أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سنية الحسيني - غزة ومؤامرة العصر















المزيد.....

غزة ومؤامرة العصر


سنية الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 7916 - 2024 / 3 / 14 - 14:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


يقع الإعلان الأميركي الذي جاء مؤخراً حول إرسال سفينة بحرية لإنشاء ميناء مؤقت في غزة لأهداف إنسانية في دائرة كبيرة من الشك. لا ينبثق ذلك الشك فقط من حيثيات إنشاء ذلك الميناء وجدواه، بل يرتبط بمعطيات تصاحب تلك الفكرة الغريبة. وإن حلّ اليقين مكان الشك حول الهدف الحقيقي من هذه المبادرة الأميركية لتشييد ذلك الميناء، يعني أن الفلسطينيين أمام مؤامرة كبرى قد تطيح بما تبقى من مستقبل القضية الفلسطينية، وقد تفسر خفايا هجوم 7 أكتوبر، وتستوجب من الفلسطينيين التحرك الفوري.
أعقب تصريح بايدن حول توجه النية الأميركية لبناء ميناء غزة المؤقت نهاية الأسبوع الماضي، خروج سفينة أميركية من قاعدتها متوجهة إلى فلسطين بعدها بساعات. ويدعم الحلفاء الغربيون المقربون للولايات المتحدة بناء ذلك الميناء، على رأسهم بريطانيا، وتموله دولة الإمارات العربية بالإضافة إلى الإدارة الأميركية. ولم تعارض إسرائيل ذلك المشروع، بل لم تخف ترحيبها به، وعدم معارضتها لوصول السفن المحملة بالدعم للفلسطينيين إليه، وهو الأمر الذي لطالما رفضته.
ولا يعد إنشاء ذلك الميناء أنجع الحلول لكسر الحصار المفروض على السكان المدنيين في غزة، وهو الأمر الذي أكدته قيادات عسكرية أميركية ومسؤولون أمميون، كما يدعمه المنطق. فإنشاء مثل ذلك الميناء، ووصول السفن إليه والمحملة بالمعونات للغزيين يحتاج لموافقة إسرائيل، التي تسيطر فعلياً على غزة، تماماً كما يحتاج دخول الشاحنات وتحليق الطائرات فوق سماء غزة لذات الموافقة. ويعتبر دخول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية أفضل الوسائل لتوصليها للمدنيين، خصوصاً أنه الأسلوب المتعارف عليه منذ فرض الحصار الإسرائيلي على غزة في العام 2007، كما أن الاحتلال يسيطر على جميع المعابر على طول الحدود الشمالية والشرقية، وينسق مع مصر على طول الحدود الجنوبية للقطاع.
ويحتاج قطاع غزة، الذي يقطن فيه أكثر من مليونَي إنسان، لدخول 500 شاحنة يومياً محملة بالمواد الأساسية، في الأيام العادية، بعد خضوعها لعملية تفتيش إسرائيلية معقدة. ومنعت سلطات الاحتلال دخول أي شاحنة للقطاع خلال أول أسبوعين من العدوان على غزة. ولم تسمح بعد ذلك إلا بدخول أقل من عشرة شاحنات يومياً، و90 شاحنة في أحسن الأحوال. وفي ظل سياستها لتفريغ شمال القطاع، قيدت إسرائيل وصول تلك الشاحنات إليه، لتجويع حوالى نصف مليون مدني، رفضوا الخروج من أماكن سكنهم، رغم القصف المركز وجرائم القتل التي يتعرضون لها.
لا يعد وصول شاحنات محملة بالمواد الأساسية إلى شمال القطاع المشكلة الوحيدة، بل إن عدم وجود جهة تستلم تلك المعونات لتوزعها على السكان بنظام يتناسب مع الوضع المعقد يعد المشكلة الأكبر. وقام الاحتلال باستهداف الشرطة الفلسطينية ورجال الدفاع المدني وحتى موظفين أمميين حاولوا المساعدة في توزيع المساعدات على المدنيين، خالقاً بذلك تلك الأزمة التي تسببت في عدم وصول المساعدات للمدنيين والتي تصل بشكل شحيح، متسبباً بحدوث مجاعة حقيقية. ويعد ذلك سبباً مركزياً آخر في انتقاد مشروع الميناء الأميركي المؤقت، الذي لم يقدم حلاً لهذه الأزمة، ناهيك عن أنه سيحتاج لشهرين ليصبح مؤهلاً لاستقبال سفن الإغاثة. فهل سيصمد من تبقى من سكان القطاع لشهرين آخرين، تحت وطأة استمرار القصف والقتل والتجويع؟ ويصبح الأمر أشد تعقيداً، إن نفذ الاحتلال تهديداته باجتياح مدينة رفح، التي تحتضن أكثر من مليون غزي لجؤوا إليها، طلباً للأمان تحت وطأة القصف القاتل في شمال ووسط القطاع، الأمر الذي يرجح وجود أهداف أخرى لوجود ذلك الميناء المؤقت.
