أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - عبد الرحمان النوضة - مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 3/3















المزيد.....



مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 3/3


عبد الرحمان النوضة
(Rahman Nouda)


الحوار المتمدن-العدد: 7973 - 2024 / 5 / 10 - 22:01
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


هذا النّص هو الجزء الثالث والأخير من مقال: "مَوقع الحِوار المُتمدّن مُهَدَّد"
تَذْكِير بِفهرس المقال :
1) كَيْف اِكْتَشَفْتُ مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت في الحوار المُتمدّن ..... 4
2) مُثَقَّفُون كِبَار، شَعَرُوا مِثْلِي، بِقُرْب اِنْهِيَّار إسرائيل.......... 6
3) ماذا يـقـول أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت ؟........................ 9
4) مِيزَات أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ................................ 31
5) نَـقْـد الْلِّـيـبِـيـرَالِـيَـة............................................ 35
6) لَوْ كان "الحوار الـمتمدّن" رَأْسَمَالِيًّا، لَمَا بَقِيَ مَوُجُودًا ...... 45
7) نـقد الـماركسية مَقبول، بِشَرط احتـرام الـقَـوَاعِد الأكاديمية 47
8) أساليب تَحَايُل أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت...................... 48
9) تَنَاقُض أفراد مِلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت مع هَوِيَة "الحوار المتمدّن". 51
10) أَهْدَاف مَوْقع الحِوَار المُتَمَدِّن................................ 53
11) أَهْدَاف أَفْراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِـرْنِيت............................ 59
12) هَلْ يَجُوز نَشْر مَقَالَات يَمِينِيَّة في الحِوَار المُتَمَدِّن......... 60
13) بَـعْض نُـقَـط ضُـعْـف مَوْقِع "الحوار المُتمدّن"............ 64
14) كَيْـف التَـعَامُل مع مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت المُناصرة لِلرَّأْسَمالية؟ 66


