أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور فهمي - ثورة النساء أم ثورة الإنسان؟!














المزيد.....

ثورة النساء أم ثورة الإنسان؟!


نور فهمي
كاتبة

(Noor Fahmy)


الحوار المتمدن-العدد: 7919 - 2024 / 3 / 17 - 23:41
المحور: الادب والفن
    


التأليف والإخراج "الجرئ" هما عتبة من عتبات التغيير والتأثير الحقيقى فى مجال الفن!
ففى ثنائية رائعة للمؤلف (أحمد عبدالله) والمخرج (سامح عبد العزيز) نشاهد أجرأ القضايا على شاشات السينما من خلال فيلم(ليلة العيد..ثورة النساء) والذى تناول الكثير من مشاكل الفتيات والسيدات عن طريق قصص حياة بطلاته، وأذكر الأبرز منها من خلال :
الشخصية الأولى؛ والتى جسدتها الفنانة (يسرا)؛
فهى تقوم بدور سيدة مكافحة تنفق على أولادها وزوجها المشلول، والذى ستظن لأول وهلة أنه رجلا عاجزا، ولا حول له ولا قوة، إلا أنه ورغم هذا الوضع يحاول أن يثبت سيطرته عن طريق ضرب زوجته والتقليل منها أمام أبناءها ..فتتحلى بالصمت أحيانا لأنها تراعى حالته المرضية، ولكن سرعان ما تعلن تمردها عليه حينما تكتشف أنه على استعداد لأن يصمت"بمقابل مادى" أمام رغبة الرجال الآخرين فيها !!
فى مشهد تقرر دفعه من على (كرسيه العجلى) بعدما، تشتكى له صاحب المنزل الذى حاول أن يعتدى عليها وبدلا من الانتقام لها..قام بتأنيبها على عدم ذهابها مرة أخرى!!
أما الدور الأجرأ والتى قامت بأدائه الفنانة(نجلاء بدر)؛
فهو دور سيدة تتأذى من العلاقة الجنسية بسبب عملية (الختان) التى تعرضت لها وهى صغيرة، وتقف لتعلن ثورتها ضد زوجها وأمه اللذان يصممان على إجراء نفس العملية لابنتهما الصغيرة!!
وهنا أشير إلى مشهد العلاقة الجنسية الذى تم بينها وبين زوجها والذى جسد دوره الفنان(محمود حافظ).
هذا المشهد تم تناوله بجرأة وحرفية إخراجية، ليبين لنا مدى تأذيها والمعاناة التى تخوضها فى كل مرة يمس فيها الزوج جسدها. ذكرنى هذا المشهد بمشهد مشابه بين الفنان(خالد ابو النجا) والفنانة (جيهان فاضل) فى فيلم (سهر الليالى) مع اختلاف القضية والأزمة المطروحة
***
(يسرا اللوزى)، والتى قامت بدور "بطلة رفع أثقال" المكافحة، صاحبة الحلم والطموح الذى يتأجج فى صدرها يوما بعد آخر ..حازت على العديد من الميداليات وكرمتها الدولة وأهانها أقرب الناس إليها"أبيها" فظل يثبط من عزيمتها..ويحط من قدرها وأهمية منجزها..ويذكرها بأنها ليست كباقى البنات!!
فكل ما يريده منها هو أن تكسب المال، أو أن تتزوج فيتخلص منها !!
تمتعت (يسرا اللوزى) بأداء مختلف تماما عن أداء دور" تلك الرقيقة" التى عهدناها فى المسلسلات والأفلام ..فقد جسدت دورها بحرفية واتقان وتمكن، وأنا أعد هذا الفيلم اكتشافا جديدا لموهبتها وعلامة لنضجها الفنى!!
أما عن الفنانة (ريهام عبد الغفور) فسأختصر روعة أداءها فى مشهد(الماستر سين) عندما أخذ زوجها يصفعها ويسحلها إلى محل الكوافير، ثم يغلق عليهما بابه بمنتهى الحسم والعنف لينفذ جريمته ..فيجلسها عنوة على الكرسى ويبدأ بحلق شعرها، وهى تتابع صورتها فى المرآة تتجرد من معالم أنوثتها جبرا وقهرا.
وكل ذلك بسبب مرضه "بالغيرة"؛ فهو رجل متعدد العلاقات ولذلك يسقط عليها خياناته المتكررة بشكل دائم!!
لن تتمالك نفسك من البكاء حينما ترى ضعفها وقلة حيلتها من خلال حركة عينيها وتوسلاتها المتكررة إزاء سطوة رجل مريض مثله!!
وهنا يجب الإشارة أيضا لبراعة أداء الفنان (أحمد خالد صالح) ودوره المختلف تماما عن أى دور قام بأدائه سابقا..شخصية بعيدة تماما عنه..فقد جسد دور رجل ذكورى متسلط وعنيف، بمنتهى البراعة والإتقان، حتى أنك ستلعنه فى سرك آلاف المرات، فور انتهاء هذا المشهد تحديدا ..
تقوم أيضا الفنانة(سلسبيل مطر) فى هذا الفيلم بدور طفلة ، تغتصب منها براءتها عند محاولة أهلها تزويجها لرجل يكبرها فى العمر..بمقابل مادى!! وهى لا تعلم كبيرة ولا صغيرة عن مفهوم الزواج أو العلاقة الجنسية.
زوجها؛ الرجل المريض الذى يشترى "جسد فتاة" بمقابل مادى..فقط "للمتعة الجنسية"بلا وفاق فكرى أو اجتماعى أو ثقافى بينهما !! فتصبح هذه الجريمة مستساغة ومباحة فقط عن طريق توقيع "ورقة"؛ ورقة تستطيع من خلالها أن تجعل الحرام حلالا والحلال حراما!!
***
أما الفنانة(هنادى مهنا) فقد قامت بدور
"صاحبة حلم الغناء والشهرة " فى الفيلم، ورغم أنها تتمتع بصوت جميل إلا أن أهلها والمتمثلين فى أبيها وأخيها، يمنعون عنها تحقيق هذا الحلم، ويسمح لها فقط بالغناء فى "غرفة بالمنزل"!!
غرفة مستترة عن العالم..مدفونة موهبتها بين جدرانها الأربعة!!
فكم من الفتيات لازالوا خلف قضبان العادة والواجب والمفروض والعيب، فى جملة من سلوكيات المنع والزجر، بإسم الدين تارة، وبإسم العرف تارة أخرى!!