يقودنا ذلك إلى النظر إلى العوامل المصاحبة لتلك المبادرة الأميركية الغريبة لإقامة الميناء المؤقت. وعلى رأسها حقيقة الموقف الأميركي، والذي يتضح من خلال فصل الأقوال عن الأفعال. ويمكن تقييم موقف الولايات المتحدة تجاه إسرائيل فقط من خلال أفعالها، إذ أثبتت تصريحاتها خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة، والتوتر المشتعل في المنطقة، أنها تأتي أحياناً للاستهلاك المحلي والدولي فقط، ولا تعكس حقيقة مواقفها الداعمة بصلابة لإسرائيل، من خلال شراكة وتحالف والتزام منقطع النظير.
في حين يتعلق العامل الثاني بتتبع سياسة حكومة نتنياهو، سواء تلك التي تصر على استمرار عدوانها وتدميرها لقطاع غزة بكامل أنحائه، من شماله إلى جنوبه، وتعمد إلحاق الأذى والرعب بالمدنيين، دون وجود أي تهديد حقيقي داخلي إسرائيلي على استمرارها وبقائها حتى الآن. كما أنه من الملاحظ أن حكومة الاحتلال تتعمد إشعال الضفة الغربية، رغم دعوات الولايات المتحدة وخبراء أمنيين إسرائيليين بتجنب ذلك، خصوصاً في ظل التقاطع بين استمرار العدوان على غزة ودخول شهر رمضان. وتصعّد سلطات الاحتلال من اجتياحاتها للضفة وتشدد إجراءاتها في القدس، وتطلق أيدي مستوطنيها ليعيثوا تخريباً وإيذاءً بالفلسطينيين، وتستمر في سياسة الاغتيالات والاعتقالات. واعترفت إسرائيل باعتقال أكثر من 4000 فلسطيني في الضفة الغربية منذ بدء عدوانها على غزة، بالإضافة إلى وجود أكثر من 5000 آخرين، يقبعون في سجونها قبل العدوان. إلا أن الملفت مؤخراً، ما أعلنته إسرائيل حول بناء سجون جديدة لتستوعب الأعداد الإضافية من المعتقلين في الضفة الغربية، وهو أمر يوحي بترويجها لمزيد من الاضطرابات القادمة. ولا ينفصل ذلك عن حالة التصعيد التي تتعمد حكومة الحرب الإسرائيلية خلقها على الجبهة الشمالية مع لبنان، والتي تشهد تصعيداً يصعب تجاهله.
وقد ترتبط تطورات العدوان على غزة بعامل مهم من الصعب إغفاله، يتعلق بغاز غزة. فبالإضافة للأهداف السياسية والعسكرية الإستراتيجية والأمنية والتوجهات الأيديولوجية لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية، والتي يعرفها الجميع، لا يعد العامل الاقتصادي أقل أهمية عن تلك سابقة الذكر، خصوصاً ذلك المتعلق بغاز غزة، والذي يرتبط بالمستقبل التي تتطلع إليه دولة الاحتلال.
بعد ثلاثة أسابيع على العدوان على غزة أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية منح تراخيص لستة منشآت عالمية وإسرائيلية للتنقيب عن الغاز في مناطق يقع معظمها ضمن النطاق البحري الفلسطيني. وبعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل حكومة نتنياهو الحالية، دعت إسرائيل شركات التنقيب لتقديم عطاءاتها للتنقيب في تلك المناطق. وفي نهاية الشهر الماضي أكدت إسرائيل زيادة معدلات إمدادات الغاز إلى مصر والأردن إلى حوالى 25 في المئة خلال العام 2023، رغم انقطاع طفيف جرى في بداية العدوان على غزة، وأكدت أن الصادرات قد تشهد توسعاً قادماً.
