أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور فهمي - الأستاذ -إله-















المزيد.....

الأستاذ -إله-


نور فهمي
كاتبة

(Noor Fahmy)


الحوار المتمدن-العدد: 7853 - 2024 / 1 / 11 - 12:58
المحور: الادب والفن
    


هو الذى يقسو ويحنو.. يعاقب ويحاسب؛ يكافأ ويجازى!!
عنده كل الحلول، الإجابات، القدرة والسلطان، وبذكر اسمه يطمئن المحسنين، وترتجف معه قلوب المذنبين.
هى صورة "الأستاذ" فى عين وعقل طفل صغير..طفل كالعرف والعادة؛ يقتدى بالأكبر سنا ومقاما وقدرا!!
فالأستاذ والأب(شئنا أم أبينا_ هما النموذج المصغر من صورة الإله! صورة لا يمكن فصل مقامها وقدرها عن النموذج الأمثل فى ادمغتنا ولا نستطيع إلا أن نقارن بينهما ولو بشكل غير واعى !! حتى بعد بلوغ سن الرشد!!
نظل ننظر "للمعلم" كأيقونة للقدرة والمعرفة والسلطة!
الدليل العملى الذى نهتدى بخطاه، ونتتبع سيرته بشغف المريدين!
أما حينما تنجلى البصيرة فى لحظات الكشف؛ نصطدم بالواقع؛واقعه كإنسان، مجرد إنسان يصيب ويخطىء، بل ويفسد فى بعض الأحيان، ليس إلها ولا ذو سلطة أو مقدرة إلا فى حيز أضيق من عقلنا الذى قدسه!
نشعر وكأن هذا الأستاذ الذى مكنناه وجعلناه فى منزلة الإله ينفض عن نفسه مسؤولية خلقه ويخذلهم عامدا متعمدا دون حكمة أو رحمة!
" كطفلٍ هرول إلى أمه باكياً لتحتضنه، فتلقى صفعة ليكُف عن البكاء، هكذا هو الخذلان." كما وصفه الكاتب الراحل
(أحمد خالد توفيق)

ولنا فى أعظم ما انجبت مصر من فنانيين ومفكرين وفلاسفة خير دليل على هذا، فمثلا؛
نشرت مجلة الكواكب سنة ١٩٧٠ هذه الكلمات عن نجم النجوم وصائد الجوائز؛ العظيم(نور الشريف):

"نور الشريف لن يصبح نجما على الإطلاق،على عكس محمود ياسين، ويوسف شعبان، لأنه يملك إمكانيات عادية للممثل، ولا يملك الإمكانيات الفذة، والنجوم دائما لهم تركيبة خاصة تكاد تكون متكاملة من حيث، القوام والملامح وطبيعة الأداء والصوت والوعى بالعمل الفنى، ونور تنقصه بعض هذه الأشياء
يمكن بالكثير أن يصبح يوسف فخر الدين آخر!!"

لم تكن هذه مجرد كلمات نشرت فى الصحافة بل جاءت أيضا من بعض اساتذته ومعلميه!

