أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوني الداوودي - أنه حقاً سؤال صعب . هل أنت مع الحرب أم ضده ؟















المزيد.....

أنه حقاً سؤال صعب . هل أنت مع الحرب أم ضده ؟


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 449 - 2003 / 4 / 8 - 02:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

ما من إنسان على وجه البسيطة، وهو يتابع المشاهد المؤلمة من خلال شاشات التلفاز ما يحدث لشعبنا داخل الوطن العراقي  إلا وأن يلعن اليوم الذي أنتعل فيه الإنسان البسطال لأول مرة، البساطيل هي واحدة، سواء كان هذا البسطال إنكليزياً أم أمريكياً عربياً كان أم كوردياً أو غيره، تدوس وتسحق الأحلام الوردية، وتدنس طهارة الأرض، وتفرك جباه الأبرياء والضحايا في حالات من الغرور والعنجهية، هذا ما يخبرنا به التاريخ. " عذراً للسياب، حين أقسم بأرجل الأطفال العارية، يميناً وبالخبز والعافية ، ,إذا لم نعفر جباه الطغاة، بهذه الأرجل الحافية " 
ورأت الفنانة السويدية " أيفا دال كرين " بأن السلام العالمي يأتي بخلع البسطال، عبرت عن ذلك في أغنيتها   " أخلع بسطالك "
وذكرتني الصورة المعبرة التي نشرها الأستاذ علاء اللامي في موقع كتابات يوم 5 نيسان " الطفل الذي يبول على خوذة هذا المبسطل " بشاعرنا الكبير مظفر النواب، وهو يصرخ :
" سيدتي نحن بغايا مثلك يزني القهر بنا
والدين الكاذب والفكر الكاذب والخبز الكاذب
والأشعار ولون الدم يزور حتى في التأبين رمادياً ويوافق كل الشعب أو الشعب وليس الحاكم أعور
سيدتي كيف يكون الإنسان شريفاً ؟
وجهاز الأمن يمد يديه في كل مكان والقادم أخطر
نوضع في العصارة كي يخرج منا النفط
ونخبك نخبك سيدتي لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني
فالبعض يبيع اليابس والأخضر
ويدافع عن كل قضايا الكون
ويهرب من وجه قضيته
سأبول عليه وأسكر
ثم أبول عليه وأسكر ثم تبولين عليه ونسكر "
نعم هذا ما تنبأ به النواب قبل عدة عقود من الآن، نأتي دائماً في المؤخرة.... لماذا ؟
لربما يقول البعض أهذا هو وقت اللوم والعتاب والتقريع، والوطن يداس بالبساطيل، أقول نعم ، ذلك لأننا طبلنا وصفقنا وساهمنا في الوصول إلى هذا اليوم في سباق عجيب إلى هذه النهاية، ومستمرين في ذلك، لأننا لم نفهم ونستوعب آمال وطموح مكونات شعبنا العراقي، ورمينا بمحاولات المرحوم الملك فيصل الأول لإيجاد شعب عراقي متجانس، يكون فيه الولاء للوطن قبل كل شئ، ونعتناه بالعميل... وذبحنا العراقي الأوحد الشهيد عبد الكريم قاسم، وأطلقنا عليه " قاسم العراق "، وحين كان صدام يدمر العراق في حربه المجنونة ضد إيران، راح البعض منا ينّظر ويطرح مشاريعه للتفاوض مع النظام بحجة الوطن في خطر من أطماع " الفرس المجوس " وراح البعض الآخر يمجد " أستبسال " هذا الطاغي على أطفال حلبجة مبرراً ذلك بأن الكورد عملاء جلبوا الأجنبي ويستحقون ذلك، وحين كتب الأستاذ الراحل هادي العلوي برائته الشهيرة من عروبته لإطفال كوردستان، أتهموه بصفات لا تليق بهذا الباحث الكبير الزاهد الذي حمل العراق وشعبه بين جنبات أضلعه، مات شهيداً وبعيداً عن وطنه قبل أن يكحل عينيه بمرأى دجلة الخير.
وباركنا جريمة تجفيف الأهوار وتشريد أهلها، بحجة إنشاء المشروع الأروائي النهر الثالث الذي سيحل مشكلة المياه والتصحر والجفاف في المستقبل.  
ولا يزال البعض يدعو " لأندلس أن حوصرت حلب " كما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش . وتمسك آخرون بقوة بالحديث الشريف " أنصر أخاك ظالماً أو مظلوما " دون التمعن وأدراك المعنى السامي لهذا الحديث الذي عنى " بنصرة أخاك الظالم "  بالضرب على يده وإرشاده إلى طريق الصواب، وليس بمفهوم البداوة .
ولا يزال البعض يدافع بقوة عن تهجير الأكراد الفيليين " غير عراقيين "، وتهميش الشيعة عن الحكم، وينّظر آخرون ويبشرونا " بالأمة العراقية " للالتفاف على حقوق الآخرين.
لا يوجد في عراق اليوم ما يسمى بـ " الأمة العراقية " بل هناك شعوب تناضل في سبيل حقوقها القومية والدينية والمذهبية، والعيش بسلام وعلى قدم المساواة مع الآخرين، بدون تصنيف المواطنين العراقيين إلى درجات، ولربما تأتي الأمة العراقية  بعد أحساس الكل بالأمان والطمأنينة، وهذا يحتاج إلى عدة عقود من البناء والنضال الشاق والطويل وبناء ما خربته عقود الظلام والهمجية في تاريخ العراق الحديث والمعاصر، وثقة الذين اغتصبت حقوقهم من أبناء الشعب العراقي بأن من يرفع هذا الشعار هو حقاً يريد الخير لكل الشعب، لا لسحب البساط من تحت إقدام آخرين ودق الأسفين بين شعوبها لحساب القومية الأكبر، تحت هذا الشعار المخاتل.
كتب الشاعر المرحوم نزار قباني ذات يوم، ما معناه .
" لم يدخل اليهود
من حدودنا
بل، تسربوا كالنمل من عيوبنا"  
وهذا ما جرى في العراق إلى أن " وقع الفأس في الرأس " واليوم ونحن نرى كيف تقطع أوصال الوطن بقلب دامي، يتهم أحدنا الآخر، وهناك من ملأ الدنيا ضجيجاً بحب العراق، فلا نسمع له كلمة أو همسة، وآخرين يروّن في حب العراق مادة دسمة للنيل من الآخرين وشتمهم، وبين معارض لهذه الحرب ومؤيد لها، نسي آخرون بأن هذه المعركة نتائجها محسومة لصالح الأمريكان والإنكليز شئنا هذا أم أبينا. ولربما الشئ الصحيح الوحيد في خطاب النظام العراقي هو تسميته لهذه المعركة بـ ( الحواسم )
للأسف هذا ما أراه وأستنتجه من خلال استقرائي لهذه الحرب المدمرة الذي سيخرج فيه العراق بلداً وشعباًً مثخناً بالجراح، لنساعد بعضنا البعض ونلملم جراحنا، وهناك من يحاول جاهداً وبنكران ذات وهو في قلب الحدث لإنقاذ ما يمكن أنقاذه، وتقع مسؤولية بناء العراق،  والخراب الروحي الذي خلفه هذا المستبد الظالم على كل العراقيين وفي مقدمتهم النخبة المثقفة، والأعتراف بالآخر، ونشر ثقافة التسامح تأتي في أولى درجات السلم للصعود على الركام الذي خلفته العقود المنصرمة، وغير ذلك لا تقوم للعراق قائمة، والذي يصرخ ليل نهار العراق أولاً، لربما هو صادق في أمانيه، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة. ما هو العراق؟  وما فائدة العراق بدون شعب متجانس وتلبية طموحات مكوناته، ومن ينكر ذلك عليه أن يراجع التاريخ الحديث للعراق بقلبٍ صافي وضمير حي.
 أنه حقاً سؤال صعب . هل أنت مع الحرب أو ضده ؟ فهناك ألوان أخرى ما بين الأبيض والأسود، والمصاب بعمى الألوان سيجرنا إلى حرب ٍ أخرى تكون نتائجها أكثر كارثية من هذه الحرب.
أعتقد بأن المطلوب هو التفكير بصوت هادئ، ومحاولة إنقاذ ما يمكن أنقاذه . 
   
