أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الصفة والحال فلسفيا















المزيد.....

الصفة والحال فلسفيا


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7878 - 2024 / 2 / 5 - 18:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يمكن أن ننظر إلى الصفة والحال كمفاهيم تتعلق بالوجود والوصف. الصفة ,تشير إلى الخصائص الأساسية والجوهرية للشيء أو الكائن. تعبر الصفة عن طبيعة الكائن وجوهره وما يجعله ما هو عليه. على سبيل المثال، إذا قلنا "الورد أحمر"، فإن الصفة هنا هي "أحمر" وتصف اللون الأساسي للورد. الصفة ترتبط بالجوهر الحقيقي للكائن ولا يمكن فصلها عنه.
الحال ,يشير إلى الوضعية أو الحالة الظاهرية للشيء أو الكائن في وقت معين. تعبر الحال عن الظروف الخارجية التي يتعرض لها الكائن وكيف يظهر أو يتصرف في ذلك الوقت. على سبيل المثال، إذا قلنا "الورد مزهر"، فإن الحال هنا هي "مزهر" وتصف الحالة الظاهرية للورد في زمن معين. الحالة قابلة للتغيير وتعتمد على الظروف والسياق.
باختصار، الصفة تتعلق بالجوهر والخصائص الأساسية للكائن، في حين أن الحالة تتعلق بالظروف والوضعيات الظاهرية للكائن. الصفة تعبر عن الطبيعة الأصلية والثابتة للشيء، بينما الحالة تعبر عن تغيرات وظروف الكائن في الزمان والمكان.
الفرق بين الصفة والحال ينعكس كذلك على التحليل اللغوي والقواعد اللغوية المتعلقة بهما. في التحليل اللغوي، يتم تحديد الصفة والحال باعتبارهما أقسامًا مختلفة من تركيب الجملة وتفاعلها مع الكلمات الأخرى.
من الناحية النحوية، يتم تعريف الصفة بأنها كلمة تصف أو تعطي خاصية لكائن آخر في الجملة. تتبع الصفة عادة الموصوف (الاسم أو الضمير) وتتوافق معه في العدد والجنس والحالة، وتتغير حسب التنوين والإعراب. يتم تحليل الصفة في النحو باعتبارها تركيبة من الجذر والتوابع (التنوين والتوابع الأخرى) التي تعطي المعنى الصفتي.
أما الحال في التحليل اللغوي، فهي تشير إلى الظروف أو الحالات التي يكون فيها الفاعل أو المفعول أو الموصوف. تتميز الحالة بأنها تعبر عن وضعية مؤقتة أو حالة زمنية معينة. يمكن استخدام حروف الجر والأدوات الإعرابية الأخرى للتعبير عن الحالة وتوضيح العلاقات الزمانية أو المكانية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الفرق بين الصفة والحال على التوابع اللغوية الأخرى مثل التنوين والإعراب والتركيب الجملي. قد يتم تطبيق قواعد إعراب مختلفة على الصفة والحال وتنوينهما واستخدام التوابع المناسبة لتركيب الجملة بناءً على دورهما ووظيفتهما في السياق اللغوي.
بالتالي، يمكن القول بأن الفرق بين الصفة والحال ينعكس على التحليل اللغوي وتطبيق القواعد اللغوية المتعلقة بهما في تحليل وتفسير الجمل والنصوص المقدسة. بشكل عام، يمكن اعتبار الصفات ثابتة وغير قابلة للتغيير، في حين يمكن أن تتغير الحالة على حسب الظروف والسياق. ومن المهم أن نضيف أن هناك حالات استثنائية حيث يمكن أن تتغير الصفة أيضًا، مثل في الأوصاف النفسية أو الحالات المؤقتة. ومع ذلك، بشكل عام، الفكرة العامة هي أن الصفات تعبر عن الثوابت