أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين – نحتاج إلى صورة النصر















المزيد.....

ألكسندر دوغين – نحتاج إلى صورة النصر


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7939 - 2024 / 4 / 6 - 21:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر


4 أبريل 2024

نحن بحاجة إلى صورة النصر. والآن أصبح من الصعب للغاية، بل ربما من المستحيل، أن نتخيل روسيا المنتصرة. ستكون هذه حالة مختلفة تمامًا، رسميًا وفي المحتوى. لكن اليوم هناك حرب صور. من المهم جدًا أن تكون لدينا صورة واضحة عما نقاتل من أجله. لا يوجد شيء أكثر أهمية من النصر. يؤكد كونستانتين مالوفييف (في كتاب "الإمبراطورية" وفي العديد من الخطب) بحق وبصيرة أنه بعد العديد من انتصاراتنا العالمية - في عام 1812، 1945 – لم نقم بصياغة رؤية روسية ذات سيادة للعالم، ولم نعلن عن مثالنا العالمي، لكن استمرينا في التأثر بشدة بالغرب ونظرياته المعرفية السامة. وأدى ذلك إلى مزيد من الإخفاقات والاضطرابات والحروب. ليس لدينا أي فرصة للفوز في هذه الحرب من الناحية التقنية البحتة. هناك حاجة إلى شيء آخر، بُعد أعمق.

يجب علينا أن نهزم الغرب روحياً، أولاً وقبل كل شيء، داخل أنفسنا. يجب أن تلهمنا الأيديولوجيا الروسية، قبل كل شيء، بأنفسنا - ولكن... ليس باعتبارنا الاتحاد الروسي داخل حدود الاتحاد الروسي، بل كإمبراطورية جديدة، دولة-حضارة. وفي الوقت نفسه، يجب علينا أن نطرح رؤيتنا للنظام العالمي برمته. الجميع سيتوقع هذا منا. ولذلك، نحن بحاجة إلى التغيير بسرعة. إن السياسة المستقرة والتسوية المتمثلة في الحفاظ على الوضع الراهن بالاعتماد على الأشخاص العاديين (والشخص العادي – أطلق عليهم ليف غوميلوف "المتناغمون" Harmonics** - دائمًا على حافة الفوضى) ليست كافية على الإطلاق.

بالكاد يمتلك المتناغم القوة الكافية لضمان بقائه على قيد الحياة. بالإضافة إلى ذلك، فإن النخبة الروسية مليئة (بالاشخاص السلبيين الأقل عاطفية Subpassionarians) الذين لا يستطيعون عمومًا البقاء على قيد الحياة بمفردهم، وبالتالي يبحثون بشدة عن مصدر للطاقة والقوة في الخارج (من خلال التشبث بالسلطة و/أو الفلوس). كل هذا لا يكفي لتحقيق النصر والتغييرات المستقبلية.

تحتاج روسيا اليوم إلى صعود " *المتحمسين" او الإيجابيين Passionarians – أولئك الناس، بحسب غوميلوف، الشجعان، الابطال، الذين يتمتعون بقوة عشرات الأرواح، ويمنحون طاقة الروح للجميع مثل الشمس. هذه الصورة العاطفية والأسلوب العاطفي هي التي يجب أن تهيمن على روسيا المنتصرة. النصر يبدأ بالتغلب على النفس. يوجد مثل هؤلاء الأشخاص في السلطة - أقابلهم في جميع الطوابق وفي جميع المناطق. لكن رغبتهم في النصر، لتحقيق إرادة الرئيس، يتم حظرها من قبل الاشخاص السلبيين المفترسين والزلقين والمتناغمين الذين ليسوا في عجلة من أمرهم أبدًا.

يجدر التأكيد مرارًا وتكرارًا على أن الزيادة في المعرفة غالبًا ما تتحقق من خلال طرح المفاهيم الخاطئة. إن نجاح أي مسعى عظيم يرتبط مباشرة بإزالة العناصر غير المناسبة. في مجتمعنا، وخاصة في الطبقة الحاكمة، على مدى العقود الرهيبة السابقة (أو ببساطة فترة التفكك) تراكمت كتلة حرجة من الناس، أنواع كاملة، غير قادرة عضويا على التعبئة وتحقيق اختراق تاريخي. من السهل جدًا فهم من هم: يغادر المتناغم العمل بالضبط عندما ينتهي يوم العمل. إذا توقفوا عن دفع راتبه، فإنه يستقيل. يتلوى الشخص السلبي ويعرض مستويات عالية من البراعة حتى لا يعمل على الإطلاق ويستولي على نتائج عمل شخص آخر. الإيجابي لا يعرف ما هو يوم العمل والراحة، فهو ينظم وينتج شيئا طوال الوقت. ولا يلاحظ الراتب أو غيابه. الضوء مضاء في مكتبه ليلاً. مثل ستالين. يجب أن تصبح روسيا المنتصرة دولة ذات تسلسل هرمي صحيح للطاقة – المتحمسون او الإيجابيون البطوليون في الأعلى، والأشخاص المتناغمون الهادئون والمطيعون في الأسفل. إن السلبيين هم ببساطة ضارون، ولا معنى لهم، وخطيرون اجتماعيًا. صورة إيجابية لروسيا الإيجابية. وهذا لا يمكن تأجيله. نحن لا نملك الزمن التاريخي.
(الزمن التاريخي هو أحد أنواع الزمن الذي يستخدمه المؤرخون لتكوين صورة للماضي. يتم تحديد ميزاته من خلال كائن التاريخ - الماضي، وكذلك السمات النظرية لبناء صورة الماضي في عصر أيديولوجي معين-المترجم).
*********
** توضيح من المترجم حول النظرية العاطفية والتكوين العرقي**:

