أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - ضد غسل الأدمغة المعادي للشيوعيّة ... القفزة الكبرى إلى الأمام في الصين الإشتراكيّة سنوات 1958-1960 ، ما الذى كانت تعنيه عمليّا و لماذا تُهاجم و الأسباب الفعليّة للمجاعة ( الجزء 2 )















المزيد.....


ضد غسل الأدمغة المعادي للشيوعيّة ... القفزة الكبرى إلى الأمام في الصين الإشتراكيّة سنوات 1958-1960 ، ما الذى كانت تعنيه عمليّا و لماذا تُهاجم و الأسباب الفعليّة للمجاعة ( الجزء 2 )


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7834 - 2023 / 12 / 23 - 23:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ضد غسل الأدمغة المعادي للشيوعيّة ... القفزة الكبرى إلى الأمام في الصين الإشتراكيّة سنوات 1958-1960 ، ما الذى كانت تعنيه عمليّا و لماذا تُهاجم و الأسباب الفعليّة للمجاعة ( الجزء 2 )
ريموند لوتا ، جريدة " الثورة " عدد 825 ، 23 أكتوبر 2023
www.revcom.us

3- تناقضات و صعوبات القفزة الكبرى إلى الأمام : أزمة الغذاء و المجاعة
من مجمل الأكاذيب التي تقذف ضد القفزة الكبرى إلى الأمام ، ما من كذبة أكثر سمّا من زعم أنّ سياسات القفزة الكبرى إلى الأمام و تمسّك ماو تسى تونغ بالقفزة الكبرى إلى الأمام كانت مسؤولة مباشرة عن المجاعة الكبيرة . في عمل الإيديولوجيّون المعادون للشيوعيّة مثل جونغ تشانغ و جون هاليداي في " ماو : القصّة المجهولة " ، و جسبار بيكر في " أشباح الجوع " و فرانك ديكوتر في " المجاعة الكبرى التي إرتكبها ماو "، يتمّ بثّ تقديرات الوفايات" غير الضروريّة" للمجاعة بأعداد تتراوح بين 18 و 30 أو 45 مليون متوفّى جوعا .
ما هي الحقيقة ؟ في سنوات 1959 -1961 ، وُجدت أزمة غذاء و مجاعة أدّت إلى الكثير من الوفايات . لكن ما هو سبب ذلك و ما كان ردّ الدولة الثوريّة ؟
في ما يتّصل بالسبب المباشر ، حدث هبوط حاد في إنتاج الحبوب سنة 1959 ، و تراجع توفّر الغذاء بشكل كبير في السنتين المواليتين . بكلمات أخرى ، أزمة الغذاء التي تحوّلت إلى مجاعة كانت في الأساس مسألة تزويد .
و ثمّة عدّة أسباب غير أنّ العامل الحيوي هو أنّه بداية من 1959 عرفت الصين أسوأ كوارثها الطبيعيّة في القرن العشرين. مع 1960 ، أثّر الضرر في المحاصيل الناجم عن الفيضانات و الجفاف على نصف أراضي الصين الزراعيّة . و الجفاف لوحده أثّر على ثلث الأراضي . و يعدّ الطقس السيّء عاملا ساهم بدرجة كبيرة في خسائر محصول الحبوب التي تقف وراء الأزمة الكبرى للفلاحة في 1959-1961. ( أنظروا دراسة هامة أنجزها ي ي كواه ، بالإعتماد على قدر كبير من المعطيات و النماذج للظروف المناخيّة للصين و تبعاتها على محاصيل الحبوب في تلك الترة – و هذه الدراسة مذكورة ضمن قائمة أعمال أخرى في نهاية هذا المقال ) .
بيئة عالميّة معادية :
الشحّ في الحبوب و أزمة الغذاء تفاقما كذلك بفعل الوضع العالمي . مع أواخر خمسينات القرن العشرين ، كانت علاقات دولة – دولة و حزب – حزب بين الصين الثوريّة و الإتّحاد السوفياتي تسوء بسرعة . إذ كان ماو ينقد القيادة السوفياتيّة بإعتبارها تحريفّة محلّلا أنّها إنحرفت عن الطريق الإشتراكي و باعت مصالح الثورة العالميّة إلى الإمبرياليّة . و قد نعت السوفيات القفزة الكبرى إلى الأمام بأنّها متهوّرة وطوباويّة . و قد بحثوا عن عناصر متشابهة الرأي صلب القيادة الصينيّة !
