أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوني الداوودي - يحاول مثقفينا المرور على هذه المجزرة مرور الكرام














المزيد.....

يحاول مثقفينا المرور على هذه المجزرة مرور الكرام


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 458 - 2003 / 4 / 15 - 22:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



                                                       
  في مثل هذا التاريخ قبل خمسة عشرة عاماً بدأت جريمة ومسالخ الأنفال التي راح ضحيتها أكثر من 182000 ألف إنسان في كوردستان العراق وبالذات من مناطق كرميان أي المناطق الحارة، تلك المناطق المحاذية لمدينة كركوك وأربيل  في جريمة منظمة لم يذكر التاريخ شبيهاً لها منذ الحرب العالمية الثانية واستمرت لثمانية أشهر وعلى ثمانية مراحل، أستطاع النظام الحاكم آنذاك بقيادة الكيمياوي علي بإخفاء أثر هذا الكم الهائل والعدد الغفير من البشر تحت أسم عمليات الأنفال، ولا أحد يعرف إلى حد هذه اللحظة ما حل بهؤلاء الضحايا من مختلف الأعمار ومن الجنسين، لكن الجميع يحملون الهوية الكوردية .
والكارثة الإنسانية الحالية هي ليست فقط بفقدان أولئك الضحايا ، وحسب بل بمئات الآلاف ممن ينتظرون عودة هؤلاء، فهناك الآلاف من النساء التي تنتظرن أزواجهن، وهن معلقات ما بين صفة الأرملة التي من حقها أن تبدأ التفكير بحياة جديدة مع زوج آخر، وبين وضعهن المأساوي الحالي، وهناك الآلاف من الشابات والشباب الذين لا يزالون ينتظرون عودة الأب والعم والخال والأخ المفقود، ناهيك عن الأم الثكلى التي لا تيئس أبداً بعودة أبنها وفلذة كبدها. فأي انتظار موجع تمارسها تلك الأم ؟ . ويقف الإنسان حائراً لإعطاء جواب شافٍ أمام حزن ذلك الأب الذي ينتظر عودة من يعتبره العمود الفقري في محنته وشدته، وأي شدة ما بعدها شدة بعد كل ما جرى وما حصل؟
وماذا تستطيع القول لمن يشد قبضته على خنجره لأخذ ثأراً عسير المنال، لأخ ٍ أو أبن عم أو أبن خال وخالة وإلى آخر سلم الأقارب، والعجز في وصف هذه المأساة وإيصالها إلى العقول والضمائر الحية، هي أيضاً مأساة أخرى تضاف إلى الجريمة الكبرى .
الأنفال هي جريمة العصر في التاريخ الإسلامي المعاصر، وتاريخ العراق الحديث خاصة
الأنفال هو التعبير الحقيقي عن عصور الهمجية والانحطاط
الأنفال هو الحد الفاصل بين شعارات التزييف والأخوة الكاذبة
الأنفال هو الجرح الكوردي الذي لا يلتئم
الأنفال هي الشعرة الفاصلة ما بين إنسان القرن العشرين وما قبل التاريخ
الأنفال هو عار في جبين العالم المتحضر، وسقوط ما يسمى بالأمم المتحضرة
الأنفال هو زيف ما خبرتنا عنه قيم المبادئ الإنسانية في تاريخ الفلسفة
الأنفال هو نسف كل ما كتب في التاريخ عن الكرم والشهامة والرجولة والخير
الأنفال يجعلني أن أتوحد في ذاتي لأصلي لرب ٍ لم تعرفه البشرية بعد
لا تنسوا ضحايا الأنفال، أن أرواحهم تناديكم في صحراء النجف وعلى الحدود السعودية العراقية
وفي أطراف الرمادي .
إن عظامهم تصفق اليوم فرحاً بصقوط الطاغية، لكن الفرحة لم تكتمل إلا بالكشف عن تفاصيل هذه المجزرة المريعة والإعلان عنها على الملأ . 

                                                                       عوني الداوودي
                                                                            السويد     
        



#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنه حقاً سؤال صعب . هل أنت مع الحرب أم ضده ؟
- مصطفى كمال - أتاتورك - يأمر نوري السعيد بتعيين ياسين الهاشم ...
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الرابعة
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الثالثة
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الثانية
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الأولى
- زبيبة والملك ما بين الأسماء المستعارة وبؤس كتابها
- دور المثقف في المستقبل لترسيخ مبادئ وأسس المجتمع المدني
- توضيح
- أوجه الشبه بين الشمال والجنوب
- إحتفاءٍ بمرور سنة على تاسيس الحوار المتمدن
- احترام المعتقدات وممارسة الشعائر الدينية والمذهبية
- عشرة سنوات على مرور التجربة الديمقراطية في كوردستان العراق ...
- نعم ليست الجبال وحدها أصدقاء الكورد
- أهي هواجس؟ ، أم خوف ورعب من الغول الكوردي ؟ !!!!!
- الدكتور جبار قادر - حوار حول العلاقات الكردية ـ التركمانية
- هواجس، في زمن النفاق والرياء
- تهنئة وتبريك
- مستقبل العراق وحوار حول عراق ما بعد صدام حسين مع الدكتور وال ...
- حوار حول العلاقات الكردية ـ التركمانية


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوني الداوودي - يحاول مثقفينا المرور على هذه المجزرة مرور الكرام