أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبهان خريشه - تصدع جدران الصهيونية















المزيد.....

تصدع جدران الصهيونية


نبهان خريشه

الحوار المتمدن-العدد: 7859 - 2024 / 1 / 17 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ الإستعمار التقليدي بعد الحرب العالمية الثانية بالأفول تدريجيا، ليحل محله الإستعمار الجديدNeocolonialism ، الذي يقوم على تجنب إحتلال أرض الغيربالقوة العسكرية، إنما يعمل على سرقة الموارد الطبيعية والبشرية بشكل ظاهرأوخفي، من خلال إعاقة القدرات الصناعية للدول النامية، لإجبارها على تصديرها كمواد خام، ثم تعيدها إليها على شكل سلع.
الا أن إسرائيل الصهيونية التي اقيمت كأداة من أدوات الإستعمارالقديم وقاعدة متقدمة له في الشرق العربي، إستخدمت الإستعمار بنمطيه القديم والجديد... ففي القديم مارست وتمارس التطهير العرقي والفصل العنصري، والسعي إلى قضم الأراضي في الضفة الغربية لإقامة المستوطنات، والعمل على تهجير الفلسطينيين. أما في الشكل الجديد من الإستعمار، فإنها تستولي على الموارد الطبيعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفائض الجهد لسكانها، االذين يضطر بعضهم إلى العمل فيها وفي بناء مستوطناتها.

فشل نظرية "الصهر"
في أيار 2024 ، ستحل الذكرى السنوية الـ 76 لإقامة إسرائيل، في ظل أزمات تعصف بها وفي مقدمتها أزمة "الهوية". فإسرائيل الصهيونية تفتقر لمجتمع متجانس، لتكونها من نسيج متباين الأعراق والاديان. ووفقا لبيانات مكتب الإحصاء الاسرائيلي، يصل عدد سكان اسرائيل اليوم الى نحو 8 ملايين نسمه، 6 ملايين منهم يهود، وبمعدل نمو تصل نسبته لنحو 2%، وبمتوسط 3 طفال لكل إمرأه يهودية..
ويتكون المجتمع الاسرائيلي (اليهودي)، من ثلاث مجموعات طبقية: السفارديم ، وهم يهود إسبانيا والبرتغال، ويهود المشرق العربي، واليهود الأشكينازمن أوروبا الشرقية والغربية، والذين يمثلون نحو 85% من أجمالي اليهود عالميا، ويسيطرون على المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية في اسرائيل. وينقسم اليهود الى مجموعتين رئسيتين: الاولى الحريديم، وهم المتدينون الذين يمارسون الطقوس الدينية وفقا للشريعه اليهودية، ويشكلون نحو 10% من سكان اسرائيل، بنسبة نمو سكاني مرتفعه تصل لنحو 5%، أما المجموعه الثانية فهي العلمانيين، ويشكلون نحو 65% من سكانها، فيما تصل نسبة الفلسطينيين العرب، نحو 20% من إجمالي عدد السكان فيها، بتعداد يصل الى نحو مليون و 700 الف، اكثر من 80% منهم مسلمين، ونحو 10% مسيحيين ونحو 10% دروز .
وبعد 76 عاما على إقامة إسرائيل، لا يزال الصراع العرقي – الثقافي فيها يزداد حدة، الامرالذي يؤشر الى فشل نظرية "الصهر" التي تشكل العمود الفقري للفكر الصهيوني، والذي بالإمكان لمسه، من خلال عمل المكونات العرقية المختلفة في إسرائيل، على ابراز ثقافاتها الخاصة بها، بعيدا العنصر"القومي" المصطنع، حيث تعمل جمعيات يهودية على بعث ثقافتها الشرقية، من شعر اندلسي وموسيقى عربية، كما نسمع في الاحياء الشعبية، في المدن الكبرى التي يقطنها اليهود من أصول شرقية، الاغاني والموسيقى العربية..

