أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مروة حسن لعيبي - القضاةُ رُعاةُ العدالةِ ...على خُطى الانبياء














المزيد.....

القضاةُ رُعاةُ العدالةِ ...على خُطى الانبياء


مروة حسن لعيبي
كاتبة وباحثة ، حاصلة على شهادة الدكتوراه في القانون الجنائي

(Marwa Hassan)


الحوار المتمدن-العدد: 7947 - 2024 / 4 / 14 - 04:51
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


السلطةُ القضائية هي الركيزة الاساسية لبقية السلطات والمجتمع فهي حامية القانون ومُطبقته ومُكملته، بما لها من استقلالٍ ومع المجتمع من جذور.
يسيرُ قُضاتها على خطى الانبياء فأن اصابو فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد بمنصبٍ تكليفي تشريفي لا ينالهُ الا من اختاره الله ليؤدي الامانة ويتحمل المسؤولية، فهم رُعاة العدالة يمتزج في حكمهم العلم والفن بما لديهم من صفاتٍ وما يُفرض عليهم من واجباتٍ و يُتطلب بهم من شروط، فإلى جانب علمهم بالقانون والعلوم الاخرى المساندة يتطلب فيهم (الفهم) ليصدرو حكما قضائيا يكسر جمود النص القانوني ويكون بمثابة اكسير الحياة لشبابه ورونقه وتجدده مع كل حالة وقضية معروضة.
وأكدَ ذلك قوله تعالى في سورة الانبياء(وَدَاوُۥدَ وَسُلَيْمَٰنَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِى ٱلْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ ٱلْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَٰهِدِينَ فَفَهَّمْنَٰهَا سُلَيْمَٰنَ ۚ وَكُلًّا ءَاتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا) اذ خص الله عزوجل سليمان بفهم القضية وعمهما بالعلم ،ويذكر انه جاء رجل لقاضي البصرة (الياس بن معاوية) وقال له علمني القضاء ،فقال له ان القضاء لا يعلم ،انما القضاء فهم ،ولكن قل :علمني من العلم.
ويصف الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) إلى الاشتر النخعي من يصطفيهم للقضاء:( اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور ، ولا تمحكه الخصوم ، ولا يتمادى في الزلة ولا يحصر من الفيء إلى الحق اذا عرفه ، ولا تشرف نفسه على طمع ولا يكتفي بأدنى فهم دون اقصاه ، واوقفهم في الشبهات وآخذهم بالحجج ، واقلهم تبرماً بمراجعة الخصوم ، واصبرهم على تكشف الأمور ، واصرمهم عند اتضاح الحكم ممن لا يزدهيه اطراء ولا يستميله اغراء ، واولئك قليل ، ثم اكثر تعاهد قضائه ، وافسح له في البذل ، ما يزيل علته ، وتقل معه حاجته إلى الناس واعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من
خاصتك ، فيأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك،فأنظر في ذلك بليغا).
ولما تقدم فأن اجتهاد القاضي يعد من مصادر الحكم الشرعي في الشريعه ويدل على ذلك ان الرسول محمد (ص) ارسل معاذاً قاضيا الى اليمن فقال له كيف تقضي اذا عرض لك القضاء؟ قال اقضي بكتاب الله ، قال : فان لم تجد قال: اقضي بسنة رسول الله (ص) ، قال : فأن لم تجد قال : اجتهد ولا ألو ، قال فضرب رسول الله ﷺ على صدري وقال : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي الله) ، كما يعد القضاء مصدرا استرشاديا للقانون الوضعي حسب ما جاء بالمادة (1) من القانون المدني .اما بالنسبة للقانون الجزائي فان القاضي بما له من سلطة في تكييف الوقائع يجعله منبرا لتحقيق القدر الممكن من العدالة والتخفيف من حدة عمومية النص القانوني وتجريده، واكثر ما يظهر ذلك في القضايا الجزائية من خلال اعطاء القاضي الجنائي السلطة التقديرية في تفريد العقوبة الملائمة ومنحة الحرية في الاقتناع ، ولا يتعارض مع مبدأ مساواة الافراد امام القانون، بل على العكس يسعى إلى تحقيق العدالة من خلال الملائمة بين الظروف الواقعية للحالة المعروضة عليه والعقوبة التي يقررها، مع مراعاة شخصية مرتكب الجريمة والعوامل التي دفعته إلى الاجرام حتى تتحقق غاية القانون في تحقيق العدالة وغاية
الجزاء الجنائي في التاهيل والاصلاح ويكون ذلك من خلال استعمال واحد او اكثر من اساليب التفريد القضائي والمتمثلة بنظام التدرج الكمي والنوعي للعقوبة، والظروف القضائية المخففة ،ووقف تنفيذ العقوبة وتأجيل النطق بها .
هذه المنزلة الرفيعة تتطلب قدرا كبيراً من المسؤولية امام نفسه وجهة انتسابه والمجتمع والقانون ولامسؤولية عليه الا على تعمد مخالفة القانون والدستور والاهمال الجسيم في اداء واجباته وفقا لما ورد في قانون التنظيم القضائي وقانون العقوبات.



#مروة_حسن_لعيبي (هاشتاغ)       Marwa_Hassan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد العفو العام...
- النظام القانوني .... نسقٌ لا نمط.
- البُعد الفلسفي والقانوني لجريمة عقوق الوالدين
- السجن الفكري ...مشنقة الابداع


المزيد.....




- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...
- شاهد بماذا إتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع؟
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحيثي ...
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحديثي ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مروة حسن لعيبي - القضاةُ رُعاةُ العدالةِ ...على خُطى الانبياء