و مع إحتدام التوتّر في العلاقات بين الصين و الإتّحاد السوفياتي في 1960 ، حاولت القيادة السوفياتيّة معاقبة جمهوريّة الصين الشعبيّة و عزلها . و في جويلية – أوت 1960، سحب الإتّحاد السوفياتي خبراءهو أوقف المساعدات و حمل معه مخطّطات مؤسّسات صناعيّة بقيت أشغالها غير تامّة . و كذلك ترك السوفيات الصين كاهلها مثقل بعبء ديون ثقيلة معظمها جاء نتيجة الحرب الكوريّة لبدايات خمسينات القرن العشرين . ( فقد أرسلت الصين عددا كبيرا من المقاتلين و أيضا الموارد الماديّة ، و تكبّدت خسائر بشريّة كبيرة ، لدعم نضال الشعب الكوريّ ضد الإمبرياليّة الأمريكيّة ).
و قد أراد ماو تسى تونغ و القيادة الثوريّة تحرير البلاد من تبعيّة الديون الخارجيّة ، ليوسّعوا مجال مناوراتهم . لذلك واصلت الصين بيع القمح في السوق العالميّة لكسب موارد لدفع الديون للسوفيات – و قد أثّر هذا عكسيّا على توفّر الحبوب / الغذاء.
و علاوة على ذلك ، وُجد ضغط و تهديد كبيرين منالإمبرياليّة الأمريكيّة . ففي 1958 إصطدم نظام الكيومنتانغ الموالي للولايات المتّحدة في تيوان عسكريّا مع الجمهوريّة الشعبيّة حول جزر في مضيق تيوان . و كانت الولايات المتّحدة تدعم تيوان دعما قويّا و تصدر تهديدات للصين . و كما كشفت وثائق حكوميّة سرّية نشرها دانيال ألسبارغ في 2021 ، كانت الولايات المتّحدة ترسم بنشاط مخطّطات لإنجاز ضربات نوويّة ضد جمهوريّة الصين الشعبيّة . و إلى ذلمك ، في 1959 ، ساعدت السي أي أي [ المخابرات الأمريكيّة ] في الحثّ على تمرّد رجعيّ في التيبت ( محافظة من الصين ) و كانت التوتّرات بين الهند و الصين تتصاعد حيث قامت الهند بغارات مسلّحة في 1959 .
المسألة هي التالية : بعد عشر سنوات فقط من تحقيق التحرير و شنّ الثورة الإشتراكيّة في 1949 ، واجهت الصين هذه البيئة العالميّة المعادية . لم يكن الوضع من صنع الصين . و كان على هذه الأخيرة أن تطوّر القدرات العسكريّة و الصناعة المناسبة لها . و كان على نظام تخطيطها الاقتصادي المركزيّ أن يأخذ بعين الإعتبار هذا الوضع العالمي . القفزة الكبرى إلى الأمام ، هذه المبادرة الثوريّة الجريئة ، بكلّ محاولاتها و أخطائها ، كانت تجرى في ظرف عالمي خاص و في منتهى الصعوبة .
أخطاء في السياسات
كانت العوامل الطبيعيّة ( المناخيّة ) السبب الأهمّ و المباشر في النقص في الحبوب إلاّ أنّ الأخطاء في السياسات التي إتبعها الماويّون ساهمت هي الأخرى في أزمة الغذاء .
أ) السرعة التي تشكّلت بها الكمونات و النزعة الأوّليّة لإنشاء كمونات إتّساعها مغالى فيه أدّيا إلى بعض المشاكل في تنظيم و إدارة إنتاج الحبوب إلى جانب مظاهر أخرى من الكمونات ، كالصحّة و التعليم و المليشيا و المطاعم المشتركة .
