أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس الجبوري - ارث الخالدين















المزيد.....

ارث الخالدين


عباس الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 7852 - 2024 / 1 / 10 - 19:58
المحور: الادب والفن
    


وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع وتتناول عدة مواضيع وشخصيات ، لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر لعكس كتاباته للتثاقف مع الآخرين ، وليبين الكاتب عن قدرة ارتباطه بالأدب ارتباطاً وثيقاً باللغة ، فالنتاج الحقيقي للغة المدونة والثقافة المدونة بهذه اللغة يكون محفوظاً ضمن أشكال الأدب وتجلياته والتي تتنوع باختلاف المناطق والعصور وتشهد دومًا تنوعات وتطورات مع مر العصور والأزمنة، وثمة العديد من الأقوال التي تناولت الأدب ومنها ما قاله وليم هازلت (إن أدب أي أمة هو الصورة الصادقة التي تنعكس عليها أفكارها)...
لذلك تكون الأعمال الأدبية للأديب ثامر كلاز ، في منجز كتابه الأدبي الثالث
( إرث الخالدين ) تجسيد المواقف واللحظات الحياتية المؤثرة قي مجتمع القرّاء لتعكس ثقافته الذاتية ،حتى نتخيلها أو نعيشها واقعا أمامنا ، هذا الدور قد يكون إيجابيا بحسب توجهات الأديب وقناعاته الفكرية، وهنا فعلا يكمن دور الأدب وأهميته في الأعمال الأدبية ، يتاح للقارئ التفكير في أو عيش اللحظة كما لو أنها تحدث في أزمان متداخلة...

والأستاذ الأديب ثامر كلاز ، أنجز كتابه الجديد
وهو يضع انامله يفكر في ما سيكتب، مفضلاً، قبل الشروع في أي عمل، أن تكون معه خطة واضحة في فكرة وهدف عما سيكتبه. والمعروف عن المربي الفاضل والمدرب الرياضي المرموق الذي سبر أنوار الثقافة ،انه يأخذ وقتاً طويلاً قبل البدء بالكتابة لحسم خلفية العمل الادبي وما سيدور فيه من أحداث وكذلك طبيعة قراءة الشخصيات، والمواضيع تأخذ وقتاً في استلهام تجاربهم الادبية ، وذلك قبل الشروع في الكتابة الفعلية، حيث
تتمتع اراءه المكتوبة بالقدرة على توليد الأفكار وإلهام النفوس حتى تغيير الطريقة التي نرى بها أنفسنا ومكاننا في متابعة كتاباته من زاوية ثقافية مضيئة ، مما يجعلنا نفكر بأنه احد الكتّاب الكبار بأسلوبهم وأفكارهم ومعتقداتهم وأعمالهم التي كان لها أثر دائم على الأشخاص والثقافات في المجتمع .

كشفت مقولة اهداء كتابه " إرث الخالدين " عن اسلوبه التعبيري والفلسفي
الذي يلخص فيه كينونته الذاتية بكلمات سردية متناثرة الأبعاد جامعة الهدف الأدبي الرمزي بعبقرية كاتب وغواية الأدباء الكبار الذين كتب عنهم ،،نبش أفكارهم وقدمها للقراء بطقوس كتابية متفردة ، فالكاتب العراقي منذ القدم له دورا مركزيا في تاريخ البشرية، ليعكس ثقافات العالم المتغير من حوله بطريقة عميقة وبعد فلسفي ، وهذا ما أشارت مقدمته القيمة لكتابه ( إرث الخالدين ) ،
وعندما يتناول كاتب عدة شخصيات ادبية ، غايته ايصال فكرة عربية وشرقية وعالمية يحاول ان يزرع في اذهان المجتمع الوعي من التجارب الفذة بالإضافة إلى مايمتلكه مجتمعه من إرث ثقافي عريق من تراث وعلوم وادب وفلسفة ، وبذلك مثلاً تعمد " ثامر كلاز " ،، أن يضع "طاغور" متصوف السماء والأرض ، شعره وفكره الإنساني في جملة شخصياته .. وهنا يقول المهاتما غاندي "يُصبح الإنسان عظيما تماما بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية الإنسان".. فشرّب كاتبنا هذه الحكمة من أجل قيمة الإنسان والإنسانية، فإنّ ديوان جتنجالي لشاعر الهند العظيم روبندرونات طاغور الذي لقّب "بمنارة الهند" لما يبعثه من نور للمسافة والروح والوعي. دامت روحه في أنوار أرواح الأدباء وكتاباتهم .
وبذلك يريد الكاتب ان يصل صوت كتابه إلى كل من يبتغي السلام والحكمة والحب والتّصوف العذب.

