أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح سعيد عبود - الموقف من العمليات الاستشهادية















المزيد.....

الموقف من العمليات الاستشهادية


سامح سعيد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 523 - 2003 / 6 / 24 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 

         لا شك أن العمليات الاستشهادية  قضية فى غاية الأهمية والخطورة  ، ومن ثم يجب أن نحدد موقفنا من تلك العمليات العنيفة ضد المدنيين التى يصر البعض أن ينسبونها للأعمال التحررية تحت اسم الاستشهادية، والتى أصر على أن أسميها الإرهابية .

       وهى قضية مفصلية فى تقديرى واعتبارى ، عندها لا بد و أن تتفرق بنا السبل ، بسبب اختلاف الغايات فيما بيننا ، فإذا كانت رؤيتنا هى  أنه لا حل للصراع القائم فى فلسطين المحتلة ، إلا بتأسيس مجتمع علمانى ديمقراطى بمعنى أنه لا قومى و لا دينى فى نفس الوقت على كامل فلسطين التاريخية. فلا بد و أن تجرنا هذه الرؤية لإدانه كل عنف غير جماهيرى موجه إلى غير المسلحين ، وكل عنف يمارس على أساس الهوية العرقية أو الدينية أو القومية، أما إذا انطلقنا من رؤى قومية ودينية وعنصرية لحل الصراع ،وهى رؤية يشترك فيها الصهاينة مع الإسلاميين والقوميين العرب على السواء ، و تتيح لمن يتبناها تبرير الجرائم ضد الإنسانية التى يمارسها كل طرف من طرفى الصراع.  

     ومن أجل أن تتبلور وجهات النظر وتتميز  المعسكرات السياسية بوضوح ،و حتى لاتختلط الأوراق ،وحتى نعرف من هو العدو ومن هو الحليف. لا بد وأن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة المصيرية ،هل نبنى مواقفنا السياسية فى الصراعات الاجتماعية القائمة بالفعل ، على أساس من الانحياز للقوى الاجتماعية المعرضة للاضطهاد والاستغلال والقهر ؟،أم أننا نستند إلى تمثيل كيانات مجردة كالوطن والجماهير والشعب والقبيلة والعشيرة والطائفة؟. والتى لا معنى لها إلا لضرورتها الاجتماعية لتكريس السلطات القمعية .

      هل نحن مع حرية الإنسان العادى المحروم من السلطة فى مواجهة السلطة المتعالية عليه ، والتى تضلله وتقمعه وتستغله وتستغفله ، وتجره وراءها فى معاركها التى لاناقة له فيها و لاجمل قهرا وتضليلا ، أم مع حرية تلك السلطة التى تتقنع بأى من المطلقات السابق ذكرها فى مواجهة هذا الإنسان العادى بطموحاته البسيطة غير المؤدلجة فى الرفاهية والأمن و السعادة.

      هل نحن مع حرية كل البشر من حيث هم بشر لاغير ؟وهل نحن مع المساواة الكاملة بين كل البشر و من حيث هم بشر فحسب؟ ،أم أننا نحدد مدى حريتهم ومساواتهم بالآخرين من عدمها على أساس هوية أخرى نختارها لتفرق بين هؤلاء البشر فى مقدار ما يتمتعون به من حرية ومساواة فيما بينهم ؟

     الإجابة على هذه الأسئلة تفصل بوضوح بين الرؤى العنصرية قومية كانت أو دينية مهما تقنعت بأقنعة براقة مثل أسطورة التحرر الوطنى ، وبين الرؤى الإنسانية والتحررية والتقدمية ، و لا مجال للمماحكة والسفسطة بهذا الخصوص.