ب) و هم يبذلون الجهد لتنويع النشاطات الإقتصاديّة في عديد المناطق ، كان المسؤولون المحلّيون عادة ما يحوّلون أكثر من اللازم من عمل الفلاّحين إلى المشاريع غير الفلاحيّة . و النتيجة كانت أنّ عددا من الناس غير كاف كان يشتغل في الحقول . و أمثلة من هذا كانت صهر الفولاذ و صناعات محلّية أخرى ، و الأشغال العامّة و أعمال الريّ و ما إلى ذلك . معظم هذا كان مفيدا على المدى البعيد في إيجاد قدرات جديدة و المساهمة في النموّ الشامل و المتوازن . و في بعض أنحاء البلاد كانت مشاريع البنية التقنّة تُنجز أثناء ما كانت فصولا عاطلة في دائرة الفلاحة . لكن الآن ، بمزيد الفلاّحين المطالبين بالمشاركة في مثل هذه المشاريع المرهقة جسديّا ، كانت هناك حاجة إلى مزيد الحريرات الغذائيّة بينما يقلّ الإنتاج .
كان ماو تسى تونغ يُعير إنتباها لما يجرى و في اجتماع هام للحزب الشيوعي في لوشان سنة 1959 ، تحمّل مسؤوليّة بعض الأخطاء في التخطيط الطموح أكثر من اللازم بما في ذلك توقّعات غير واقعيّة لصهر الفولاذ في " أفران متخلّفة " ( لا سيما بينما لم يكن يوجد النقل المناسب لإستغلال الفولاذ أقصى الإستغلال ).
ت) كانت الدولة تطلب أيضا أكثر من اللازم من الحبوب من المناطق الريفيّة نسبة للحاجيات المحلّية . في الاقتصاد الإشتراكي ، كانت الدولة في آن معا تقدّم الدعم للريف و تجمع و توزّع الحبوب لتغذية سكّان المدن . لكن كانت نسب تسليم الحبوب كانت عالية أكثر من اللازم . لماذا ؟ يعود بعض هذا إلى التواصل في نظام التخطيط . و عنصر هام كان أنّ السلطات المركزيّة كانت تحصل على معلومات غير دقيقة من المستويات الأدنى و المسؤولون المحلّيون عادة ما كانوا يضخّمون من مستويات المنتوج ، ما يؤدّى بالسلطات المركزيّة إلى الإعتقاد أنّ لديها عشرات ملايين الأطنان المتريّة الزائدة من الحبوب نسبة لما كان موجود فعلا .
وُجد ما بات يسمّى " ريح المبالغة " نابع من القيادة في عديد الكمونات و التعاونيّات و من القادة الجهويّين ، حتّى عندما يعرفون ما كانت عليه الظروف .
التقارير الغالطة و مشكل " الإيديولوجيا الرسميّة "
أنا أودّ أن أتناول بالحديث مشكل " الإيديولوجيا الرسميّة " . في الصين الثوريّة و كذلك في الإتّحاد السوفياتي حينما كان بلدا إشتراكيّا ( 1917-1957) كان يُنظر إلى الشيوعيّة و حتّى يُعلن أنّها " إيديولوجيا رسميّة " للمجتمع . و كانالفهم كذلك لأنّه كان يتمّ إنشاء مجتمع إشتراكي و لأنّه كان يقوده شيوعيّون ، كان من المتوقّع أنّ يتّفق الناس مع الإيديولوجيا و يقبلوا بها و يتبنّونها . و قد صار هذا يساوي تقريبا الإلتزام بالمشاركة التامة في المجتمع و تحمّل المسؤوليّة فيه .
نقد بوب أفاكيان لهذا الفهم ل " الإيديولوجيا الرسميّة " جزء هام من تلخيصه لتجربة الثورة الشيوعيّة وتطويره للشيوعيّة الجديدة . بينما فلسفة و علم الشيوعيّة يجب نشرهما شعبيّا و جعلهما في موقع قياديّ في المجتمع الإشتراكي – حتّى تتمكّن الجماهير من كسب المعرفة و منهج فهم العالم و تغييره . لا يجب الضغط على الناس ليفكّروا بطريقة معيّنة . يجب كسب الناس إلى الماركسيّة ، إلى الشيوعيّة بما في ذلك من خلال النقاش الحيويّ مع مقترحى تيّارات تفكير مختلفة . لا يمكن إجبارهم على تبنّيها لأجلّ المشاركة التامة أو ذات المغزى في المجتمع المدنيّ .
