنائية التي يمر بها العراق بشكل عام، وهنا أستطيع أن أجزم بأن الإدارة الأمريكية ستمنى بالفشل إن أخذ بتلك التوصيات.



#محمد_سعيد_آلوجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يذكر الأسد في تصريحه للتلفزيون التركي بأن ذلك الإحصاء لم ...
- أظن بأن من دفع إلى قتل الحريري. هو نفسه من أمر بقتل كنعان ؟؟ ...
- رسالة مفتوحة إلى المؤتمر الوطني السوري المنوي عقده بباريس ما ...
- هل نحن أمام مؤتمر معارضة أم مؤتمر مولاة
- للنشر / رسالة مفتوحة إلى السيد الدكتور محمود عثمان
- الأسد يصف الوضع الراهن في المنطقة بأنه أخطر من « سايكس بيكو ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعيد آلوجي - هل العراق مقدم على مخطط جديد لبرمير..