10) أَهْدَاف مَوْقع الحِوَار المُتَمَدِّن
- مُنذ اِنطلاقته، لم يُخْفِ موقع "الحوار المتمدّن" نَوْعِيَّة اختيّاراته السياسية، ولم يتـركها في حالة غُموض. بَل نَجد على رأس المَدْخَل الرئيسي للموقع، أنّ الشّعار الرّسمي للموقع هو: «من أجل مجتمع مدني، علماني، ديمقراطي، حديث، يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع».
ومن المَعلوم أنه لا يوجد في العالم، وَلَوْ مُجتمع رأسمالي واحد يضمن «العدالة الاجتماعية للجميع». وأن الاشتـراكية هي وحدها المُؤَهَّلَة لإنجاز ذلك.
- منذ البداية، أراد مُؤسّـسو "الحوار المتمدّن"، المناضلون رزكار عقراوي ومُعاونوه، وهم كُثُرٌ، أن يَظلّ هذا الموقع ثَقَافِيًّا، وَمُتَـنَوِّرًا، وَمُنْـفَتِحًا، وديموقراطيا، ومناضلا، وثوريًا، واشتـراكيا، وَسَخِيًّا، وَمَجَّانِيًا. واكْتَـفَوْا بِاسْتِـعْمَال وَسَائِلَ مُتَوَاضِعَة، وَمَحدودة. وكانوا زَهِيدِين في نَـفَـقَاتهم.
- يُمْكِنُنَا أنْ نُدْرِك، وَلَوْ عَنْ بُعْد، أنّ المناضلين رزكار عقراوي وَمُساعدوه، ضَحَّوْا بِعَشرات السِّنِين من حياتهم. وَاشْتَـغَلوا في موقع "الحوار المتمدّن"، بِرُوح نِضَالِيَّة، وَثَوْرِيَة، وَبِصَمْت، وَصَبر، وَتَواضع. وَعَمِلوا بهدف التَشْيِيد المُتَمَهِّل لِهذا الموقع الإلكتـروني الهائل. وكانـت النَتِيجَة أنْ أصبح هذا المَوقع مُهِمًّا بِحَجْمِه، وَبِأَبْعَادِه، وَقُدُرَاتِه، وَفَوَائِدِه على الشُعوب النَّاطِقَة بالعربية. وَاجتهد رزكار عقراوي وَمُساعدوه بِدُون تَوَقُّف، وَعَمِلُوا حتّى في أيّام الأعياد، وفي العُطَل الأسبوعية، والسَّنَوِيَة. وكلّ مَن دَخل مَقع "الحوار المتمدّن"، وَجَده مُحَيَّنًا، وَنَظِيـفًا، وَجميلًا، وَمُفيدًا.
وَفَضَّلَ رزكار عقراوي وَمُساعدوه البَقاء بعيدين عن الشُّهْرَة، وعن الأضواء، وعن إِغْرَاءات المال. وَجَعَلَنا تَوَاضُعُ مُشَيِّدِي مَوْقع "الحوار المتمدن" لَا نَعْرِف شَيْئًا عن شَخصيّاتهم. وكانوا في كلّ يَوم، وَعَلَى اِمْتِدَاد عُـقُود مُتَتَابِعَة، يَجْتَهِدُون من أجل إِضَافَة تَحْسِينَات مُتَوَالِيَة "لِلْحوار المتمدن"، في هذا المَجال أو ذَاك. هَمُّهُم الوحيد هو خِدمة هذه الشُّعوب المَسْحُوقَة، الناطقة بالعربية.
وحتَّى لَوْ لَمْ نَعرف، عن قُرْب، شخصيّات مُؤَسِّـسِـي "الحوار المتمدن"، وهم رزكار عقراوي وَمُساعدوه، فإنّ هذه الصِفَات المَذكورة سابقًا، لَا يُمكن أن تَكُون سِوَى مِن خِصَال المُناضلين الثَّوْرِيِّين، أو الوَطنيِّين، أو التَحَرُّرِيِّين، أو الاشتـراكيِّين، أو الشِيُّوعِيِّين، الذين يُناضلون في كلّ يوم، وَيُضَحُّون، ولا يَطلبون لَا اِعْتِرَافًا، وَلَا شُكُورًا، وَلَا أَلْقَابًا، وَلَا مِيدَالِيَّات، وَلَا مُكَافَآت، وَلَا رِبْحًا، وَلَا كَسْبًا. ولا يُمكن أن تَكون هذه الصِفَات مِن خِصال الأشخاص الْأَنَانِيِّين، أو الْاِنْتِهَازِيِّين، أو النَّفْعِيِّين، أو الرَّأْسَمَالِيِّين، أو المُسْتَلَبِين، أو المَسْحُورِين مِن طَرف بَضَائِع الْإِمْبِرْيَاليات الغَربية. كما لَا يُمكن أن تـكون هذه الصِّفَات مِن خِصال الأشخاص الذين يَبحثون عن الشُّهْرَة، أو الجَاه، أو السُّلْطَة، أو الرِّبْح، أو المَنْـفَعَة الشّخصية.
وَلَمَّا تَعَرَّفْنَا على وُجود مَوقع "الحوار المتمدن"، وعلى أهدافه، رَحَّبْـنَا بِالمَشْرُوع. وَقَبِلْنَا الْاِلْتِحَاق به، والمُساهمة في دَعْمِه وَتَقْوِيته. وَأقْدَمْنَا، مثل الكثيرين من الكُتَّاب، على المُشاركة في المشروع، عَبْر تَحْرِير وَنَشْر أحسن ما عندنا مِن مَقَالات، وَأبْحاث، وَدراسات، واجتهادات. وَنحنُ أيضًا، لَا نَطلب لَا رِبْحًا رَأْسَمَالِيًّا، وَلَا اعتـرافًا بِالجَمِيل. وَقد يَجْهَل كثيرون من قُرَّاء "الحوار المتمدن"، أنّ أَيّ مَقال جَيِّد، وفي أيّ مَجال كان، لَا يُمكن أن يكون إِنْتَاجُه عَفْوِيًّا، أو سَهلاً. بَل عَادَةً مَا يَتَطَلّب إنـتاجه مَا يَتَرَاوَح بين شَهر وَثَلاثة شُهور من الاجتهاد اليومي المُتَأَنِّي، وَالدَّؤُوب.
وأصبح اليوم موقع "الحوار المتمدن" مُلْتَـقَـى لِلتَوَاصُل اليَوْمِي فيما بين عَشرات الآلاف مِن الكُتَّاب والـقُرَّاء التَـقَدُّمِيِّين في العالم النَاطِق بِالعَربية. وَغَدَى "الحوار المتمدّن" يُشكّل فِعْلًا قَفزةً نَوْعِيَة عظيمة، وغير مَسبوقة، في تاريخ الثـقافة، بالنسبة للبلدان الناطقة بالعربية. وَيَنْشُر الكُتّاب مقالاتهم بِحُرِّيَة، وَبِالمَجَّان، في "الحوار المتمدّن"، وَلَوْ كان مُسْتَوَى مَقالهم رَدِيئًا، أو مُتَوَسِّطًأ، أو رَائِدًا، أو عَبْقَرِيًّا. وَيُوَفِّر "الحوار المتمدّن" إِمْكَانَات التَـفَاعُل الثَـقَافِي، والسيّاسي، والنِضَالِي، لكل النَاطِقِين بالعربية. وَتَحَوَّل "الحوار المتمدّن" إلى تُرَاث ثَـقَافِي، أو خِزَانَة هَائِلَة، أو شَاهِد تَارِيخِي على عَصْرِه. وَيَقـوم "الحوار المتمدّن" بما تَعْجِز الأنظمة السياسية العربية على فِعْله، أَلَا وهو تَوْفِير إِمْكَانِيّة حُرِّيَة التـعبير لِلْمُعارضين السياسيِّين، وَتَوْفِير حقّ النَّشْر لِلْمُفَـكِّرِين الثّوريِّين، وَلِلْكُتّاب المُبْدِعِين. وَأَنجز "الحوار المتمدّن" مَنْبَرًا لِلْحِوَار المُتناقض، وَمُسْتَوْدَعًا لِمُرَاكَمَة المَعَارِف الجَيِّدَة وَحِفْضِهَا.
ولكي يَـكون "الحوار المتمدن" مَنْطِقِـيًّا مع نـفسه، أضاف ضِمْن المَحَاوِر التي تُصَنِّـف المقالات المُقتـرحة لِلنّشر: «التحزّب، والتـنظيم، والحوار، والتـفاعل، وإقرار السيّاسات في الأحزاب، والمنظمات اليسارية، والديمقراطية». وأضاف أيضا مِحْوَرَ «العَمل المُشتـرك بين القِـوَى اليسارية والعِلْمانية والدِيمقرطية». وأضاف كذلك مِحْوَرَ «نَـقد الشيوعية، واليسار، وأحزابها». لأنّ الثَّوْريّين، واليَساريّين، يَحتاجون، من وقت لآخر، إلى مُراجعة تَجاربهم، وإلى تَـقْيِيم خُطَطِهم، وإلى تَثْوِير أفكارهم، وإلى مُمارسة النَّـقد، والنَّـقد الذّاتي. واعتبارًا لما سبق ذِكره، مِن المَنْطِقِي أن لَا يَكُون مَكان في "الحوار المتمدّن" لأفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت، الذين هُم مُحافظون، أو يَمِينِيِّون، أو رَأْسَماليِّون، أو مُناصرون لِلْإِمْبِرْيَالِيات الغَربية، أو مُساندون لأسرائيل، أو مُدَعِّمُون لبعض الأنظمة السياسية العربية الاستبدادية.
وحينما نشر المناضل رزكار عقراوي دراسته المُعنونة بِـ «اليَسار الإلكتروني» (E-Left)، في 5 شُتنبر 2021، أكّد على الاختيّارات السياسية المُتجلّية في التَـقَدُّمِيَة، والدِّيمُوقراطية، والحُرّية، والطُموحات الثّورية، والاستـقلال الوطني، وحقـوق الإنسان، والانـفتاح الديموقراطي، والتحرّر الوطني، والاشتـراكية،
وجاء في شُروط المُشاركة في مجموعة "الحوار المتمدّن" عبر الإنتـرنيت (كما هي مكتوبة رَسْمِيًّا على الهاتـف المنقـول) : «1) يَتطلّب الانضمام إلى هذه المَجموعة التَمَتُّـع بثـقة متبادلة… واحتـرام خُصوصية الجَميع... 2) عدم نَشر عَمليات تَـرويج أي مُحتوى غير مُهم، أو احتيّالي… 3) غير مسموح بالتـرويج للذّات». وَأُعِيبُ على إدارة "الحوار المتمدّن" أنها لَا تَتوفّر بَعْدُ على وَسائل كَافِيَة، وَعَمَلِيَة، وَفَعَّالَة (في مَجال تِكْنُولُوجيات الحَاسُوب) تُمَكِّنُ مِن فَرض احتـرام تلك الشروط، وَمَنْع التَحَايُل عليها.
وغالبية كُتّاب، وزُوّار، وقُرّاء، موقع "الحوار المتمدّن"، جاؤوا إلى هذا الموقع، لأنهم هم أنـفسهم يُنَاصِرُون الثَـقَافَة التَنْوِيرِيَة، والـقِـيم التـقدّميّة، والطُمُوحات الثَّوْرِيَة، والعَدل المُجتمعي، والحُرّية، والدِّيموقراطية، وحُقـوق الإنسان، والعِلْمَانيّة، والتَحرّر الوطني، والاستـقلال الوطني، والماركسية، والاشتـراكية. كما أنّ الكُتَّاب الثَّوْرِيُّون أَتَوْا إلى "الحوار المتمدن"، لأنهم يُناهضون الاستبداد، والظُّلم، والـفَساد، والطّائـفية، والعُنصرية، واستـغلال الإنسان من طرف الإنسان، والاستـعمار، والرَّأْسمالية، والتَبَعِيّة لِلْإِمْبِرْيَالِية، والصَّهيونية، والرّجعية، والإمبريالية.
وَيُمكن أنْ يُلاحظ القارئ، أن «النِضَال» هو اِسْتِـعْدَاد لِلتَّضْحية من أجل خِدمة مَصالح الجَماعة، أو الشّعب، أو المُجتمع. وَيُلَاحِظ القارئ أيضًا أنه يُمكن أن يُوجد مُناضلون ماركسيون، أو اشتـراكيّون. لكن على خِلاف مَزَاعم لبيب سلطان، لَا يُوجد «مُناضلون رَأْسَمَالِيُّون» مُسْتَـقِلُّون. لأن الهدف الأساسي لِلرَّأْسَمالية هو الأَنَانِيَة، والمَصَالِح الشَّخْصِيَة، وَجَنْي الأَرْبَاح الخُصوصية، التي تَكُون هي الأَسْهَل، والأكبر، والأَسْرَع. وإذا ما رأيتَ شخصًا يظهر كَـ «مناضل مُناصر لِلرَّأْسَمَالِيَة»، فَتَذَكَّر أنه لَا يُدافع سِوَى عن مَصالحه الخُصوصية. وَتَذَكَّر أنّه قَدْ يكون مَأْجُورًا، أو مُسَخَّرًا، أو عَمِيلًا، لدي هَيئة رَأسمالية، أو إمبريالية.
فإذا سَلَّمْنَا أنّ موقع "الحوار المتمدن" هو مَنـبر لِلتَّنْوِير، أو مُلْتَـقَى لِتَـقَاسُم المَعَارِف، فيما بين أشخاص تَـقدّميّين، ودِيموقراطيين، وعِلْمَانِيّين، وماركسيين، واشتـراكيين، وشيوعيين، وَنَاطِقِـين بالعربية. وإذا كانـت هذه الـقِـيَم لا تُعجب أفراد مِيلِشْيَا الإنتـرنيت، فلماذا يَأْتُون إلى موقع "الحوار المتمدن"؟ والجَواب الأكثر اِحْتِمَالًا هو: أنّ أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت جَاؤُوا إلى "الحوار المتمدّن" لأنهم يَرْغَبُون في الاستـفادة مِن كِبَر أَعْداد القُرّاء. ولأنهم يُريدُون محاربة الماركسية، والاشتـراكية، وحركات التَحَرّر الوَطني. وذلك خِدمةً لِمُؤَسّـسات إِمْبِرْيَالِيَة.
وبما أنّ مُعظم كُتّاب وَقُرَّاء مَوقع "الحوار المتمدن" يَتميّزون بتـعاطفهم مع قِـيَم التَـقَدُّمِيَة، والثَّوْرِيَة، والمُقَاوَمَة، والتَحرّر الوطني، والماركسية، والاشتـراكية، فلماذا يُصِرُّ أفراد مِيلِشْيَا الإنتـرنيت على الحِوَار مَعنا، وعلى التَّـعليـق على مقالاتـنا، وعلى تَنْقِيطنا بِـ 0 على 10. بينما هم يُدركون مُسبقًا أنه يَستحيل أن يُقْنِـعُونَنَا بإفكارهم المُحافظة، أو الرأسمالية، أو الإمبريالية، أو الصَّهْيُونية. كما نُدرك نحن أيضا أنه يَستحيل أن نُـقنـعهم بأفكارنا الثَّوْرِيَة، أو التحررية، أو الاشتـراكية؟ فلماذا تَـضْيِيع الوقت في حِوَار مُستحيل؟ ولماذا خُسْرَان الطّاقات؟ أم هَل أنّ السِرّ هو أن أفراد مِيلِشْيَا الإنترنيت هم مُكَلَّفُون بِمُهِمَّة التَسَلُّـل إلى داخل موقع "الحوار المتمدن"، بِهَدف تَخْرِيبِه من داخله، مُقابل مُكافآت مادّية مُحْتَمَلَة ؟
وَمِن المَشروع أنْ يَتساءل القارئ: إذا كان أفارد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ يَـكرهون الأفكار الماركسية، والاشتـراكية، فلماذا يدخلون أصلًا إلى موقع "الحوار المُتمدّن" ؟ والاحتمال الوارد هو أن أفراد مِيلِشْيَا الإنْتِرْنِيت ليسوا مثل الزُوَار العاديّين لِمَوقع "الحوار المتمدن". حيث لا يدخلون إلى هذا الموقع لِتَثْـقِيـف أَنْـفُسِهِم، أو لِلتَـعَرُّف على إِنْتَاجَات الكُتَّاب المَرمُوقِين، أو لِلْاِطِّلَاع على ما هو جديد في السّاحة الثَـقَافِيَة. وَإِنّما أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت هُم مُـكَلَّـفُون بِمُهِمّة التَسَرُّب إلى داخل "الحوار المتمدّن"، بُغْيَةَ تَخْرِيبه من داخله، أو تَحْوِيله إلى نَقِيضِه.
وَيُدرك المناضلون الثوريّون، الذين عاشوا تَجارب كثيرة، أن السِّلَاح المُفَضَّل لدى الأنظمة السياسية العربية المُحافظة، ولدى الدُّوَل الْإِمْبِرْيَالية، ولدى الصهيونية، هُو استـعمال الْأَجْهِزَة المُخَابَرَاتِيَة والقَمْـعِيَة، وَهُو تَسْرِيب العُمَلَاء السِرِيِِّين داخل التَنْظِيمَات الثَّوْرِيَة المُعارضة، وَتَخْرِيبها من الدَّاخل، والتَحَـكُّم فيها، وَتَحْوِيلِها إلى هَيْئَات خَاضِعَة، وَطَيِّـعَة.
وَكُلّ مَن يَـعتـقد أنه بِإِمْكَان "الحوار المُتمدّن" أن يَستمر في تَنْفِيذ مَهَامِّه التَثْـقِيـفِيَة والثَّوْرِيَة، دُون أن يُهَاجِمَه أَعْدَاءٌ مِن أَيّ نَوع كان، فَهُو مِثَالِيّ، أو سَاذَج، أو مُغَـفَّل.