كيف ينسحب هذا على القفزة الكبرى إلى الأمام ؟ نقطة توجّه الخطّ الثوريّ القائد للقفزة الكبرى إلى الأمام كان مبدأ إطلاق العنان للمبادرة الجماهيريّة و إبداع الجماهير لبلوغ ما يسمّى " أكبر ، أسرع ، أفضل ، أكثر توفيرا " في الإنتاج ، كجزء من بناء الاقتصاد الإشتراكي الجديد . لكن ضغط " الإيديولوجيا الرسميّة " لقضيّة القفزة الكبرى إلى الأمام ، بالتضخيم في مستويات الإنتاج . و قد أصبح هذا أحيانا منافسة من أجل من يتفوّق على ألاخرين في بلوغ " أكبر، أفضل وأكثر توفيرا " ما كان يعنى أنّ المصاعب الحقيقيّة و الإخفاقات الحقيقيّة عادة ما يقع التغطية عليها .
سنة 1958 ، كان حصادها في الواقع جيّدا ، و عديد المسؤولين المحلّيين برمجوا بصفة لاواقعية مستويات أعلى بكثير للسنة الموالية أو السنتين المواليتين – و صاغوا التقارير على هذا النحو . في بعض الحالات ، كان الحماس هو الدافع لذلك و في حالات أخرى ، كان المسؤولون المحلّيون يبحثون عن إستحسان المسؤولين السامين . و قد حال كلّ هذا دون وصول المعلومات الدقيقة . و مرّة أخرى ، صدّقت سلطات التخطيط ، على أساس المعلومات ىالتى كانت تحصل عليها ، بأنّ لديهم أكثر حبوبا للجمع و التوزيع ممّا هو الحال في الواقع .
و الأكثر جوهريّة أنّه من غير المرغوب فيه إيجاد جوّ في المجتمع الإشتراكي يجعل الناس يتردّدون في إظهار المشاكل و عدم الموافقة على مسألة ما . لكن هذا كان جزءا ممّا كان يحدث . لئن وقع توفير مزيد من المجال للأصوات المعارضة و وقع تشجيع النقاش بأكثر حيويّة ، بعض المشاكل كانت ستطفو إلى السطح قبل ذلك الوقت . و كان هذا سيسمح بالتصدّى للأخطار المحتملة – و كانت الرهانات عالية جدّا – إعتبارا للمحاصرة العالميّة الخانقة و الضغط على الصين الثوريّة ، إلى جانب الوضع الداخلي في الصين التىكان يشتمل على معارضة يمينيّة للقفزة الكبرى إلى الأمام داخل الحزب الشيوعي التي سأتناولها بالحديث في القسم الرابع أدناه . لكن أثناء مسار مثل هذا النقاش ، كان الناس سيكتسبون قدرات أكبر للفرز بين النقد النزيه و المعارضة المبدئيّة من جهة و من الجهة الأخرى ، محاولات التحطيم العملي لهذه المبادرة التاريخيّة و إعادة تركيز الرأسماليّة .
و في سنة 1962 ، ألقى ماو خطابا عن المركزيّة الديمقراطيّة ( المبدأ التنظيمي للحزب الشيوعي ) و فيه أشار إلى أنّه " دون ديمقراطيّة ، لا نحصل على فهم ما يحدث في المستويات الدنيا ، سيكون الوضع غير واضح ، سنكون غير قادرين على جمع ما يكفى من الآراء من كافة الجوانب ؛ لا يمكن أن يُوجد تواصل بين القمّة و القاع ؛ و الأجهزة العليا سترتهن بالمواد الوحيدة الجانب و الخاطئة لتبتّ في المواضيع ..."هذا هام . لكن ثقل " الإيديولوجيا الرسميّة " لم يضع عراقيلا أمام كسب معرفة أعمق بالوضع فحسب فقد قيّد أيضا توسيع النقاش و الحديث عن السياسة و التوجّه .
و قد تطوّر أكثر تفكير ماو و ممارسته . عند إطلاق الثورة الثقافيّة سنة 1966 لمنع الإنقلاب على الثورة من طرف طبقة رأسماليّة جديدة لها قيادة عامة في الحزب الشيوعي – وضع صار فيه الحزب الشيوعي بدرجة لها دلالتها مكلّس و في الوقت نفسه كثيرون جدّا في المجتمع كانوا ببساطة " موافقين " على الأشياء. تحدّث ماو عن ذلك . في خطاب له سنة 1967، شرح أنّه كان يبحث عن طريقة ل " فضح" جانبنا الأسود " من الأسفل ، أي من خلال التعبأة الجماهيريّة و النقاش لزلزلة المجتمع و مزيد تثويره .