ثامر كلاز ، في هذا الكتاب يعرض تجارب العظماء من فكر وشعر وفن وفلسفة ، يميّز أسلوبه درجة صفاءه ونقاءه إذ يأخذ من الواقع رماديته ومن السّماء زُرقتها. وهذا أسلوب الحكماء والفلاسفة، لأنه يعيش عالم البسطاء ولغتهم. يبحث ليحقّق في مجتمعه صورة الإنسان والحياة والذات والطبيعة لهدف واحد بإتجاه الرقي الإنساني .. وهي من أهمّ القيم التي يدعو إليها الكاتب عوض الأنانية وحبّ الذات اللذان يخلفا الحروب والدمار للبشرية، دون أن يلغي امله الوجودي الغير قابل للتعويض .. لشدة تأثره بقراءة قصائد طاغور التي وجد نفسه ضمن حناياها بغض النظر عن توجههه العقائدي ..

وحدثت انتقالة رائعة في الكتاب عند اختيار (جُبْران خليل جُبْران) الشاعر، كاتب، فيلسوف، عالم روحانيات، رسّام، فنان تشكيلي، من أدباء وشعراء المهجر، ولد في بلدة بشري في شمال لبنان ونشأ فقيرًا .. ركز الكاتب على
تجليات ثيمة إبداع جبران خليل جبران، بالرغم من دراسات كثيرة تناولت أعماله الشعرية والسردية لكنها ظلت بعيدة عن المقاربة لكن هذه الثيمة لديه ابرزها الاستاذ ثامر كلاز ، والتي تعدّ محورا مهما في تجربته، فلا يمكن قراءة جبران دون التفكير والاصطدام بتمرده وعصيانه وصراخه في وجه الموت الذي يشل الذات والجسد العربيين، والوقوف عند عدميته التي كانت الوجه الآخر لجبران الهائم بالبناء، وانتشال الشرق من المرض والعجز الكابسين على حركة نهوضه وتقدمه وكان موفقا في قراءة فكر هذا الرجل ومقاربة تجربته مع الآخرين في إرث الخالدين.
في المحطات الانتقالية من الكتاب وحين يستدرجنا الكاتب إلى يوهان فولفغانغ فون غوته الى ذائقة افكاره،، يعرّفنا إنه الكاتب الذي كتب دراما فاوست ،واحدة من أعظم أعمال الأدب الألماني ..
الشاعر المتفرد على عكس أدباء وشعراء نظروا إلى الإسلام نظرة منغلقة، وهو الشخيية المهمة من كتاب ( إرث الخالدين ) بحيث الهم الكاتب حيث جاء الشاعر الألماني غوته بنظرة تتميز بالانفتاح على الثقافة العربية والإسلامية
على عكس أدباء وشعراء نظروا إلى الإسلام نظرة منغلقة، جاء الشاعر الألماني غوته بنظرة تتميز بالانفتاح على الثقافة العربية والإسلامية. وهو الأمر الذي يجعل الحاجة ملحة للعودة إلى أعماله، التي يراها الكثيرون درسا في التسامح. فاهتمام غوته وحبه للثقافتين العربية والإسلامية لم يتجلى فقط في عمل واحد وإنما في عدة أعمال، بل في عدة مراحل من تكوين هذا الشاعر. لكن يبقى "الديوان الشرقي الغربي" عمل غوته الأهم الحامل للمسة إسلامية عربية وفارسية أيضا، كما يرى الكاتب ثامر كلاز .
ومن صيد كتابه اتحفنا من فكر جمال الدين الأفغاني «محمد جمال الدين» بن السيد صفتر الحسيني الأسد آبادي «الأفغاني»، أيديولوجي ومفكر إسلامي وناشط سياسي، يُعتبر من مؤسسي حركة الحداثة الإسلامية وأحد دُعاة الوحدة الإسلامية في القرن التاسع عشر، جاب دول العالم الإسلامي ومدن أوروبا لندن وباريس واستقر أخيرًا في الأستانة " إسطنبول " -
المحطة الأخيرة التي نقف عندها في هذه القراءة للكتاب لا تحمل في طياتها محمل الدراسة النقدية وفق طبيعة السرد الأدبي لان هذا المنجز لا يستحق الثلم .. كون هذا الكتاب يتميز بغرض الخواطر الأدبية، ويمتعك خاصية نموذج سردي لشخصيات أنارت للبشرية طريق الرقي القيمي وهذا ختامها
جلال الدين الرومي شاعر وعالم صوفي فارسي الأصل تركي الموطن؛
جلال الدين الرومي هو )مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْنَ بَهَاءٌ الدِّين البَلَخي الْبَكْرِيّ ‏ عرف أيضا باسم مولانا جَلَال الدِّين الرُّومي ) شاعر، وعالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف كما يقول مؤرخو العرب، وهو عند غيرهم صاحب المثنوي المشهور بالفارسية، ومن أقواله:
إن لم تجدني داخلك .. لن تجدني أبداً .. فأنا معك منذ بدء التكوين . إن كنت تبحث عن الله فهذه مشكلة ..
يعتبر الرومي من أبرز أعلام التصوف الفلسفي في التاريخ الإسلامي ..

