أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبهان خريشه - طريق أوسلو: المواقف الامريكية المبكره من منظمة التحرير الفلسطينيه















المزيد.....

طريق أوسلو: المواقف الامريكية المبكره من منظمة التحرير الفلسطينيه


نبهان خريشه

الحوار المتمدن-العدد: 7340 - 2022 / 8 / 14 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من أن عنوان هذا المقال، مشابه لعنوان كتاب الرئيس محمود عباس " طريق أوسلو"، الا انهما مختلفان في الفرضيات، وفي سبل معالجتها اثباتا او نفيا.. كتاب عباس يتحدث عن رؤيته لتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، عندما كان خارج دائرة اتخاذ القرار، ويتحدث أيضا عن تفاصيل كواليس المفاوضات، التي أدت لإتفاق أوسلو بعد فترة قصيرة من توقيعه، اخذا بعين الاعتبار ان الطبعه الاولى منه صدرت في العام 1994، عندما كان حبر التوقيع على اتفاق اوسلو لم يجف بعد، وعندما كان سقف توقعات قادة منظمة التحرير مرتفعا جدا، الى ما سيؤول اليه هذا الاتفاق بإقامة دولة فلسطينيه، الا ان موضوع هذا المقال، هي المواقف السياسية المبكرة جدا لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية لتسوية الصراع مع اسرائيل ، عندما كان الكفاح المسلح كان لا يزال في أوجه، والسعي للاتصال بالولايات المتحدة لهذا الغرض، كما أن المقال، لا يعالج ما آلت اليه القضية الفلسطينية، خلال اكثر من ربع قرن على توقيع اتفاق أوسلو، ولكنه محاولة لتتبع الطريق التي قادت اليه..