واكتشفت إسرائيل وجود مصادر من الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط قبل 15 عاماً وبدأت تنتج بالفعل في العام 2013، الأمر الذي وضع إسرائيل على خارطة الطاقة لأول مرة. في العام 2022 نجحت المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة بتوقيع اتفاقية تفاهم على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، مكنت إسرائيل مؤخراً من الاستفادة من تدفق غاز حقل كاريش، حيث وعدت بأن تكون جزء من حل مشكلة الطاقة في أوروبا، التي نشأت بعد الحرب الأوكرانية، والقرار بمقاطعة الغاز الروسي. إلا أن إنتاج ذلك الحقل يعد ضئيلاً مقارنة بحقلَي ليفياثان وتمار اللذين ينتجان معظم الغاز الإسرائيلي، ويعد احتياط إسرائيل من الغاز محدوداً بالمقاييس العالمية.
وتتطلع إسرائيل لتصبح مركزاً عالمياً لتصدير الغاز، وهو الأمر الذي يتطلب تحولها لممر يربط بين الشرق والغرب، والذي يأتي ضمن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، إلا أن وصولها لمكانة الدول المصدرة للغاز يعد من أكبر طموحاتها، وهو ما يرتبط بحصولها على غاز غزة. في العام 1999، أكدت شركة بريتيش غاز أن الاحتياطي البحري في غزة من الغاز يقدر بنحو 1.1 تريليون قدم مكعب. وفي العام نفسه، منحت السلطة الفلسطينية تلك الشركة عقداً للاستغلال، لم يفعل العمل به بسبب إسرائيل، رغم عدم رفضها الصريح. وفي العام 2019 أعلنت فلسطين حدودها البحرية، وفقاً لأحكام إتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، والتي أصبحت فلسطين طرفاً فيها في العام 2015، إلا أن مصر أعلمت الأمم المتحدة رفضها القبول بتلك الحدود، كما لحقت بها إسرائيل بعد أسبوعين. ويتطلب التحكم بغاز غزة ضم إسرائيل للقطاع، والسيطرة الأمنية المطلقة عليه، الأمر الذي يغير المعادلة التي عملت بها إسرائيل خلال السنوات الماضية، بعد حدوث الانقسام الفلسطيني في العام 2007، ويقوم على تعميق حالة الفصل بين السلطة وحركة "حماس" لأغراض سياسية. إن ذلك قد يفسر تصريحات إسرائيل خلال العدوان الحالي على غزة المتعلقة بالسيطرة الأمنية والتحكم في القطاع، في سيناريو ما بعد العدوان، وكذلك تصريحاتها حول تهجير الفلسطينيين.
وقد يقدم العامل السابق، بالإضافة لعوامل أخرى، تفسيراً لموقف إسرائيل بشن عدوانها المدمر على غزة، كما يقدم تفسيراً لمواقف دول عديدة أخرى في المنطقة وخارجها من العدوان، منخرطة بمشاريع الطاقة والغاز التي تقودها الولايات المتحدة فيها. فإسرائيل التي تسعى دون مواربة لأن تكون دولة قائدة في المنطقة، ليس فقط على المستوى الصناعي والعسكري والأمني، بل أيضاً في مجال الطاقة، ليس فقط في نقلها بل في إنتاجها أيضاً. ويعد المشروع سابق الذكر ضرورياً للولايات المتحدة في تنافسها مع الصين وروسيا معاً، ويعتبر هدف الولايات المتحدة المعلن ضرب طريق الحرير الصيني بطريق الهند المنافس، والذي يتكرس من خلال وجود إسرائيل كعنصر أساس فيه.
قد يفسر ذلك العامل الأخير ويقدم إجابات على العديد من المواقف، ومنه العدوان غير المبرر بهذا الشكل على غزة، والذي لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع حجم هجوم "حماس". ويفهم أيضاً من خلال ذلك العامل دعوات إسرائيل في بداية عدوانها على غزة بتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، والذي ارتبط برؤية وثيقة أمنية إسرائيلية، كُشف عنها في أعقاب العدوان، دعت لإحداث عملية تدمير واسعة في القطاع، وجعلته مكاناً غير قابل للحياة.. إلا أن نجاح تلك المؤامرة يعني ضياعاً تاماً للقضية الفلسطينية، وليس غزة وحدها، في ظل أهداف سياسية وأيديولوجية إسرائيلية لا تغيب.