4- إجراءات التعاطي مع أزمة الجوع في وضع سياسيّ معقّد :
تتّهم الروايات عن القفزة الكبرى إلى الأمام المتكاثرة أبدا و المعادية للشيوعيّة ماو بأنّه كان غير مكترث للصعوبات و العذابات – أنّه كان منغمسا للغاية في " المخطّطات المجنونة " للتحويل الصناعي و الفلاحي و إستبعد بعناد التقارير عن الصعوبات و الوفايات في مستوى المجاعة . هذا كذب .
لقد أجريت بحوثا و أُدخلت تعديلات . وقع تقليص حجم الكمونات ، في نهاية المطاف فإستقرذت في حوالي 15 ألف إلى 25 ألف شخص ( لبعض الكمونات التي كان في البداية حجمها ضعف ذلك . و تمّ تخفيض نسب الحبوب التي كان لتسلّم للدولة . و أرجأت بعض المشاريع غير الفلاحيّة . و عديد العمّال الذين أرسلوا إلى المدن عادوا ادراجهم ، حتّى يمكن تخصيص المزيد من وقت العمل لإنتاج الغذاء في الأرياف .
و جرى توزيع الحبوب حسب الحصص عبر البلاد و أرسلت كمّيات حبوب إضافيّة إستعجاليّة للمناطق المنكوبة . و في أواخر 1960 ، شرعت الصين كذلك في توريد الحنطة من كندا . و ما يعترف به نادرا في الروايات الغربيّة هو أنّ الخطوات المتقدّمة في قدرات النقل لدي الثورة الصينيّة من 1949 فصاعدا ، و الإجراءات السياسيّة العامة ، و نظام الرعاية الصحّية الإشتراكي قد قلّصوا عمليّا في الخسائر في الأرواح .
في فهم مسار القفزة الكبرى إلى الأمام ، من المهمّ أن نعترف بانّ هذه الإستراتيجيا الإقتصاديّة و الحركة الإجتماعيّة حدثتا في إطار صراع طبقيّ محتدم في المجتمع الصينيّ .
و كما تمّت الإشارة إلى ذلك آنفا ، النموذج السوفياتي للتطوّر الاقتصادي كان يمارس قدرا كبيرا من التأثير – و كان له من يدافعون عنه في أعلى مستويات القيادة صلب الحزب الشيوعيّ الصينيّ . و سنة 1959 ، في ندوة قيادات هامة ، وزي الدفاع ، بنغ دهواي ، شنّ هجوما سياسيّا شرسا على القفزة الكبرى إلى الأمام . و بنغ الذى كان ينظر إلى النموذج السوفياتي و للسوفيات على أنّهم الحلفاء على المدى البعيد و أراد أن يكون التحديث العسكريّ على النمط السوفياتي ، برّر هجومه على القفزة الكبرى إلى الأمام بتقديم نفسه على أنّه صوت الجوع و المعاناة . نشر ماو مذكّرة بنغ و فنّد حججها .
سنة 1960 ، إزاء الكوارث الطبيعيّة و الإنقسام المتنامي بين الإتّحاد السوفياتي و الصين و التفكّك و الأخطاء المذكورة أعلاه ، و النقص الرهيب في الغذاء و ما أدّى إلى المجاعة ، كانت هناك حاجة إستعجاليّة لإتّخاذ سياسات تعديليّة غير أنّ نوع التعديلات كان أيضا محورا لصراع طبقيّ .
كانت القوى اليمينيّة و المحافظة في الحزب الشيوعي الصيني تستغلّ الأزمة للإنقلاب على كامل حراك القفزة الكبرى إلى الأمام . كانت تريد أن تجعل قوى السوق الحرّة تتحكّم في إقتصاد البلاد . كانت تريد أن يتمّ تبنّى إجراءات الربح في توجيه الإستثمار . كانت تريد أن يتمّ التراجع عن دعم الصناعة الريفيّة على النطاق الضيّق . و رأى ماو و الثوريّون الحاجة إلى التعديل و التراجع عن عدّة جبهات .غير أنّهم كانوا يقاتلون أيضا للدفاع عن المبادئ الأساسيّة و التوجّه الأساسي للقفزة الكبرى إلى الأمام – و دفع الثورة إلى الأمام للتقليص في اللامساواة الإجتماعيّة و بين المدينة و الريف و غيرها .