11) أَهْدَاف أَفْراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِـرْنِيت
واليوم، يأتي أشخاص مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ إلى "الحوار المتمدّن". وَبِدَعْوَى «الحُرِّيَة»، و«الدِّيمُوقراطية»، و«حُقـوق الإنسان»، يريدون مُحاربة الـقِيَم الثَّوْرِيَة الأصلية لَدَى مَوقع "الحوار المتمدّن". وَيَوَدُّون أنْ يُدْخِلُوا إلى "الحوار المتمدّن" الآراء المُحافظة، أو اليَمِينِيّة، أو الْاِنْهِزَامِيَة، أو الرِّجْعِيَة. وَيَرغبون في نَشر قِيَم الرَّأْسَمَالِيَة المُتَوَحِّشَة. وَيُنَاصِرُون الْإِمْبِرياليات الغَربية. وَيُدَافِعُون عن الصَّهْيُونِيَة. وَيَسْعَوْن إلى تَحْوِيل مَوقع "الحوار المتمدن" إلى عَـكسه. وَيُخَصِّصُون أوقاتهم لِخَوْض حُروب شَعْوَاء، ضدّ كل الكتّاب الثَّوْرِيِّين الذين ينـتـقدون الرأسمالية، أو الرجعية، أو الإمبريالية، أو الصّهيونية. وَيُسَفِّهُون مقالات الكتّاب الذين يُناصرون الثورة المُجتمعية، أو الماركسية، أو الاشتـراكية، أو الشيوعية.
وبعدما سَمَحَت إدارة "الحوار المتمدّن" لأفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت بِأَنْ يَنشروا مَقالاتهم وتـعليقاتهم الأُولى، اِعْتَبَر أفراد هذه المِيلِيشْيَا هذا النَشْر حَقًّا مُكْتَسَبًا، وَمَضْمُونًا. وَغَدَوْا لَا يَقْنَعُون بِأَقَلِّ من الجَوَلَان في كلّ "الحوار المتمدن"، وَمُحَارَبَة كلّ ما هو ثَوْرِي، أو مَاركسي، أو اِشتـراكي، أو شيّوعي.

