أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - بلاد الشام مهد الأديرة والمكتبات - سوريا اولاً - 2














المزيد.....

بلاد الشام مهد الأديرة والمكتبات - سوريا اولاً - 2


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 7896 - 2024 / 2 / 23 - 20:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بلاد الشام مهد الأديرة والمكتبات - دير الشيروبيم - 2

..... " أما الحقبة الثانية فهي بناء الأبنية الضخمة فوق سطح الأرض , وتبدأ باستلام الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الكبير الحكم في العام ( 313 م ),حيث سمح وبتأثير من والدته المسيحية القديسة هيلانة بحرية العبادة للمسيحيين معتنقاً هو نفسه هذه الديانة , فشعر المسيحيون نتيجة ذلك بالأمان , فتكاثر عددهم بعد ذلك وتكاثر بناء الأديرة والكنائس في كل مكان , وخاصة على طريق القدس المحاذية لجبال القلمون التي اعتاد الأباطرة سلوكها حاجّين إلى الأماكن المقدسة . ومن جملة هذه الأديرة البناء العلوي لدير الشيروبيم , بعد أن كان مغاور , يدل على ذلك الكتابة اليونانية والصلبان المنقوشة بصورة واضحة على بعض الأحجار وهندسة البناء , وهذه الحقبة تنتهي بابتداء الفتح الإسلامي لسورية في عام ( 623 م) .
وهذا يعني أن هذا الدير , المبني فوق سطح الأرض , قد شيّد بين القرن الرابع والقرن السابع ميلادي والأرجح أن يكون في عهد الإمبراطور يوستينيانوس ( 527 - 565 م ) الأكثر ورعاً والأكثر شغفاً ببناء الأديرة والكنائس بين جميع الأباطرة الذين حكموا خلال هذه الحقبة .
وقد ذكر الدير شهاب الدين العمري في كتابه مسالك الأبصار في جملة ديارات الشام حيث قال : ( هو دير مار شريف يقصد للتنزه من بناء الروم بالحجر الجليل الأبيض , وهو دير كبيروفي ظاهرة عين ماء سارحة وفيه كوى وطاقات تشرف على غوطة دمشق ) .
وذكره أيضاً الرحالة الغربي بوكوك قائلاً : ( أنه حين صعد إليه عام 1727 م, كان مأهولاً , وفيه راهب واحد , وكنيسة عامرة لم تتعطل بعد ) .

كما أن محمد كرد علي في كتابه التاريخي خطط الشام ذكره مع حديثه عن صيدنايا حيث قال : ( دير صيدنايا : يؤخذ مما قاله صاحب مسالك الأبصار إنهما إثنان أحدهما يقصده النصارى بالزيارة وهو في دمنة القرية والآخر على بعد منها مشرف على الجبل شماليها بشرق وهو دير مار شربين ويقصد للتنزه من بناء الروم بالحجر الجليل الأبيض وهو دير كبير وفي ظاهره عين ماء سارحة وفيها ما يطلّ على بواطن ما وراء ثنية العقاب ويمتد النظر عبر طاقاته الشمالية إلى ما أخذ شمالاً عن بعلبك . وأما الذي في القرية فمن بناء الروم بالحجر الأبيض أيضاً ويعرف بدير السيدة وله بستان وبه ماء جارفي بركة عملت به وعليه أوقاف كثيرة وله مغلات واسعة وتأتيه نذور وافرة وطوائف النصارى من الفرنج تقصد هذا الدير وتأتيه للزيارة . وكنت أراهم يسألون السلطان في أن يمكنهم من زيارته وإذا كتب لهم زيارة قممه ولم يكتب معها صيدنايا يعاودون السؤال في كتابتها لهم , ولهم فيها معتقد وقال جاءت مرة كتب ريد فرنس ( ملك فرنسا ) وكتب الأذفونش ( ملك أسبانيا ) على أيدي رسلهم ومما سألوا فيها تمكين رسلهم من التوجه إلى صيدنايا للتبرك بها فأجاب السلطان سؤالهم وحمل الرسل على خيل البريد إليها . . وهذا الدير لم يزل عامراً إلى اليوم يزوره الناس من الأقاليم المجاورة وغيرها ) .
أتت عوادي الدهروعوامل الزمن على هذا الدير فخرّب ومات ذكره وبقي معروفاً في تسمية شعبية بدير شربين أو شربيم .
واليوم بعد إهمال طويل , عاد وبعث حياً بجهود قدس الأم كاترين أبي حيدر رئيسة دير سيدة صيدنايا البطريركي الشريف الجزيلة البرّ . فسوي وعمّر ولملمت حجارته المبعثرة في المكان وأعيد فتح وتنظيف مغاوره المنسية والمطمورة تحت الأرض وزرعت مساحة كبيرة من أرضه بما يزيد عن خمسة آلاف نصبة من مختلف أنواع الفاكهة والأشجار المثمرة والصنوبر والأرز والسرو وغيرها من أكبر مشروع تشجيري لجبل أجرد أقيم في المنطقة ونبشت المياه على عمق ( 300 ) متر لري هذا البستان الواسع الجميل وشقت الطريق إليه وعبدت فأحييت بذلك منطقة واسعة مهملة وميتة وتشجع أصحاب الأراضي الواقعة على جانبي الطريق فاستصلحوا أراضيهم بعد بوار طويل ونقبوها وزرعوها وحفروا الآبار الإرتوازية , وأخذت ( الفيلات ) تظهر هنا وهناك فاتحة عهدا جديداً لهذه المنطقة بجعلها منتجعاً سياحياً واثرياً كبيراً .
ويؤم هذا المقام المقدس مئات المؤمنين مرتين في كل عام , مرة لأجل الإحتفال بذكرى تدشينه في الحادي عشر من أيلول , ومرة أخرى لأجل الإحتفال بعيد مار ميخائيل رئيس الملائكة في الثامن من تشرين الثاني للتبرك والصلاة .
كما قده السواح أيضا على مدار السنة من كافة أقطار المعمورة , وذلك لموقعه الفريد من إطلالة على مدى بعيد وأشراف على مناظر خلابة تتوق لإليها أعين الناظرين , ولما له من قيمة أثرية هامة التي إن كانت تدل على شيء فعلى جبروت وعظمة الإنسان العربي السوري القديم .
وقد أعارت وسائل الإعلام المحلية والعالمية هذا الصرح الاثري والسياحي الكثير من الإهتمام , وكان أن تحدثت عنه الإذاعة البريطانية والسويسرية , وذكر في أكبر الصحف الأميركية والألمانية . والمحلية ."

