أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوني الداوودي - إذا كان الغراب دليل قوم فما دلهم إلا على الخراب














المزيد.....

إذا كان الغراب دليل قوم فما دلهم إلا على الخراب


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 524 - 2003 / 6 / 25 - 18:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                     

ها قد ولى صدام أخيراً إلى مزبلة التاريخ، بعد أن حرق الأخضر واليابس، وبعد أن بعثر أموال الشعب العراقي في مغامراته الطائشة، وخلف لنا مئات المليارات من القروض المستحقة الدفع، وعقود اقتصادية بعشرات المليارات قدمها كرشاوى، إلى بلدان ٍ لا تملك من وسائل النهضة العلمية التي في استطاعتها الصمود أمام ما توصلت لها بلدان أخرى كأمريكا  والصين وألمانيا واليابان، لحمايته من النتيجة الحتمية التي تنتظر كل حاكم مستبد، وتركنا هذا المستبد الظالم حتى بعد زواله في حيرة من أمرنا ما بين طموحاتنا لبناء العراق، وإزالة الصدأ الشوفيني الذي لازم صورته لعدة عقود، وبين الالتزام بتلك العقود والصفقات التي وكما يبدو بأن أصحابها من الدول لا تريد التنازل عنها بل دخلت مع قوى التحالف في مفاوضات ومساومات غير نزيهة على حساب شعبنا وبلدنا.
وتركنا هذا الدكتاتور الدموي الذي قل نظيره في التاريخ، أن نواجه مثقفين عرب غير عراقيين مرتشين وشرسين وجشعين يطلّون علينا وعلى الشعوب العربية بوجوههم الصدئة من على شاشات الفضائيات العربية يملئون الدنيا بضجيجهم وبنظرياتهم الجاهزة على اللسان التي تستمد مفاهيمها من نظرية المؤامرة غير العقلانية، ونصبوا أنفسهم محامون عنا دون رغبة منا.
والآن وبعد أن أنجلى غيم الدكتاتورية من سماء العراق وانكشاف الجرائم والتجاوزات الرهيبة للعهد المقبور، وخاصة ما يتعلق بالمقابر الجماعية المكتشفة والتي بلغ عدد ضحاياه إلى حد هذه اللحظة أكثر من سبعين ألفاً من كافة أبناء العراق دون تمييز، ويتوقع أن يصل العدد إلى أكثر من ثلاثمائة ألف ضحية، فالسؤال الطبيعي الذي يطرح نفسه، إلا يخجل هؤلاء من مواقفهم السابقة والحالية المزرية في الدفاع عن عهد الطاغية المقبور  تحت يافطة محاربة أمريكا ؟ أم أنهم يكابرون وليست لديهم الجرأة الكافية في الاعتراف بخطل أفكارهم ونظرياتهم، لكن الأمر يبدو أنه لا يتعدى التمسك بالشعارات وحسب بل خشية انكشاف أمرهم باستلام مبالغ نقدية كبيرة من الدكتاتور الذي كان يستقطعها من قوت شعبنا المحاصر، فأني والله أرى دم آبائنا وأمهاتنا وأولادنا وإخواننا وأخواتنا وأصدقائنا تصبغ ملابس أطفالهم وذويهم، وأرى البقع الحمراء  تعوم في صحون حسائهم على موائدهم، ومناضدهم، وتحت عجلات سياراتهم الفارهة، فلا مياه النيل والفرات ولا أمواه دجلة وبردى والزابين الكبير والصغير تستطيع أن تمحي آثار دمائنا من على واجهات قصورهم، فوالله أنهم أكلوا لحوم أبنائنا، وشربوا نخب موتانا وشهداءنا وهم يرقصون. لم يكن صدام العار في جبين التاريخ إلا قزم ٍ صغيراً أمام جشع هؤلاء المثقفين أمثال عبد الباري عطوان ومصطفى البكري ومحمد المسفر وليث أشبيلات والعشرات غيرهم ممن باعوا ضمائرهم وعقولهم، أن مأساتنا الحقيقة لا تكمن في اليد التي حملت السوط لتجلد ظهورنا، بل بالأقلام التي خطت ونظمت لنا نشيد الموت، فأي عار ما بعده عار لتلك الأقلام التي وخزتنا في الجنبات كخناجر الغدر، وشردتنا في المنافي وقطعت عن أهلنا الخبز والهواء باسم العروبة وباسم العراق ومحاربة الامبريالية والصهيونية العالمية وتحرير فلسطين.
أن هؤلاء أعطوا الحاكم قوة الآلهة، فتحول الأخير إلى ذئب أو ضبع .
فكفاكم نعيقاً يا غربان الشؤم
كفاكم صخباً وضجيجاً، أريد التأمل ولو للحظة واحدة، والتفكير فيما سأفعل بعد عقود القهر والظلم والطغيان
كفاكم أطباقاً على صدورنا
كفاكم كذباً ودجلاً ونفاقاً لتتاح لي فرصة تربية أولادي على الخير وحب الناس
كفاكم نفحاً مسموماً 
         كفاكم جشعاً فالبقرة الحلوب التي تعودتم امتصاص ثدييها بأنيابكم الجارحة، تأبى أن تعطي بعد اليوم خيراتها إلى من نهشوا لحمها، ولا يزالون جاهزين ومتربصين للفصول القادمة للتاريخ الذي سيكتب .
كفاكم يا من تتاجرون بحليب أطفالنا وعافية شبابنا وصبر شيوخنا وسيداتنا
كفاكم خبثاً ولؤماً وانتهازية في سباق غير شريف لكسب تصفيق الأغبياء، والسطو على جيوبهم في آن ٍ واحد. 
                                                                                            
   



#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسات حول القضية الكردية ومستقبل العراق
- يحاول مثقفينا المرور على هذه المجزرة مرور الكرام
- أنه حقاً سؤال صعب . هل أنت مع الحرب أم ضده ؟
- مصطفى كمال - أتاتورك - يأمر نوري السعيد بتعيين ياسين الهاشم ...
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الرابعة
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الثالثة
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الثانية
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الأولى
- زبيبة والملك ما بين الأسماء المستعارة وبؤس كتابها
- دور المثقف في المستقبل لترسيخ مبادئ وأسس المجتمع المدني
- توضيح
- أوجه الشبه بين الشمال والجنوب
- إحتفاءٍ بمرور سنة على تاسيس الحوار المتمدن
- احترام المعتقدات وممارسة الشعائر الدينية والمذهبية
- عشرة سنوات على مرور التجربة الديمقراطية في كوردستان العراق ...
- نعم ليست الجبال وحدها أصدقاء الكورد
- أهي هواجس؟ ، أم خوف ورعب من الغول الكوردي ؟ !!!!!
- الدكتور جبار قادر - حوار حول العلاقات الكردية ـ التركمانية
- هواجس، في زمن النفاق والرياء
- تهنئة وتبريك


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوني الداوودي - إذا كان الغراب دليل قوم فما دلهم إلا على الخراب