12) هَلْ يَجُوز نَشْر مَقَالَات يَمِينِيَّة في الحِوَار المُتَمَدِّن
- في الـفصل 10 السّابق، عَرضْنا «أهداف مَوقع الحوار المُتمدّن». وفي الـفصل 11، قَدّمنا «أهداف مِيليشيا الْإِنْتِرْنِيت». فَاتَّضَح وُجود تَنَاقُض شَامِل بَيْنَهُما. والخُلاصة الجُزئية في هذا المَجَال هي أنه، لَا المَنْطِق، وَلَا القـوانين الدّاخلية لِِـ "الحوار المُتمدّن"، لَا تَسْمَح بِتَوَاجُد، أو بِنَشَاط، أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت دَاخل "الحوار المُتمدّن".
- وَقَد دَخل أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت إلى "الحوار المُتمدّن". وَشَنُّوا حربًا شَرسَة ضدّ قِيَم التَنْوِير الثَـقَافِي الثَّوْرِي، وَضِدّ التَوْعِيَة السياسية الثَّورية، وضدّ الماركسية، وضدّ الاشتـراكية، وَضدّ حركات التحرّر الوَطني الـفَلسطينية، وَضدّ نَقْد الْإِمْبِرْيَالِيَّات الغَربية. فَهَل يَحِقّ لِإدَارة "الحوار المتمدّن" أن تَنشر مقالات وَتَعليـقات مُنَاقِضَة لِهَوِيَّة هذا المَوقع، وَمُعَادِيَة لِـقِيَمه ؟ وَهَل يَنْسَجِم أفراد مِيلِشْيَا الإنتـرنيت مع الطَبيعة الرَّسميّة المُعلنة لِمَوقع "الحوار المتمدّن"؟ وَهَل «الهَوِيَة الرّسمية» لِـ "الحوار المتمدّن"، وَبِالضَّبْط هَل «قَواعد النَّشْر» الرَّسْمِيَة فيه، تَسْمَح لأشخاص يُحاربون قِيَم موقع "الحوار المتمدّن" بِأَن يَنْشُرُوا مَقالاتهم وَتَعليـقاتهم داخل مَوقع "الحوار المتمدّن" ؟
- وَتَسَاءَل بعض قُرّاء "الحوار المتمدن": هَل تُجِيزُ القـوانين الدّاخلية لِـ "الحوار المتمدّن" رَفْضَ نَشْر مَقالات وتعليقات أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتـرنيت ؟ أَمْ أنّ اِلْتِزَام إدارة "الحوار المُتمدّن" بِمَبْدَأ «الدِّيمُوقْرَاطِيَة» يَفرضُ عليها أن تَنْشُرَ كلّ المقالات والتـعليقات المُقْتَرَحَة لِلنَّشْر، وَلَوْ كانت مُناصرة لِلرَّأْسمالية، أو لِلإمبريالية، أو لِلصّهيونية، أو لِلرِّجعية ؟ وهذا التَسَاؤُل يَتطلّب ضَرورة العَوْدَة الدَّقِيقة إلى «الهَوِيَة الرَّسْمِيَة» لِـ "الحِوار المتمدّن"، وإلى «قَوَاعِد النَّشْر» فيه.
- وقد جاء في الصّفحة الرّسمية، وفي البُنْد رقم 1 مِن "قواعد وأولويات النشر في مؤسسة الحوار المتمدن"(40) ما يلي: «الحوار المتمدن مَنبر إعلامي إخباري ثقافي حر لنشر الآراء والحوارات الموضوعية والنَّـقدية حول المواضيع المهمة، المُتـعلقة بقضايا اليسار [!]، العلمانية، الديمقراطية، حقوق الإنسان...». وهذا الشّرط لا يَتوفّر في كتابات أفراد مِيلِيشْيَا الْإنْتِرْنِيت التي تُحارب قِيَم اليَسار الثوري.
- وَجَاء في البُنْد رقم 2 من "قَواعد النشر" : «وَمَع أن الموقع قد ينشر المواضيع من كل العناوين، ذات الصِّلَة... فإنه يُشجّع بشكل خاصّ الكتابة والنشر والنقد في المجالات التي تُـعنى بقضايا اليسار [!]، والحركة العمالية، والنقابية، والعلمانية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان... والعدالة الاجتماعية». وهذا البُنْد يَمنـع نَشر كتابات أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت، لأنها مُناصِرَة لِلرَّأْسْمَالِية، وَلِلصَّهْيُونِيَة، وَلِلْيَمِينِيَّة.
- يَـقول البُنْد رقم 4 من "قـواعد النشر" : «يَمتنع موقع الحوار المتمدن عن نشر [!] أي موضوع يتضمن توجيه إساءات، أو إهانات، أو اتهامات، غير موثَّـقة، أو مهاترات لا تخدم البحث العلمي والكتابة الرّصينة، أو تعليقات ساخرة أو بذيئة إلى أي شخص أو مجموعة». وهذا البُنْد يَمنـع نَشر كتابات أفراد مِيلِيشْيا الْإِنْتـرنيت، حيث أنها تَتضمّن «إساءات»، أو «إهانات»، أو «اتهامات»، غَيْر مُثَبَّتَة بِحُجَج عَقْلَانِيَة، أو غير مُوَثَّـقَة بِمَصادر جِدِّيَة، وَمُوَجَّهَة إلى أشخاص أو مجموعات.
- وَيُضيـف البُنْد رقم 4، أنّ "الحوار المُتمدّن" «يَرفض العُنصرية والتمييز العنصري». بَينما سَقط أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت في «العُنصرية»، لأنهم يُدافِعُون عن الصَّهْيُونِيَة، وعن إسرائيل، المَعروفتين بِـ «التَمْيِيز العُنصري» ضِدّ العرب، وَضِد الفَلَسطينيّين، سواءً كانوا مُسلمين، أم مَسيحيّين.
- يَـقـول البُند رقم 5 في "قَواعد النّشر" : «سَيَحْذِفُ [!] الحوار المتمدن أي موضوع يرى فيه مُخالفة لقواعد النشر، بالإضافة إلى حذف الرسائل، أو المقالات، أو المداخلات، أو التعليقات، التي تَتَّسِم بالعُدوانية، أو التي تَبُثّ الحِقد، والكَراهية، في سِجل الضُيوف». وَكِتَابَات أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت تَحْتَوِي على «العُدْوَانِيَة»، و«الحِقْد»، وَ«الكَرَاهِيَة». وَيُعطي هذا البُند رقم 5 لإدارة "الحوار المتمدّن" صَلَاحِيّةَ، وَمَشْرُوعيّةَ، حَذف كِتَابات أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت. وَيُعطي البُند 11 لِإدارة "الحوار المتمدن" حَقَّ «عَدَم الإجابة عن تساؤلات الكاتب-ة حول أسباب عدم نشر موضوع معيّن».
- ويقـول البُند رقم 6 : «يَمتـنع [الحوار المتمدّن] عن نشر المواد الواردة بأسماء مستعارة». بَيْنَما مُعظم أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت يستـعملون أسماء مُستـعارة، وَسِيَر ذَاتِيَة مُنْتَحَلَة، أو يَتَـقَمَّصُون شَخصيّات وَهْمِيَة.
- يُضِيف هذا البُند 6 : «عند الكتابة لأول مرة في الحوار المتمدن، لا بد من إرسال نُبذة مختصرة عن الكاتب-ة، ورقم التلفون، للتأكد من الهوية». وَيُعطي هذا البُند إلى إدارة "الحوار المتمدّن" حَقَّ اِسْتِعمال رقم الهاتـف، وكذلك المَعلومات الأخرى المُتَوَفِّرة عَبر الْإِنْتِرنِيت، «للتأكد من هَوِيَة» كلّ شخص مُرَشَّح لِلنَّشْر في مَوقع "الحوار المتمدن". لكن يَبْدُو أنّ إدارة "الحوار المتمدّن" لَا تُنَـفِّذُ هذا البُنْد، لأنها لَا تَتَوَفّر على ما يَكفي من الأشخاص المُتَعاونين لِإِنْجاز هذه المُهمّات التي تَتطلّب وَقْتًا، وَمَجهودات كبيرة.
- في بَاب "أولويات النشر"، يَقـول "الحوار المتمدّن": «سَيَتِمّ النَّشر استـنادا [!] إلى الهَوِيَة اليسارية العلمانية للحوار المتمدن». وهذا التَّدقـيق يُعطي لإدارة "الحوار المتمدّن" حَقَّ رَفْض نَشْر كل مقال، أو تـعليق، يَتَنَاقَض مع «الهوية اليسارية» لِـ "الحوار المتمدن".
- قد يَقـول بعض الـقُرّاء أن مبدأ «الديموقراطية» يُوجب نَشْر كل المقالات، وكل التـعليـقات، بِغَضِّ النَظَر عن كَونها مُنْسَجِمَة أم لَا مع «هَوِيَّة مَوقع الحوار المتمدّن»، وَبِغَضِّ النَظَر عن كَونها مُتَوَافِقَة مع «قَوَاعد النّشر» في "الحوار المتمدّن". وهذا الرَّأي خَاطئ، وَمَرْفُوض. ولماذا ؟ لأسباب عَدِيدة، أكتـفي بِذِكْر بعضها فقط. أَوَّلًا، سيكون مِن العَبَث (absurde) أن تُحَدِّد إدارة "الحوار المتمدن" «هَوِيَّة» المَوقع، وَ«قَوَاعد النَّشْر»، ثم تَمْتَنِع عن الْاِلْتِزَام بهذه القَوَاعد. وَثَانِيًّا، لَا يُوجد في العَالَمِ وَلَوْ مَنْبَر وَاحد (سواءً كان جريدة، أم مجلَّة، أم تَلـفزة، أم مَوْقِع على الْإِنْتِرْنِيت، الخ) يَقْبَل نَشْر كلّ ما يتوصّل به. وإذا ما وُجد، فَسَيَكُون مًسْخَرة مَائِعَة، وَتَافِهَة، وَمُفْلِسَة. وثالثًا، الأشخاص الذين يُرِيدُون من "الحوار المُتمدّن" أنْ يَنشر كلّ المقالات التي تُبْعَثُ إليه، بِدُون أَيَّة غَرْبَلَة، أو تَصْفِيَة، مِن أَيّ نَوْع كان، ولو كانـت هذه المقالات (المُقتـرحة لِلنَّشْر) مُنَاقِضَة لِهَوِيَّة المَوْقِع، وَمُخالـفة لِـ «قَواعد النَّشْر»، (وَمُنَاهِضَة لِلتَـقَدُّمِية، وَلِلثَّوْرِيَة، وَلِلْمَاركسية، وَلِلاِشْتِرَاكية، وَلِحركات التحرّر الوطني)، فَإِنّ هؤلاء الأشخاص لَا يَفهمون أنهم يُطَالِبُون بِـإِعْدَام «الْمَبَادِئ»، وَيَنْـكُرُون وُجُود «قَوَانِين دَاخِلِية». وهذا المَنْهَج يُؤَدِّي فَوْرًا، وَمُبَاشَرةً، إلى المُيُوعَة، ثُمّ الرَّدَاءَة، ثُمّ اِنْحِطَاط المَنْبَر المَعْنِي. وَقَد يَكُون هذا هو الْاِغْتِيَّال المَعْنَوِي الذي يَهْدِفُ إليه أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت. وَلَو كان هؤلاء الأشخاص (المُطالبين بِنَشْر غَيْر مَشْرُوط) على رأس أيّ مَنْبَر كان، لما قَبِلُوا هُم أنفسهم بِمُمارسة هذه المُيُوعَة. بَل كلّ مَسؤول جِدِّي، يُدِيرُ مَنْبَرًا مُعَيَّنًا، سَيَضَع قَوَانِين صَارِمَة، سَيَنْضَبِط لها بِدِقَّة، بهدف ضَمَان جَوْدَة، وَنَجَاح مَنْبَرِه.
وفي حالة إذا ما أرادت إدارة مَوقع "الحوار المتمدّن"، أنْ تَنْشُر كلّ المقالات والتـعليقات التي تَصِلُها، وذلك بِدَعْوَى «الدِّيمُواقراطية»، أو بِمُبَرِّر «الْاِنْفِتَاح» على الآراء المُخالفة، دُونَ التَـقَيُّد بِـ «هَوِيَّة» مَوقع "الحوار المتمدن"، أو بِـ «قَوَاعِد النَّشْر» الرَّسْمِيَة، فَيَتَوَجَّب على هذه الإدارة، أنْ تَنْسَجِمَ مع نَفسها، وَأَنْ تُقْدِمَ على تَـغْيِير «هَوِيَّة» المَوقع، وَتَبْدِيل «قَـواعد النَّشر». وَيُمكنها أن تَكتب صراحةً أنها سَتَنْشُر كل المقالات، وكل التَعليـقات، سواءً كانـت ثورية أم مُعادية للثّورة المُجتمعية، وسواءً كانـت مناصرة لِلدِّيمُوقراطية أم مُعاديّة لها، وسواءً كانـت مُناصرة للاشتـراكية أم مُعادية لها، وسواءً كانـت مُناهضة لِلْإِمْبِرياليات أم عَمِيلَة لها، الخ. وهذا التَوْضِيح ضَروري لكي يَعرف كلّ فَاعِل وَاجباته وَحُقوقه.
وَإذا مَا أَصَرَّت إِدارة "الحوار المُتمدن" على نَشر مقالات وتـعليقات تُحارب التَقَدُّمِيَة، والثَّوْرِيَة، والماركسية، والاشتـراكية، وَحَركات التحرّر الوَطني، فإن غالبية الكتّاب الثَّوْرِيِّين الذين يَنشرون اِجْتِهَادَاتهم في "الحوار المتمدن"، سَيَسْتَنْتِجُون أن هذا المَوقع اِنْحَرَف نَحْوَ اليَمِين، وَأَنّه تحوّل إلى نَقِيضِه. وَسَيَجِد هؤلاء الكتّاب الثّوريِّين أنفسهم مُضْطَرِّين إلى الانسحاب مِن مَوقع "الحوار المتمدّن"، لِلذَّهَاب إلى مَنَابِر أُخْرَى بَدِيلَة، تَكون أَكْثَرَ وَفَاءً لِلْمَبَادئ الثَّوْرِيَة. لأن هؤلاء الكُتّاب الثوريّين، لَنْ يَرْضَوْا بِتَحْوِيلِهِم إلى مُجَرَّد دِيكُور شَكْلِي لِتَزْيِين الواجهات الخارجية لِأنشطة كُتَّاب آخرين، يَتَمَيَّزُون بِمُعاداتهم لكلّ ما هو ثوري، وَبْمُنَاصَرتهم لِلْإِمْبِرْيَالِيَّات الغَربية، وَلِلصَّهيونية، وَلِلرِّجْعِيَة.