1990 -
--------------------------------
المصدر : كتيّب دير الشيروبيم - دير سيدة صيدنايا



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلادنا موطن الاديرة والفكر والمكتبات - سوريا اولا - صيدناويا ...
- سلام سلام , من يوميات الغياب - 33
- من اليوميات في العام الجديد 2024 - سورية دولة واحدة , صرخة م ...
- من يوميات الغياب : أنت من أغنى حياتي . حافظت على الإتزان ولم ...
- من يوميات الغياب - 31
- تعريف : رسالتي إلى المسيحيين . شهادة الأستاذ سامي أبي المنا ...
- انسكابات الروح , والحب ينشّط الذكريات - من يوميات الغياب - 3 ...
- تعريف : د . شهلا عجيلي , شهادتها عن مطران حلب غوريغوريوس يوح ...
- شعوبنا فراريج للذبح والمحارق : من اليوميات
- ثلاث سنين - شو بيشبهك زهر الياسمين , من يوميات الغياب - 31
- يوميات خريف عام 2023 !
- من المخطوف ؟ غوريغوريوس يوحنا ابراهيم مطران حلب وتوابعها للك ...
- من يوميات الغياب - 30
- تعريف : بدنا المخطوفين , غوريغوريوس يوحنا ابراهيم مطران حلب ...
- من يوميات الغياب , وريقات منسية ! - 29
- تعريف : المطران غوريغوريوس يوحنا ابراهيم مطران حلب للسريان ا ...
- قراءة في ( الكتاب الأحمر ) شهادات أوسمة على صدر المطرانين ال ...
- بالمِنجل أحفر إسمك - من يوميات الغياب - 28
- بدنا المخطوفين : المطران يوحنا ابراهيم , والمطران بولص يازجي ...
- تعريف : الحرية للمطرانين غوريغوريوس يوحنا ابراهيم , والمتروب ...


المزيد.....




- مهاجمة وزير خارجية إسرائيل لأردوغان يثير تفاعلا بعد إعلان تر ...
- بالصور.. أمطار دبي بعد أسبوعين على الفيضانات
- روسيا تقصف أوديسا بصاروخ باليستي.. حريق ضخم وعشرات الجرحى
- ما علاقة الغضب بزيادة خطر الوفاة؟
- تعاون روسي هندي مشترك لتطوير مشروع القطب الشمالي
- مستشار أوربان يشرح طريقة كسب -صداقة- الولايات المتحدة
- البنتاغون: قوات روسية تتواجد في قاعدة واحدة مع عسكريين أمريك ...
- أكبر جامعة في المكسيك تنضم للاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلس ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /03.05.2024/ ...
- -لم أمنح الوقت للرد-.. سبيسي يهاجم فيلما جديدا عن -اعتداءاته ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - بلاد الشام مهد الأديرة والمكتبات - سوريا اولاً - 2