أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم كامل وشاح - غزة ما بين الموت و الجوع














المزيد.....

غزة ما بين الموت و الجوع


ابراهيم كامل وشاح
كاتب

(Ibrahim Kamel Wishah)


الحوار المتمدن-العدد: 7905 - 2024 / 3 / 3 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غزة ما بين الموت و الجوع.

بقلم أ. ابراهيم كامل وشاح
الناشط القانوني و السياسي
عضو اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم البريج
مسؤول دائرة الشباب

الناس هنا في غزة أصبحوا لا ينامون ولا يحلمون ولا يأكلون لم نتوقع اننا سنصل إلى هذه المرحلة ما يشغل سكانها هو كيف أن يخرجوا من جنون الطائرات الحربية الإسرائيلية أحياء . فالموت أصبح يلاحقنا في كل لحظة و ثانية فالطائرات تغطي سماء غزة وصوت القصف المتواصل و الكثيف لم يتركنا .

فهناك فرق كبير بين أن تسمع عن غزة أو أن تعيش فيها فرغم أن سكانها حافظوا على صمودهم إلا أن كل شيء فيها تغير فالملامح فيها هناك كانت مختلفة تماماً ، تغييرات إبادية جرت على المكان شوارع غير شوارعها و بيوت غير بيوتها و أشجارها تحتضن الأرض باكية حزينة على ما حدث لها فأصبح صباحها مساءها و مساءها صباحها أصبحوا لا يفرقون بين الحزن و الفرح ، يضحكون و يفحزنون يتحدثون عن دمار منازلهم و عن فراق أحبتهم و يعودون إلى الصدمة من جديد أمام أستمرار عبث القصف داخلها

. فأين المدارس و الجامعات و تل الهوى و الكتيبة و أين السرايا و الرمال و أنصار و المجلس التشريعي و الجندي المجهول و ميناء غزة الجميلة وأين شارع الرشيد و صلاح الدين كل شيء أختلف تماماً أين مخيماتها التي أصبحت كلها دمار أين كل كل كل شيء فالدبابات أكلت كل شيء في طريقها .

خرج المواطنين من بيوتهم على أمل العودة فكان لقاءهم في ملهاة الحزن بين الخيام في ليالي الشتاء القارصة الطويلة على مفترق الوجع كل الوجع لم يكونوا يعلموا خبث هذه الحياة و ما تخفيه لهم هكذا كان لقاءهم وكل منهم يحمل بداخله تشرد عاطفة و رغبة لمأوى القلب و رغبة للعيش بأستقرار و أمان .بين نكبة عام 1984 و بين نكبة عام 2023 و الممتدة حتى كتابة حروف هذا المقال سقط مئات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين و اكثر منهم من الجرحى و اكثر و اكثر من الاسرى الفلسطينيين حيث أمضى العديد منهم اكثر من أربعين فى غياهب السجون، بين النكبة الفلسطينية الاولى و النكبة المستمرة و المتدحرجة يقف الفلسطيني شامخا حائرا و لكنه يرنو بعيونه نحو الحرية و العودة و الدولة . لم يكونوا يعلموا أن هذه الحرب مجنونة تحمل في ثناياها الكثير من القهر والألم و المعاناة فالشعب وحيداً .

لكن السر و الأكثر بطولة يكمن في كل واحد من أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الذي ذاق ويلات الألم و المعاناة و القهر في ظل غياب الأصوات التي تنادي لفجر الحرية و الوطن فأدوا صمودهم بجرأةٍ لا تقف عند حدٌ مداخل و مخارج قطاع غزة فحسب، و إنما أمام كل بيت فلسطيني لا يعطي للحرب المجنونة أي قيمة أو ثمن.

قلوب أبناء شعبي البيضاء هي من تجمعهم الأن ، أصبحت البيوت تفتقر لأبسط موادها التموينية و حاجياتهم الأساسية جمعت كل منزل و كل خيمة فالروح متشابهة في الألم و الموت و القصف .

و في النهاية الكل في غرة أصبح بأنتظار اللحظة الحاسمة لأنتهاء هذه الحرب المجنونة و الجميع أصبح على قيد الموت .



#ابراهيم_كامل_وشاح (هاشتاغ)       Ibrahim_Kamel_Wishah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب الفلسطيني و تحديات الواقع و الهجرة
- الكاتب الفلسطيني الأستاذ ابراهيم وشاح يزور مقر جريدة الوسيط ...
- أمراض الزعامة المبكرة
- فدا و النضال الوطني الفلسطيني
- ممارسة الديمقراطية لشرعنة الدكتاتورية
- الفساد السياسي و الصعود نحو الهاوية
- في اليوم العالمي للشباب / مستقبل الشباب إلى أين ؟
- الشباب الناجح بين الإصرار و المؤامرة .
- 74 عاماً على نكبة فلسطين .
- الشباب الفلسطيني بين الواقع و المأمول
- خروقات حقوق الإنسان ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائي ...
- اللاجئ الفلسطيني بين الواقع و التحديات
- الواقع الفلسطيني و التحديات الراهنة


المزيد.....




- هل تفلح مساعي احتواء الوضع الأمني في السويداء السورية؟
- هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويدا ...
- إعلام إسرائيلي: مفاوضات غزة حققت تقدما والطريق ممهد أمام اتف ...
- للذين أحبوا العمل أكثر من الراحة.. هكذا تتأقلم مع الحياة بعد ...
- القضاء الفرنسي يطالب بتحديد مكان بشار الأسد في تحقيقات جرائم ...
- الحوثيون يعلنون مهاجمة ميناء إيلات وهدفا عسكريا بالنقب
- حصيلة أممية تكشف أن 875 شهيدا مجوعا سقطوا بغزة
- واشنطن تطلب من إسرائيل التحقيق في مقتل أميركي بالضفة الغربية ...
- في قطاع عانى لسنوات طويلة حصارا خانقا.. كيف تطور المقاومة سل ...
- فشل انقلاب تركيا الأخير ونهاية عهد الدولة المسروقة


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم كامل وشاح - غزة ما بين الموت و الجوع