13) بَـعْض نُـقَـط ضُـعْـف مَوْقِع "الحوار المُتمدّن"
هَل تُوجد نُقَط ضُعْف في موقع "الحوار المُتمدّن" ؟ بِالتَّأْكِيد نَعَم ؟ والدَّليل على ذلك، هو أنّه لم نَكُن في الماضي نَقْرَأ في "الحوار المُتمدّن" أفكارًا مُناصرة لِإِسرائيل، وَمُعادِيَة لِلثَّوْرِيَة، أو مُنَاهِضَة لِلْماركسية، أو مُعاكسة للاشتراكية. أمّا اليوم، فهذا النَّوع مِن الأفكار أصبح عاديًّا، أو مَأْلُوفًا، في "الحوار المُتمدّن". وَمَعناه أنّ "الحوار المُتَمدّن" قَدْ تَحَوَّل، أو أنّه في حَالَة تَغْيِير، إلى نَـقِيضِه !
وإلى حَدّ اليوم، لَا تَتوفّر إدارة موقع "الحوار المُتمدّن" على وسائل مَعْلُومَاتِيَة (computing, informatique)، سهلة وسريعة، تَسْتَعْمل مثلًا الذَّكَاء الاصطناعي (artificial intelligence)، وَتُمكِّن إدارة "الحوار المتمدّن" من مَعْرِفَة : أَوَّلًا، نَوْعِيَة مَضْمُون المقالات المُقْتَرَحَة لِلنَّشْر على موقع "الحوار المتمدّن"؛ وَثَانِيًّا، نَوْعِيَة الأشخاص الذين يَقْتَرِحُون نَشْر مَقَالَاتهم على موقع "الحوار المُتمدّن". وهذه المَعلومات هي مُتَرَابِطَة فيما بَينها.
فأتساءل مثلًا :
⁕ كَيْفَ تَضَع إدارة "الحوار المتمدّن" لَائِحَة سريعة للمقالات التي هي مُنْسَجِمَة مع قِيَم "الحوار المتمدّن"، وَلَائِحَة المَقَالَات التي هي مُعَادِيَة لِـقِـيَـم "الحوار المتمدن" ؟
⁕ كَيـف تَضَع إدارة "الحوار المتمدّن" لائحة سريعة للمقالات التي هي ماركسية ثورية، وتلك التي هي رَأْسَمَالِيَة يَمِينِيَة ؟
⁕ كَيـف تَضَع إدارة "الحوار المتمدّن" لائحة سريعة تُمَيِّزُ بَيْنَ المقالات التي هي سَطْحِيَّة، أو مُتَوَسِّطَة، أو مُمْتَازَة ؟
⁕ كَيـف تَضَع إدارة "الحوار المتمدّن" لَائحة سريعة لِلمقالات التي تَحْتَرم حَدًّا أَدْنَى مِن الـقَوَاعِد الْأَكَادِيمِيَة، وَتَذْكُر مَصَادِرَها (sources)، وَلَائِحَة المَقالات التي لا تَذْكُرُ مَصَادِرَهَا ؟
⁕ كَيْف تَضَع إدارة "الحوار المتمدّن" لَائِحَة سريعة لِلمقالات التي تُعجب الـقُرَّاء، وتلك التي لَا تُرْضِيهم ؟
⁕ كَيْف تَضَع إدارة "الحوار المتمدّن" لَائِحَة سَريعة لِلمقالات المُمْتَازَة، التي يُمكن أنْ تُوصِي إدارة "الحوار المتمدّن" الزُوَّارَ بِـقِرَاءَتِهَا، داخل كلّ مَوْضُوع، أو تَخَصُّص ؟
⁕ كَيْف تَضَع إدارةُ "الحوار المتمدن" لَائِحَة سريعة لِلْكُتَّاب أو المُـعَلِّـقِين الذين يَتَحَايَلُون بِهَدَف تَضْخِيم أَرْقَام أَعْدَاد "مَقالاتهم المَنْشُورة"، أو أَعْدَاد "إِجْمَالِي الـقِرَاءَات"، أو أَعْدَاد "تَـقْيِيم مَقالَاتهم"، أو "تَنْـقِيطِهَا"، أو الذين يستـعملون "التعليقات" لِتَصْفِيَة بعض الحسابات السياسية الذَّاتِيَة. الخ.

