شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 7834 - 2023 / 12 / 23 - 20:14
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
بصدد بيل ماهر – ملاحظة أخرى عن الشوفينيّة الأمريكيّة و الفرديّة الطفوليّة
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 811 ، 17 جويلية 2023
https://revcom.us/en/bob_avakian/about-bill-maher-further-observation-american-chauvinism-and-parasitic-individualism
كجزء من التحدّيات العامة التي أصدرتها للناس ليواجهوا الطبيعة الحقيقيّة و التاريخ الحقيقي لهذه البلاد و النظام الحاكم في هذه البلاد و المهيمن على العالم – النظام الرأسمالي – الإمبريالي – أصدرت هذا التحدّى لبيل ماهر :
يا بيل ماهر ، إليك حقيقة " سياسيّا خاطئة " لا يمكن " منعها ": أمريكا ليست و لم تكن قط عظيمة ؛ بإستثناء في طريقة واحدة هي أنّها أكبر مضطهِد و مدمِّر للبيئة في العالم .
هل لك الجرأة على رفع التحدّى و محاولة الردّ عليه ؟ (*)
لكن منذ صدور هذا التحدّى ، لم تفعل الأشياء سوى المضيّ من السيّء إلى الأسوأ مع بيل ماهر .
ماهر شخص ،في الماضي القريب على ألقلّ ، حاول أن يقدّم نفسه كشخص " لطيف " و لعب دورا يعتبر نفسه فيه تقدّميّا أمام الحضور ، بالمعنى العام . لكن ألشياء واصت الإحتداد في هذه البلاد و في العالم ككلّ ، و كشف ماهر أكثر فأكثر نفسه و ما هو عليه فعلا و غاياته العمليّة . في حين يُثير نقدا ل " ثقافة المنع " – و لا يمكن إلاّ أن تكون لديه بضعة نقاط صحيحة في تتبّع هذه الظاهرة المتنامية التخبيل للعقل و الضارة – يظلّ نقده بصلابة في إطار النظام الرأسمالي – الإمبريالي وهو في حدّ ذاته يحتاج إلى " المنع " في أقرب وقت ممكن .
ماهر ليس مدافعا بلا حياء و عدواني عن الجرائم الوحشيّة للإمبرياليّة الأمريكيّة فحسب ، بل هو كذلك يضع نفسه بصفة متصاعدة في ذات موقع الفاشيّين تماما و المروّجين الآخرين للجنون ، مثلا في معارضة ( أو " إثارة أسئلة جدّية حول ") التلاقيح التي تبيّن أنّها آمنة و فعّالة و حيويّة في منع أو التحديد بشكل دال للإنعكاسات المدمّرة للأمراض و الأوبئة .
مثل بعض المعلنين عن أنفسهم " مؤمنين بمذهب التخيير " ، يبدو ماهر داعية بارزا لنوع من " الحرّية الفرديّة " المطلقة – و على سبيل المثال " حرّية " عدم التلقيح ضد مرض جدّيّ – ما يُفضى إلى طرح ذلك نفسه ضد حقوق الآخرين و رفاههم ، و يتسبّب في ضرر حقيقيّ للمجتمع و في نهاية المطاف للإنسانيّة ككلّ .
و هذا مجرّد تنويعة أخرى من الفردية المتطرّفة القائمة على و " المتغذّية " بطفيليّة إمبرياليّة الولايات المتّحدة – لنظيم وليمة الإستغلال و منتهى الإستغلال الفظيعين لتماما مليارات البشر عبر العالم ، بمن فيهم مئات ملايين النساء و أكثر من 150 مليون طفل ، لا سيما في العالم الثالث ( أمريكا اللاتينيّة و أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا ).
لا وجود لشيء يستحقّ الإعجاب أو الحفاظ علي في هذه الفرديّة الطفيليّة بغضّ النظر عن كيف تجلبب نفسها و تقدّم نفسها كنوع من الحقذ في التعبير الفردي و تأكيد " الحرّية الفرديّة " – " حرّية " المساعدة على تأبيد و تنظيم وليمة الإستغلال و الإضطهاد الرهيبين .
(*) تحدّى بيل ماه متوفّر على موقع أنترنت revcom.us [ و متوفّرباللغة العربيّة ، ترجمة شادي الشماوي ، على صفحات الحوار المتمدّن ].
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