أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أمنية طلعت - الأمطار الغزيرة فضحت الإمارات .. وغرقت في شبر مية














المزيد.....

الأمطار الغزيرة فضحت الإمارات .. وغرقت في شبر مية


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 1757 - 2006 / 12 / 7 - 11:01
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كل من يعيش في الإمارات، يتذوق وهما كبيرا اسمه (لا توجد ضرائب)، في حين انه يدفع كل ما يكسبه في الشهر على السكن والمأكل والمشرب وقسط السيارة (حيث لا توجد شبكة مواصلات) وقسط المدرسة لو عنده أبناء في عمر الدراسة، وعندما تعلو بعض الأصوات بالشكوى يكون الرد أننا ندفع نظير خدمات ورفاهية لا يمكن أن نعثر عليها في بلادنا التي أتينا منها، وفي الحقيقة وحتى لا نكون ظالمين هناك رفاهية وخدمات متعددة ولكن في إمارة دبي وحدها وربما في العاصمة أبو ظبي ولكن باقي الإمارات لا يوجد فيها أي شئ من ملامح تلك الخدمات أو الرفاهية ولكنك تواجه بنفس الغلاء في كل شئ خاصة السكن في إماراة الشارقة التي كانت في يوم ما ملجأ لكل العاملين في دبي للسكن بها نظرا لعدم قدرتهم على دفع المبالغ الخيالية المطلوبة نظير إيجار شقة صغيرة تتكون من غرفتين وصالة ينحشر فيها أفراد الأسرة العربية الواحدة والتي من المعروف أن أغلب الأسر العربية كبيرة حيث مازلنا نعشق الانجاب والتكاثر والتناسل برغم انه لم يعد لدينا شيئا نتباهى به أمام الأمم الأخرى!
بدون الدخول في تفاصيل يعيشها المقيم في الإمارات سواء كان من اهلها أو وافد عليها، أردت فقط أن ألقي الضوء على ما حدث في الأسبوع الماضي حيث هطلت الأمطار الغزيرة على الإمارات، أمطار لم يسبق لي على الأقل أن أشهدها طوال إقامتي في الدولة والتي تمتد لست سنوات، لكن المشهد الذي تكرر في كل الإمارات حتى إمارة دبي المرفهة لم اكن ولم يكن أحدا غيري يتوقع أن يراه في الدولة الصاعدة بسرعة الصاروخ في عالم الاقتصاد والتي تتصاعد فيها الأبراج في لمح البصر ويقام بها آلاف المشاريع المعمارية والفنادق والمزارات قبل أن تطرف العين والتي أصبح الغلاء فيها صعب الاستيعاب حتى أنهم سيفرضون تعريفة مرورية على السيارات في الشوارع بدعوى أننا ننتفع من إصلاحات الطرق والتوسعات الجارية يوما بعد يوم.
فلقد غرقت الإمارات في شبر ميه كما يقول المثل ووصل ارتفاع المياه أن وصل إلى فوانيس السيارات، وانسالت المياه بسرعة شديدة نحو مواقف سيارات البنايات السفلية حتى غرقت الكثير من سيارات الدفع الرباعي المنتشرة هنا، لم يعد متاحا على مدار أيام عديدة أن تقود سيارتك في الشارع كي تذهب لشراء مأونة منزلك، ومعظم الناس حبست في المنازل تشاهد سياراتها في المواقف أسفل البنايات وهي تغرق وهو يلطم على خدوده بسبب القسط الكبير الذي ينهب ربع راتبه على الأقل والذي يدفعه مرغما لأنه لا بديل للسيارة الخاصة في الإمارات كي تتنقل من مكان إلى مكان، هذا غير إشارات المرور التي تعطلت والشرطة التي لم تٍسأل في الاتصالات المستغيثة من كل مكان بسبب الحواث الكثيرة التي وقعت. والكهرباء التي تكرر انقطاعها في الكثير من الإمارات مثل رأس الخيمة والفجيرة وأم القيوين.
لقد فضحت الأمطار الغزيرة وهم الدولة التي لا تأخذ ضرائب بينما تلزمك بدفع أموال طائلة نظير المسكن والمأكل والمشرب والتعليم والصحة بدعوى تحسين الخدمات في حين لا تجد في النهاية أي خدمات حصلت عليها، فإذا لا قدر الله مرضت تجد نفسك تدفع للطبيب كي يفحصك فقط ما لا يقل عن ثلاثمائة درهم وإذا ذهبت إلى المستشفى ستدفع نفس الرقم حيث لا يوجد نظام تأمين صحي يشمل الناس كافة بل تبقى أنت وحظك مع الشركة التي ستعمل بها، وإذا أردت أن تسكن ستدفع ما لايقل عن ستين ألف درهم في العام الواحد نظير شقة معقولة في إمارة الشارقة أما إذا قررت أن تسكن في دبي فلن تدفع أقل من مائة ألف درهم بالعام الواحد وأنت خاضع لمزاج مالك البناية كل عام فقد يشفق عليك ولا يزيد الإيجار وقد لا تاخذه بك رحمه، حيث لا يوجد قانون إيجارات يحمي المسـتأجر وحتى إمارة الشارقة التي تتبع قانون إيجار يقضي بعدم زيادة الإيجار إلا كل ثلاث سنوات، لا تطبق القانون وإن ذهبت إلى البلدية كي تأخذ حقك منها لن تهتم وستطالبك بأن تذهب لتسوي أمورك مع المالك بعيدا عنها.
أما إذا كانت مصيبتك أكبر ولديك أطفال فستقع تحت رحمة مافيا المدارس الخاصة التي تتقاضى مبالغ غير معقولة بدعوى التعليم المتميز الذي تقدمه لكنها لا تقدم شيئا مميزا في النهاية، لكنك لا تستطيع التخلي عنها لأنه ممنوع على الوافد أن يلحق أبنائه بالمدارس الحكومية، حتى عندما فتحت وزارة التعليم في الإمارات الباب للوافدين للإلتحاق بمدارسها الحكومية وضعت شروطا تعجيزية تتطلب أن يكون ابنك ملاكا بجناحين أولا حتى يلتحق بها ثم يدفع بعد ذلك مبالغ لا تقل عن المدارس الخاصة.
كلنا في الإمارات نعيش وهم عدم وجود ضرائب وأننا نعيش في المدينة الأفلاطونية الوحيدة في قلب عالمنا العربي، لكن أعتقد تماما أن هذا الوهم وضعت الأمطار حدا له، حيث أن الإمارات سقطت في إمتحان السحب وغرقت في شبر مية، فلقد نسا من على في البنيان أن يقيم بنية تحتية لمدينته قبل أن يطلع بالأبراج ولم يفكر في وضع على الأقل شبكة صرف تليق بتوسعاته الهستيرية.