فبعدما تم قبول (نور الشريف) فى المعهد، عزم على التقديم فى التليفزيون ليعمل ككومبارس متكلم!!
فقام بتمثيل بعض المشاهد أمام (نور الدمرداش)؛ فما كان من الأخير إلا السخرية منه قائلا: "انت متأكد انك طالب فى المعهد؟!
وأردف فى حدة: "مع السلامه" ولم يتم قبوله فى التليفزيون !!
توالت الصدمات ليتمها (جلال الشرقاوى) فى آخر سنة دراسية لنور الشريف بالمعهد حينما أطلق كلمات صفعت كرامته:
"انت طلعت مقلب!"
كتم (نور الشريف) دموعه وغيظه معللا ذلك فى احدى البرامج(انا برج الثور وصعيدى!) ولذلك صمت أمامه مرغما ثم بكى بحرقة بعدها!!
حينما نشرت(اليس نظمى) مذكرات نور الشريف، ذكرت هذه المواقف؛ فوبخه اساتذته على ذلك!!
ولكنه أصر على ذكرها حتى تكون ملاذا لكل من لديه حلما أو هدفا ومازال الطريق أمامه بعثراته وندباته وانتكاساته، حتى يستعين بها المهتدون دون أن يصيبهم اليأس، أو تعطب نفوسهم اثر جرح أو تعثر،
"الحياة قاسية..الحياة مش لعبة وأنا أجزم وبلا تواضع أن هناك زملاء ليا افضل منى وأكثر موهبة لكنهم كانوا أكثر رقة فلا يستطيعوا تحمل رأى زى اللى اتقال من أستاذ(نور) أو أستاذ(جلال) فمنهم من ترك المعهد ومنهم من انتحر
فأنا بذكر ده لأى هاوى مش بس فى(مجال التمثيل)؛ اذا كنت انت مؤمن وواثق من نفسك ان انت تملك الموهبة(الصح) هتنجح فى يوم من الأيام و اوعى كلمة من دى تأثر فيك" (نور الشريف)
وكما قال (جان بول سارتر): سيصبح الإنسان" ما عزم" أن يكونه وليس ما رغب ان يكون!"
من الجدير بالذكر أن الفنان (نور الشريف) اشترك مع (نور الدمرداش) لاحقا فى مسلسل(مارد الجبل) ونجح نجاحا استثنائيا باهرا ليكتب فى تترات النهاية
إلى اللقاء (مع نور الشريف..نور الدمرداش)
فيصبح هذا وساما على صدره، ورد اعتبار وشرف للنجم الكبير؛ اقتران اسمه باسم من تسبب فى رسوبه سابقا!
أما عن (انيس منصور) واستاذه (العقاد)،
فقد صرح الأخير ذات يوم لإحدى الصحفيات ساخرا: "من هذا الأنيس؟!" بتجاهل تام لقدر انيس منصور ومقامه آنذاك، رغم أن الأخير كان تلميذا له ودائما ما أشاد به وبقدره وعلمه، وكان من مريديه!!
تصغر أو تكبر حجم الصدمة بقدر غلاوة الفرد ومعزته،
وبقدر "عظمة تأثيره"، تكون "انتكاسة" تلاميذه!!
من نعم الأقدار على أن أغلب من تأثرت بفكرهم وفنهم "أموات" وحتى الأحياء منهم "على مسافة" تحفظ لكلانا صورته"الوهمية" عن الآخر!!
فمثلا(نور الشريف)؛ سحرتنى ثقافته الواسعة وقيمة الفن الذى قدمه وجرأة الطرح فى تناول بعض الأفكار وتقديمها للسينما مثلما شاهدنا فى فيلم(لقاء هناك) و(الرقص مع الشيطان) و(قاهر الزمن)، كذلك إصراره على التحقق والتربع على عرش النجومية والالتزام والمثابرة حتى سن متقدمة!
والكاتب الكبير (انيس منصور) بأسئلته اللانهائية وأفكاره الفلسفية؛ عقله الذى لم يتوقف ولم يهدأ ابدا حتى بموته، ليشعل نيران الشك والتساؤلات بعدها فى عقول قرائه!!
(يوسف شاهين) بعفويته وشغفه تجاه فنه. روحه الطفولية الاستثنائية فى التعامل مع الحياة، وقد كتبت عنه مقالا مطولا بعنوان (شاهينية الهوى) أذكر فيه مدى تأثرى الشديد بشخصه وفنه!
ترى؛ هل لو كنت التقيت بأحد هؤلاء وهو على قيد الحياة؛ سأظل متأثرة به دون أن يصدمنى حينها بازدواجيته..أو قسوته..أو حتى على أقل تقدير الجزء الشيطانى القابع بنفسه كباقى البشر؟!
أعلم أن تأليه النماذج وتقديس الهالات، يلازمه دوما صدمات لا نشفى من جروحها إلا بمعجزة!!
ولأن من طبائع البشر خلق الاصنام ثم "بغباء منقطع النظير" تمجيدها وعبادتها طوعا!
ولكن لا يمكننى بالنهاية إلا تقديس هذه الكلمة السحرية
(القدوة)؛
القدوة التى نفتقدها " كشباب" فنتشبث بماض لم يكن أبدا لنا ..ماض لم نعشه ولكنه رغما عنا، عاش فينا، عوضا عما نفتقد هذه الأيام ..نستمسك به، عسى أن يكون ملجأنا عند الشدة ونجاتنا من الحيرة والضلال!
ليبقى "أملنا الوحيد" الذى لطالما افتقدنا عمرا بأكمله؛
أملنا فى إيجاد "مثال" يحتذى به، حتى لو عارضناه أحيانا أو عاندناه !!
وأخيرا، لن اذكر أسماء من تأثرت بهم، ولازالوا على قيد الحياة، عسى أن يكونوا عند حسن ظنى
حين ألقاهم!!
وليبقوا كما هم فى مخيلتى؛
آلهة العلم والمعرفة،
آلهة الحكمة ..
آلهة "القدرة"؛
القدرة الاستثنائية على تحويل الظلمات إلى "نور"؛
نور؛ لا ينطفئ وهجه أبدا فى قلوب مريديهم!



#نور_فهمي (هاشتاغ)       Noor_Fahmy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورم الجنس (مقال)
- بردا وسلاما على المبدعين (مقال)
- براءة الرب (مقال)
- علاقة(إحسان عبد القدوس) بمسلسل -أزمة منتصف العمر-
- وجه لا يشبه صاحبه!
- شاهينية الهوى
- (منتهى اللذة..منتهى الألم) مقال
- آيات سينمائية..تلاوة امرأة
- حرية موقوتة (نص نثرى)
- انتحار عارية (قصة قصيرة)
- سمعة الكترونية (قصة قصيرة)


المزيد.....




- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور فهمي - الأستاذ -إله-