لذا ، لم يكن الوضع في 1960-1961 مجرّد وضع صعوبات إقتصاديّة و جوع و حاجة إلى تعديلات . فقد جدّ صراع طبقي تركّز في أعلى مستويات المجتمع – حول الطريق الذى يجب على الصين سلوكه : الإشتراكيّة أم الرأسماليّة . و سيبلغ هذا الصراع مداه و ذروته إبّان الثورة الثقافيّة ل 1966-1976 .
5- التضخيم في أعداد الوفايات لضرب مصداقيّة ماو و الإشتراكيّة و الثورة :
أمّا بالنسبة إلى تُهم الوفايات " بلا شعور " 18 مليون ... 30 مليون ... 45 مليون- فهي مهوّلة و تقديرات تحرّكها خلفيّات سياسّة . والمدى الأقصى لهذه الأرقام ( تذهب أرقام أخرى حتّى إلى أعلى من ذلك ) ينبغي أن يكون هو نفسه علامة تحذير. ففي الغرب " حسابات الوفايات " على أنّها 35-45 مليون تعتبر حقيقة ثابتة و بلا نهاية يتمّ ترديدها . لكن هذه الحصيلة قائمة على معطيات ديمغرافية و إحصائيّة لا يمكن التعويل عليها ، و على مواد أرشيف من نوعيّة موضع سؤال ، و منهج مشكوك فيه يستعمل بليبراليّة إحتمالات إحصائيّة لا أساس لها .
و على سبيل المثال ، يعقد بعض الكتّاب مقارنات بين ما كان سيكون عليه عدد سكّان الصين لو نما عدد السكّان بنسق عاديّ دون " فائض الوفايات " للمجاعة ، و أرقام عدد السكّان في السنوات اللاحقة . و يقال أنّ المجاعة قد مسحت " عدد السكّان الناقصين " .
لكن كما بيّنت عدّة دراسات هامة ، تراجعت نسب الولادات تراجعا حاداّ أثناء فترة المجاعة . بكلمات أخرى ، جزء من عدد " السكّان الناقصين " ببساطة لم يولد ! و تاركين ذلك جانبا ، ليس من الواضح تماما أنّه وُجد أيّ شيء يقترب من نظام تسجيل وطني شامل للوفايات خلال تلك السنوات المضطربة . و علاوة على ذلك ، حدث تنقّل هام للسكّان في المناطق الريفيّة إبّان القفزة الكبرى إلى الأمام ، لا سيما مع تعمّق الأزمة ، و هذا يضيف مستوى آخر من الصعوبة في تتبّع التغيّرات في عدد السكّان و نسب الوفايات .
زيادة على المواد الإحصائيّة الخام و التعويل عليها و إعتمادها لتوجيه التهم بينما هي موضع سؤال ، 45 مليون من الوفايات، هناك أيضا " أجندا سياسيّة " تشتغل عندما أطلق الحكّام الرأسماليّون الجدد للصين الذين أنجزوا ثورة مضادة في 1976 عقب وفاة ماو ، معلومات سنة 1983 كان يبدو أنّها " تدعّم " أطروحة المجاعة الجماعيّة . كان ذلك زمن يخوض فيه الحكّام الرأسماليّون بقيادة دنك سياو بينغ حملة ضرب مصداقيّة القفزة الكبرى إلى الأمام و الثورة الثقافيّة ، و شنّوا هجوما إيديولوجيّا واسعا على كامل فكرة الفلاحة القائمة على التعاونيّات ( أنظروا دراسة جوزيف بال في قائمة المراجع ) .
لختام هذا القسم : حدثت مجاعة رهيبة في 1959- 1961 . صعوبات تلك السنوات ، كما حلّلنا هنا ، كانت ظاهرة معقّدة . و من ثمّة يتعيّن إنجاز المزيد من البحوث للتقدّم بالفهم . لكن " ثقافة المجاعة " الحقيرة و البائسة التي يقع الترويج لها و تكرارها بلا هوادة تخدم وظيفة مختلفة تماما ألا وهي شيطنة ماو ، و حرف الأهداف و الغايات العمليّة للقفزة الكبرى إلى الأمام و تقدّم " تاريخا بحسابات مضخمة " – بُغية تشويه الثورة و الشيوعيّة .
