أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - قادري أحمد حيدر - فصل المقال في القضية الفلسطينية وفي التطبيع















المزيد.....

فصل المقال في القضية الفلسطينية وفي التطبيع


قادري أحمد حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 7836 - 2023 / 12 / 25 - 10:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


فصل المقال في القضية الفلسطينية، وفي التطبيع.




" إن الغرب وفي مقدمته أمريكا، يتخلى دائما عن النخب المتمسكة بالحداثة في مناطق وبلدان استعمرها أو توجد بها مصالحه، بينما يجد دائما مع قوى التخلف في هذه البلدان تسويات وحقول تفاهم ومصالح متلاقية ... وأن مأساة الغرب اليوم عموما اليوم كما بالأمس ومنذ قرون، هي في أنه على الدوام حائرا بين رغبته - المزعومة- الكاتب- في تمدين العالم، وإرادته في السيطرة عليه، وهذان أمران لايمكن الجمع بينهما "

أمين معلوف" إختلال العالم"ص ٦٤٦٥
نقلا عن عارف الدوش،( صيد القلم), السبت،٢٣ سبتمبر،٢٠٢٣م.








كنت أرى واكتب وما أزال، من أن التطبيع مشروع أيديولوجي وسياسي واقتصادي استعماري غربي، أي أن التطبيع مؤامرة/ مخططات سياسية مكتملة الأركان ضمن المشروع الصهيوني التاريخي، وصولا إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد الأمريكي/ الصهيوني، لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما بشرتنا به كتابات قادة الحركة الصهيونية، من " هرتزل" إلى "شمعون بيريز"، في كتابه" الشرق الأوسط الجديد", وصولا إلى، "نتنياهو" في كتابه" مكان تحت الشمس" .


وكانت البداية للتطبيع المجاني، مع الرئيس، انور السادات، مهندس عملية انتقال مصر، بل وكل المنطقة العربية ؛ من تاريخ إلى تاريخ آخر . . انتقال من التوازن والتماسك الوطني المقبول، والحد الأدنى من التضامن القومي العربي، حتى الوصول إلى التشرذم والتبعثر والضعف والتبعية، التي تغطي وجه المنطقة العربية كلها، من "الجامعة العربية"، التي لم تعد عربية، " بل شبه عبرية", ولا جامعة للعرب، وصولا إلى الحالة الميئوس منها في صورة النظام السياسي العربي التابع .


لقد ذهب الرئيس أنور السادات، ضحية وهمه الذاتي؛ السياسي والايديولوجي القاتل، والذي استكمل من بعده آخرين مشروعه، باتفاقية " أوسلو ١٩٩٣م", تحت ضغط تطورات سياسية سلبية فلسطينية، وتحولات إقليمية ودولية، متمثلة في سقوط الاتحاد السوفيتي، وغياب العالم ثنائي القطبية،" الحرب الباردة", الذي كان يحافظ على حالة من توازن المصالح في العلاقات الدولية.


"اوسلو"، التي أسقطها الكيان الصهيوني, والذي قدمت فيه ومن خلاله القيادة الفلسطينية السقف الأعلى من التنازلات، حتى لم يبق بعده ما يمكن التنازل عنه، سوى التخلي النهائي والمطلق عن أي حق في الأرض الفلسطينية، " المشي عاريا", تحولت معه السلطة الفلسطينية إلى عبارة عن جهاز أمني للتخادم مع الكيان الصهيوني، " التنسيق الأمني", ضد المقاومة الفلسطينية المسلحة، بل وضد كل القضية الفلسطينية !!