لا تجانس ثقافي
ويشكل المهاجرون الروس أكبر مكون عرقي في اسرائيل، بثقل ديموغرافي يصل لنحو سدس المجتمع اليهودي الاسرائيلي، وهم لا يزالون يتحدثون اللغة الروسية، رغم مرور اكثر من ثلاثين عاما على هجرتهم الى اسرائيل، ما يعني إنقطاعهم عن "الثقافة" الاسرائيلية، وهو مثال آخر على فشل الحكومات الإسرائيلية الصهيونية، لبلورة "ثقافة إسرائيلية" تستوعب الثقافات العرقية المتعدده. كما فشلت اللغه العبرية أيضا في استيعاب مركبات الهوية الثقافية الاسرائيلية، كما كان يأمل قادة اسرائيل والحركة الصهيونية، فكلما ازداد عدد المهاجرين الى اسرائيل إزداد التباعد العرقي ، وازداد الشرخ في "هويتها" ، ما يؤشر على نهاية المشروع الثقافي الصهيوني، وفشل المزاوجه بين اليهودية و "القومية " ، وبالاضافة للازمات التي تعيشها حاليا، فإنها تحمل في طياتها أزمات في طريقها للتفجر في المستقبل.
إن دمج مفهومَي اليهودية والديمقراطية، ينطوي هو الآخرعلى تناقض لا لبس فيه، ذلك أن اليهودية وما تتضمنه من معتقدات وتصورات عنصرية، تتنافى تماماً مع الديمقراطية، التي تعتبر المواطنة والحريات، وحقوق الإنسان والاعتراف بالآخر، من أهم الآسس التي ترتكز عليها. فاليهودية ترى في اليهود شعب الله المختار، وعليه فإن أي شعب آخر يعتبر من وجهة نظرهم شعبا اقل مستوى منهم، ما يتناقض مع الديمقراطية. غير أن قادة "إسرائيل" توصلوا إلى أن ما يوحد هذه الجماعات المتنافرة والمنقسمة، الخطر الذي يتهددها، بترسيخ ثقافة الخوف والخطر الذي يمثله العرب على وجود اليهود...

أزمة حكم
إن أزمة الحكم في إسرائيل تجلت بوضوح، من خلال إجراء خمس جولات إنتخابات برلمانية في غضون أربع سنوات، إلا أن حزب الليكود برئاسة نتنياهو، تمكن بعد فوزه في إنتخابات 2022، من تشكيل إئتلاف حكومي بالتحالف مع الأحزاب القومية والدينية المتطرفة، وعلى رأس جدول أعمال هذا التحالف، إجراء تعديلات قانونية للسيطرة على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، الأمر الذي أدى إلى شطرالمجتمع الإسرائيلي لمعسكرين، من الصعب الجسر بينهما: معسكر أقصى اليمين في حكومة بنيامين نتنياهو، وهو مزيج من اليمين الشعبوي والكهاني والصهيوني المتطرف قوميا ودينيا، بالإضافة للأحزاب الدينية، وفي مواجهته، يقف معسكرالمعارضة، الذي يضم أحزاب الوسط واليسار، ولكل من المعسكرين، سماته الطبقية والاجتماعية والعرقية، ورؤيته لما يجب أن تكون إسرائيل عليه.