خاتمة :
خلاصة القول ، كانت القفزة الكبرى إلى الأمام تسترشد بأهداف سياسيّة منسجمة ، و قد أطلقت العنان لطاقات جماهير الفلاّحين و حماسهم ؛ و كانت لها إنعكاسات إيجابيّة هائلة على المدى البعيد . و بالفعل ، مع 1970، كانت الصين ، لأوّل مرّة في تاريخها ، قادرة على معالجة مشكل غذائها التاريخي . تمكّن المجتمع الجديد من توفير وجبة غذائيّة دنيا و أمن غذائيّ .
و لهذا صلة وثيقة بالقفزة الكبرى إلى الأمام و تشكيل الكمونات . و له صلة وثيقة بالتعبأة الجماعيّة للشعب لبناء أشغال ريّ و مقاومة الفيضانات ، لإستصلاح الأرض و تحسين مردودها و للتمكّن من التقنيات الفلاحيّة الجديدة ، و لتركيز صناعات صغيرة في الأرياف . و له صلة وثيقة بروح العمل من أجل المصلحة العامة التي شجّعت عليها الثورة الإشتراكيّة .
لم تعد الصين بلدا إشتراكيّا – جرت إعادة تركيز الرأسماليّة مع هزيمة الثورة الثقافيّة سنة 1976 . و مع ذلك ، الهجمات على القفزة الكبرى إلى الأمام لا زالت مستمرّة . لماذا ؟ داخل الصين ، هناك سخط متنامي ضد الأعمال الوحشيّة للرأسماليّة – الإمبرياليّة الصينيّة : إستغلال معاملها الهشّة ، و تدمير البيئة و سلعنة المرأة و إهانتها ، تسجيل مستويات لامساواة طبقيّة – عالميّة . و هذه الهجمات على القفزة الكبرى إلى الأمام ، و كذلك على الثورة الثقافيّة ، تهدف إلى جعل الناس يخشون الثورة و يبتعدون عنها .
و هذا هو دور هذه الهجمات عالميّا . غسل أدمغة الناس ليفكّروا أنّ الثورات لا يمكن أن تقود إلاّ إلى الكوابيس و الفوضى و الوفايات الجماعيّة – في حين أنّ الثورة في عالم اليوم بإرشاد من الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان تفسح المجال لإمكانيّة إنشاء مجتمع و عالم فيهما يمكن تلبية الحاجيات الماديّة الأساسيّة للناس ، و فيهما يمكن تجاوز الإضطهاد ... و يمكن للبشر أن يزدهر حقّا و يحموا البيئة .
لهذا جولتى و محاضراتى في الجامعات لفتح النقاش حول ماضيّ الشيوعيّة و مستقبلها ، و مستقبل الإنسانيّة جولة إستعجاليّة جدّا .