خلاصة القول ، هذا الكتاب يدلنا على حقيقة جدلية ،
هل العلاقة بين الفلسفة والأدب دائماً متنافرة؟ وهل ثمة إمكانية للجمع بينهما؟ وماهي الوظيفة التي تؤديها كل من الفلسفة والأدب في العصر الحديث؟ ..لذلك استطاع الكاتب تأسيس التقاء لين الأدب والمتجر الفلسفي لشخصيات كتابه كن خلال حالة التقارب أو التشابه بينها في الشكل والمضمون .
مارس الأستاذ ثامر كلاز بمتابعاته سعياً منه لفهم أبعاد وجوده بكافة المستويات الأخلاقية والمعرفية والاجتماعية، وقد اتسمت كتاباته خارج الفلسفة التقليدية بمداها النسقي، أي أنه لم يترك مجالاً إلا وأخضعه لنمط سؤاله العام ،،، فأفلاطون -على سبيل المثال- كان قد أدخل في كتاباته تصورات عن العالم والطبيعة والإنسان والمجتمع ، والفن والأدب، بحيث لم يترك مجالاً إلا وضمّنه في نسقه الفلسفي.
يتقاسم آراءه حول العلاقة بين الفلسفة والأدب والأنثروبولوجيا ، وعلم الاجتماع والتاريخ، وأن الكاتب وضع الأدب والفلسفة من خلال شخصيات كتابه بشكل حِرَفي جديد ، فاحتفظ لنفسه بإيقاع ومنطق خاص به، استعصى على الاحتواء ، فالكتابة الأدبية باعتبارها شكلا خاصا من أشكال التعبير، سواءً كانت سرداً أوشعراً أو مسرحاً أو رواية، لها تراثها ورموزها وأشخاصها الذين صاغوا معالم الفكر الإنساني بجانب الفلاسفة.. يمكن القول إنه برغم التساكن والتعايش اللذان عرفتهما العلاقة بين الأدب والفلسفة، إلا أن هذين الحقلين المعرفيين كانا دائماً في حالة صراع، فكل نمط يعتبر نفسه قد قطع شوطاً في سبيل تلمس الحقيقة يما لم يفعله النمط الآخر. إلا أن الكاتب المحنك ثامر كلاز قد خلق التوازن ، بين فكر وادب شخصياته التي تجمعها القيم الإنسانية وقدمها بشكل شيق للقراء ..
ومن عنوان كتابة المنجز ( إرث الخالدين ) استطاع الكاتب الأستاذ ثامر كلاز أن يثبت لنا بأدلته أن هناك علاقة جدلية قائمة على الواقع الفعلي والتمطق التاريخي لشخصيات كتابه بأن الجديد موجود بنسب متفاوتة بمقدار ما تستدعي وجوده الحاجات والتحديات القائمة في الواقع وتناقضاته، ونحن ندرك أن الانتاج الانساني مجموعة مرايا تمثل ذلك الواقع، وبالتالي اثبت الكاتب أن الأدب الفلسفي أدبٌ أولٌا، ثم أنه فلسفي، فهو اذ يلتزم، يتمثل في الادب، كتاباً ورواية ومسرحا وشعرا، أدبا يحمل بعداُ فلسفيا دالا على شخصياته ويبقى مع ذلك، او ربما يحمل هذا الكتاب من الفلسفة الأدبية آفاقها وقضاياها وتحدياتها، وهو لذلك فلسفي، بينما يبقى له من الفن جماليته وتفرده وأصالته، وهو لذلك أدب، ما دام الأدب يلتزم بقضايا الإنسان العميقة، حتى أصبحت هماً دائم الحضور في المضمون والشكل، طرفي العلاقة من ان الأدب والفلسفة كانا على الدوام متجاورين حتى في أعمال "نظرية الأدب" الكلاسيكية، لكنه لم يتح لذلك التجاور أن يجد صيغته الفعلية، وبقيَّ المؤلف يعطي أدلته على إبداعات الإنسان كإرث عبر مسارات تاريخه الثقافي، ليثبت انعكاس هذا على وعي الذات، ثمَّ أثبت أن لكلِّ إنسان تجربته وابعادها من الحياة موقفًا ، أي فلسفته الأدبية.
وفي رصدنا الناقدة الأدبية لكتاب إرث الخالدين من خلال مؤلفها وما تميز به الكتاب من التعبيرات الملونة الساحرة المؤثرة، وتداخل للأجناس الأدبية، وقيامها على الأساليب الانزياحية والبلاغية العالية التي تمثلت عن طريق الفجائية والإثارة والمسافة الجمالية لتنوع الاهداف الورائية للأستاذ ثامر كلاز من عبير كلماته والكشف والشمولية ، في تجربته الأدبية .
ختاماً تحياتي الخالصة إلى الأستاذ ثامر كلاز في مواصلة الإبداع بعد كتابه الثالث ( إرث الخالدين ) أمنياتنا له بالتقدم في مشروعه وتجربته المائزة.



#عباس_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد ..والتجلّي في قصائد الشاعرة آمال القاسم .
- في الشأن الرياضي العربي


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس الجبوري - ارث الخالدين