والجوهرية، والحال يعبّر عن التغير والوضعيات المؤقتة, في بعض الممارسات الدينية تعتمد الوصول الى الحال المقدس بغض النظر عن الصفات الجوهرية للذات. مع ان ليست جميع التقاليد الدينية تعتقد في وجود حال مقدسة,و يختلف الاعتقاد في الحال المقدسة من تقليد ديني إلى آخر، وحتى داخل نفس التقليد يمكن أن يكون هناك تباين في الاعتقادات. بعض التقاليد الدينية تؤمن بوجود حال مقدسة وتعتبرها هدفًا روحيًا يمكن للأفراد أن يسعوا لتحقيقه. على سبيل المثال، في التقاليد الهندوسية والبوذية، يتم التعبير عن حالة التحرر الروحي المعروفة باسم "نيرفانا" أو "موكشا" كحالة ذات مقدسة. ومع ذلك، هناك تقاليد دينية أخرى لا تضع التركيز على وجود حالة ذات مقدسة بشكل صريح. بدلاً من ذلك، تركز هذه التقاليد على العبادة والالتزام بالقوانين الدينية والأخلاقية كطريقة للوصول إلى الخلاص أو الاتحاد مع الإله أو تحقيق النضج الروحي. مهما كان الاعتقاد، يجب أن نفهم أن الاعتقادات الدينية تتفاوت وتختلف بشكل كبير فيما يتعلق بالحال المقدسة وكيفية تحقيقها. يعتمد ذلك على التفسيرات الدينية والفلسفية والتراث الثقافي لكل تقليد ديني.
في الإسلام، لا يوجد مفهوم محدد لحال ذات مقدسة رغم ان بعض التيارات الصوفية تحاول الوصول الى هذه الحال عن طريق الغنوص المعرفي وبعض الممارسات التي تصب في مفهوم الباراسايكولوجيا الدينية. بدلاً من ذلك، يركز المسلمون على العبادة الصحيحة والامتثال لتعاليم الله والعمل الصالح كوسيلة للوصول إلى الرضا الإلهي والخلاص الروحي. كذلك في بعض تيارات البوذية، يتم التركيز على الوعي والتثقيف الروحي والتطهير من الرغبات والمحبة الذاتية. الهدف هو تحقيق النيرفانا، وهو حالة الإدراك الكامل والإنارة، ولكنها لا تنظر إلى هذه الحالة على أنها حال ذات مقدسة.
الجينية هي تقليد ديني وفلسفي يركز على الأخلاق والعدل والعمل الصالح. يعتقد الجينيون أن الحصول على النضج الروحي يتم من خلال تنظيم الأفكار والأفعال والامتناع عن إحداث الأذى للآخرين. لا يركزون بشكل كبير على فكرة حالة ذات مقدسة. الطاوية هي تقليد فلسفي وروحي يستند إلى الكتاب المقدس "تاو تي تشينغ" في الثقافة الصينية. تعلم الطاوية الاستقرار والتوازن والانسجام مع الطبيعة والكون. الهدف هو العيش ببساطة وفي وئام مع الطبيعة، وليس هناك تركيز كبير على فكرة حالة ذات مقدسة. هذه بعض الأمثلة على التقاليد الدينية التي لا تركز بشكل كبير على فكرة حالة ذات مقدسة وتعتبر العمل الصالح والأخلاق والتقوى هي المسار الأساسي للتحقيق الروحي. يجب ملاحظة أن هذا قد يختلف من تيار لآخر داخل التقاليد الدينية نفسها، حيث قد يكون هناك تنوع وتباين في الاعتقادات والممارسات.
تغيير الحال يمكن أن يرتبط بتغيير نوع التواصل مع صفات الذات. عندما نتحدث عن تغيير حال الذات، فإننا نشير إلى تغير الحالة العاطفية أو الروحية أو الذهنية التي يمر بها الفرد وهذه تتاثر كليا بالصفات, يمكن لهذا التغيير أن يؤثر على طريقة تواصل الفرد مع نفسه ومع الآخرين.
