أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غسان عباس محسن - الروايات الوعظية














المزيد.....

الروايات الوعظية


غسان عباس محسن
قاص وكاتب عراقي


الحوار المتمدن-العدد: 7877 - 2024 / 2 / 4 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


الرواية هي جنس سردي أدبي حديث، وهي اكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث، وقد ظهرت في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، وهي حكاية تعتمد السرد بما فيه من وصف وحوار وصراع بين الشخصيات التي تضمها.
وارتبط ظهورها وازدهارها بشكل رئيسي بالطبقة البرجوازية التي كانت تسكن الحواضر و تعبر عن معاناة الناس في المجتمع الصناعي الجديد لا سيما طبقتي العمال والفلاحين في ظل الاستغلال الذي كان الكثير منهم يتعرضون له والحياة الجديدة التي عاشوها.
وقد برزت اسماء لامعة في هذا المجال كالروسي فيودور دوستويفسكي والفرنسي فيكتور هيجو والانجليزي وليام شكسبير وغيرهم، وعبرت أعمالهم عن واقع الناس بمختلف شرائحهم من مشاكل الطبقات الارستقراطية إلى هموم ومعاناة المهمشين في تلك المجتمعات، وفي تلك المرحلة كانت المجتمعات قد تحررت لتوها من اغلال الكنيسة وتصاعد وعي الناس في بالديمقراطية والعلمانية.
ولم يختلف الحال كثيرا لدى العرب الذين نضجت لديهم الرواية لاحقاً وظهر عندهم الكثير من الكتاب المهمين خلال القرن العشرين وكان من ابرزهم طه حسين والطيب صالح وتوفيق الحكيم والطاهر وطار وحنا مينا وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال لذكرهم هنا، وعبرت رواياتهم عن واقع الإنساني العربي الجديد الراغب بالتحرر من الاستعمار ومن الانظمة الاستبدادية، ولم تظهر لدى أحدهم نزعة لكتابة عمل روائي ديني لانهم ببساطة ليسوا رجال دين، بل فنانون وادباء ومهمة الأديب والفنان تختلف بطبيعة الحال عن مهمة رجل الدين.
وهناك أنواع مختلفة للروايات مثل القوطية، و التاريخية، و الاجتماعية، والبوليسية والاخلاقية ، ولعل هناك التباسا وقع فيه الكثيرين ممن حاولوا كتابة روايات أخلاقية لكنها في الحقيقة مؤطرة بأطر طائفية وعقائدية معينة.
ان الروايات الدينية كما هو معلوم هي روايات ذات طابع ديني أو هي تلك التي تتحدّث عن الأديان والعقائد والإيمان، ولكن من نتحدث عنها هنا في هذا المقال هي ذلك النوع الجديد الذي يحاول ان يروج للافكار الدينية الخاصة بطوائف واديان معينة، او يحاول جر الرواية إلى دائرة الوعظ الديني والارشاد التربوي لذا نفضل ان نطلق عليها اسم (الروايات الوعظية) !.
ان من يقومون بهذه الأعمال يشوهون من حيث يعلمون او لا يعلمون هذا الجنس الادبي المهم، ذلك انهم لا يدركون الاختلاف الشاسع بين المجالين وإلى اي منزلق ينحدرون، فالوعظ هو من اختصاص رجال الدين والتربويين، وقد اثبت علماء النفس والاجتماع انه اسلوب فاشل لا يجدي نفعا مع الناس الذين ينظرون لسلوك الآخرين أكثر مما ينظرون إلى مواعظهم !.
ان الرواية هي عمل فني، ينطلق فيها الكاتب بما يشبه الرحلة المجهولة، فهو أقرب ما يكون الى البحار الذي يمضي لهدف ما لكن لا يعلم أن ستأخذه الأمواج العاتية والتيارات الجارفة وعلى أي جزر وشواطئ سترسي سفينته، وفي أي ميناء ستنتهي حكايته، وهذا الاضطراب والقلق يخالف تماما عقلية رجل الدين الهادئ المطمئن الواثق من افكاره ومعتقداته، وما اعظم الفرق بين الطرفين.
ان محاولة رجل دين او انسان متدين بشكل تقليدي كتابة رواية ادبية هو محاولة مكتوب عليها الفاشل المحتم، حيث سيسقط في فخ الوعظ وسيكون هذا العمل اشبه بحكاية بدائية يضع الروائي نهايتها المحتومة أمامه مقدماً ولا يترك لشخوصها فرصة اكتشاف ذواتهم ولا تحديد مصائرهم، كأنه في ذلك كالحاكم المستبد الذي يريد أن يسير كل حركات واعمال شعبه وفق اهوائه ومزاجه وهيهات ان يتم له ذلك.



#غسان_عباس_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس بالجسر وحده يحيا الإنسان
- تهمة الانتماء لغزة
- اكاذيبهم وصدقنا


المزيد.....




- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غسان عباس محسن - الروايات الوعظية