وحيد محمود محمد
كاتب و باحث
(Waheed Eyada)
الحوار المتمدن-العدد: 7947 - 2024 / 4 / 14 - 02:47
المحور:
القضية الفلسطينية
فقد ثلاثة من أولاده و أربعة من أحفاده
يا صبر الصبر !
سيبكي إسماعيل هنية كأي أب حين ينفض الجمع .. ويقل الصخب .. ويهدأ رنين الهواتف .. حينها يختلي بنفسه .. وتغالبه لحظات ذكريات المولد .. والاسبوع الأول.. وذكريات اول يوم بالمدرسة .. وذكريات التخرج .. وذكريات الزفاف .. وذكريات أول حفيد ..
ستختلط المرئيات أمام عينيه بلا ترتيب .. صاخبة عفية .. تهز مشاعره .. تستقوي عليه وهو الشامخ ..
فيسلم الدمع لها حارا كشلال ..
سيبكي هنية أولاده كما لم يبكيهم أحد .. وستبيض عيناه عليهم .. ولكن حين يتولى عن الآخرين..
حينها تأتي مسحة صدر رطبة من رب كريم تمسح على قلب رضي .. وتعيد اتزانه .. وتقول اثبت فإنك على الحق ..
هؤلاء بشر .. روح ودم ..
لكنها الرسالة التي عاشوا بها وعليها تزودهم باليقين والثبات ومواصلة مشوار ..
وسيقول لدموعه التي ستبلل وجنتاه حينها أهدئي وقري عينا .. فالموعد الجنة ... واللقيا على الحوض ..
وسبيل الأقصى دونه أي سبيل ..
وسيحتضن زوجته مواسيا يرمم ماتبقى لها من قلب أصبح فارغا .. كأم موسى ..
وسيواصل بعد أن شاء الله أن يصطفي حبات قلبه ليلقن الأمة درسا من خلال أوليائه الصالحين .. حين ينساب دماء أعز ما لديه مع دماء غيره من الشهداء ..
..
لكنه سينهض ويقول كما قال في مشاهدته .. كمل .. كمل ..
الله يسهل لهم ..
فمن من أمتي لم تبلغه العبرة حتى اليوم ..
من لم يلن قلبه ..
من إلتبس عليه أنها قضية أمة..
وأنه مسرى رسول .. وأنها قاسم مشترك بين الصالح والطالح من أمة محمد .. وأنها للجميع نسب .
وأن التفريط ضياع للهيبة وافتقاد للنفس ..
وسنبكي معك كما بكيت .. فقد يقبل الله منا جهاد الدمع ..
كما قبله ممن لم يجدوا ما ينفقون ..
قد يقف بين مناصرتكم ألف عائق ..
لكن مازال لدينا دمع .. وقلب حر ..
أبشر ياهنية حين تخلوا بنفسك..
اللهم لطفك بقلب كل هنية ..
#وحيد_محمود_محمد (هاشتاغ)
Waheed__Eyada#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