ويأتى الحل أخيرا من خلال" مشهد النهاية"؛
فقد قررت النساء أن يتجمعن على مركب(قارب للنجاة)، ويتركن رجالهن بأفكارهم القذرة المتخلفة، بل ويتركن خلفهن أيضا النساء المتشبعة أفكارهن بالتخلف والخنوع والسلبية، ويهربن من هذه الجزيرة الظالم أهلها!
فالجزيرة هنا "رمز" لتجمع كل الأفكار التى عفا عليها الزمن..السلوكيات التى ليس لها مكان وسط تحضر العالم وتقدمه وطفراته التكنولوجية والعلمية.."رسالة" لمن امتص عفن الأفكار خلايا أدمغتهم ..رسالة رمزية مفادها
أن الأفكار والعادات الصدئة ستأكل نفسها بنفسها يوما، وسيتم عزلها فى جزيرة خالية من معالم الحياة..مهجورة من كل علامات التحضر والجمال والرقى!!
وفى النهاية أود أن أعرب عن سعادتى باهتمام الرجال بقضايا النساء، وهمومهن وأحلامهن ومحاولة التأثير ايجابيا فى مفاهيم الناس من خلال الفن ..فهذا الفيلم من أفلام البطولة النسائية،
ولكن؛
المؤلف "رجل" والمخرج "رجل" والمنتج "رجل"..فهى ثورة يشترك فيها النساء والرجال معا..يدا بيد ..فى سبيل حياة كريمة "للأم"؛ الأم التى من المفترض أن تنجب البنين والبنات وتعدهم لحياة نفسية سوية
فإذا لم تحيا هى يوما بكرامة وإنسانية ،
كيف لها أن تعد لنا ذكورا أسوياء، لا يظلم أحدهم
أخته أو زوجته أو ابنته فى المستقبل؟!



#نور_فهمي (هاشتاغ)       Noor_Fahmy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابات آخر موضة!
- بين العهر والحج -رحلة-
- الأستاذ -إله-
- ورم الجنس (مقال)
- بردا وسلاما على المبدعين (مقال)
- براءة الرب (مقال)
- علاقة(إحسان عبد القدوس) بمسلسل -أزمة منتصف العمر-
- وجه لا يشبه صاحبه!
- شاهينية الهوى
- (منتهى اللذة..منتهى الألم) مقال
- آيات سينمائية..تلاوة امرأة
- حرية موقوتة (نص نثرى)
- انتحار عارية (قصة قصيرة)
- سمعة الكترونية (قصة قصيرة)


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور فهمي - ثورة النساء أم ثورة الإنسان؟!