على سبيل المثال، عندما يكون الشخص في حالة سعادة ورضا، فإنه قد يتواصل بطرق إيجابية ومشرقة مع نفسه ومع الآخرين. قد يكون مفتونًا وينبض بالحيوية ويعبر عن مشاعر الامتنان والمحبة,وهنا تكون الصفات الشخصية على استعداد كامل لتغير الحال.
من ناحية أخرى، عندما يكون الشخص في حالة حزن أو غضب، فإن طريقة تواصله قد تختلف. قد يصبح أكثر انطوائية وتجنبًا للتواصل أو قد يعبر عن مشاعره بطرق سلبية مثل التوتر أو الغضب.
بالنسبة لصفة الذات، فإن تغيير الحالة قد يؤثر على كيفية تعريف الشخص لنفسه وتصوّره لصفاته الشخصية. على سبيل المثال، قد يعتبر الشخص نفسه متفائلاً وقويًا في حالة سعادة، بينما هو قد يشعر بالضعف واليأس في حالة حزن.
باختصار، تغيير الحال يمكن أن يؤثر على نوع التواصل مع حال الذات وصفات الذات. يمكن أن تؤدي الحالة العاطفية أو الروحية المختلفة إلى تغير في الطريقة التي يتفاعل بها الفرد مع نفسه ومع الآخرين.
الجانب الروحي للإنسان، يتعلق بالمعتقدات والقناعات الدينية أو الفلسفية والتوجهات الروحية الشخصية. البعض لديهم اهتمامات خاصة بالأمور الروحية أو يشعرون بتواصل عميق مع الطبيعة أو الفن أو الموسيقى,وآخرين يمكن أن يجدوا الراحة والتوازن من خلال الأنشطة الروحية التي تناسب اهتماماتهم الخاصة. يجب أن نتذكر أن الاحتياجات الروحية تختلف من شخص لآخر ولا يمكن تعميمها على جميع الأشخاص، الذين يميلون الى إيجاد توازن بين الصفات والحال المقدس ضمن معتقدهم الفلسفي والذي قد لا يكون منبعه دينيا.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيلوجيزم والفوضى العالمية
- الفلسفة الإسلامية والتقاليد الفلسفية
- الخلود هوتحسين جودة الحياة
- الصراعات الدولية ونهب العباد
- القيادة والكذب المقدس
- ميتافيزيقيا الفساد المالي والاداري
- انتفاخ الذات
- نظام التفاهة وحقوق الانسان
- البيروقراطية المؤسسية في الدول الفاشلة
- الديموقراطية والسلوك الاناني في الحكم
- ألأسس النفسية للأنتهازية التاريخية في الشرق الاوسط
- الاستبداد والمظلومية
- البلاهة في السياسة و الحكم
- العبودية في العصر الحديث
- السايكوباثية واصول الحكم
- خلود الوعي ام خلود الانسان
- صراعات اليوم تدمير حضاري واستكبار محلي
- المثقف المقاتل وفساد السلطات
- المواطن والسلطة في الشرق الاوسط
- الرغبة في الاغراء ام تدجين


المزيد.....




- بايدن لـCNN: لن نورد أسلحة لإسرائيل إذا دخلوا رفح.. ولم يتجا ...
- بصور أقمار صناعية.. كم تبعد المساعدات الإنسانية عن غزة؟
- سفير إسرائيل بـUN يرد على تصريحات بايدن لـCNN
- -حماس??بايدن -.. بن غفير يهاجم بايدن ولابيد يعلق: إذا لم يطر ...
- تعرف على التاريخ المثير للجدل لنقل الشعلة الأولمبية
- -كان قرارا كارثيا-ـ غضب في بايرن إزاء طاقم التحكيم أمام الري ...
- العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على النازية (ف ...
- مواطنون روس ينظمون مسيرة -الفوج الخالد- في لبنان ومصر (فيديو ...
- أنقرة: تركيا الدولة الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة ...
- لابيد يدعو نتنياهو إلى إقالة بن غفير


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الصفة والحال فلسفيا