أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - أهم ما يميز الزرادشتية














المزيد.....

أهم ما يميز الزرادشتية


إلياس شتواني

الحوار المتمدن-العدد: 7940 - 2024 / 4 / 7 - 04:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تزعم الزرادشتية أن "أهرمن" خلق في زمن بعيد جدا الكتاب الأعلى المقدس من ملكوته خلقا روحيا. وبعد مضي ثلاثة آلاف سنة، قرر خلق صورة الانسان (مشيا ومشيانا كأوّل البشر) وأحاطه بسبعين من الملائكة النورانيين وخلق بعد ذلك الشمس والقمر والكواكب والأرض، ثم جعل بعد ذلك روح زرادشت في شجرة (شجرة الهوم المقدسة) أنشأها في أعالي عليين.

تتفق الرواية التاريخية على أن زرادشت قد عاش بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، وكان مسقط رأسه «ميديا» (أذربيجان حاليا) مكان عيش وتجمع المجوس. كانت حياة زرادشت مليئة بالمخاريق والمعجزات، ولذلك حاول السحرة قتله مرارا دون جدوى. لما بلغ زرادشت العشرين سنة اعتزل الناس وأضحى يتهيأ للرسالة التي شعر أنه موكل بها. وفي الثلاثين من عمره نزل عليه الوحي على ضفة نهر دائيتيا التي تزعم الرواية أنه في أذربيجان. وكان رئيس الملائكة «فوهو- منو» (Vohu-Mano) هو الذي ظهر له وسما به إلى عرش الإله النوراني.

تعتقد الزرادشتية بصراع مستمر بين عالمي الخير والشر. يمثل عالم الخير عالم الملائكة، وهم صنفان: صنف سماوي وصنف أرضي. «أهورا - مازدا» هو أعظم اليزتات السماوية، في حين يرأس زرادشت اليزتات الأرضية. الملائكة الأرضية موكلون بالشمس والقمر والكواكب والنجوم والهواء والماء والنار، وهم أيضا يمثلون تجليا لمثل الزرادشتية من صدق وسلام وأمانة.. وفي المقابل، يوجد «أهرمن»، روح الشر وقائد الشياطين «الديوات». في دهاليز الجحيم يقطن «الديوات» و«الدروجات» و«الدرفنتات» والتنانين والمسوخ، خلقهم جميعا «أهرمن» لمحاربة قوى الخير التي خلقها عدوه «أهورا - مازدا».

يؤمن الزرادشتيون بخلود الروح ويرون أن الروح تحوم حول جسد المتوفي ثلاثة أيام، فهي إما تنعم أو تشقى كما كانت في الحياة، ثم يحملها ملاك الريح إلى أمام جسر «جنفات» وهناك يقوم بمحاكمتها ثلاثة قضاة من اليزتات وهم: ميثرا، اسرائوشا، ورشنو. يزن القضاة بالميزان أعمال الانسان التي قام بها في حياته ويحكمون بناء على حركة لسان الميزان. يلي بعد ذلك المرور من على جسر «جنفات»، حيث يكون سهلا على الروح الصالحة، ولكن ضيقا وعسيرا على الأرواح الشريرة والطالحة، فتتعثر وتسقط في أعماق الجحيم. أما الروح الطيبة فيكون مآلها «بهشت» الجنة والراحة الأبدية. وبين الجنة والجحيم يوجد ال«هامه شتكان»، حيث يتنظر البعث أولئك الذين تتساوى أوزانهم (أي تتساوى حسناتهم مع سيئاتهم).

الزرادشتيون لا يعبدون النار (وهذا خطأ شائع!)، بل يرون فيها تجليا لقوى الخير (أي أنها حارسة للزرادشتي) وأيضا قدسية تضاهي قدسية «أهورا - مازدا» خالق عالم الخير. الزرادشتيون لا يدفنون أجساد الموتى ولا يحرقونهم، ولكن كما جاء في الفنديداد، فإن الجثث تكفن ثم تلقى في العراء لتفترس. الزرادشتيون يحرمون الصوم، ويرون في الدم (خصوصا دم المرأة الحائض) والقيء والمني أنجاسا وجب التطهر منها (ببول الثور لأنه عنصر مقدس!). الزرادشتيون يعظمون أيضا من شأن زواج الأقارب (لأن أهرمن يهاب من هذا الزواج!). تشدد الزرادشتية جدا على أهمية الايمانين القولي والفعلي، حيث يوجب الأول قول شهادة الدين وهي:أعلن أني أعبد مزدا، وأتبع زرادشت، وأعادي الديوات، وأني من أتباع دين أهورا، بينما الثاني يشدد على عنصر التحلي بالفضائل من صدق وأمانة وطهر جسدي وروحي. تبقى الزرادشتية في صميمها، بالرغم من حضور فعلي وقوي للجانب التشريعي، عقيدة شعائرية، حيث يغلب عليها بشكل واضح طابع الطقوس والأدعية والتعويذات، وذلك لما يراه فيها الزرادشتي من دروع ضد قوى الشر والظلام.

تعتبر الزرادشتية أنه من أشراط الأيام الأخيرة مجيء المسيح المخلص «ساأوشيانت» (ابن زرادشت والذي لم يولد بعد)، حيث يجدد العالم بعد البعث ويكون مجيئه قبل الدينونة الأخيرة. عند ذلك تقع المعركة الملحمية الحاسمة بين أهرمن وهرمزد (بين الخير والشر)، وتنتهي بانتصار هرمزد وهزيمة أهرمن بشكل نهائي..



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد ميلاد الحسناء
- المكيافيلية: كيف نفهم عقلية الديكتاتور
- لقد ارتددت أخيرا..
- ما ضاع من القرآن
- -الإسراء- من حبكة بني أمية
- نحن جيل اليوم
- بيان جمع القرآن
- فأتوا بسورة من مثله: كيف نردّ على التحدّي
- على يسار الرّب..
- فاوست الثائر
- الإله التمثال
- عن الرأسمالية وثروة الأمم
- قريبا..
- دقات الساعة
- شهر رمضان بين المانوية والصابئة المندائية
- ستفقد كل شيء
- هيلينا الجميلة
- وجدة المنسيّة
- شهداء الفكر في التاريخ الإسلامي (3): الحلاج
- شهداء الفكر في التاريخ الإسلامي (2): عبد الله بن المقفع


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية: مجلس خبراء القيادة مظهر الديمقراطية ا ...
- ثبتها حالاً واسمعوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد لإطلاق الطيران الم ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف قاعدة للطيران ال ...
- قائد الثورة الإسلامية يصلي على جثمان الشهيد رئيسي ومرافقيه غ ...
- واشنطن تترقب من سيخلف المرشد الأعلى خامنئي بعد وفاة رئيسي
- نيجيريا.. إنقاذ 350 رهينة من قبضة -بوكو حرام-
- “نزلها مباشر” تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة ...
- قائد الثورة الاسلامية: مجلس الخبراء مظهر من مظاهر الديمقراطي ...
- روسيا.. محكمة في بيلغورود تقرر طرد كاميروني متورط في دعم جما ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - أهم ما يميز الزرادشتية