بل أن البعض وصل به الأمر حد السقوط السياسي والأخلاقي والقومي، بالمجاهرة بالمطالبة "بمحاسبة حماس", وليس بمحاكمة الكيان الصهيوني أمام "محكمة الجنايات الدولية", على جرائم الحرب، وجرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، في غزة، وفي الضفة الغربية، التي يدعي زورا البعض أنه يديرها ويحكمها، عبر التنسيق الأمني !!, وهو الذي لا يستطيع مغادرة الأرض الفلسطينية المحتلة، إلا بأمر من الأجهزة الأمنية الصهيونية .. في الوقت الذي يعلن فيه "نتنياهو" صراحة، وخلال أيام عدوانه على غزة، والضفة، في هذا الشهر، ديسمبر، ٢٠٢٣م، من "أنه لن يسمح بوجود " فتحستان" في دولته".


ومع ذلك ما يزال هذا البعض من الفلسطينين، يحلم بالوصول لما يسمى " السلطة الفلسطينية" ولو على ظهر الدبابة الصهيونية !!

نماذجه البائسة ؛ ابو مازن، " عباس", ومحمد دحلان، وابن الشيخ، ومن لف لفهم، من هذه الجماعة التي ما تزال تراهن
و"تنسق أمنيا" مع المحتل ضد المقاومة الفلسطينية المسلحة، لأنهم كما يرى أبو مازن: من أنه ضد " عسكرة الانتفاضة", كما كان يقول: وهو عمليا وفعليا، ضد " حركة التحرر الوطني الفلسطينية المسلحة/ المقاومة المسلحة، كما يعلنها صراحة" وباسم - مع الاسف - " منظمة التحرير الفلسطينية",
المختطفة،والمستلبة الإرادة والقرار، التي استحالت إطارا لتحريك "المعاش التجاري اليومي", للقيادة المتنفذة، رغما عن إرادة الشعب الفلسطيني، في " الضفة" و " غزة" وفي الخط الاخضر، وفي كل الشتات الفلسطيني !!


لقد فتحت "أوسلو" الباب واسعا أمام بعض المترددين، والمنهزمين من الداخل، المتحينين الفرص لاستكمال ما بدأه السادات، وبالأمر الامريكي، و"التطبيع الإبراهيمي" هو الفصل الثاني العبثي من مسرحية جريمة التطبيع الفاشلة، والذي نتمنى أن يكون الفصل الأخير من المسرحية الدموية ، بعد أن كشفتهم وعرتهم حركة أو انتفاضة السابع من اكتوبر، أمام شعوبهم وأمام العالم أجمع، وبعد أن تحول " جيشهم الذي لا يقهر", إلى أضحوكة أمام كوكبة صغيرة من المقاومين
الفلسطينين .."التطبيع الإبراهيمي" الذي ولد ميتا، وجاء السابع من أكتوبر ليهيل عليه التراب، وليصلي عليه صلاة
" نجاسة الغائب"، وهو التطبيع الذي جيئ به ليستكمل ما بدأه السادات من تفكيك وتدمير لاوصال المنطقة العربية، انطلاقا من ما يسمى " صفقة القرن" السياسية .. صفقة سياسية، غربية استعمارية، صهيونية، وبتواطؤ كامل من النظام السياسي العربي المتصهين، وما يجري ويتحقق في فلسطين طيلة أكثر من خمسة عقود من الزمن، بل ومنذ
" النكبة"، حتى حصار غزة لأكثر من سبعة عشر سنة، وتحويل معظم أراضي "الضفة الغربية" ألى مستوطنات، ووضع سكانها، تحت رصاص وقنابل وحرائق المستوطنين للمساكن، والمزارع، حتى حرب الإبادة الدموية العسكرية الجارية،" التطهير العرقي/ والتهجير القسري" في غزة، الذي لا نراه سوى أنه استمرار
لاستكمال تلك البداية السياسية التي ولدت "بعملية قيصرية"، أمها الشرعية الصهيونية، والغرب الاستعماري، و"والدها السفاح" هو انور السادات , ومن جاء من بعده ليحمل الرأية من المطبعين " الإبراهيمين" .


