أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن أبو رمضان - التيار الديمقراطي بين حاجات الوساطة وضرورات البديل














المزيد.....

التيار الديمقراطي بين حاجات الوساطة وضرورات البديل


محسن أبو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 11:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحوارات الجارية بصدد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإن كانت بواسطة بعض الشخصيات الفلسطينية والتي سبقتها واسطة بعض القوى السياسية ايضاً ، ورغم بعدها الايجابي الرامي إلى إنهاء حالة الاحتقان والتوتر بين كل من حركتي حماس وفتح ومن أجل كسر الحصار الظالم المفروض على شعبنا وفي سبيل تحقيق الصمود الوطني وإنهاء حالة الفوضى والفلتان الأمني ، إلا أن تلك الحوارات ساهمت بصورة غير مباشرة في تعزيز حالة الاستقطاب ما بين الفصليين الرئيسيين ، وعملت على تهميش باقي القوى والفاعليات السياسية ومكونات المجتمع ومنها منظمات المجتمع المدني .
إن العبرة الرئيسية التي يمكن استخلاصها من مداولات الحوارات الجارية ، أن السياسة تعترف أساساً بتوازنات القوى الجماهيرية المعكوسة في نتائج صندوق الاقتراع ، وبأن أية قوة لا يمكن أن تكون مؤثرة بدون قوتها ونفوذها ورصيدها الشعبي ، وأن التوسط بالحوارات رغم النوايا الوطنية الطيبة لن تساهم في اختطاط منهج سياسي واجتماعي مختلف عن المنهجين السائدين في إطار الحزبين الكبيرين ( حماس وفتح ) .
وعليه وبناءً على تلك التجربة ، حيث حاولت بعض القوى والشخصيات من لعب دور الوسيط بدلاً من التفكير الجاد بانتهاج منهج جماهيري وسياسي واجتماعي متميز عن المنهجيين السائدين بالأبعاد السياسية والاجتماعية والحقوقية المختلفة ، وبالتالي فقد كانت النتيجة قيام الطرفين المتنافسين بإتباع سياسة من المحاصصة بينهما دون التشاور سياسياً ووظيفياً مع باقي مكونات الحالة السياسية والاجتماعية الفلسطينية .
إن طريقة إعادة انتهاج منهج المحاصصة والكوتا بناءً على توازنات القوى الانتخابية لا يعني بالضرورة السير قدماً باتجاه تشكيل حكومة قائمة على قاعدة الشراكة السياسية التي تعنى ضم جميع القوى والفاعليات بغض النظر عن حجمها أخذاً بعين الاعتبار طبيعة المرحلة المعاشة بما أنها مرحلة تحرر وطني أساساً وتستدعي حشد كافة الطاقات من أجل تحقيق إدارة جماعية للصراع الوطني ومن حيث العمل المشترك باتجاه إعادة بناء المؤسسة السياسية والوزارية على قاعدة من الإدارة الرشيدة بما يضمن وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب وعدم استخدام ( الحكم ) السلطة – كمنبر للتوظيف السياسي الحزبي على حساب الكفاءة والاحتياج والخبرة ، وليس بالضرورة الانتماء الحزبي .
أعتقد بأن التجربة الجارية من الضروري أن يتم استخلاص النتائج والدروس والعبر من خلالها فقد زال ذاك الوهم الذي اعتقد به بعض الأطراف أنه طرفاً مؤثراً إذا كان يلعب دور الوسيط ، فاتفاق الطرفين على قاعدة الكوتا والمحاصصة ساهم في تقويض تلك القوى التي قامت بدور الوساطة بل تم تهميشها وعزلها بدليل عدم إشراكها في المفاوضات وفي مقدمتها البرنامج السياسي كذلك آليات تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ككيان سياسي جامع وتمثيلي لشعبنا يعكس هويته الوطنية وإرادته الجمعية باتجاه تحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال.