14) كَيْـف نَتَـعَامُل مع مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت المُناصرة لِلرَّأْسَمالية ؟
14.1- أنا أَسْتَنْـكِر غَزْو مَوقع "الحوار المتمدّن" مِن طَرف أفراد مِيلِيشيا الْإِنْتـرنيت اليَمِينِيِّين. وأرفض اِحْتِمَال اِنْحِرَاف "الحوار المُتمدّن" نَحو اليَمِين. وَأُفَضِّل تَـقْوِيم، وَتَثْوِير، مَضَامِين موقع "الحوار المتمدّن"، نَحو الثَـقَافَة التَنْوِيرِيَة الثَّوْرِيَة، والتَوْعِيَة السياسية الثَّوْرِيَة، والماركسية الثَّوْرِيَة، والنضال الثَّوْرِي، والاشتـراكية الثَّوْرِيَة.
14.2- هَل يُوجد أعداء لِـمَوقع "الحوار المتمدن" ؟ مِن الْأَكِيد أنّ هَوِيَّة موقع "الحوار المتمدّن" الأصلية، وَنَوْعِيَة كُتَّابه، وكذلك مَضَامِين المقالات المَنشورة فيه، وَتَأْثِيرُه (وَلَوْ المَحْدُود) في مُثَـقَّـفِـي البلدان الناطقة بالعربية، هي العَنَاصِر التي تُحدِّد اِحْتِمَال وُجُود أعداء مُحتملين لِـ "الحوار المتمدّن". وهؤلاء الأعداء واضحون. إنهم الثَّالُوث التَّالِي : الأنظمة السياسية العربية المُحافظة، والْإِمْبِرْيَالِيَّات الغَربية، والـقِوَى الصَّهيونية. ومن الأكيد أيضًا أنّ هذه الـقِوَى سَتُحَاوِل بِالضَّرُورة إِرْسَال عُمَلَاء لِكَيْ يَتَسَلَّلُوا إلى داخل موقع "الحوار المُتمدّن"، لِكَي يُحَـقِّرُوا الكُتّاب الثّوريّين، أو لكي يُسَفِّهُوا الأفكار الاشتـراكية، أو لكي يُعَرقلوا نَشَاطَ "الحوار المتمدن"، أو لِكَيْ يَحُدُّوا مِن تَأْثِيره، أو لِكَي يُكَسِّرُوا إِشْعَاعه، أو لكي يُحَوِّلُوه إلى نَـقِيضِه. وقد سَبَق لِي أن حَذَّرتُ إدارة "الحوار المتمدّن" إلى ضَرورة التَهَيُّؤ المُسْبَق إلى مُكافحة هذا التَسَلُّـل المُحتمل، في قرابة سنة 2021. ثُمّ تَفَاجَأْتُ فيما بَعد بِاكتشاف أن هذا التَسَلَّل بدأ منذ سنة 2011.
14.3- يجب أن يَعلم أَنْصًار موقع "الحوار المتمدن" أن أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت اليَمِينِيِّين، يُريدون تَحْوِيل هذا المَوقع إلى عَكْسِه. لأنهم يُريدون تَـغْيِير "الحوار المتمدّن" من مُناصرة الثّورة المُجتمعية، والماركسية، والاشتـراكية، وحركات التَحرّر الوطني الفلسطينية، إلى مُعادَاتِهَا. وإذا ما اِسْتَطَاعَ بعض أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت التَسَرُّب إلى داخل الهيئات المُسَيِّرَة لِـ "الحوار المتمدن" (وهذا الْإِنْجَاز مُمكن)، فإنهم لن يَتـردّدوا في طَرد كل مَن هو ثَوري، أو ماركسي، أو اشتراكي. فإن لم نُمَارِس عليهم دِكْتَاتُورِية الاشتـراكيّين، سَيُمارِسُون علينا بِالتَّأْكِيد دِكْتَاتُورِيَة الرَّأْسَمَالِيِّين اليَمِينِيِّين، والْإِمْبِرْيَالِيِّين. وكل تَسَامُح، أو تَـنازل، يُـقَدِّمه "الحوار المُتمدّن"، لأفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت، يُمكن أن يَتَحَوَّل بِسُرعة إلى خَطَر مُدَاهِم، يُهَدِّدُ مَصِير مَوْقِع "الحوار المتمدّن".
14.4- أنا أُعارض تَحْوِيل موقع "الحوار المتمدّن" إلى حَلَبَة مُذْهِلَة لِلْمُصَارَعَة فيما بين الثَوْرِيِّين والمُحافظين، أو فيما بين الاشتـراكيّين والرَّأْسَمَالِيِّين. وأُفَضِّل أن يَبـقى موقع "الحوار المتمدن" مَنْبَرًا مُشتـركا لِلتَّثْـقِيـف، والتَنْوِير، والتَثْوِير، فيما بَيْن التَـقَدّميّين، والدِّيمُوقراطيّين، والثوريّين، والماركسيّين، والاشتراكيّين. وَيُمكن أن نَـقبل نشر مقالات لأشخاص غير ماركسيّين، أو غير اشتراكيّين. لكن بِشَرط أن نَرْفُض نَشر مَقالات أو تَـعليـقات لأشخاص يكون هدفهم الأساسي (أو المِهَنِي) هو مُحاربة الثَّوْرِيَة، أو الماركسية، أو الاشتـراكية، أو سَبّ الماركسيّين، أو إِهَانَة الاشتراكيّين. خاصّةً وأن أعداء الماركسية والاشتـراكية، يَعْجِزُون عَن الْإِتْيَان، بِثَـقَافَة مُـعَـمَّـقَـة، أو بِدراسات مُفِيدَة، أو بِأُطْرُوحَات فِكْرِيَة أو سياسية جديدة. وإنما يَكتـفي أعداء الماركسية بِتَردِيد العِبَارَات المَأْلُوفَة، والعِبارات المُبْتَذَلَة وَالمُكَرَّرَة، التي تُرَدِّدُها أَبْوَاق الدِعَايَة الْإِمْبِرْيَالية، أو الرَّأْسَمَالِية، مُنذ عَشَرَات السِّنِين.
14.5- لِتَلَافي الْاِنْخِدَاع بِبَعْض التَصْرِيحَات البَرَّاقَة، يجب أنْ نَتَذَكَّر دائمًا أنّ المُهِم، ليس هو ما يَقـوله خُصوم الماركسية عن أنـفسهم، وإنما المُهم، هو ما يَـفْـعَـلُونَه في الواقع الحَيّ.
14.6- الشّيء الـقليل الذي أعرفه عن المُناضل رزكار عقراوي، المُؤَسِّـس الرَّئِيسِي لِـ "الحوار المتمدّن"، هو أنه شخص طَيِّب، وَمُجْتَهِد، وَحَـكِيم، وَمُتواضع، وديموقراطي، وَغَيْر رِبْحِي، وَاشتراكي، وَمُنْـفَتِح سيّاسيًّا على مُختلـف الأفكار والتِيَّارَات. وَخِصْلَة الْاِنْـفِتَاح السياسي هي إيجابية، وبـنّاءة، إِنْ مُورِسَت مع الأصدقاء، وحتّى مع الأشخاص المُحَايِدِين. لكن مُمارسة الانـفتاح السياسي على أعداء (مثل أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت، الذين يُعادون كل ما هو ثوري، أو ماركسي، أو اشتراكي)، قد يُسَهِّل انحراف موقع "الحوار المتمدّن"، ثم هَلَاكَه. وفي كلّ الأحوال، لَا يُـعْقَل أن يَتَحَوَّل الْاِنْـفِتَاح على الآراء السياسية المُتَبَايِنَة، أو التَسَامُح مع المَوَاقِف المُخالـفة، إلى اِسْتِسْلَام لِلْأَفْكَار اليَمِينِيَة.
14.7- نحن كُتّاب وَقُرّاء موقع "الحوار المتمدّن"، ضُيوف عند المناضل رزكار عقراوي ومُساعديه. وقد أصبح "الحوار المتمدّن" مَكسبًا لكلّ المناضلين، والمُثـقّفين، المُتواجدين عبر العالم النّاطق بالعربية. وهذا الوَضْع، يُوجِبُ علينا جميعًا، عدم التَرَاخِي في الاِعْتِمَادِ الكُلّي على المناضل رزكار عقراوي ومُساعديه. بل يجب على مُجمل كُتَّاب وَقُرَّاء "الحوار المتمدن" أنْ يَـفْتَرِضوا أنه بِالإمكان أن يُخطئ المناضل رزكار عقراوي أو مُساعدوه في تَـقدير بعض الأخطار التي يُمكن أن تُهدّد وُجود أو استمرارية "الحوار المتمدّن". كما يُمكن أنْ أُخْطِئَ أنا أيضًا في آرائِي، أو في تَقْدِيرَاتِي. لكن العَمَل الجَمَاعِي، وَتَبَادُل النَّـقْد البَنَّاء، هما اللّذان يُقَلِّصَان اِحْتِمَالات وُقُوعِنَا في أَخْطَاء.
ويجب على كُتَّاب وَقُرَّاء "الحوار المتمدن" أن يَـكونوا جميعًا مُستـعدِّين لِلتَّعَاوُن، وَلِلنِّضَال، وَلِمُساعدة الطَّاقَم المُسَيِّر لِـ "الحوار المتمدّن".
ويجب علينا أن نَبْـقَى يَقِظِين، وَمُصِرِّين على الكفاح، بهدف إنـقاذ "الحوار المتمدّن" من كل الأخطار التي يُمكن أن تُهدّده. كما يجب علينا أيضا أن نُنَبِّهَ، وحتّى أن نَنْتَـقِد، قِـيّادة "الحوار المتمدّن"، وذلك كُلّما شَعُرنا بِمُؤَشِّرَات اِنْحِرَاف سِيَّاسِي مَا، أو خَطر مَا، يُهدّد موقع "الحوار المتمدّن". ونحن واثـقـون أننا سنجد تَجاوبًا مَعقـولا لدى المناضل المُحترم، والعزيز، رزكار عقراوي ومساعديه.
14.8- موقع "الحوار المتمدّن" هو اليوم أمام مُشكل جديد، وصَعب. فَمِن جهة أولى، كتبتْ المجموعة المُشرفة على موقع "الحوار المتمدّن" أن هذا الموقع يُناصر التَـقَدُّمِيَة، والديموقراطية، وحقـوق الإنسان، والحرية، والثورة المُجتمعية، والتحرر الوطني، والماركسية، والاشتراكية. ومن جهة ثانية، تُريد المجموعة المُشرفة على "الحوار المتمدّن" أن تَكون ديموقراطية، ومُتسامحة، وَمُنْـفَتِحَة على مُجمل الآراء المُتَـفَاوِتَة، وعلى التِيَّارات المُخْتَلِفَة، وعلى مُجمل الـقـوى السياسية التقدّميّة. ومن جهة ثالثة، اِدَّعَى أفراد مِيلِشْيَا الإنتـرنيت (المذكورين سابقًا) أنّهم مِن أَنْصَار «الدِّيمُوقْرَاطية» و«حُقُوق الإنسان»، وَاسْتَـغَلُّوا الْاِنْـفِتَاح الدِّيمُوقراطي المَوْجُود في "الحوار المتمدّن"، وَانْتَهَزُوا هذا التَسَامُح السَّخِيّ، وَتَسَلَّلُوا إلى دَاخِل "الحوار المتمدّن"، وَخَاضُوا جَماعيًّا حَرْبًا عَنِيـفة، ضدّ كلّ ما هو ثَوري، أو ماركسي، أو اشتـراكي، أو معادي للإمبريالية، أو مناهض للصّهيونية. فأصبحنا اليوم في "الحوار المتمدّن"، ليس أمام صِرَاع فِـكْري، أو عَادِي، أو هَادِئ، أو موضوعي، أو بَـنّاء. وإنما أصبحنا أمام صراع سياسي عَدَائِي، وَشَرِس، وَمُطلـق ! ولَم نَعُد في صِرَاع سيّاسي مُغَذٍّ، بَلْ أصبحنا في حَرْب سِيَّاسِيَّة اِسْتِثْنَائِيَة ! وَغَايَة أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت، ليست هي مُنَاقَشَة الأفكار، وَإنما هي مُمارسة الْاِغْتِيَّال المَعْنَوِي (في انـتظار أَنْ تَتَوَفُّر لَهُم إِمَكَانِيَة الْاِغْتِيَّال الفِعْلِي). [أُنْظُر في هذا المَجال تَهْدِيدَات نَاشَا (Nasha) المَعروضة سَابِقًا في الجزء المُتـعلّق بِـ "أقـوال أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت"]. ولا يُوجد في هذا الصِّراع السياسي لَا اِسْتِمَاع، وَلَا احتـرام مُتبادل، وَلَا تَبَادُل حُجج عِلْمِيَة، وَلَا تَقَاسُم أبحاث ثَاقِبَة، ولا تَشَارُك أفكار مُجَدِّدة، أو مُنَوِّرَة. وإنما أصبحنا في صِرَاع تَـغْلُب عليه أساليب العَدَاء، والتَحْـقِير، والكراهية، والرَّغْبَة في تَحْطِيم الخُصُوم، أو الـقَضَاء على الأَعْدَاء. وتُوجد في هذا الصّراع خِلافات شَامِلَة، وَبِنْيَوِيَة، وَمَنْظُومِيَة، وَمُطْلَقَة.
14.9- وإذا سَمحتْ قِيّادة "الحوار المتمدّن" بِاسْتمرار وُجود مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت داخل "الحوار المُتمدّن"، فهذا سَيُـؤَدِّي حَتْمِيًّا إلى تَحَوُّل هذا المَوقع إلى نَقِيضِه. وَحينما سَيُصْبِح موقع "الحوار المُتمدّن" مَائِعًا، سَيَهْرُب منه الكثير من الكُتَّاب، والـقُرّاء، والزُوَّار.
14.10- وَالجَدير بالْاِنْـتِبَاه، هو أنّه لَا يُـعْـقَـل أنْ يَكون موقع "الحوار المتمدّن"، في نـفس الوقت، ثَوْرِيًّا وَمُضَادًّا لِلثَّوْرِيَة، أو ماركسيا ومعاديًّا للماركسية؛ أو اشتـراكيًّا ومعاديًّا للاشتـراكية؛ أو مُناصِرًا لِلشَّعب الـفلسطيني وَمُعَادِيًّا لِلْمُقَاوَمة الفَلسطينيّة.