لقد حاول السادات أن يجبر الشعب المصري، على نسيان جريمة التطبيع، بعد تصويرها بأنها " السلام / والرخاء" .. لقد حاول دون جدوى أن يروضنا ؛ مصر الشعب، وكل العرب، للقبول بتطبيعه السياسي والاقتصادي والثقافي الخاص به، وأن يلغي مفردات ومفاهيم "الثقافة القومية التحررية"، و" مفاهيم الأمن القومي العربي"
و" الاستعمار الاقتصادي الجديد", من قاموسنا السياسي والوطني والقومي .. حاول أن ينسينا عبثا ثورة ٢٣ يوليو،١٩٥٢م، وأن يغيب ويطمس اعلاميا صورة، ورؤى الرئيس الخالد جمال عبدالناصر، فكان لهما الخلود في التاريخ، ولتطبيعه العبثي، وله ذاكرة المأساة والنسيان، إلا بما يحمله التاريخ من معان ودلالات سلبية .. وعلى ذات الطريق يسير محمد بن سلمان، الذي كل ما يعنيه وما يهمه من القضية الفلسطينية (كما يفهمها)، هو فقط، "تحسين شروط وجود الفلسطينين" في ظل استمرار الاحتلال، كما تحدث بنفسه مع قناة "فوكس نيوز"، وليس مقاومة وإسقاط وإزالة الاحتلال، الذي لم يفهمه ولا يعني له شيئا، لأنه لم يترب عليه، فكريا وثقافيا ونفسيا ووجدانيا .. وهذا هو أسوأ وأعنف تطبيع يأتي إلينا، بعد دمار وخراب الأرض الفلسطينية، وعلى أنقاض جثث عڜرات الآلاف من القتلى/ الشهداء، ( الاطفال، والنساء), وأكثر من خمسة وخمسين ألفا من الجرحى والمعوقين، وتدمير البنية التحتية، وتجويع وتشريد أكثر من مليون من أبناء غزة، وتدمير، ٩٥ في المائة، من المستشفيات في جميع مناطق غزة، فعن أي تطبيع بعد ذلك سيتحدثون؟! .. تطبيع يأتينا من ارض مدينة الرسول (ص)، وباسم " السلام الإبراهيمي", وكأننا أمام دين
" اسلام ي جديد" !!


إن محمد بن سلمان( ولي العهد السعودي), الذي تجرأ على حمل عار التطبيع المجاني، وهو في خطواته الأولى في السير نحو حكم مملكة آل، سعود ، إنما هو بذلك الفعل الشائن، يتنكر ويتخلى سياسيا وعمليا، عما تسمى "المبادرة العربية" التي تقدم بها عمه الملك عبدالله، باسم الجامعة العربية!!


وهنا يلتقي التطبيع الساداتي، و"التطبيع الإبراهيمي"، من السادات، إلى محمد بن زايد، إلى محمد بن سلمان .. رحلة عار اوصلتنا إلى هذا المآل المأسوي الذي نعيشه اليوم، بل وإلى ما هو الأسوأ في المستقبل .


ويمكنني، كخلاصة وكفصل للمقال القول: إن السادات يتقدمهم بدرجة صفرية في البيع المجاني، في أنه ذهب للتطبيع تحت وهم أيديولوجية زائفة، " ثأرية"، جزء كبير منها رد فعل سياسي ضد قادة وفكر ومبادئ ثورة٢٣ يوليو١٩٥٢م الثورية والتقدمية، في ڜروطها السياسية والتاريخية .. ذهب إلى ذلك التطبيع تحت شعار وغطاء جلب "السلام" والرخاء والتنمية لمصر، ولم يحصل على شيء؛ سوى الخيبة والخذلان لمصر، ولكل المنطقة العربية.


أما شيوخ وأمراء" البترودولار"، فذهبوا تحت عصا " ترامب" و صهره"جاريد كوشنر"، تحت مسمى "صفقة القرن"، ذهبوا ليستكملوا بيع الأرض الفلسطينية والعربية بالمجان، وبدون مقدمات، الأرض التي لا تخصهم، وفي ملكية شعوب ودول عربية اخرى.. يبيعون حقا لا يملكون فيه ذرة من التراب، لمن لا يستحق، لمغتصب ومحتل لأراضي الغير بالقوة، تحت وهم الحفاظ على بقاء عروشهم ودويلاتهم المرتعشة، والمحروسة بالقواعد العسكرية، وبالجيوش الاجنبية، التي تطوقهم من جميع جهات الاحتلال !!


