أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - الذبابة تموت ولا تتعلم كيفية تكريز حَبَّ الرقّي الأحمر














المزيد.....

الذبابة تموت ولا تتعلم كيفية تكريز حَبَّ الرقّي الأحمر


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 7859 - 2024 / 1 / 17 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


يُحكى أن الذبابة الجوّالة مانه راحت في ظهيرة يوم ما تمارس تمارينها المفضلة في الطنطنة والدوار، ثم الدوار والطنطنة وهي تحط على أنف "روزا": عاملة فرز حَبّ الرقّي الأحمر التي كانت تمضّي فترة استراحتها القصيرة في الترويح عن نفسها بتكريز بعض حبّ الرقّي الأحمر. وكلما كشّتها روزا لإبعادها عنها، كلما عاودت الذبابة الطنين والحط اللبرالي على أنف العاملة المنهكة، الأمر الذي أزعج روزا كثيراً، فكشتها للمرة العشرين وهي تقول لها:
- لا عتب على مخلوق كريه مثلك، فأنت مجرد ذبابة حقيرة مزعجة لا تعرفين سوى نقل الجراثيم الفتّاكة في حِلّك وترحالك. متى تكفّين عن نقل أكثر من 65 الأمراض المعدية للبشر؟ لو كنت مثلنا نحن الأوادم لتعلمتي كيفية تكريز حَبَّ الرقّي الأحمر، مثلما أصنع الآن، وليس نقل جراثيم الأمراض المهلكة!
انزعجت الذبابة كثيراً من هذه الإهانة الكبيرة، وراحت تعبِّر عن أشد صنوف الاحتجاج بالطنطنة الملحّة المزعجة. وبعد تفكير طويل وعميق، زيَّن لها مخّها الصغير أن تتعلم كيفية تكريز حبِّ الرقّي الأحمر بفمها الناعم للغاية، الذي يشبه الإسفنج. لذا، فقد حطَّت على أضخم حبّة رقّي حمراء في الكومة القابعة جنب روزا، وراحت تحاول بكل أصرار لبرالي نزع قشرة تلك الحبّة، رغم عدم وجود أسنان عندها، وعدم امتلاكها لساناً عضليًا مثل الأوادم.
مدّت الذبابة مانه خرطومها بزوج الوسادات الموجودة على طرفه، وراحت تنقر مراراً على غلاف الحبّة بعزيمة وإصرار لا يكل ولا يمل، لكن غلاف حبّة الرقّي الأحمر أبى أن ينكسر. جُنَّ جنون الذبابة وهي تدور حول الحبّة وتتلمّسها بخرطومها وتنقر علي قشرتها بإصرار لبرالي مهووس - مثل إصرار الصهاينة النازيين على إبادة مليوني أنسان شعب غزة العزة بمحرقة آلاف القنابل الأمريكية أم الرطلين من حقوق الإنسان والتنوير والتحضر- دونما أي نتيجة.
وأخيراً، فقد تلمَّس خرطوم الذبابة مانه أخدوداً كائناً على قشرة الحبّة، فغمست الذبابة بخرطومها غمساً مال ييزي قهر وسطه، فعلق خرطومها في ثقب نفق كائن في ذلك الأخدود من قشرة حبّة الرقّي الأحمر. تفاقم جنون الذبابة مانه وهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة سحب خرطومها من ذلك النفق الذي علقت به، فانحشر فمها كله فيه. استبد الغضب اللبرالي بها، فراحت تطوّح بفمها وهي تلف وتدور بكل قوة لإخراجه من وهدته، فانفصم رأسها المنحشر في النفق عن جذعها، وفطست!
ولهذا فقد شاع اليوم بين الناس المثل القائل: تموت الذبابة ولا تتعلم تكريز حبَّ الرقّي الأحمر!
ولله في خلقه شؤون، يُعز منها مَن يشاء، ويُذل من يشاء!



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرذ عبود يغني وكباب لحوم الحمير
- حرب إبادة غزة والصهاينة العرب
- السيسي الجزار الصهيوني المشارك بجريمة أبادة أهل غزة
- فيروز لن تبرح تغني للأحرار: القدس لنا
- النعجة بنت المطية
- مسح غزة بالأرض: خطة الصهاينة النازيين بدعم اللبرالية الفاشية ...
- طوفان الأقصى: سراج في عتمة الارهاب الصهيوني الفاشي
- كارل ماركس والرياضيات/ 2
- كارل ماركس والرياضيات/ 1
- الجزار إبن سلمان: بطل العالم بالإعدامات
- عولمة الإبادة الفاشية تحت قناع التأدلج اللبرالي/5
- عولمة الإبادة الفاشية تحت قناع التأدلج اللبرالي/4
- عولمة الإبادة الفاشية تحت قناع التأدلج اللبرالي/3
- عولمة الإبادة الفاشية تحت قناع اللبرالية/2
- عولمة الابادة الفاشية تحت قناع التأدلج اللبرالي/1
- تثوير تماسك القصيدة العربية: الشاعرة الكبيرة وئام مُلا سلمان ...
- تثوير تماسك القصيدة العربية: الشاعرة الكبيرة وئام ملا سلمان ...
- عندما تغني الملائكة شجن الغربة: نص رهيب للشاعرة الكبيرة: وئا ...
- سمو تقديس الحب في عشتاريات الشاعر محمد بن زكري: وصفٌ وترجمة
- الشاعرة المبدعة وئام مُلا سلمان في -أسرار من سِفر الغيبوبة-: ...


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - الذبابة تموت ولا تتعلم كيفية تكريز حَبَّ الرقّي الأحمر