14.11- فَمَا العَمل إذن ؟ وماذا يُمكن للمجموعة المُشرفة على تَنظيم "الحوار المتمدّن" أن تَفْعَل؟ في رأيي، الحُلول النظرية المُحتملة، أو المُمكنة، هي التّالِيَة :
الحلّ المُمكن رقم 1 : يُمكن لـقـيّادة "الحوار المُتمدّن" أن تتجاهل هذا المشكل، وأن لا تـفعل أيّ شيء لِمُعالجة هذا المشكل الجديد. لكن هذا المَنْهَج الْلَّا مُبَالِي، أو الْاِسْتِسْلَامِي، سيؤدِّي حتمًا إلى تَحويل "الحوار المتمدّن" إلى مَوقع مُتـناقض، وَمَائِع. ثمّ سَتَطْغَى تـدريجيًّا على الموقع الـقِيَم الرَّأْسَمَالِيَة، والأفكار البُرجوازية، والاختيّارات المُحافظة، والمناهج الانهزامية، والمُهادنة لِلْإِمْبِرْيَالِيَة، والمُسْتَسْلِمَة لِلْاِسْتِعْمَار الصّهيوني. ثمّ سَيَبْتَـعِدُ عَن "الحوار المُتمدّن" الكُتّاب والـقُرّاء الثوريّون، والماركسيون، والاشتـراكيون، وسيبحثون عن مَوَاقِع بَديلة على الْإِنْتـرنيت. وَسَيُؤَدِّي هذا المَنهج الْاِسْتِسْلَامِي إلى مَسْخِ مَوقع "الحوار المتمدّن"، ثمّ اِضْمِحْلَاله، ثمّ تَقَهْقُره، ثم خَرابه، ثم زَواله. وفي هذه الحالة، ستكون مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت قد نَجَحت في اِخْتِراق "الحوار المتمدّن"، وفي تَحويله إلى نَـقِيضِه.
الحلّ المُمكن رقم 2 : يُمكن لـقـيّادة "الحوار المُتمدّن" أن تُوقِفَ اِنْفِتَاح هذا "الحوار المُتمدّن" على الْآرَاء المُعَادِيَة لِلْماركسية، أو المُنَاوِئَة لِلاشتـراكية، أو المُعارضة لِلثّورية، أو المُخَاصِمَة لِحَرَكَة التَحَرُّر الوَطني الفَلسطيني. وَيُمكن لإدارة "الحوار المتمدن" أن تضع لِنَفْسِهَا قانونًا إِضَافِيًّا وَاضِحًا، يَحْـكُم سَيْر "الحوار المتمدّن"، تـقـول فيه إِدَارَة "الحوار المتمدن" : «كل شخص يُمارس، في مقالاته، أو في تـعليـقاته، مُحاربةَ، أو مُعاداةَ، قِيَم "الحوار المتمدن"، ومن ضمنها النِّضَال، وَالتَقَدُّمِيَة، والثورية، وَمُنَاصَرَة حَركات التَحَرُّر الوطني، والماركسية، والاشتـراكية، سَيُطْرَد من موقع "الحوار المتمدّن"، وسَيُمنـع من نَشر مَقالاته، ومن كِتابة تَعليـقاته. وإذا كانـت له مقالات أو تـعليقات سابقة، فَسَتُحْذَفُ من "الحوار المتمدّن"». ثم تَضع إِدارة "الحوار المُتمدّن" التـدابيرَ العَملية، والإجراءات التِـقْنِيَة، لتـنـفيذ هذا القرار.
ومن الصَّعْب إِيجاد حَلّ ثالث، مُتَمَيِّز عن الحَلَّيْن المَذكورين سَابِقًا. لأن كلّ حَل ثالث، إِمّا أنه سَيَقْتَرِب من الحل الأوّل، وإمّا أنه سَيَـقْتَرِب من الحَل الثاني. فإمّا التَذَبْذُب، أو المُهادنة، ثمّ الاستسلام، ثم الانهزام؛ وإمّا الصُمُود، والمُقاومة، والكفاح، والهُجُوم المُضاد، والتضحية، والانتصار. ولا وُجُود لِخِيَّار ثالث بَدِيل بينهما.
14.12- يجب الإلحاح على أنه، يُوجد فَرْق كَيْـفِي، مِن جِهَة أُولى، بين كُـتَّاب أو مُعَلِّقـين في "الحوار المتمدّن" يُحاربون كل ما هو ثَوْرِي، أو ماركسي، أو اشتـراكي؛ وَمِن جِهَة ثَانِيَة، كُـتَّاب أو مُعلّقـين (في "الحوار المتمدّن") لا يُؤمنون لَا بِالثَّوْرِيَة، وَلَا بالماركسية، ولا بالاشتـراكية، لكنهم، في نـفس الوقت، لَا يُعَادُونَها، ولا يُحَارِبُونَها. بَل يَـقْبَلُون اِكْتِشَافَهَا، أو الْاِطِّلَاع عليها. فالكُتّاب والمُعَلِّقـون من الصِّنْـف الأوّل هم أعداء خطيرون، ونرفض أيّ تَـعايش سِلمي معهم داخل "الحوار المتمدّن". والصِّنْـف الثاني من الكتّاب والمُعلّقـين، نُرحّب بهم (في "الحوار المتمدّن")، ونَـقبل التَـعايش معهم، والنِـقَاش معهم، والتَـعاون معهم.
14.13- والحَلُّ لِمُواجهة الهَجمات المُحتملة التي تَشُنُّها مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت، يَـقْتَضِي الحَزْمَ في نَـقْد وَتَقْوِيم مَزَاعِم كُلّ الخُصُوم أو الْأَعْدَاء الطَبَقِيِّين. كما يَقْتَضِي الحَلّ، أنْ يُجَنِّدَ "الحوار المُتمدّن" لِجَانًا مُتَنَوِّعَة، وَمُتَخَصِّصَة، داخل "الحوار المتمدّن". بعضها شِبْه عَلَنِيّ، وبعضها سِرِّيَ. كما يجب تَكوين أُطر مُناضلة، وَكَوَادِر شَابَّة، وَثَوْرِيَة، وَصَلْبَة، ليس فـقط في مَيدان الحَرب الْإِلِكْتْرُونِية أو السِّيبِِيرَانِيَة، ولكن أيضا في مَجالات المُخابرات، والمُخابرات المُضادّة. لأنّ الوقت الرّاهن يَسْتَوْجِبُ ذلك. وفي كلّ الميادين، يَلْزَم اِسْتِحْدَاث أو اِبْتِـكَار كلّ أَنْوَاع الْإِجْرَاءَات التي يَسْتَدْعِيها هذا الصِراع السِيَاسي، والـفكري، والتِـقْـنِـي.
14.14- أقتـرحُ على إدارة "الحوار المُتمدّن" أن تَـقُوم، في أسرع وَقت مُمكن، بِأَبْحَاث مُعَمَّقَة وَمُكْتَمِلَة، تَسْتَعِين بِمُلَاحظات كُتَّاب وقُرَّاء "الحوار المتمد"، وَتَسْتَـعْمِل "الذَكَاء الاصطناعي"، بِهَدَف اِكْتِشَاف، وَمعرفة، كلّ الأشخاص الذين يَنْشُرُون مَقالات أو تَعْلِيـقَات في "الحوار المُتمدّن"، وَيُحَارِبُون الـقِيَم التي يَلْتَزِم بها مَوقع "الحوار المُتمدّن"، كَالتَـقَدُّمِيَة، والثَّوْرِيَة، والمَاركسية، والاشتـراكية، وَمُنَاصَرَة حَرَكَات التَحَرُّر الوَطني. وبعد ذلك، يجب أنْ تُنَـفِّذ إدراة "الحوار المُتمدّن" قَرَارَاتِهَا في حَقّ هؤلاء الأشخاص.
14.15- الأشخاص الذين يَظنّون أنّه بِإمكان "الحوار المتمدّن" أن يَسْتَمِرّ في حياته الثـقافية التَنويرية القَدِيمَة، الهادئة، والمُسالمة، بدون أيّ صِدَام مع خُصومه، أو أعداءه، وبعيدًا عن الحُروب، وعن الصِراعات الحَامِيّة، أو العَنيـفة، أو الـقاتلة، الجَارية الآن عَبر عَالم اليوم، فَهَؤلاء الأشخاص هُم غَير واقعيِّين، بل هُم مِثَالِيُّون، وَمُخْطِئُون. ولماذا ؟ لأن "الحوار المُتمدّن" هو جزء عُضْوِيّ لا يُمكن عَزله عن بَقِيَة هذا العَالم. ولأن "الحوار المتمدّن" هُو بِالضَّرُورَة جُزء من الصِراع السياسي، ومن الصراع الطبقـي، الجاري في منطقة العالم الناطق بالعربية. ولأن "الحوار المتمدّن" اختار بِحُرّية، ومنذ نشأته، أن يكون جزءا من جَبْهَة الـقِوَى المُناضلة ضدّ الأنظمة السياسية العربية المُحافظة، وضدّ الإمبرياليات الغَربية، وضدّ الصهيونية المُسْتَـعْمِرَة. ولأن "الحوار المتمدّن" يُناصر التَقَدُّمِيِّة، والثورة المُجتمعية، والديموقراطية، والعدالة المُجتمعية، والحرّية، وحقـوق الإنسان، والتحرّر الوطني، والاستـقلال الوطني، والماركسية، والاشتراكية. ومن المُستحيل أن يَستمرّ "الحوار المتمدّن" في اختيّاراته المُناضلة السَّابِـقَة، دون أن يتـعرّض لِهَجمات الـقِوَى المُحافظة، أو الإمبريالية، أو الصهيونية. وستُحاول دائمًا هذه الـقِوَى المُعادية إِسْكَاتَ "الحوار المتمدّن"، أو التَسَلُّل داخله، أو السَّيْطَرة عليه، أو تخريبه، أو الـقضاء عليه. والأنظمة السياسية العربية المُحافظة التي تَـقمع المُناضلين داخل بُلدانها، سَتُحاول، هي أيضًا، قَمع موقع "الحوار المتمدّن". وإذا لم يتـعرّض "الحوار المُتمدّن" في الماضي لِقَمع شَرس، فهذا لَا يَعني، وَلَا يُثْبِت، أنه لن يتـعرّض في المُستقبل للـقمع، أو لِلتَسَلُّل، أو للتَّخريب. وإذا لم يَستـعد جِدِّيًا "الحوار المتمدّن" لهذه الاحتمالات، فإن مصيره سيكون حَتْمًا هو الْاِنْكِسَار، ثُمّ الزَّوَال.
14.16- إِذَا تَرَدَّدَت، أو اِحْتَارَت، إدارة موقع "الحوار المُتمدّن"، أو لَمْ تَـعْرف ما هي الـقَرارات السياسية التي يَجب اِتِّخَاذُها، أقتـرح عليها أن تَرسل رَسائل إِلِكْتْرُونِيَة (E-mail) شخصية إلى كُتّاب "الحوار المُتمدن" الـقُدَامَى المَرْمُوقِين (وَلَيْس إلى مُجمل الكُتّاب العاديّين)، وأن تَسْتَشِيرَهُم حول هذه الـقَضَايَا المُـعَـقَّـدة، عَبْر أَسْئِلَة وَاضحة. ومن المُحتمل أن تـكون أَجْوِبَة أو آراء هؤلاء الكُتَّاب بَنَّاءة، وَاقْتِرَاحَاتهم مُـفِيدة.
14.17- أنا وَاثِق من أن المناضل رزكار عقراوي ومساعدوه، يَكتسبون ما يَكفي من الحِكْمَة، وَمِن الخِبْرَة، ومن التجارب، في الميادين الحزبية، والسياسية، والجَمْعَوِيَة، والجماهيرية، والنِضَالِيَة، والمَعْلُومَاتِيَة، الخ، لِـكَـي يَبتـكروا الحُلول الكَفِيلَة بِاكتشاف الأشخاص المُعَادِين لِقِيَم "الحوار المتمدّن"، وَلِكَيْ يُبْطِلُوا تَأْثِيرَهُم اليَمِينِي، وَلِكَيْ يُفْشِلُوا مُحاولاتهم التَخْرِيبِيَة. وحتّى إذا ما أَخْطَأَ المناضل رزكار عقراوي وَمُساعدون مُؤَقَّتًا، فإنهم سَيَكتشفون خَطَأَهُم، وَسَيُـقْدِمُون على تَصْحِيحِه بِعَزِيمَة وَإِصْرَار.
14.18- المَرْجُو من إدراة "الحوار المُتمدّن" هو أن تَخْتَار بَيْن اِخْتِيَّارَين مُمْكِنَيْن : إْمَّا أَنْ تُحافظ على صَداقتها مع أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت، وَأَن تَـفْـقِـدَ صَدَاقتي، وَصَدَاقة أَمْثَالِي؛ وَإِمَّا أنْ تُحافظ على صداقتها معي، ومع أمثالي، وَأَنْ تَـفْـقِـدَ صَداقتها مع أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت.
12.19- أَتَمَنَّى أنْ يُساهم كُتَّاب وَقُرّاء آخرون في إِفَادَتِنَا بِآرائهم في بَلْوَرَة الحُلُول النَّاجِعَة لِمُعالجة المُشكل الذي أَثَاره تَسَلُّل أَفْرَاد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت، وذلك عَبْر نَشر مَقالاتهم أو تَعليـقاتهم حول هذه المَسْأَلَة.
12.20- المُهم هو أنْ نُشَارِك جَميعًا، كلّ حسب إِمْكَانَاته، في بَلْوَرَة الوُضُوحَ الكَافِيَ حَول التَساؤُلات التالية: مَن نَحن؟ وماذا نُريد؟ وما هي أَهْدَافُنَا؟ وما هي الوَسَائِل الضَرُورية لِإنْجاز طُمُوحاتـنا؟ وما هي المَرَاحِل التي يُحْتَمَل أن نَمُرَّ منها؟ مَا هي أَهَم المَشَاكِل التي يَجب أن نَتَعَاوَن عليها ؟ وَمَن هُم أَصْدِقاءنا ؟ وَمَن هُم أَعْدَاءُنَا ؟ وكيـف نَتـعامل مع كلّ طَرف مُحدّد؟ وَأَقتـرح أن يَكون شِعارنا هو : التَـقْيِيم، وَالنَّـقْـد، والتَـقْوِيم، والتَثْوِير، والثَبَات في الدِّفَاع عن مَصالح شُعوبـنا المُسْتَـغَلَّة !