     لاشك أن هذا المقال ينطلق من رؤية ترفض الصهيونية برمتها ، بيسارها ويمينها، بمعتدليها ومتطرفيها ، ويشترك فى تلك الرؤية الكثير من اليهود سواء داخل وخارج فلسطين المحتلة ومنهم اللاسلطويين إليان شاليف المقيم بتل أبيب وناعوم شومسكى المقيم بالولايات المتحدة ، و اليساريين الإسرائيليين يهوديت هاريل و يورى أفنيرى ، واليهودى العراقى المغلوب على أمره، سامى ميخائيل الذى طردت أسرته من العراق إلى إسرائيل العصابات القومية العنصرية العربية ،  والذى كتب مؤخرا عبر الأنترنيت أنه مازال يشعر أن  بلده الحقيقى هو العراق الذى تركه طفلا صغيرا وليس إسرائيل ، وبعض رافضى الخدمة فى جيش الدفاع الإسرائيلى المسجونين فى السجون الإسرائيلية منذ سنوات ،وحتى ولو احتج مماحك بأنهم مجرد قلة نادرة فأنهم قابلين للتحول للأغلبية لو نزعنا عن عقول المضللين من اليهود  غشاوة الصهيونية ،  كما يشاركنى فى تلك الرؤية الملايين من البشر عبر العالم ، و منهم الذين ذهبوا لرام اللة دفاعا عن عرفات وليشاركوه الحصار الذى فرضته عليه الآلة العسكرية الصهيونية ، وشهيدة غزة الأمريكية راشيل كوريل ورفيقها الإنجليزى الذى لحق بها بعد أيام من رحيلها ، و سائر المنخرطين فى حركات التضامن مع الفلسطينين والتظاهر من أجلهم عبر العالم أذكر منهم الرفاق أندرو الأيرلندى ، ونيكولاس وتوماس الفرنسيين ، وزكزاك ولورا البولنديين ،  وجنارو الإيطالى وغيرهم مما لا أعرفهم أو لا أذكرهم الآن ،  و كل الذين يرون مثلى ضرورة تصفية الصهيونية كأيديولوجيا ،ومن ثم ضرورة تصفية تجسيدها المادى الممثل فى دولة إسرائيل .

     ومن ثم اعتبر أن مجرد الاعتراف بإسرائيل والتفاوض مع حكوماتها على الأساس القومى والدينى هو تسليم بمنطقها العنصرى ، و أن رؤية الدولتين القوميتين على تراب فلسطين هى رؤية صهيونية بالأساس قبلها بعض الساسة العرب باسم الواقعية المزعومة ، إلا أن هذه الرؤية  لا تعنى على الإطلاق أى عداء عنصرى لليهود باعتبارهم يهود ، بل تعنى بالضرورة الاعتراف بحقوقهم الإنسانية شأنهم شأن كل البشر مهما اختلفت هوياتهم الجماعية ، ومن ثم فهذه الرؤية لا تتفق مع الرؤى القومية والإسلامية التى ترى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر من الوجود اليهودى الذى أصبح أمرا واقعا علينا التعامل معه بإزالة طابعه الصهيونى لا بنفي هذا الوجود  .

     أن الحل الوحيد المقبول والعملى والواقعى الذى يتم إهماله عمدا من قبل النخب السياسية على طرفى الصراع حين يطرحون حل الدولتين ،يتلخص فى حق العودة لكل اللاجئين الفلسطينين لكل فلسطين التاريخية ، و من ثم اسقاط الطابع الصهيونى للدولة الإسرائيلية ، وهذا يتطلب نوعا مختلفا من الكفاح غير العنصرى ، لا علاقة له بالعمليات الاستشهادية و استهداف المدنيين ، حل طالب بمثله الزنوج والملونين فى جنوب إفريقيا استلزم منهم كفاح ارسوا قواعده ومارسوه حتى حققوا هذا الهدف، و هو حل لم يرتكن على أى رؤية أو ممارسة عنصرية مضادة لما كان يمارس عليهم من عنصرية ، ولطبيعة ذلك الحل الديمقراطى والعلمانى والإنسانى كسبوا العالم فى صفهم بأكثر مما كسب الفلسطينين ، أما القوى السياسية الفلسطينية السائدة والمتنفذة وللأسف فأنها تصر وعبر تاريخها كله على طرح الشعارات الخاطئة ، والتورط فى المواقف الخطأ ، وممارسة الأساليب الكفاحية المدمرة للذات قبل العدو ، و التى لا ولم و لن تكسب الفلسطينين سوى المزيد من الخسارة فى حين  أن الصهاينة مستمرون فى الكسب منذ بدء جريمتهم الممتدة وحتى الآن من أخطاء ضحاياهم بأكثر مما كسبوا بقدراتهم الخاصة ، عدالة القضية لا تكفى أبدا للإنتصار ،فالعالم لا تحركه أى غايات أخلاقية من أى نوع .