1974- 1982

مخطئ من يعتقد بأن إتفاق أوسلو كان وليد لحظته، إذ سبقته مقدمات على امتداد نحو عقدين قادت اليه ، ففي حزيران عام 1974 عقد المجلس الوطني الفلسطيني مؤتمره في القاهرة، وأقر ما عرف بـ "برنامج النقاط العشر"، والذي تخلت فيه منظمة التحرير الفلسطينية، عن مبدأ اقامة الدولة الفلسطينية على كامل ارض فلسطين التاريخية، الذي نص عليه ميثاقها الوطني .
برنامج النقاط العشر هذا نص في احدى مواده، على اقامة "سلطة وطنية" على اي أرض فلسطينية "محررة" دون اعتراف هذه السلطة بإسرائيل، ولإختبار مرونة البرنامج وقع ياسر عرفات على بيان مشترك مع مصر وسوريا في ايلول 1974، أشار الى استعداد منظمة التحرير للدخول في مفاوضات مع اسرائيل، ما دفع بالجبهة الشعبية للانسحاب من المنظمة، وهذا ما فتح الطريق لعرفات لحرية التصرف، باستخدام البرنامج للسعي لإقامة علاقات مع الولايات المتحدة..
عضو مجلس الامن القومي الامريكي "وليام كوانت"، الذي كان من الداعين لإقامة علاقة مع القيادة الفلسطينية التي وصفها "بالمعتدله" في منظمة التحرير، قال في كتابه "عشرة اعوام بعد كامب ديفيد" Ten Years after Camp David ،إنه دعا وزير الخارجية الأمريكي "هنري كيسينجر" الى فتح قناة اتصال رسمية بالمنظمة، وقال " إن من شأن هذه القناة دعم التقارب بين منظمة التحرير والاردن، وتمنح الدعم للمعتدلين في المنظمة.. أنه من الواضح ان عرفات يرغب بالعمل بإتجاه تسوية سياسية"، الا ان دعوة "كوانت" هذه لم تلق أذانا صاغية من وزير الخارجيه الأمريكي هنري كيسينجر واسرائيل.
ومع ذلك، واصل مسؤولون أميركيون ضغطهم على كيسنجر، عقب الخطاب الذي ألقاه ياسر عرفات في الأمم المتحدة في تشرين الأول/نوفمبر 1974، إذ كتبَ السفير الامريكي لدى لبنان "ماكمورتري غودلي" رسالة لوزارة الخارجية في واشنطن قال فيها إنه "مهما كان وجودها مزعجا أو سلوكها بغيضا، فإن منظمة التحرير الفلسطينية باتت حقيقةً واقعة، وتتمتع بتعاطف وتأييد طيف واسع من الرأي العام الفلسطيني والعربي، في جميع أنحاء المنطقة، وان الحوار معها سيساعد واشنطن في تحديد مدى ملائمة المنظمة كشريكٍ في المفاوضات، وسيعمل على دعم المعتدلين داخلها، حتى لو كانت قناة الحوار معها سرية "
أما السفير الأمريكي لدى لبنان "ويليام بوفوم"، فقد كتب في رسالة لوزارة الخارجية عام 1974" ، إن هناك زيادة كبيرة في المؤشرات، التي تدل على سعي قيادة فتح للبحث عن إمكانيات الاتصال المباشر بالمسؤولين الأمريكيين. وقد تزامنت هذه المساعي مع محاولات حذرة من جانب ياسر عرفات ونائبه صلاح خلف (أبو إياد)، لإظهار استعدادهما لحضور مؤتمر جنيف، وفي ذات الوقت، فإن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية كانت مضطرةً إلى "تهدئة المخاوف" في صفوف مقاتليها، من أن إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لا يعني التخلي عن أهداف المنظمة بعيدة المدى"
وجاء في مذكره وجهها القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية في بيروت "روبرت هوتون" لهنري كيسنجر في شباط/فبراير 1974 "أن ياسرعرفات وصلاح خلف معتدلين في وجهتي نظرهما بشأن التوصل إلى تسوية نهائية مع إسرائيل، وأن هدف منظمة التحرير المتمثل في إقامة دولة ديمقراطية علمانية على كامل ارض فلسطين، لا يعني أنها تنظر إليه كإمكانية عملية قابله للتحقق على المديين القريب و البعيد"
وفي ايار 1975 ‪زار السناتور الديموقراطي "هوارد بيكر" بيروت، بمرافقة موظفين من لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، والتقى بشخصيات فلسطينية بارزة، من بيهم البروفيسو في جامعة جورج تاون "هشام شرابي"، والمسؤولان في منظمة التحرير الفلسطينية شفيق الحوت ونبيل شعث، قبل أن يلتقي في إجتماع منفصل مع ياسرعرفات... بيكر سأل عرفات عن "الشرط الاساسي لتحقيق تطلعات الفلسطينيين"، ورد الزعيم الفلسطيني " "إن برنامج النقاط العشر للمجلس الوطني ينص على أن للفلسطينيين الحق، في إقامة سلطة فلسطينية على أي أراضٍ يمكن تحريرها، أو أي أمر يمكن دفع اسرائيل للتخلي عنه حتى وإن كان قطاع غزة ."
ورغم سعي ياسرعرفات للظهور بمظهر المعتدل، الا ان موقف هنري كيسنجر لم يتغير، وواصل جهوده لإبرام اتفاق فك ارتباطٍ ثانٍ بين إسرائيل ومصر، متجاهلًا سوريا ومنظمة التحرير. ووقعت الولايات المتحدة على مذكرة تفاهم سريه مع إسرائيل نصت " على عدم اعتراف واشنطن بمنظمة التحرير، او التفاوض معها، ما لم تعترف بحق إسرائيل في الوجود، وأن تقبل قراري مجلس الأمن رقم 242 و338"