رحمان النوضة.
(تَمّ الانـتهاء من تحرير هذه الدراسة في يوم السبت 4 ماي 2024).

الــنُـــقَــــط الـــهَــــامِـــشِـــيَّــــة
(40) https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=14861



#عبد_الرحمان_النوضة (هاشتاغ)       Rahman_Nouda#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 1/3
- هِجرة الأدمغة المُمْتَازَة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
- الحَلّ الجَذْرِي لِمُشْكِل الجِنْس خارج الزَّواج
- لِمَاذَا اِنْهِيَّار إِسْرَائِيل حَتْمِيٌّ
- فَلْسْطِين وَانْهِيَّار أَمْرِيكَا
- لِمَاذَا القَضَاء على إسرائيل
- دُرُوس زِلْزَال المغرب
- دَوْلَة الجَوَاسِيس
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
- أُطْرُوحَات حَوْل الدَّوْلَة الرَّأْسَمَالِيَة
- هَلْ نَـقْد اسْطَالِين تَآمُر ؟
- فَنُّ النَقْد السِيَاسِي 3/3
- فَنُّ النَقْد السِيَاسِي 2/3
- فَنُّ النَقْد السِيَاسِي (1/2)
- بَنْ سَلْمَان مُقَابِل محمد السَّادِس
- إِمَّا الغَلَاء والتَضَخُّم، وَإِمَّا الاشتراكية
- الدَّوْلَة كَحِزْب سِيَّاسِي سِرِّي


المزيد.....




- وسائل إعلام رسمية: انتخابات الرئاسة في إيران ستجرى في 28 يون ...
- هل ذهب رئيسي ضحية صراع داخلي في إيران؟
- أردوغان: قررنا إعلان حداد وطني ليوم واحد في تركيا لمشاركة آل ...
- شاهد: في وسط طهران ... بكاء ونواح على وفاة الرئيس الإيراني ...
- -سيرة-.. فرقة روك نسائية سعودية تتحدى قيود المجتمع وتمزج بين ...
- مراسلنا: مخابرات الجيش اللبناني تضبط شاحنة محملة بالأسلحة ق ...
- المقداد يعزي باقري كني بوفاة رئيسي وعبد اللهيان
- RT ترصد عمل القناصة الروسية في دونباس
- موقع -واللا- عن مصادر عسكرية إسرائيلية: حماس لا تزال تملك صو ...
- بايدن يتوه في الأزمنة (فيديو)


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - عبد الرحمان النوضة - مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 3/3