ولا خيار أمامهم جميعا : المطبعين القدماء والجدد ، سوى احتضان القضية الفلسطينية، والدفاع عنها، فهي آخر حصن قومي عربي حامي لهم، بعد الارتهان والاحتماء بشعوبهم، التي يجب أن يعودوا إليها في اتخاذ مثل هكذا قرارات مصيرية واستراتيجية .. فلم ينفع، ولم يحم الغرب الاستعماري، " شاه إيران"، وغيره من اعوانهم الخلص، حتى أنهم رفضوا استقباله،" الشاه" وأمثاله العشرات، تركوا يواجهون مصائرهم منفردين وعزل أمام شعوبهم، وأمام التاريخ الذي لايرحم، فمكر التاريخ قاس وفاجع لمثل هؤلاء الحكام ، الذين لايدركون من أن مراهناتهم على الاستعمار الاجنبي، هي بداية نهايتهم، فلا تغرنكم حالة القوة الوهمية التي تستقوون بها مؤقتا على شعوبكم.

هل نستوعب الدرس؟



#قادري_أحمد_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - حقيقة التطبيع من السادات الى محمد بن سلمان الحلقة الثانية ...
- حقيقة التطبيع من السادات الى محمد بن سلمان 1-2
- الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967م، وتحدياته
- المقاومة الفلسطينية في مواجهة حرب الإبادةوالتهجير والعنصرية
- القضية الفلسطينية على مذبح التصفية السياسية والعسكرية
- ثورة 14 أكتوبر بين الكفاح المسلح والتسوية السياسية 2-2
- الرعيل الأول من المثقفين اليمنيين وانقلاب 1948 )(4-4)
- ثورة 14 أكتوبر 1963 بين الكفاح المسلح والتسوية السياسية 12
- الرعيل الأول ص المثقفين اليمنيين وانقلاب 1948 3-4
- الرعيل الأول من المثقفين اليمنيين وانقلاب 1948 (2-4)
- الرعيل الأول من المثقفين وانقلاب 1948( 1-4)
- ثورة 26 سبتمبر وأزمة القيادة الجمهورية 2-2
- ثورة 26 سبتمبر 1962 وأزمة القيادة الجمهورية
- ثورة 26 سبتمبر 1962 وأزمة القيادة الجمهورية 1-2)
- ثورة 26 سبتمبر 1962 وأزمة القيادة الجمهورية
- أحمد سيف حاشد في جدل الفكرة والممارسة
- الحوثيون بين السياسي والايدلوجي والعسكري 3-3
- الحوثيون بين السياسي والايدلوجي والعسكري 1-3
- الوحدة حلم كبير متعثر ومستقبل مجهول
- الحوثيون وعلاقتهم بالسلطة والاقتصاد (2-2)


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصري لـ-ترويجه حملة حج وهمية-
- -سجال- بين إسرائيل وجنوب إفريقيا بشأن تهمة -الإبادة الجماعية ...
- في ظل العمالة القسرية للإيغور.. واشنطن تحظر الاستيراد من شرك ...
- مستقبل غزة بعد الحرب يسبب انقسامات علنية داخل الحكومة الإسرا ...
- قتيل سادس في صفوف الاحتلال بغزة وكمائن المقاومة تستهدف جنوده ...
- شهيد ومصابان برصاص الاحتلال في الضفة الغربية
- مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
- سجال عراقي - أممي حول بعثة -يونامي-
- تصويت لحجب الثقة بحق رئيسة جامعة كولومبيا
- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - قادري أحمد حيدر - فصل المقال في القضية الفلسطينية وفي التطبيع