1982- 1993

ومع اشتداد القتال في الحرب الاهلية في لبنان، حظيت منظمة التحرير الفلسطينية بفرصه أخرى، لإثبات قيمتها لدى واشنطن، وذلك بتوفير حركة فتح الحماية للسفارة الأميركية، وللمساكن الخاصة بالمسؤولين الأمريكيين في بيروت، وأشرف مسؤول جهاز الامن في حركة فتح "علي حسن سلامه" على عملية اجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين من لبنان، بعد إغتيال السفير الأمريكي" فرانسيس ميلوي"، ورغم ذلك ‪‪لم تتمخض هذه المساعدة عن أي مكاسب ساسية تذكر، باستثناء دعوة مبعوث الرئيس الأمريكي جيرالد فورد في لبنان "تالكوت سيلي" إلى إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة كوسيلةٍ لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية.
وبعد خروج المنظمة من لبنان في اعقاب الاجتياح الاسرائيلي له في العام 1982، وتموضعها في تونس ودول عربية اخرى، واجهت اسرائيل اكبر تحدي لها منذ نشوئها في العام 1948، تمثل باندلاع الانتفاضة الاولى في كانون أول / ديسمبر 1987 بمبادرة قيادات وطنية محلية، وأحيت الانتفاضة من جديد خيار مواجهة إسرائيل بالتعبئة الجماعية اللاعنفية، على نطاق لم يسبق له مثيل منذ أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، غير أن منظمة التحرير الفلسطينية أثبتت عجزها عن استثمار النجاح المحلي والعالمي للانتفاضة الأولى، وقدمت قيادتها مصالحها الخاصة، على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بتطلعها إلى نيل تأييد الغرب وخاصة الولايات المتحدة، كما عبر عن ذلك إعلان الاستقلال في الجزائر في العام 1988 .
واتضحت تناقضات منظمة التحرير بما لا يدع مجالًا للشك في الفترة 1992-1993، عندما اضطرت قيادتها إلى الاختيار بين دعم الموقف التفاوضي للوفد الفلسطيني في واشنطن بقيادة حيدرعبد الشافي وحنان عشراوي، الذي أصر على الوقف الشامل لأنشطة الاستيطان الإسرائيلية، كشرط مسبق لترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي، وبين مفاوضات سرية مع إسرائيل في أوسلو أعطتها أقل من ذلك بكثير.
وعملا باتفاق أوسلو لعام 1993، اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل و"حقها في الوجود في أمن وسلام" في وثيقةٍ لم تأت على ذكر إنهاء الاحتلال، أو تقرير المصير أو إقامة الدولة الفلسطينيه أو حق العودة. ومن غير المستغرب أن العقود التي تلت، شهدت تسارعا هائلا في وتيرة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، والتدمير الفعلي لترتيبات الحكم الذاتي المنصوص عليها في الاتفاقات الإسرائيلية الفلسطينية العديدة، وربما الأهم من ذلك تلاشي حلم الفلسطينيين باقامة دولة مستقله، او بقاءه مع وقف التنفيذ لسنوات لا يعلم عددها الا الله .
واليوم وبعد 29 عاما على توقيع اتفاق اوسلو، واقامة سلطة الحكم الذاتي فإن قيادتها لا تزال متمسكه به، على الرغم من تعامل اسرائيل بتطبيق بنود منه بإنتقائيه، بأخذ ما يخدمها وترك ما هو في صالح السلطة الفلسطينيه على ندرته.
إن القيادة الفلسطينية الحاليه لا تزال تبيع الوهم، وتمارس خداع الذات بترديد مقولات، مثل " دولة فلسطين" التي هي عمليا دوله على الورق، ومطالبتها المجتمع الدولي بانقاذ حل الدولتين، ووقف الاستيطان وما الى ذلك من مصطلحات تعكس شعور"الضحية"!!!
إن الطريق التي سلكها الرئيس ياسر عرفا،ت لإستمالة الولايات المتحدة وكسب ودها عندما كانت منظمة التحريرفي اوج قوتها قبل نحو نصف قرن، عاد الرئيس محمود عباس لسلوكها ومنظمة التحرير في اضعف حالاتها.



#نبهان_خريشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني ان يكون طالب اللجوء إلى أوروبا ليس أبيض البشره ؟!!
- غربلة التراث


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبهان خريشه - طريق أوسلو: المواقف الامريكية المبكره من منظمة التحرير الفلسطينيه