       من وجهة نظر إنسانية وأممية وعلمانية ومعادية للعنصرية والفاشية والاستخدام السياسى للقومية أوالدين.

ندعو كل الفلسطينيين سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود فى كل أرض فلسطين التاريخية أن يناضلوا بكل وسائل الصراع المدنية من أجل مجتمع علمانى و تحررى فى كل أرض فلسطين التاريخية.و أن يرفضوا مبدأ تقسيم فلسطين لدولتين على أى أساس عنصرى سواء أكان قوميا أو دينيا.   و أن يسقطوا قانون العودة الإسرائيلى وغيره من القوانيين العنصرية الصهيونية، فضلا عن ضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم مع تعويضهم عن مافقدوه وتكبدوه طوال سنوات النفى القسرى عن وطنهم السليب

من يتبنى خطوة البداية، من ينظم خطوة البداية للحرية والعدالة والسلام،أنهم بالطبع ليسوا الساسة الفاسدين والقوميين على جانبى الصراع ،أنها الشعوب نفسها.

 



#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليكن يوم 9 إبريل 2004 عيدا وشرارة للحرية
- الصراعات الاجتماعية و ليست الشعبوية أو النخبوية
- اللاسلطوية عكس الفكر الماركسى اللينينى فى تنظيم المجتمع
- ‎‎‎‎كتاب تقدم علمى تأخر فكرى - النفس القلقة والمريضة والمتعب ...
- كتاب تقدم علمى تأخر فكرى - مجتمع الاستهلاك
- كتاب تقدم علمى تأخر فكرى - غسيل العقول
- تهنئة بالذكرى الأولى لإطلاق الحوار المتمدن فى وجهه الزمن الر ...
- كتاب تقدم علمى تأخر فكرى - فيض المعرفة اللامتناهى
- كتاب تقدم علمى تأخر فكرى - البداية والتمهيد
- مقدمة وخاتمة كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماعى
- رسائل و ردود
- الفصل الثامن من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتم ...
- الفصل السابع من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل السادس من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل الخامس من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل الرابع من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل الثالث من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل الثانى من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماع ...
- الفصل الأول من كتاب العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماعى ...
- اللاسلطوية والصحة العقلية


المزيد.....




- والد جاريد كوشنر يشعل تفاعلا بصور أداء القسم سفيرا لأمريكا ف ...
- قائمة أفضل شركات طيران في العالم لعام 2025
- -رجعنا للدار-.. بسمة بوسيل توضح آخر التطورات الصحية لابنها آ ...
- البدلة البيضاء تتصدّر صيحات صيف 2025 مع إطلالات النجمات
- إيران تكشف سبب استهداف مستشفى سوروكا
- صاروخ إيراني يضرب منطقة تجارية قرب تل أبيب.. ومراسل CNN يرصد ...
- الصراع الإيراني-الإسرائيلي يخلق انقسامًا بين صفوف الجمهوريين ...
- إسرائيل تهاجم مفاعل أراك للماء الثقيل في إيران.. ماذا نعرف ع ...
- استهداف مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إيران بالرد
- لغرض حمايتها.. واشنطن تحرك سفنا وطائرات من قواعد في الخليج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح سعيد عبود - الموقف من العمليات الاستشهادية