عقدة "العقد الثامن"
ووفقا للتوظيف الصهيوني للدين سياسيا، فإن إسرائيل اليوم هي "الدولة اليهودية الثالثة" التي أقيمت في فلسطين، لأن الدولتين اليهوديتين السابقتين في فلسطين (وفق السردية التوراتية الإستشراقية التزويرية)، كانت الأولى مملكة (داود)، التي تأسست في عهد الملك (شاؤول) حوالي 1020 قبل الميلاد، وتوطدت في عهد خلفه الملك داود، وانقسمت بعد موت إبنه (سليمان) عام 930 ق.م حيث دامت لـ 76 عاما، أما الدولة الثانية، فهي ما تسمى بـ"مملكة الحشمونائيم"، التي تأسست عام 140 قبل الميلاد، وانتهت بسيطرة الإمبراطورية الرومانية على فلسطين، عام 63 ق.م ودامت لـ 77 عاما.
وعلى وقع الأزمات التي تعصف بإسرائيل، أعرب أكثر من مسؤول فيها عن خشيتهم من زوالها في العقد الثامن من قيامها، حيث نقلت صحيفة "ماكور ريشون" عن رئيس الوزراء السابق (نفتالي بينيت) قوله في مؤتمر صحفي: "إننا داخل العقد الثامن لدولة إسرائيل، وفي تاريخنا كله، كان لنا دولتين هنا في أرض إسرائيل، لكن لم ننجح أبدا في عبور العقد الثامن كدولة موحدة وذات سيادة".. وسبق أن حذر من ذلك أيضا بنيامين نتنياهو، عندما قال في ندوة دينية إن مملكة (الحشمونائيم) دامت لـ 80 عاما فقط، وأنه يعمل على ضمان نجاة دولة إسرائيل من المخاطر الوجودية لتصل إلى عمر يصل لأكثر من 100 عام.

سقوط أساطير
وبهجوم المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبرعلى مستوطنات غلاف غزة، سقطت الكثير من الأساطير الصهيونية المؤسسة لإسرائيل .. هذا الهجوم والحرب التي تلته على قطاع غزة وصفه اكثر من مسؤول إسرائيلي بأنه تهديد لوجود إسرائيل. وكان من أبرز ما نتائج هذا الهجوم الآنية والمستقبليه تبدد اسطورة الجيش الذي "لا يقهر"، الذي لطالما عملت الدولة الصهيونية على زرعها، في عقول العرب على مدى أكثر من 75 عاما، كما تلاشت سياسة الردع وذراع إسرائيل الطويله، التي لطالما إستخدمتها في عمق العالم العربي، ناهيك عن أزماتها البنيوية في المجالات االسياسية والإجتماعية والإقتصادية ...
ومن تجليات تصدع جدران الصهيونية، أنك مثلا إذا تجولت في أي من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، في الأراضي المحتلة أو في دول الشتات، وسألت طفلا "من أين أنت؟" ، لن يجبك بأنه من المخيم الذي يسكن به، بل سيقول أنا من مدينة كذا أو قرية أو بلده كذا في فلسطين المحتلة 1948، وهذا ما ينفي مقولة رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مئير" الكبار يموتون والصغار ينسون" !!



#نبهان_خريشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل الإعلام الغربي في تعميم الرواية الإسرائيلية للحرب على غز ...
- في مواجهة تزوير تاريخ الشرق الأدنى القديم
- طريق أوسلو: المواقف الامريكية المبكره من منظمة التحرير الفلس ...
- ماذا يعني ان يكون طالب اللجوء إلى أوروبا ليس أبيض البشره ؟!!
- غربلة التراث


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية ترفض دعوى نيكاراغوا لاتخاذ تدابير ضد تصد ...
- مناظرة حادة بين المرشحين الرئيسيين للاتحاد الأوروبي وهذه أهم ...
- ملياردير أمريكي يكشف تفصيلا غريبا في تقديم المساعدة الأمريكي ...
- -بقاء رفات الأموات خارج القبور طعاما للحيوانات-.. الأوقاف في ...
- الأحلام قد تنذر بخطر الإصابة بالخرف وباركنسون قبل 15 عاما من ...
- حالة صحية نادرة للغاية تجعل المريض -سكرانا- دون كحول!
- نتنياهو يتعهد لبن غفير باقتحام رفح والأخير يوجه تهديدا مبطنا ...
- محكمة العدل الدولية ترفض دعوى رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا بش ...
- نزع حجاب طالبة بجامعة أريزونا.. هل تتعمد الشرطة الأميركية إه ...
- العدل الدولية تقضي بعدم اختصاصها بفرض تدابير طارئة ضد ألماني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبهان خريشه - تصدع جدران الصهيونية