يشير دوغين في مقالته إلى "النظرية العاطفية والتكوين العرقي" Passionarity Theory of Ethnogenesis وهي فرضية كتبها الفيلسوف الروسي ليف غوميلوف 1912-1992 يصف فيها العملية التاريخية بأنها تفاعل المجموعات العرقية النامية مع محيطها ومع المجموعات العرقية الأخرى.
ويرى غوميلوف أن ولادة أو موت المجموعات العرقية تعتمد على فئة "المتحمسين" (او الإيجابيين أو المضحين او المخلصين) وهم الاشخاص الذين يتمتعون بطاقة حيوية متزايدة وهم على استعداد للتضحية من أجل ما يؤمنون به (ليس بالضرورة بالمعنى الديني).
وبالمعنى الواسع، إقترح غوميلوف اعتبار الافراد المتحمسين (المضحين) الذين حولوا الواقع المحيط بشكل كبير أو على الأقل حاولوا القيام بذلك. كمثال، كان من بينهم الإسكندر الأكبر والفيلسوف كانط Kant والمستكشف كولومبوس والعالمين نيوتن ولومونوسوف اي القادة والعلماء والمثقفين والمكتشفين.

في الطرف المقابل هناك أولئك الذين وصفهم غوميلوف بالاشخاص الأقل عاطفية (او السلبيين) الذين يعانون من نقص الطاقة – الإنتهازيين غير القادرين على إحداث أي تغييرات ملحوظة في المشهد الطبيعي، ويعتمدون كليا على الظروف ويعيشون أسلوب حياة طفيلي. وكان من بين هؤلاء الاشخاص الأنانيون والسكارى والمتشردون والصعاليك والمرتزقة عديمي الضمير والأشخاص الحثالة المدمنون على المخدرات.

وفي المنتصف – بين قطبي العاطفة – هناك أفراد متناغمون (او عاديون) كانت غريزتهم في الحفاظ على الذات والرغبة في التأثير على البيئة على نفس المستوى تقريباً. عرًّف غوميلوف الممثل النموذجي لهذه الفئة بأنه عامل ورجل عائلة موثوق ومسؤول يفعل كل ما هو متوقع منه، ولكنه لا يفعل أكثر من ذلك.

وجدير بالذكر أن الرئيس بوتين تحدث ذات مرة حول إيمانه بالنظرية العاطفية او نظرية التضحية لغوميلوف لأهمية دور التضحية من أجل اهداف عامة - لا شخصية – في تكوين الأمم واستمرار قوتها.
يعتقد بوتين ان روسيا تمر بمرحلة تطور، بعكس كثير من البلدان التي تشيب بسرعة (دول الغرب مثلا) وعلى وشك ان تنطفأ لفقدانها هذا العنصر الحيوي.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 182- تداعيات الغارة الإسرائيلية على قنصلية إيرا ...
- طوفان الأقصى181 – هل نسمع ضجيج الحرب الكبرى في الشرق الأوسط؟
- ألكسندر دوغين – بناء العصر الحديث
- طوفان الأقصى 180- إسرائيل لا تحتاج إلى الحرب، نتنياهو شخصياً ...
- طوفان الأقصى 179- كيف تستفيد شركات الشحن الغربية من حصار الح ...
- ألكسندر دوغين - يعلق على تدمير قنصلية إيران في دمشق
- طوفان الأقصى 178 – إسرائيل تتقدم باقتراح للأمم المتحدة لتفكي ...
- قبل 210 سنوات دخل الجيش الروسي باريس فاتحاً – هل يتعظ ماكرون ...
- طوفان الأقصى 177- محمود درويش وأثر الفراشة
- روسيا – هل دارت عجلة تأميم الصناعات الحربية ؟
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 176- ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – في ذكرى يوم الأرض
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 175- ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 174- ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 173- ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 172- ...
- ألكسندر دوغين – خط الجبهة يمر في موسكو
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 171- ...
- ألكسندر دوغين – ما يحدث الآن في موضوع الهجرة في روسيا أمر فظ ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 170- ...


المزيد.....




- سامح شكري يبحث مع نظيره الإيراني حل المسائل العالقة بشأن تطب ...
- بعد تلويح قطر بإغلاق مكتبها.. تشكيك بدور -حماس الدوحة- وحديث ...
- هل -فشلت- شركة تسلا على نحو غير متوقع؟
- في إطار مراجعة دورها - هل تغلق قطر مكتب حماس في الدوحة؟
- واشنطن تبحث عن نفوذها الضائع في ليبيا
- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنيين في مستوطنة شتولا شما ...
- مصر.. بيان من وزارة الصحة حول الإصابة بالجلطات بسبب -أسترازي ...
- فوز عمدة لندن صادق خان بولاية ثالثة
- الأرثوذكس الشرقيون يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في القدس ( ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين – نحتاج إلى صورة النصر