مصادر بحث و قراءات مقترحة :
الخلفيّة التاريخيّة للقفزة الكبرى إلى الأمام و أهدافها و مكاسبها
Research Resources and Suggested Readings
Historical Background, Aims and Accomplishments of the Great Leap Forward
Bob Avakian, “The Cultural Revolution in China... Art and Culture... Dissent and Ferment... and Carrying Forward the Revolution Toward Communism,” revcom.us, updated May 9, 2016
Wilfred Burchett and Rewi Alley, China: The Quality of Life (New York: Penguin, 1976)
Jean Chesneaux, China: The Peoples’ Republic, 1949-1976 (New York: Pantheon, 1979)
Isabel and David Crook. The First Years of Yangyi Commune (London: Routledge & Kegan Paul, 1979)
Dongping Han, Chapter 2 “Rural Education: Unfulfilled Promises,” and Ch. 3 “Collectivization and Obstacles to Economic Development,” in The Unknown Cultural Revolution: Life and Change in a Chinese Village (New York: Monthly Review Press, 2008)
Han Suyin, Chapter 8 “The Great Leap Forward and the Communes, 1958-1959,” in Wind in the Tower: Mao Tsetung and the Chinese Revolution, 1949-75 (Boston: Little Brown, 1977)
William Hinton, Through a Glass Darkly: U.S. Views of the Chinese Revolution (New York: Monthly Review Press, 2006)
Mao Tsetung. “On the Ten Major Relationships,” April 25, 1956, Selected Works of Mao Tsetung, Vol. 5 (Peking: Foreign Languages Press, 1977) pp. 284-307
Mao Tsetung, “Reading Notes on the Soviet Text ‘Political Economy’ (1961-1962),” in Critique of Soviet Economics (New York: Monthly Review Press, 1977)
Carl Riskin, China’s Political Economy: The Quest for Development Since 1949 (Oxford: Oxford University Press, 1987)
E.L. Wheelwright and Bruce McFarlane, The Chinese Road to Socialism: Economics of the Cultural Revolution (New York: Monthly Review Press, 1971)
The Famine of 1959-61
Joseph Ball, “Did Mao Really Kill Millions in the Great Leap Forward,” Monthly Review, September 2006
Mobo Gao, The Battle for China’s Past: Mao & the Cultural Revolution (London: Pluto Press, 2008)
Dongping Han, “Farmers, Mao, and Discontent in China: From the Great Leap Forward to the Present,” Monthly Review, Vol. 61, Issue 07, December 2009
Y.Y. Kueh, Agricultural Instability in China, 1931-1991: Weather, Technology, and Institutions (New York: Oxford University Press, 1995)
Li Minqi, The Rise of China and the Demise of the Capitalist World Economy (New York: Monthly Review Press, 2008)
Utsa Patnaik, “Republic of Hunger,” in The Republic of Hunger and Other Essays (Pontypool, UK: Merlin Press, 2008)
Daniel Vukovich, Chapter 4: “Accounting for the Great Leap Forward: Missing millions, excess deaths, and a crisis of Chinese proportions,” in China and Orientalism (New York: Routledge, 2011)



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوب أفاكيان : بصدد بيل ماهر – ملاحظة أخرى عن الشوفينيّة الأم ...
- الحاجة إلى تسليط الضوء العالمي مجدّدا على القمع المشتدّ في إ ...
- الثورة غير ممكنة دون حرب ثوريّة للإطاحة بالحكم القائم -الحزب ...
- أنتم و عطلة أعياد الميلاد و الحرب في غزّة
- حقيقتان ...و كذبة كبرى – جو بايدن يفتح فاه ... فتتدفّق أنهار ...
- بوب أفاكيان : لماذا تنمو الأصوليّة الدينيّة في عالم اليوم ؟ ...
- إلى كافة الذين نهضوا من أجل الشعب في غزّة ضد حرب الإبادة الج ...
- الديمقراطيّة و حرّية التعبير – القاعدة الإقتصاديّة هي العامل ...
- إلى الذين يقولون - الأمر معقّد للغاية - و - لا نملك معلومات ...
- رسالة من الشيوعيّين الثوريّين [ الولايات المتّحدة الأمريكيّة ...
- - قاطع الطريق الشرعيّ - هنرى كيسنجر فارق الحياة ... لكنّ الن ...
- ماذا وراء مسرحيّة قمّة المناخ COP28 ؟ نظام مجنون ليس بوسعه إ ...
- - الديمقراطيّة الوحيدة في الشرق الأوسط - دولة فاشيّة
- رسالة من تسعة سجناء في سجن أفين بإيران : مسؤوليّتنا في ما يت ...
- الإعتماد على النفس و النضال الشاق - مقتطفات من أقوال الرئيس ...
- خدمة الشعب - مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ (17)
- رسالة مفتوحة إلى الناس الواعين داخل مؤسّسات حكم الولايات الم ...
- ما الذى لم توقفه- الهدنة - في القتال في غزّة : دعم الولايات ...
- تطوير ماو تسى تونغ للحرب الثوريّة و الخطّ العسكريّ الماركسي ...
- الحرب الشعبيّة - مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ (8)


المزيد.....




- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...
- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...
- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - ضد غسل الأدمغة المعادي للشيوعيّة ... القفزة الكبرى إلى الأمام في الصين الإشتراكيّة سنوات 1958-1960 ، ما الذى كانت تعنيه عمليّا و لماذا تُهاجم و الأسباب الفعليّة للمجاعة ( الجزء 2 )