كما أن الجهد الشخصي لبعض الشخصيات السياسية يعني إبقائه في دائرة الوساطة وليس بالضرورة الانتقال إلى حالة التأثير السياسي في سبيل انتهاج خط سياسي واجتماعي موازٍ ومختلف ، حيث أن دائرة الوساطة تعني الحيادية وعدم الانحياز وعدم المنافسة في نفس الوقت وهذه هي وظيفة من يقوم بالتوسط تلك الوظيفة التي تختلف بالضرورة عن إرادة أشخاص أو حزباً أو تيار سياسي يرمي إلى بناء خط سياسي متميز على المستويات المختلفة وبالتالي سيصبح بالضرورة منافس في إطار الشراكة السياسية ضمن جدلية التعددية والوحدة .
إن استخلاص العبر من التجربة الجارية يعني قيام القوى والتي تقع بين الحزبين الرئيسيين بالعمل على فتح حوارات جادة بينهما على قاعدة فكرية وسياسية واجتماعية بهدف تحقيق أوسع تكتل واصطفاف يهدف لاختطاط منهج مختلف ومتميز ، ويستند إلى مصالح الفئات الاجتماعية المهمشة والضعيفة ومصالح الفقراء والضعفاء ، ويرتكز على السعي الجاد لتحقيق أهداف شعبنا الوطنية كما يعمل على تحقيق التحول الديمقراطي والمؤسساتي المطلوب لتصليب وتمتين الجبهة الداخلية في سياق الجهد الوطني الرامي إلى التخلص من الاحتلال وتحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال .
لقد آن الأوان للقوى الديمقراطية من مغادرة الحسابات الخاصة وإدراك طبيعة المرحلة والظرف الذي لا يقدر سوى توازنات القوى والنفوذ الجماهيري والمباشر وذلك عبر المباشرة بتشكيل هيئة تجمع كافة القوى الغير معنية بحالة الاستقطاب السائد والراغبة في كسرها لصالح التنوع والتعددية والمشاركة والديمقراطية على أرضية تربط بين الحريات وحقوق الانسان ومصالح الفقراء وبين الأهداف الوطنية .
إن مثل تلك الهيئة من الضروري أن تشكل لها لجان في المناطق والشروع في حشد وتأطير وتعبئة كافة العناصر الديمقراطية والمتنورة والمتضررة من ظاهرة الفئوية والزبائنية والتسيس الوظيفي وأن تسعى لأن تكون رافعة وناهضة لهم من أجل تشكيل التيار الديمقراطي الذي طال انتظاره والذي هو حاجة موضوعية لشعبنا من أجل ضمان حقوقه الوطنية والاجتماعية ، بعيداً عن المحاصصة والاستقطاب الثنائي الذي يعزل فئات اجتماعية واسعة عن المشاركة بالعمل الوطني أو البناء الاجتماعي من أجل التمكين والتصليب والتقوية والتضافر لتحقيق الأهداف الوطنية والديمقراطية .
إن ما تقدم لا يلغى التقدير الايجابي الذي يسعى للتوسط بين الطرفين الرئيسيين ولكن يجب أن لا يكون ذلك على حساب الجهد الرئيسي المجسد في بناء التيار الديمقراطي الذي من الضروري أن يستقطب كتلة واسعة تواقة لهذا التيار لوحدته وترابطه كما هي تواقة بأن تكسر حدة الاستقطاب وذلك لمصلحة التعددية والتنوع ومن أجل تعزيز الشراكة السياسية في صناعة القرار الوطني والديمقراطي .



#محسن_أبو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني الفلسطيني والنداء العالمي لمكافحة الفقر
- التيار الديمقراطي هل يلتقط الفرصة هذه المرة؟؟
- لا تضيعوا الفرصة الأخيرة
- إلى متى يستمر الاحتقان ؟
- -بين ثقافتي المقاومة والسلام - ثقافة الحقوق هي الأبقى
- المجتمع الفلسطيني بين انتفاضتين
- عن التنمية وضرورات العودة إلى الجذور


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن أبو رمضان - التيار الديمقراطي بين حاجات الوساطة وضرورات البديل