#سنية_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق يكشفها عدوان الاحتلال على غزة
- هل الهدنة في غزة ممكنة قريباً؟
- الدور الأمريكي بين الأقوال والأفعال
- مستقبل الهجوم الإسرائيلي على غزة …عناصر محددة (3 من 3)
- مستقبل الهجوم الإسرائيلي على غزة …عناصر محددة (2 / 3) الولاي ...
- عن تصفية «الأونروا» ومؤامرة التهجير
- مستقبل الهجوم الإسرائيلي على غزة … عناصر محددة (1 من 3)
- إرهاب إسرائيل المسكوت عنه
- غزة تتحدى إسرائيل من داخل محكمة العدل الدولية
- فلسطين وحرب الأيديولوجيات وغزة وحرب الإرادات
- غزة مفتاح التطورات الإقليمية في المنطقة
- الفلسطينيون والعدالة الضائعة
- ملاحظات على هامش الحرب على غزة
- مستقبل غزة إلى أين؟
- والحرب الاعلامية لا تقل ضراوة
- سيناريوهات نهاية الهجوم على غزة: السيناريو المتجاهل
- رسالة من تحت أنقاض غزة وسيناريوهات محتملة
- 7 أكتوبر وانكشاف الأقنعة
- ماذا يجري في غزة!
- السابع من أكتوبر والولايات المتحدة وإسرائيل


المزيد.....




- أسماء الأسد.. ما حقيقة فيديو مقابلتها بعد -الهرب من سوريا-؟ ...
- ثلاثة أسباب رئيسية ساعدت المعارضة المسلحة على الإطاحة بالأسد ...
- ماذا نعرف عن محمد البشير -مهندس- المرحلة الانتقالية في سوريا ...
- هل يتكرر سيناريو الفوضى في سوريا؟
- نتنياهو: نريد علاقات سليمة مع النظام الجديد في سوريا
- رجال الإطفاء في روما يكرّمون العذراء مريم في عيد -الحبل بلا ...
- بشار الأسد: كيف تناول الإعلام المصري سقوط حكمه؟
- البشير يشكل أول حكومة سورية بعد الأسد، وإسرائيل تتوعد المعار ...
- ماذا نعرف عن محمد البشير رئيس الحكومة المكلّف من قبل هيئة تح ...
- بين التأييد والرفض.. مظاهرات حاشدة في تل أبيب أثناء شهادة نت ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سنية الحسيني - غزة ومؤامرة العصر