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا لحادثة السعار الجنسي في وسط البلد
- كم تكلف ماليزيا ؟ كم تكلفنا جميعا كعرب؟
- نعم ..للأسف ...أنا عربية
- هل ستختفي الأسكندرية عن الخريطة المصرية ؟
- هل من مرشد إلى طريق مصر الجديد؟
- في قضية رسوم النبي ...لا صوت يعلو على صوت الهمج
- الهجوم على فيلم دنيا وعودة موسم تشويه سمعة مصر
- مصر ليست خريطة في الجغرافيا
- انتبهوا جيدا وأنتم تفتحون الصنبور
- سياسة تكسير العظم وحرق الدم
- ابتسم فأنت تتبع السفارة المصرية!
- عيد ميلاد أبو الفصاد
- لهذا السبب أقول لا وألف لا لمبارك
- الإعلام المصري بدأ بث رسائله المسمومة
- عالم الانترنت وحرية الرأي المفقودة
- مجرد كلام لإخراج شحنة غيظ
- في بلدي أصبح الناس يموتون جوعا


المزيد.....




- جودي: تراجع صادرات النفط الخام السعودية في أبريل
- تقرير: رغم الحرب.. صادرات الأسلحة الإسرائيلية تبلغ مستوى غير ...
- باريس تخسر التاج كأكبر سوق للأوراق المالية بأوروبا لصالح لند ...
- هونغ كونغ وسنغافورة تتصدران قائمة أغلى المدن للوافدين ودبي ا ...
- رغم الفوائد المرتفعة.. لماذا تستمر أسعار المنازل في الزيادة ...
- معرض يوروستوري للأسلحة في باريس يوجه ضربة موجعة لإسرائيل
- لندن تُزيح باريس عن عرش -أكبر سوق للأوراق المالية في أوروبا- ...
- الصادرات الإيطالية ترتفع بنسبة 10.7 % في أبريل الماضي
- حرب تجارية تستعر.. الصين ترد على أوروبا في تحقيق لحم الخنزير ...
- قفزة في رسملة أسهم الإمارات بفضل 3 طروحات أولية في 2024


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أمنية طلعت - الأمطار الغزيرة فضحت الإمارات .. وغرقت في شبر مية