                                                                                           



#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى كمال - أتاتورك - يأمر نوري السعيد بتعيين ياسين الهاشم ...
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الرابعة
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الثالثة
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الثانية
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الأولى
- زبيبة والملك ما بين الأسماء المستعارة وبؤس كتابها
- دور المثقف في المستقبل لترسيخ مبادئ وأسس المجتمع المدني
- توضيح
- أوجه الشبه بين الشمال والجنوب
- إحتفاءٍ بمرور سنة على تاسيس الحوار المتمدن
- احترام المعتقدات وممارسة الشعائر الدينية والمذهبية
- عشرة سنوات على مرور التجربة الديمقراطية في كوردستان العراق ...
- نعم ليست الجبال وحدها أصدقاء الكورد
- أهي هواجس؟ ، أم خوف ورعب من الغول الكوردي ؟ !!!!!
- الدكتور جبار قادر - حوار حول العلاقات الكردية ـ التركمانية
- هواجس، في زمن النفاق والرياء
- تهنئة وتبريك
- مستقبل العراق وحوار حول عراق ما بعد صدام حسين مع الدكتور وال ...
- حوار حول العلاقات الكردية ـ التركمانية
- كركوك - المدينة الضاحكة بالنار والنور -


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوني الداوودي - أنه حقاً سؤال صعب . هل أنت مع الحرب أم ضده ؟